- مدن الأهازيج والألوان ومهارة السير على النار...
- تمازج ثقافي
- إيقاع الحياة الليلية
- مدن الرماح و السكر
- سباق الأمواج
أرض الأساطير والشواطئ العنيفة
جزر فيجي.. نسيج ثقافي متفرِّد..
مدن الأهازيج والألوان ومهارة السير على النار...
- الاسم: جمهورية جزر فيجي
- العاصمة: سوفا
- اللغة: الإنجليزية والفيجية
- العملة: دولار فيجي
ليست كغيرها من الوجهات السياحية الأخرى تمتاز جزر فيجي بطبيعتها الخلاَّبة ودلفين مياهها الذي يحلق بابتهاج محييا كل قادم اليها وطيورها الوردية التي تبسط أجنحتها بين جنبات غاباتها المطرية الكثيفة، فجزرها البالغ عددها 333جزيرة تثور في صخب وتشويق وتهمهم في هدوء الطبيعة الصافية، فهي الجزر التي تصل أمواج شواطئها إلى ارتفاع 6 أمتار في "تافاروا" فضلاً عن بحيراتها المتصلة بالمحيط بألوانها الفيروزية عند المغيب، انها اليابسة التي تشرق شمسها يوميا تقريبا وعندما تمطر يخرج الناس من منازلهم من أجل الاستحمام تحت رذاذ المطر المحبب، يعيش أهلها في وئام تام بايقاع حياتي بطيء ومسالم تسوده القروية والبساطة في التعامل، فهم يضعون الزهور على رؤوسهم لا لجذب انتباه أحد وإنما لأنهم يعشقون ذلك.
يقع أرخبيل فيجي في الجزء المداري لنصف الكرة الارضية الجنوبي حيث يعد هذا الموقع ملتقى طرق جنوب الباسيفيكي، وإبان فترة السفن الشراعية كانت تعرف هذه الجزر بجزر آكلي لحوم البشر مما حدا ببحارة تلك الحقبة تجنبها فضلا عن مقاتليها الأشاوس.
أما الآن فتهبط حوالي 100 طائرة اسبوعيا على مطار "نادي" لتستقبل هذه الجزر زوارا جدداً لما تتمتع به من مناخ سياحي رائع، وتمثل هذه الجزر التي يفوق عددها330 جزيرة مساحة يابسة تبلغ 272 ،18 كيلو مترا مربعا ومن بين هذه الجزر 100جزيرة فقط مأهولة بالسكان أما البقية فتعتبر احتياطي للطبيعة، ويتركز الثقل السكاني في الجزيرتين الرئيسيتين وهما "فيتي ليفو" و"فانوا ليفو" التي يعيش فيهما 80% من شعب فيجي الذي يفضل الحياة القروية حيث يعيش 40% فقط من الشعب بالمناطق المدنية.
تمازج ثقافي
عرف البشر طريقهم إلى ذلك الأرخبيل منذ 2000 عام قبل الميلاد إلا أن حقيقة هؤلاء البشر ظلت مجهولة حتى الآن رغم الاجتهادات التي جرت لتحديد القبائل الأصلية، فالسكان الحاليون هم مهاجرون جدد، حتى انهم لا يختلفون عن هؤلاء الذين يعيشون في جزر "بابوا نيو غويانا" و"سولومون" و"هيبرديز" و"نيو كاليدونيا" وذلك بعد الاكتشافات الأخيرة لبعض الآثار من المشغولات الفخارية، أما الاسطورة الفيجية فتقول إن الزعيم "لوتونا سوباسوبا" هو من قاد شعبه بعرض المحيطات إلى الأرض الجديدة "فيجي"، إلا أن الجميع يتفقون على أن الشعوب التي أتت إلى الباسفيكي جاءت من جنوب شرق آسيا عبر إندونيسيا، وهنا تزاوج "الميلانيزيون" و"البولينزيون" ليكونوا مجتمعا في غاية التطور قبل وصول الأوروبيين بوقت طويل.
