أبن زيدون
06-06-2022 - 09:37 pm
الحمامات التركية.. تاريخ النظافة الإسلامية !
فريق الجزيرة توك اسطنبول
إستعد ، أنت على موعد لتضرب ، و يسمع ذلك ويشهد عليه كل الحاضرين ، لكن لا تقلق سيضربون
مثلك تماما ، هذا حمام تركي ، تجربة لا يمكن تجاهلها ، انت الان تسترخي وتكتشف في جسمك
اشياء لم تكن تعرفها ، فمع البخار و الضوء الخافتة ستستلقي على الرخام ، وفوقك فتاحات ضوء
من القبة ، أنت الان كما السلطان ، الان أترك العنان لعقلك ، فكر ، ثم فكر ، وانت مغمض عينيك ،
وعاود التفكير
الحمام الذي ذهبنا له بني منذ أكثر من أربعة قرون، بناه المهندس العثماني الكبير "معمار سنان" ،
وكفى بهذا الاسم أن يهز من عرف خبر الهندسة المعمرية ، اسم عظيم ولامع في مجال المعمار
العالمي وسنفرد له حلقة خاصة ولا شك
عند دخولنا للحمام اخترنا خدمة التدليك "المساج" على الطريقة التركية القديمة كخدمة مع الحمام
(التغسيل)، فأعطينا "مفركة" للجسم وقطعة من البلاستيك مكتوب عليها "مساج" لم نعرف ما
فائدتها في البداية، وطلب منا التوجه إلى غرفة تبديل الثياب، لبسنا إزاراً يكاد لا يصل إلى الركبة
ونعالاً بلاستيكية خشية من الانزلاق على أرضية الحمام الرطبة، ثم أقفلنا الباب على ثيابنا
وأغراضنا الشخصية وعلقنا المفتاح في اليد كي لا يضيع في الحمام.
بعد ذلك توجهنا إلى باب قاعة الحمام الرئيسية، فاستقبلنا أحد الموظفين هناك وأخذ منا قطعة
البلاستيك، فعرفنا أنها كانت تذكرتنا للتدليك "المساج" بالحمام.
ثم دخلنا إلى القاعة، وفي وسط الحمام توجد دائرة رخامية كبيرة مرتفعة عن الأرض.
استلقينا على الرخام الدافئ وأخذنا الأواني المعدنية التي توضع تحت الرأس كوسادة، ومكثنا في
أجواء تشبه أجواء حمامات السونا الحديثة بانتظار أن ينادي علينا أحد المغسلين (مغسل الأحياء
على غرار مغسل الأموات!!).
بعد فترة قضيناها في الاسترخاء على الرخام الدافئ ينادي علينا المغسل لأخذ الحمام والمساج،
ويطلب الاستلقاء على طرف الدائرة لكي تبدأ "مراسم" عملية التغسيل. بداية يأخذ المغسل المفركة
منا ثم يسكب دلواً من الماء على الجسم ويبدأ بفرك بقوة نوعاً ما لإزالة الأوساخ، ويكرر العملية
في الجهة الأخرى من الجسم. وبعد أن ينتهي يصب الماء مرة أخرى إيذاناً ببدء المرحلة الثانية:
الغسل بالصابون مع المساج، فيحضر منشفة مملوءة بالرغوة حتى يغرق الجسم بالرغوة، ثم
يبدأ بغسل الجسم بالصابون ويتخلل ذلك ضغط على عضلات و الرجل والظهر والبطن، ومخالفة
اليدين بعضهما البعض.
ولا يخلو "المساج" من الشدة التي تصل إلى حد العنف أحيانا، بالإضافة إلى عدة ضربات على
الظهر والبطن يسمع صداها كل من في الحمام !
وبعد أن رش المغسل الماء على الجسم وتوقف عن التدليك، ظننا أننا انتهينا من الحمام، لكنه طلب
منا الخروج من القاعة الرئيسية لإتمام التغسيل، فبالخارج وعند حوض من الماء أمرنا بالجلوس
بقربه أخذ المغسل بكمية من الرغوة ليغسل الرأس، وفيما كان يكمل عمله أخذ يضغط على الرأس
والرقبة إتماماً منه لما بدأه في الداخل! وعندما فرغ صب الماء على الرأس معاناً بذلك انتهاء
التغسيل والتدليك، طالباً منا أخذ "دش" من الماء الفاتر لتنظيف ما بقي من رغوة الصابون.
وقبيل الخروج من الحمام طلب منا تغيير الإزار المبتل بآخر جاف، وأعطينا منشفتين للجسم والرأس،
ثم ذهبنا لغرفة التبديل لارتداء ملابسنا مرة أخرى. ولم ننس قبل مغادرة المكان شرب كوب من
عصير البرتقال الطازج الذي أعاد الحيوية لنا بعدما سلبت منا بداخل الحمام، حيث أحس الواحد
منا بشعور يستحق أن يوصف ب "الدمار الشامل"، لكنه في النهاية أمر يستحق التجربة
هذه دعوة ، لماذا لا تفتحون في دخول الخليج حمامات كهذه ، هل تعرفون ، عليك أن تدفع حوالي
5دولار لدخول هذا الحمام ، أقول لمن يفكر إنها تجارة رابحة ، فأهل الخليج عموما يشكون من
سوء ضغط التبريد في كل مكان ، والحمام التركي كفيل بازالة اوجاع العصر