ابوحمد
11-02-2022 - 04:46 pm
العلاقة بين مصر والسعودية على المستويين الرسمي والشعبي تمثل العلاقة الأكثر تميزا، لذا فإن الجسر الذي سيربط بين رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية، ومنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر، هو جسر من الحب، من شأنه أن يقرب المسافة، ويتجاوز فواصل الجغرافيا، من أجل عيون التاريخ المشترك الذي يربط بين البلدين.
من المؤكد أن خبر الشروع في بناء هذا الجسر الأسبوع المقبل سوف يحقق أمنيات قديمة تاق إليها الناس على الجانبين منذ زمن طويل، فالمصريون الذين حلموا أن لا يحول بينهم وبين أحلام السفر إلى الأراضي المقدسة بحر، سيجدون في هذا الجسر باعثا لأمنيات الرحيل الآمن إلى الكعبة المشرفة، ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وسيجد السعوديون في هذا الجسر طريقهم غير المكلف إلى أرض الكنانة بكل ما لهم في تلك الديار من أنس وناس، فمصر بالنسبة لشريحة كبيرة من السعوديين البلد الذي تتقارب عاداته بعاداتهم، ومزاج أهله بمزاجهم..
ستستفيد مصر كثيرا من بناء هذا الجسر، فلن يضطر حجيجها إلى ركوب البحر، رغم مخاطره، وستتمكن صادراتها من الوصول إلى الجانب الآخر عبر أقصر الطرق وأسرعها، وسيجني السعوديون الكثير من المنافع حينما تصبح مصر القريبة من قلوبهم بأهراماتها ونيلها ومكتباتها على بعد 50 كيلومترا من ديارهم، وستزداد أعداد الذين يؤثرون أن تكون إجازات صيفهم في مدنها وعلى شواطئها.. إنه جسر الحب بكل المعايير بين بلدين شقيقين فصل بينهما البحر، وربطت بينهما أجمل المشاعر.
وهذا الجسر الذي ستصل تكلفته الإجمالية إلى 3 مليارات دولار، ويستغرق إنشاؤه ثلاث سنوات، ويمكن أن يقطعه المسافر في أقل من ساعة، سيكون واحدا من أعظم جسور العالم، وأكثرها أهمية، وسوف يصبح طريق الحج البري الحديث، الذي يسلكه الحجاج من القارة السمراء.
نعم لقد تأخر بناء هذا الجسر كثيرا، فلو قدر لهذا الجسر أن ينشأ منذ سنوات لحفظنا أرواح الكثير من الحجاج والعمال والسياح التي ابتلعها البحر، ولوفرنا على آخرين ركوب تلك العبارات المتهالكة، المسكونة بالخوف والمجازفة والأخطار.. ولكن أن يبدأ الشروع في بناء هذا الجسر الآن خير من أن يظل خيارنا البحر إلى الأبد.
ألف مبروك لشعب السعودي والمصري
بالفعل تحقق الانجاز العظيم واصبحت مصرالتي في قلوبنا قريبة من عيوننا في العهد الميمون وعهد الرخاء.
حفضك الله يملكنا المحبوب