- جبال الألب من الطائرة
زرت روما قبل عدة أسابيع، استفدت كثيرا من رواد الموقع وتوجيهاتهم، وأحببت أن أشاركهم بعض الخواطر التي واجهتها في زيارتي السريعة
اليوم الأول: الوصول عصرا
جبال الألب من الطائرة
القطار الضخم هنا حضر في الموعد، وبعض الركاب يحاولون فتح الباب من الخارج، رغم الكتابة الواضحة عليه: يفتح تلقائيا! أخبرت الرجل المجتهد أن الباب سيفتح عندما ينزل الركاب، ابتسم ولكنه لم ييأس من المحاولة!
القطار يعبر بنا في طريق ذو ملامح متوسطية: القرميد الأحمر على السقوف أصبح بنيا في البنايات القديمة أو المهجورة، الشمس ساطعة وساخنة، الحشائش الخضراء متروكة على حالها، أشجار الزيتون تنمو دون مجهود، وحتى بيوت الصفيح موجودة، لا تبدو الضواحي في هذا الطريق أنها تؤدي إلى روما العظيمة، ظننت أن الصيد كله في جوف الفرا هنا في روما، ولم أكن واهما!
نزلنا في محطة القطار الضخمة "ترميني"، خرجت منها في نيتي ركوب سيارة أجرة لئلا أتيه في روما العظيمة، سيارات التاكسي مصطفة أمام الباب، أشار إلي أحدهم وحادثني بالإنجليزية، أعطيته العنوان ففتح لي الشنطة لأضع الحقيبة. ركب في الأمام وانشغل بجهاز الخرائطي، وركب معه سائق السيارة، ولم يعجبني هذا، سألته بالإسبانية لماذا هذه السيارة يقودها شخصان، وأجاب بالإنجليزية: السائق جديد! استسغت الجواب غير المقنع في وجود الخرائطي، ولكن انتبهت ان شيئا ما يحدث هنا، خصوصا أن عداد الأجرة لا يعمل! قطعنا الطريق القصير بصمت في طرق ممتلئة ولكنها غير مزدحمة، وقيادة متوسطة، دقائق وأوقفوني أمام بوابة أثرية ضخمة في وسط حارة قديمة، أشاروا إلى العنوان وأخبروني أن السيارة لا تستطيع الدخول هناك. نزلت من السيارة ونزل السائق يناولني حقيبتي، توجهت إلى زميله الجالس لأدفع، ولكنه أشار من خلف الزجاج أن ادفع إلى زميلي. ناولني السائق ورقة كتبها للتو قائلا: 27 يوروا!
كيف عرفت أنها كذبة؟ من كبرها! هكذا عرفتها هنا! أخبرته أني لن أدفع سبعة وعشرين يوروا، أخرجت جوالي ورفعته أمامه ملتقطا له بعض الصور، حاولت تصوير لوحة السيارة وهو يحاول حجبها، ويرفع صوته ما هي المشكلة يا سيد؟ ما هي المشكلة يا سيد؟ المشكلة انك تحاول سرقة السياح! كم ستدفع إذن؟ سأدفع عشرة يوروات فقط. حسنا أنا موافق! قلت في خاطري: حتى العشرة يوروات كثيرة، ناولته خمسة يوروات لم تعجبه، انصرف شاتما، وانصرفت متكدرا من هذه الافتتاحية!
هذه البداية جعلتني لا أثق أنه أوصلني إلى المكان الصحيح، ولذلك توقفت أسأل المارة عن هذا العنوان مرة أخرى، ولكن للأسف لم يتعرف أحد عليه، والعذر معهم فهم ليسوا من اهل البلد أصلا!
وجوه أهل البلد حميمية وإن لم تتسم بالجمال، بعكس الوجوه التي ألقاها هناك في إنجلترا التي كأنها تماثيل من حسنها وكذلك في برودتها!
لا أكاد أواجه أهل البلد هنا للوهلة الأولى، من كثرة السياح ومن كثرة الطارئين على البلد من شرق آسيا من بلاد التنين، ومن جنوبها. حتى اللباس الذي يوشك أن ينقرض حراسه هنا هم من غير الإيطاليين: عباءات الراهبات هنا على وجوه آسيوية وأفريقية صميمة إلا ما ندر.
المحلات التجارية والعربيات المتجولة تملأ المكان، والفوضى أبرز من النظام!
درت حول المكان عدة مرات لأكثر من ساعة أجر حقيبتي، في هذا الحي الكوسموبوليتان الذي تتوسطه كنيسة القديسة ماري الكبرى، لا أحد يعرف العنوان من المواطنين أو المقيمين،أخيرا توقفت في مطعم انشغل العامل الهندي فيه بتمسيح المكان، سألته وأجاب بكل ثقة أنها البناية المواجهة!
إذن كان سائق التاكسي محقا، وكنت أنا سيء الظن! وهكذا يفعل سوء الظن!
آخر مرة أحجز في شقق مفروشة صغيرة!
الكنيسة الضخمة سانتا ماريا لا مايوري
وإلى لقاء لقاء قريب إن شاء الله
تقرير ممتاز بس نبي المزيد من التفاصيل
وكل مايتعلق بزيارات يومية واهم الاشياء اللى زرتها
لكي يستفيد الجميع
واصل نحن بانتظار ماستطرحة من ابداعات وصور بهالرحلة الشيقة
بالتوفيق