لأني كثيرا ماسئلت عن التوقيع وقرأت إطراءات عنه ويعتقد من يسألني أن الأبيات أن صاحبها وأنا
بيني وبين نفسي أقول ياليت , بس الحقيقه التوقيع له قصه حدثت لي عام 99 ميلادي سأوردها لكم :
أقلعت بنا الطائره أنا وصاحبي من مطار الكويت الساعه 6 مساءابتاريخ 27 ديسمبر 1999م
ثم الى البحرين لتغير الطائره ومن ثم الى ابوظبي للحاق بالرحله المتجه لكازابلانكا ثم أقلعنا
باتجاه الغرب متجهين للمغرب واستغرت الرحله 8 ساعات الليل كله وعند بزوغ الفجر
كنا في أجواء المغرب تحدنا الغيوم من كل جهه وكان الجو أكثر من رائع المهم حطت
طائرة طيران الخليج بنا الساعه 7.30 صباحا ثم نزلنا مسرعين حتى لاتطوفنا الطائره
المتجهه لطنجه وبتوفيق من الله سبحانه وبعض البخشيش إنحنت لنا الطائره لنطير
بها لطنجه وكانت الساعه 8.15 وكان وقت قياسي المهم وصلنا إلى طنجه بعد 45 د
وقد أعيانا السهر والتعب ومن هنا تبدأ رحلة المشقه لأننا إستلمنا الأمتعه قاصدين
المينا , الشاهد إنا ركبنا تاكسي المطار نريد المينا فوصلنا إلى المينا فكان ممتلئ
بشكل رهيب فتحطمت أمالي بالوصول إلى ماربيا اليوم وإذا بصاحبي يذكرني بيت
شعر أقوله لأصحابنا دائما إذا سافروا للدول العربيه وهو:إذا أتتك صعوبتن في مطلبن ****** فإجعل صعوبته على الدينار
وإبعثه فيما تشتهيه فإنه ******* حجر يلين قوة الأحجار
فمن هذه الأبيات بدأت وبها ركبت العباره بإتجاه غاليتي أسبانيا كانت الرحله رغم السهر والتعب
رحله تعيش في جزء خاص بها في دمي وشرايني , اللي حصل إني ركبت العباره الكمارت وأتذكر
أنها كانت ب200 درهم ( 10 $)
أبحرت العباره الساعه 2 ظهرا ونزلنا تحت ونام صاحبي على الطاوله فقد كنا مرهقين لدرجة
الأنهاك ثم صعدت أنا فوق العباره اراقب أحلى مضيق وروعة جمال الخالق فكان بحق أجمل
ماجالت به ناظري , في تلك اللحظات سرحت بالتفكير كثيرا كثيرا وتخيلت أكثر عشت لحظات مميزه
من عمري لاشك إنها غاليه , وأنا على هذه الحال إذ يد تمتد إلى كتفي وتهزني وتقطع كل شي علي
إلتفت واذا شخص مغربي ملابسه ليست جيده وأعتقد أن حاله كذلك كان يلبس قميص أصفر كأنه
أمامي الأن , بادر بالسلام علي فصافحته وسألني لماذا أحدق النظر في هذا الجبل فقلت ألا تعرفه
قال بلى هذا جبل طارق قال وانت قلت أنا أعرفه وأعشقه فبدأنا الحديث عن تاريخنا الحافل وعن
موروثنا فقال لي المغربي أسألك بالله ماهو إحساسك وأنت تحدق النظره بالجبل فقلت : أحس
أن جبل طارق يبكي وسكتت , فتأثر جدا لكلمتي هذه وماهي إلا لحظات وكل من فوق السفينه
يركضون للاسفل لنزول مطر شديد فجأه فنزلنا انا معه مسرعين فقلت له : عاصفه من الدموع
فضحكنا سويا وقال لي قصته بالكامل وانه ذاهب لإكمال دراسته بإحدى جامعات مدريد رغم
ضروفه الماديه القاسيه وكان ماكان منا ومنه إلا أننا توادعنا بطريقه كأننا نعرف بعض
من سنين فكانت قصة كفاحه تبعث في الامل دائما .
اللي حاصل أني حزنت لما شفت الجبل وماساعدتني مشاعري بكتابة شئ , فسافرت بعد
فتره الى القاهره فوجدت شخصا قال لي ان ابن عمه ذهب لأسبانيا عن طريق المغرب بالعباره
وشاهد الصليب الموجود على جبل طارق فقال قصديته متأثرا بهذا الموقف .
الشاعر هو القدير / ناصر القحطاني , شاعر الأندلس
البيرق اللي على قمة جبل طارق
عارٍ حنى الهامه اللي طال عاتقها
جيت أسأله يوم شفته بالحزن غارق
وأقول شف حابس العبرات مطلقها
ياورثنا اللي من المسروق للسارق
يا أغلى المراقيب لو ماكنت شاهقها
مابين مغرب رضاك وغيضك الشارق
ذكرتني حصة التاريخ ما اصدقها
ماكنك اللي مرق من جانبك مارق
للوادي اللي فلول الذل فرّقها
من طيب حظك ومن تفكيره الخارق
ساق المناوي وقال الله يحققها
ماتذكره يوم مر الما كما الزارق
لمّيت جنده ولمّ السفن واحرقها
ماتذكر الخطبه اللي سرّت البارق
والخيل والريح والعزه وبيرقها
ماتذكر الغاده اللي غصنها وارق
من سربت الحق ترجي ثار خافقها
ماتذكر الفرقتين وشاسع الفارق
والسبع الايام ماتذكر دقايقها
الموت مثل الحياه أطماع ومزارق
والأندلس تنتظر ميعاد عاشقها
بوابةٍ قبل ماتنشد من الطارق
هبايب المسك ساقت ريح طارقها
لين ارجهنّت وغنّى شوقها الحارق
من أول أبراجها لآخر حدايقها
يا أغلى المراقيب أنا رحّال ومفارق
والكلمه اللي تزيد الهم أبنطقها
طارق وروّح تصبّر ياجبل طارق
لو رزّت القوم في راسك بيارقها
..