- تعرف على تاريخ أكراد تركيا في جديد إبراهيم الداقوقي
تعرف على تاريخ أكراد تركيا في جديد إبراهيم الداقوقي
من الصعب أن نجدا كتاباً يوثق لتاريخ أقلية من الأقليات في منطقة معينة، ومن تلك الأقليات الأكراد حيث ثدر مؤخراً عن دار المدي للثقافة والنشر كاتباً بعنوان "أكراد تركيا" للدكتور إبراهيم الداقوقي يدون فيه تاريخ هذه الجماعة في دراسة توثيقية أثارية لتسليط الضوء على المسألة الكردية بشكل خاص وعلى الحركة الكردية التحررية بشكل عام.
وكما جاء في جريدة المستقبل الباحث الداقوقي أن الواقع الثقافي لأي أمة من الأمم، يعد الحصيلة النهائية للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي لتلك الأمة، فإنه يرى أنه للحديث عن الثقافة الكردية في تركيا، يجب دراسة المجتمع الكردي من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ولو بصورة مختصرة من أجل إعطاء فكرة عن الواقع الثقافي الكردي في تركيا.
ولقراءة واقع الثقافة الكردية في تركيا، فإن عدداً من الباحثين واللغويين الأتراك والمستشرقين الأجانب أجمعوا على أن اللغة الكردية، وإن كانت تتشابه واللغة الفارسية، إلا أن هناك فروقاً واضحة بينهما تدل على استقلال كل واحدة عن الأخرى. وينحصر الفرق البارز بين هاتين اللغتين تقريباً في خمسة وجوه هي: التلفظ، البنية، الصيغة، القواعد الصرفية والقواعد النحوية. كما يتفق اللغويون الأكراد على أن ثمة أربع لهجات رئيسية في اللغة الكردية هي: اللهجة الزازائية، واللهجة الكرمانجية الشرقية، والكرمانجية الغربية والشمالية، واللهجة اللورية.
ويظهر الباحثين أن الشعر كان أول المدوّنات الأدبية الكردية التي بدأت منذ القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي، وكان الشاعر الصوفي بابا طاهر الهمداني أول شاعر كردي وصلت أشعاره الغزلية واللاهوتية باللهجة الكورانية على شكل 62 رباعية شعرية اتسم معظمها بسمو الخيال وجمال الإلهام واتقاد العاطفة ورقّة الإحساس غير أن فلسفته في الروح والحياة كانت تختلف عن فلسفة عمر الخيام تماماً.
وإذا كان الأدب الكردي استطاع اختراق جدار المحلية الى فضاءات العالم الأرحب عندما ترجم الأديب الفرنسي روجيه ليكو عام 1942 "مم وزين" التي تعد سفراً خالداً من الشعر القصصي البديع في بيان ساحر والتي صاغها الشاعر السوري بدوي الجبل في مسرحية شعرية جذابة، فإن العديد من النماذج الشعرية الكردية كانت قد ترجمت الى اللغة الإنكليزية والألمانية والفرنسية، وقد ساعد انتشار الصحافة الكردية بعد الانقلاب العثماني عام 1908 على نشر نماذج الأدب الكردي، وعلى الرغم من ذلك لم يبرز أدباء وشعراء كبار بين أكراد تركيا، بسبب الاضطهاد العنصري التي مارسته الأنظمة التركية، منذ تأسيس تركيا الحديثة، ضد الأكراد والتراث الثقافي الكردي في تركيا.
المصدر: محيط الأخباري