معوذي
24-09-2022 - 08:26 am
طنجة 5-8-1428هجرسون طنجة
لئن كان السفر متعة واستجماماً، وكسراً لروتين الحياة، وراحة من عناء الليالي والأيام – فهو – إلى ذلك – ثقافة وتجربة، ورصيد معرفي هائل.
تلتقي بثقافات متباينة، وتتعرف إلى أنماط معيشية لا تدري عن أحوالها شيئاً من قبل.
وتضيف إلى مخزون معارفك علوماً، وخبرات شتى.
ولقد كان من أمري أن جلست إلى مقهى طنجاوي أحتسي قهوة صباحية مرة كعادة يومية لا تنفك دون سبب أو علة ظاهرة!
قصدته دون غيره بدافع القدر، وخطوات مكتوبة، ثم هي دوافع نفسية تشكلت مع الزمن.
مقهاي لا أعرف اسمه ولا رسمه، سوى أنه يقابل شقتي، ويحتل موقعاً مميزاً – فيما أظن – على شارع محمد الخامس، ترقب الغادي والرائح، وتزكم أنفك وأنفاسك برائحة التبغ النتنة، وعادم السيارات الخانق.
شربت قهوتي، وقرأت مقاطع من رواية (خاتم) ثم انصرفت لبعض شأني.
عدت قبل الظهر لأكمل قراءتي، وأكتب ما يعن لي من خواطر وسوانح يجمعها حال السفر.
وانشغلت ساعتها في فضاء آخر، بعيداً عن قهوتي، وجريدتي، وصخب المكان من حولي.
أخذت أرقب بنهم شديد جرسون المقهى، وألحظ بإمعان حركته، وطريقة استقباله الزبائن، وتسجيل الطلبات، وتقديمها.
وقت طويل، وصاحبي – حرسه الله – في همة، وجلد، وصبر عجيب.
يقدم طلبات الزبائن، ويلبي حاجاتهم بوجه ضحوك، وابتسامة لا تفارق ثغره.
يذهب فلان، ويقدم آخر، وهو ثابت إلى مكانه لا يحيد، ولا يقتله الملل، أو الفتور.
يعمل والقناعة زاده، وغذاؤه الذي لا ينضب.
الغريب في الأمر هو نشاطه، وجده، ومثابرته، مع تقدمه في السن.
حين أعقد مقارنة يسيرة، مبسطة الحسابات أنظر فيها إلى حالي، وحال الكثيرين من أبناء جنسي – حينها لن أعدم نتائج مخيبة، وأرضاً هشة، وواقعاً يبعث على الأسى والشفقة.
هناك من تلفع العجز والكسل، وتلحف رداء الخيبة والهوان، وارتضى عيشة الملذات والمسرات الزائفة؛ ظناً منه أن العطاء والبذل، والعمل الجاد الدؤوب سبيل المعدمين، وأملهم الباقي للعيش الآمن.
لسان حاله ومقاله: اليوم خمر، وغداً أمر.
ولست أدري سبباً أرجع له عطالة وبطالة شبابنا الفتي.
أهو حال الأسرة وتربيتها، أم المدارس ومناهجها، أم أن الأمر يفوق ذلك كله بتوجيه سياسي ومقصد ينشده أناس لا خلاق لهم.
تحياتي لابن طنجة، ودعواتي الصادقات له بالعيش الهانئ والحياة الكريمة.
اشكرك على هذه اليوميات الرائعه والمشاهدات الشيقه التي توافينا بها من المغرب الحبيب
ولو انك جعلتها في موضوع واحد باسم ( مشاهدات يوميه من المغرب) لكان افضل
صادفت الكثير من هؤلاء .. الذين يعملون طوال اليوم بلا كلل او ملل والابتسامه على وجوههم.. وهي نعمة من الله بلاشك
اما شبابنا فالحمدلله في الفتره الأخيره هناك تغير كبير .. فتجد الكاشير ومندوب المبيعات والجرسون وغير ذلك
ولكن مازال مفهوم تقبل العمل لدى الكثير غير واضح
تحياتي لك