- وهي من أجل بقاع المعمورةوأهدئها على الأطلاق كما شاهدت.
- لا أخفيكم سراً
كثير منا سافر إلى دول جنوب شرق آسيا كتايلند وماليزيا وإندونيسيا والفلبين .
وجميع تلك الدول سحرتنا بطبيعتها الخلابة وجوها الممطر وشعبها الودود ومن يسر له الله تعالى زيارة أي من تلك الدول تعيش معه تلك الذكريات الجميلة ردحاُ من الزمن.
ولكن صدقوني هنالك جزيرة منسية تضاهي كل ما سلف من دول روعة وجمالاً وللأسف تعد مجهولة منا نحن العرب خصوصاً كما أخبرني عبدالقيوم مرشدي السياحي وصديقي الزيز عندما قابلته في دبي العام الماضي
وهذه الجزيرة النائية في المحيط الهادي تدعى جوام Guam
وهي من أجل بقاع المعمورةوأهدئها على الأطلاق كما شاهدت.
فبعد إلحاح من صديقي عبدالقوم قررت زيارتها وهكذا كان منتصف الشهر الماضي .
ففي يوم الأربعاء الرابع عشر من الشهر الماضي أقلعت طائرة الخطوط الفلبينة من مطار دبي إلى مانيلا وطوال الرحلة محدثكم في سابع نومةحتى وصولنا مطار مانيلا , نزلا بصالة الترانزيت -في مطار مانيلا وبعد خمس ساعات إنتظار في المطار( الصراحة لم أشعر بالوقت بتاتاً فلد قضيت الخمس ساعات كلها في النوم على ذلك الكرسي ولم يزعجني أمر سوى صوت المذيع والمذيعة < الداخليين للمطار > للإعلان عن الرحلات المغادرة والقادمة )عموماُ ركبت طائرة أخرى صغيرةلا يزيد عدد ركابها على الثلثين مسافر بلا مبالغة وما أثار إستغرابي أنه لا يوجد من بين من كان على متن تلك الطائرة أي أسيوي إلا محدثكم وشخصين من جنوب شرق آسيا والبقية إما استراليين أو أوروبيين .
وبعد مايقارب الأربع ساعات أويزيد من مغادرتنا مطار مانيلا هبطت الطائر في مطار أساتداص Asatdas في جوام.
بعد النزول من الطائرة وإستخراج الفيزا والإنتهاء من ختم الجواز ومغادرة الجمارك وعبارات التحيب هي كل ما أسمع والجميع يستقبلك بالإبتسامات بكل ودٍ ومحبة ولم أسمع كلمة (هدية ) وبأي لغة كما توقعت من موظفي الجمارك والجوازات وحتى عمال النظافة فالإبتسامات بالمجان وعبارات الترحيب من الرجال والنساء على حد سواء.
لا أخفيكم سراً
لقد أسعدني ذلك كثيراً لأن الكتاب باين من عنوانه كما يقول أخوتنا المصريين.
لم يتسن صرف العملة أو السؤال عن مكتب السياحة لحجز فندق لأنني فوجئت بصديقي عبدالقيوم يحتضنني بقوه مرحباً ولم يمهلني فأخذ حقائبي وإلى سيارته مباشرة وقد كان بمعيته زوجته فإنهالت علي عبارات الترحيب والسؤال عن راحتي والإعتذار عن أي إجهاد أو مشقة صادفتهما خلال رحلتي الطوية وكأنهما سبب ذلك الإجهاد
عجبت فعلاُ من دماثة أخلاق تلك السيدة الفاضلة وأدبها الجم ولا عجب فعبدالقيوم زوجها من أروع الأشخاص الذين يمكن مزاملتهم ومصادقهم.
كانت الساعة تشير إلا التاسعة والنصف صباحاً عندما ركبنا السيارة .
عرضا علي عبدالقيوم وزوجته تناول الفطور بأحد الماعم الكثيرة املنتشرة على طريق المطار تامونينج (Tamuning)حيث منزل عبدالقيوم الذي لايبعد عن المطار سوى 20 كيلو متر كما أخبرني.
