أبن زيدون
15-10-2022 - 03:51 pm
دعوة لشراء بيوت فاس ،، قبل أن يأكلها يهود
فريق الجزيرة توك فاس
أن كان لك بعضا من المال وأردت تجارة رابحة فلك أن تشتري بيتا في ضواحي فاس العتيقة ،،
بكل تأكيد أنك ستبيعه بعد سنتين بالضعف ،، ليس الموضوع تجاريا ،، لكن ثمة خوف يدق
جرس الحماية للمدينة الإسلامية العتيدة
بين احد الأزقة يرتمي بيت قديم ، ذهبت إليه وصاحبي ولم أزل عنده اسمع صوت مصنع قريب
لدباغة الجلود ،،
وكما في أفلام الرعب ،، بين الظلام يتدحرج سماسرة يهود يلتقطون أي دارة عامرة وغير عامرة
للصقها برصيدهم في الدور ،، لأسباب تتعلق بتاريخ اليهود في المدينة ولأسباب تجارية ربحية كذلك ،،
القادم بنفس غير نفس السائح يدرك مخاوف أبناء البلدة من ارتفاع أسعار العقار بسبب هجوم
لا يرى بالعيون المجردة على العقارات و ادخارها لوقت قد اقترب
ديفيد واحد من بين هؤلاء ،، يلكن بالعربية ،، و يسمي نفسه باحثا في تاريخ فاس وعالما أثريا لها ،،
من كان معي قال لي أن عمره في فاس لا يزيد على الشهور الستة لكنه وضع بعض الكتب عن
المدينة ولديه موقع الكتروني يرغب من خلاله باقتناء البيوت القيمة هنا
ذهبت إلى بعض البيوت التي اشتراها "ديفيد" ووجدتها لسانا ناطقا يحكي رحلة مدينة بأيدي
السماسرة ولا من رقيب
الآن أتجاوز هذا المقطع وأعتقد أن الفكرة وصلت ،، اشتروا في فاس ،، أو امنعوا الغريب من
الشراء ،،
بينما أنا أتجول في المدينة العتيقة فوجئت بضيق الطريق ، فلا يمكن لاثنين يمران متقابلين
حتى يلتقي الكتفان يمين هذا على يسار ذلك
مثل هذا الطريق من الممكن أن يسمى طريق الإصلاح ،، ذلك ان أضيق المسافة تمنع المتلاقيين
من عدم السلام على بعضهما وخاصة إذا ما كانوا متخاصمين
لكنني سألت و ماذا عن مرور النساء ،، عندما تمر المرأة من هذا الطريق ما على الرجل إلا أن
يقف ،، فمن يمكن له ان يمشي بحضرة امرأة هنا ،، نقطة سأواصل الحديث ففي البال كثير
مما هو جميل
عنصر المفاجئة لا يغادرني ،، هل تكون الحديقة بهذه الطريقة ،، عندما تشاهدون هذه الصورة
اشك إنني احتاج إلى تعليق
ادعوكم الآن إلى الزيارة
منذ أربع ساعات ونحن نمشي ،، يا للجوع والعطش ،، نحن الآن عند فندق النجارين ،،
كان احد
معتقلات الفرنسيين وقبلها سوقا جامعا للبضائع ،، وما زالت موازين البضائع تعلق على جهاته
الفندق الذي يطغى الخشب عليه ،،
في الأعلى يكون منظر المدينة متكاملا ،، فبعد صعود سبعة
طوابق على السلالم تكون منارات فاس الأبرز بين كل المعالم ،، قد لا تلتف في اتجاه إلا وتسقط
عينيك على منارة مسجد
شربنا الشاي الأخضر هناك ،، لم تكن كراسي الجلوس مريحة ،، كانت من الخشب المسطح وهي
مرتفعة كثيرا ،، قيل لي وضعت هكذا كي لا تجلس كثيرا في هذا المكان العالي ،، فالمكان الصغير
والزوار كثيرون ،، فهمت وقمت .
قمت إلى مكان آخر ،، هو السجن ،، أغلقت الباب على صاحبي ،، شعرت باني سجان وانه المسجون
،، ربما شعر هو كذلك فأراني علامة النصر ،، كم مر من هنا منتصرون ،، وكم عذب آخرون ربما
انتصروا هم أيضا في النهاية ،، إنما النصر صبر ساعة
قريب من النجارين يجلس الصفارين ،، في العراق يسمى سوقهم بسوق الصفافير ، يطرقون على
النحاس طرقا ،، فسمع طرقهم الخليل بن احمد الفراهيدي فأبدع علم العروض الذي صار مدرسة
لكل شاعر عربي يريد أن يكتب قصيدة
النوم واعر ومزيان بعد التعب
في المغرب يسمونه سوق الصفارين ،، الاسم قريب ،، لكن الإبداع يتجلى بين ثنايا قطعة نحاسية ترتفع
إلى نسخة فريدة من حزمة الزخارف اللا متناهية ،، هي الآن واحدة في الدنيا لا ثاني لها ،، نعم ،، لأن
الحرفي لا يدشن الزخرفة عبر نافذة التخطيط ولكن التموجات والزوايا في الشكل الدائري تنام في رأس
الحرفي وتصحوا معه ،، في النهاية القطعة الناتجة لا تشبهها آلاف القطع التي يصنعها ،، إذ لكل واحدة
منها شكلا جديدا ،، ألا يسعكم مثل هذا الأمر أن تصفقوا اعجابا ،، أنا صفقت
من لم يسمع بابن خلدون جوهرة العرب وواضع علم الاجتماع من هذه الزاوية مر يوما
وأخذ العلم ،، رحمك الله ،، حري بواحد مثلي أخذت عقله مقدمة ابن خلدون أن يأخذ صورة
ولو عند الأثر ..
على أسوار فاس ،،، انتهت الرحلة ،، أول رحلة لي ،، إلى هذه المدينة ،، هل تعلمون
أين أنا الآن ،،
من الممكن أن أقول لكم أنها مسابقة لكل من يقرأ خاصة المغاربة
من منكم يعرف أين نحن الآن?!!
الأكيد أنني سأقول لكم أين التقطت هذه الصورة ،، إلى اللقاء يا فاس
الله يعطيك الصحة