1. ظني – لو لم أكن في الشرقية ...

في البداية .. أقدم أحلى تحية مني معطرة لكل مرتادي هذه البوابة الجميلة .. بوابة الشرقية ..
من سنين طويلة وهذه الصفحة في مفضلتي .. بل وفي فكري ومخيلتي .. وقلما يطوف يوم من دون
أن أمر ولو مرور الكرام عليها لعلي أعبق من رياحين تلك المنطقة العزيزة على قلبي ...
أنا ياسادة من مدينة النور أصلاً ومنشأً وثقافةً ... تلك المدينة التي يتمنى أي مسلم أن يراها ولو برهة
فمابالكم من عاش فيها أسلافه من ... مائة عام ... بل تزيد ... تلك هي ... مكة المكرمة ....
وأعتقد أنه ليس هناك كلاماً قد يحتوي مكة وصفاً وفضلاً وقدراً ...
8عاماً مضت من سنين عمري - الذي أسأل الله تعالى أن يبارك لي فيه ولكم كذلك - وأنا لم
أفارق مكتي إلا لأيام قليلة لم تكن أبعد من جدة أو الطائف ...
ولكن وبدون مقدمات وجدت نفسي ألملم حقائبي متوكلاً على الله أولاً وأخيراً ومتجهاً نحو الشرق لأبني
مستقبلاً مجهول المعالم وليس في رصيدي غير قليل من المال وكثير من الآمال ....
كان حملي ثقيلاً مابين دموع أمي وإخوتي وحتى أبي الذي لم أره يوماً تدمع عيناه إلا تلك الليلة وبين
هم وحزن على فراق مكة أهلي ... مكة أحبابي ... مكة أصحابي ... مكة صباي ...
من ذلك اليوم لم أكن أعلم أني سأكمل 14 عاماً من سنين عمري الباقي هناك ولم يدر بخلدي أن
الحياة ستطيب لي في غير مكتي ...
نعم ... نعم ... تعلمت هناك الكثير والكثير والكثير من صنوف الحياة وطباعها لم أكن لأتعلمها – في

ظني – لو لم أكن في الشرقية ...

مضت السنون علي ... سريعة وثقيلة ... سعيدة وحزينة .. المهم أنها مضت .. عشت فيها أجمل فترات حياتي ... كيف لا وفيها قد تكونت ملامح شخصيتي وبدأت في بلورة قناعاتي ومسار أفكاري ...
بعد ذلك قدر الله لي أن أرجع مرة أخرى إلى مكة متقلداً وظيفة تفضل سابقتها كثيراً ... وخلال الأربع سنوات الماضية – هي المدة التي قضيتها في الوظيفة الجديدة – لم أنقطع عن الشرقية وعن الدمام خصوصاً فقد زرتها في عشر مناسبات تقريباً ...
والآن ... تلقيت عرضاً جديداً أفرحني كثيراً وفي نفس الرقت أحزنني كثيراً ... فرحتي هي رجوعي مرة أخرى إلى المنطقة الشرقية .. أما حزني فهو لفراق مكتي ... التي أسأل الله عز وجل ألا يقبضني إليه إلا فيها .
وها أنا ذا سأعود لمعشوقتي الشرقية بعد 3 أشهر من الآن وبالتحديد إلى بهجة روحي الدمام بعد فراق قصير ... آملاً أن أبدأ صفحة جديدة وبنظرة جديدة في تسيير أمور حياتي ....
وإن شاء الله سأتطرق في القريب العاجل إلى موضوع مهم جداً لكل قاطني المنطقة أو زوارها الأعزاء ...