رحبت بالفكرة وفعلاً توقفنا في مطعم Paradise في باريغادا(Barrigada) ويالها من طبيعة خلبة وجو منعش ونسيم عليل زينته زخات المطر
المطعم يطل على رابية في غاية الجمال والورعة فشلالات المياةالطبيعية والمنهمرة بغزارة من أعالي الجبل أضفت جمالاُ على تلك البقعة
ولعل أبرز ما يز امطعمعاوة على مقعة في تك البقعة الخلابة وأطباقه الإستوائية اللذيذة ,أرضيته الزجاجية وأسماك ال Gold fish ذات الحجم الكبيريعوم تحت الأقدام
صدقوني بقينا في ذلك المطعم وماجاورة من نار خلابة إلى الساعة الثالثة عصراُ لم نشعر خلالها بمرور الوقت إطلاقاُ رغم الجهد والتعب بسبب الطيران لساعات عدة غادرنا باريغادا متجهين إلى منزل صديقي في تامونينج(Tamuning)والمسافة المتبقية لا تزيد على الأربعة كيلومترات,
تمنيت أن تطول المسافة فبالفعل لا يمكن تخيل جمال تلك المناظرحيث الجداول والشللات والفراش الزاهي الألوان ذوالحجم الكبير جداُ الذي يضاهي راحتي اليلد مبسوطتين
ولم يزجني ويحزنني في نفس الوقت سوى إصطدام ذلك الفراش الجميل بزجاج السيارة الأمامي
وصلنا المنزل حوالي الساعة الرابعة وياله من منزل الأحلام كما أطلقت عليه لاحقاً فأمواج البحر تصطدم بفنائة الجانبي ولا أنسى غروب مس ذلك اليوم فمنر لغروب من أجم الاهداللتي يمكنخيلها وحينما ابت الشمس كنا في الصالة العلوية نحتسي الشاي الصيني بالجنسنج والياسمين وطقوس تقديمة التي لايمكن لسيدة أخرى في العام أن تتقنا كما أتقنتها تلك السيدة الرائعة زوجة مضيفي وصديقي عبدالقيوم بعد
الغشاء (ليس غداء ولاعشاء لأنه كان في الساعة الثامنة مساء) إتتأذنني عبدالقيوم وأوصلني لغرفتي في ادور الثاني لأرتاح وأنام
أخبرته أن إكرام النفس رضاها فليهني باقي الساعت وطلبت منهالخروجلوحدي وإستكشاف المنطقة,لب مني مرافقتي وبإلحاح فإستحلفته أن يبقى مع زوجته ويتركنلحال سبيلي.أبدلت ملابسي وخرجت بعد ان أعطاني أماء بعض اأماكن التي إقترح علي زيارتها وكتبهاليفي رقة ذيلها بعنوان منزله.
بني وبينكم ما أن خرجت من بيته إلا وقررت أن إهمل ما أباه من إقتراحات لزاة عض الأماكن وإستعنت بالحدس مشيت لخمس دقائق قضيتها في شراء كل ماصادفت ن فواكه إستوائية فالمزارعات بسلالهن الخيزران يجبن الشارع ويعرضن ماديهن من فواكه قطفت للتو والسعر أرخص مما قد تتخيل,
أثناء تجوالي رأيت أنواراُ في السماء كألعاب نارية مصغرة فأكملت مسيري بإتجاهها لارغبة في رؤية مصدرها ولكنه لانها كانت على خط سيري.
عند إقترابي من مصدرها إذا بي في ساحة واسعة جميلة زينتها زهور في غاية الجمال وحوض كبير للأسماك تتوسطه مجسم لأسماك الدلافين ونافورة مضاءة بألوان عديدة تعمل على أنغام الموسيقي والشبان والفتيات ومن جميع الأعمار والأجناس يمرحون ,
وكان هناك مسرح خشبي وفرقة موسيقية من الهواة تغني وأكشاك المرطبات والعصائر وعربات الإيس كريم متواجدة بكثرة .
لم يقتني تذوق العصائر والإيس الكريم فكنت دائم التردد على الأكشاك والعربات وشراء مالذ وطاب ولمرات عدة ,
سرقني الوقت في ذلك الجو المرح الجميل ولم ينبهني سوى رنين هاتفي الجوال في الساعة الثانية صباحاُ وعبدالقوم يسأل عن أحوالي ويطمن علي,
أدركت أن الوقت تأخر وانه من غيراللائق أن أمكث أطول خصوصاُ أنني ضيف عند عبدالقيوم وأنه يتعين علي العودة حالاً إلى داره.
يتيع>>>
مع تحياتى