إيقاع الحياة الليلية
شهدت هذه الجزر استجلاب اعداد كبيرة من الهنود في بداية العام 1878م للعمل في زراعة حقول قصب السكر، وظل هذا الاستجلاب مستمرا حتى تم الغاء الترحيل والتهجير في العام 1916م ليجد الهنود انفسهم يمثلون نحو 45% من المواطنين بعد ان فضل معظمهم البقاء على العودة إلى الهند، أما الفيجيون فيمثلون 49%من السكان إضافة إلى أهالي جزر جنوب الباسيفيكي والأوروبيين والإندونيسيين والصينيين، ويبلغ التعداد الحالي لمواطني فيجي نحو 000 ،800 نسمة فقط يتحدثون اللغة الفيجية والانجليزية وكلتاهما رسميتان إضافة إلى اللغة الهندية وبعض اللهجات المحلية الأخرى.
أهم مدن جزر فيجي هي "سوفا" على جزيرة "فيتي ليفو" والتي اصبحت عاصمة في العام 1882م فضلا عن انها الميناء الرئيسي أو ابهام الباسيفيكي كما يحب اهلها ان يطلق عليها ويسميها البعض مدينة الالوان حيث يعم الصخب المدينة ليل نهار، وانتقل اليها المستعمر البريطاني متخذا منها عاصمة للبلاد خلافا للعاصمة السابقة "ليفوكا" التي تقع على جزيرة "اوفالاو"، وتعتبر "سوفا" اكثر المدن تعداداً للسكان وتذوب فيها القبلية بين طيات المدنية وسرعة ايقاع الحياة التي التي تبدأ مع بدايات المساء.
مدن الرماح و السكر
أما "لاوتوكا" التي استوحت اسمها الذي يعني (حرب الرماح) من اسطورة قديمة عبارة عن معركة دامت بين زعيمين لقبيلتين لفرض السيطرة على المدينة ووقعت المعركة على منطقة باتت تسمى "نقطة فاركوار"، وتقع "لاوتوكا" في الجزء الغربي لجزيرة "فيتي ليفو" وتعتبر من أجمل مدن الجمهورية التي تمتاز بالخضرة وجمال النخيل الملكي.
إضافة إلى هاتين المدينتين هناك "راكي راكي" التي يمر بها نهر "رينانج" بروافده التي تنتشر على ارجاء الجزيرة، كما هناك مدينة "نادي" التي اشتهرت بزراعة القصب وصناعة السكر واكتسبت شهرتها بعد بناء المطار الدولي لتكون مدينة استقبال السياح والزوار بعد أن هيئت تماما من قبل الدولة.
فيجي هي مزيج من الثقافات القديمة الساحرة، فمساكن القرى الهادئة والساكنة تنتشر في كافة الجزر، والأهازيج والتراتيل والاحتفالات في استمرار دائم منذ عدة قرون، وبها يعيش التاريخ بمختلف فصوله.
سباق الأمواج
أول من قطن هذه الجزر هي شعوب "لابيتا" وذلك من خلال الآنية الفخارية الأثرية التي تم العثور عليها في جميع انحاء جزر الباسيفيكي تقريبا، وتشير الدلائل اللغوية إلى أن هذه الشعوب قادمة من أواسط "فانوتاو" أو إلى الشرق من "سولومون" وانتشرت في بقية الجزر متنقلة عبر جزر "تونغا" و"روتوما" و"ساموا" فضلا عن "هاواي" و"رابانوي" أو الجزر الشرقية ومنهم من ذهب إلى "روتيروا" التي تعرف ب"نيوزيلاند" حاليا، وتزاوج من تخلف على هذه الجزر مكونين شعوبا مختلفة.
ولذلك ليس من الغريب أن نجد ذلك النسيج الثقافي المتفرد في فيجي، فضلا عن الاساطير التي يعيش عليها الأهالي واصبحت جزءا لا يتجزأ من جميع ضروب الحياة.
فبدءا باسطورة الزعيم "باو" الذي وحد الشعب، واسطورة الثعبان "ديغي"، واسطورة سمكة القرش "داكواكا" وغيرها من الأساطير الغريبة، وأهم فعاليات هذه الجزر هي المهارة التي تتميز بها قبائل "ساواو" وهي السير على النار الذي لا تزال مراسمها تقام بشكل منتظم في كل مناسبة خاصة، وحاليا تعتبر شواطئ جزر فيجي أجمل ميادين العالم لرياضة ركوب الأمواج.
منقول من صحيفة الجزيرة السعودية...بقلم : نورين جبريل
وما قصرت