طنجة المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
معوذي
24-09-2022 - 08:26 am
طنجة 5-8-1428هجرسون طنجة
لئن كان السفر متعة واستجماماً، وكسراً لروتين الحياة، وراحة من عناء الليالي والأيام – فهو – إلى ذلك – ثقافة وتجربة، ورصيد معرفي هائل.
تلتقي بثقافات متباينة، وتتعرف إلى أنماط معيشية لا تدري عن أحوالها شيئاً من قبل.
وتضيف إلى مخزون معارفك علوماً، وخبرات شتى.
ولقد كان من أمري أن جلست إلى مقهى طنجاوي أحتسي قهوة صباحية مرة كعادة يومية لا تنفك دون سبب أو علة ظاهرة!
قصدته دون غيره بدافع القدر، وخطوات مكتوبة، ثم هي دوافع نفسية تشكلت مع الزمن.
مقهاي لا أعرف اسمه ولا رسمه، سوى أنه يقابل شقتي، ويحتل موقعاً مميزاً – فيما أظن – على شارع محمد الخامس، ترقب الغادي والرائح، وتزكم أنفك وأنفاسك برائحة التبغ النتنة، وعادم السيارات الخانق.
شربت قهوتي، وقرأت مقاطع من رواية (خاتم) ثم انصرفت لبعض شأني.
عدت قبل الظهر لأكمل قراءتي، وأكتب ما يعن لي من خواطر وسوانح يجمعها حال السفر.
وانشغلت ساعتها في فضاء آخر، بعيداً عن قهوتي، وجريدتي، وصخب المكان من حولي.
أخذت أرقب بنهم شديد جرسون المقهى، وألحظ بإمعان حركته، وطريقة استقباله الزبائن، وتسجيل الطلبات، وتقديمها.
وقت طويل، وصاحبي – حرسه الله – في همة، وجلد، وصبر عجيب.
يقدم طلبات الزبائن، ويلبي حاجاتهم بوجه ضحوك، وابتسامة لا تفارق ثغره.
يذهب فلان، ويقدم آخر، وهو ثابت إلى مكانه لا يحيد، ولا يقتله الملل، أو الفتور.
يعمل والقناعة زاده، وغذاؤه الذي لا ينضب.
الغريب في الأمر هو نشاطه، وجده، ومثابرته، مع تقدمه في السن.
حين أعقد مقارنة يسيرة، مبسطة الحسابات أنظر فيها إلى حالي، وحال الكثيرين من أبناء جنسي – حينها لن أعدم نتائج مخيبة، وأرضاً هشة، وواقعاً يبعث على الأسى والشفقة.
هناك من تلفع العجز والكسل، وتلحف رداء الخيبة والهوان، وارتضى عيشة الملذات والمسرات الزائفة؛ ظناً منه أن العطاء والبذل، والعمل الجاد الدؤوب سبيل المعدمين، وأملهم الباقي للعيش الآمن.
لسان حاله ومقاله: اليوم خمر، وغداً أمر.
ولست أدري سبباً أرجع له عطالة وبطالة شبابنا الفتي.
أهو حال الأسرة وتربيتها، أم المدارس ومناهجها، أم أن الأمر يفوق ذلك كله بتوجيه سياسي ومقصد ينشده أناس لا خلاق لهم.
تحياتي لابن طنجة، ودعواتي الصادقات له بالعيش الهانئ والحياة الكريمة.


التعليقات (6)
مسئول
مسئول
اخي معوذي
اشكرك على هذه اليوميات الرائعه والمشاهدات الشيقه التي توافينا بها من المغرب الحبيب
ولو انك جعلتها في موضوع واحد باسم ( مشاهدات يوميه من المغرب) لكان افضل
صادفت الكثير من هؤلاء .. الذين يعملون طوال اليوم بلا كلل او ملل والابتسامه على وجوههم.. وهي نعمة من الله بلاشك
اما شبابنا فالحمدلله في الفتره الأخيره هناك تغير كبير .. فتجد الكاشير ومندوب المبيعات والجرسون وغير ذلك
ولكن مازال مفهوم تقبل العمل لدى الكثير غير واضح
تحياتي لك

الفيصل
الفيصل
اخوي الكريم معوذي لاغرابة في ان يتحفنا احد اعضاء هذا المنتدى بهذة الرائعة
فعلا كلمات رائعة جعلتني اتفاعل معها .هذة القصة تدل على مدى غيرتك تجاه ذلك العدد القليل من ابناء وطنك... ولما الدهشة اخي الكريم فالزمن هو وحدة الكفيل بتغيير الكثير من مفاهيمهم وسوف تراهم يعملون بجد مثل ذلك الفتى الفتي
اخي الكريم على ان لانكون سلبيين ونبخس حق ابناء وطننا العزيز . هناك بعض من ابناء هذا الوطن يعملون بجد ليل نهار ليؤمنوا قوت يومهم ولكن لاسبيل إلا ذلك طالما بلدي يعج بتلك العمالة السائبة منها والنظامية
التي لم تترك لإبن الوطن اي سبيل للعمل او تقديم مالدية من قدرات
المغرب يختلف كلياً عنا فالعمالة 100% مغربية
اخيراٍ الأجانب عبئ على هذا البلد وابن الوطن ثروة نحتاجها وقت الشدائد وهم لها
اشكرك

Slm777
Slm777
شي ء جميل ماتسطرة اناملك من وحي فكرك مما لاحضت عيناك والاجمل ان المغرب يخدمة ابنائة وبكل جد وتفاني ما اجملها

Marokkia
Marokkia
الله يعطيه الصحة ...
فعلا شي يستحق الوقوف للتآمل
واتفق مع ماطرحه أخي الفيصل
بان مراعاة المصالح الذاتية لبعض الفئات المسؤولة ماهو إلا تفويت لفرص مستحقة لناس ثانية
فأي عمل في نظري يجب أن يكون أسمى من التمصلح حتى نرتقي به لمصلحة الجميع
والله يوفق كل عامل جدي, مخلص, أمين و الله يهدي الكل لما يحبه ويرضاه
شكرا لقلمك الشريف خويا

اديسون
اديسون
تأكد زي مافي المغرب شباب مكافح في بلادنا شباب يصارع الحياة ويعمل بالقليل
والحمدلله على النعمة اللي احنا فيها

البزناس
البزناس
أخي معوذي تحية عطرة ,,
أنت جوك قرييب جداً منك ولكن لم تعرف تصله ,,
مكانت هو تطوان صدقني توجد أماكن تجعلك لا تبرح مكانك من التأمل ,,
أماكن تجمع بين نقائة الجو وصفائه سحر الطبيعة في تداخل الهضاب والغابات مع الأودية والبحار ,,
لو لكان عندك وقت أرجو أن لا تفرط في الذهاب إليه ,,
المكان هو :
إذا دخلت تطوان تمسك الدائري يمين وبعد محطة القطار تاتيك هذه اللوحه :

تسير بطريق وادلو يميناً وتستمر لحد ما تأتيك :

بعدها اسلك طريق الجبهه وامتع ناضريك ,,
وصدقني مراح تقراء ولا حرف من روايتك ههه
لأن عيونك مراح تقدر تسيطر عليها من جمال الطبيعة ,,
اخي الغالي ,,
منذ أن وطأت قدماك أرض المغرب وأنا اشد رحال لمصر ,,
اتمنى لك التوفيق وقضاء وقت ممتع ,,
ودمت بخير ,,


خصم يصل إلى 25%