- محطة «سانت بانكراس» الجديدة ترجع أيام عز السفر بالقطار
محطة «سانت بانكراس» الجديدة ترجع أيام عز السفر بالقطار
بعد ان زاد الحديث عن الاحتباس الحراري والتغير المناخي، والخطر الذي يهدد الاجيال المقبلة، وكان للسفر نصيب كبير من الملامة لمساهمته في تلويث الاجواء، من خلال تكثيف الطائرات العملاقة لرحلاتها وتشغيل الطيران الرخيص وتشجيع الناس على السفر مقابل مبالغ مادية منخفضة جدا، سجل السفر بواسطة القطارات نقاطا ايجابية بعيدا عن الجدل المثار حول التلوث.
وتتطلع شركة يوروستار الفرنسية البريطانية الى افتتاح محطتها الجديدة الاثرية سانت بانكراس في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لتعيد رونق السفر بواسطة القطار الى ارجاء عديدة من القارة الاوروبية في ساعات معدودة وبكلفة مقبولة وبأقل ضرر ممكن للبيئة.
ففي الاونة الاخيرة أصبح السفر بواسطة القطار يقتصر فقط على المسافات القصيرة، وغالبا ما يكون بدافع العمل وليس الاستجمام، غير ان تجديد محطة القطارات القديمة في منطقة سانت بانكراس في قلب لندن، التي قام بإعادة تصميمها المعماري الستير لانسلي، قد يقلب الموازين من جديد وينعش روح السفر بالقطار ليعيد الى الاذهان اسلوب السفر الحالم الذي يلفه الرقي من كل جوانبه. فإذا حالف الحظ لانسلي في اختيار الاشياء، وكل المؤشرات تشير الى أنه أصاب، فان اصطفاف البريطانيين على السكك الحديدية يبدو قريبا، خصوصا اذا سافروا من محطة سانت بانكراس، المقر الجديد لقطارات يوروستار المتجهة الى مختلف الاماكن.
المحطة الجديدة القديمة هي تحفة فنية ترجع الى القرن التاسع عشر، كانت مهددة بأن تهجر من المتحمسين لعمارة السكك الحديدية واستغرقت عملية تجديدها 11 عاما، ومما لا شك فيه انها ستعود الى مجدها التليد.
ومحطة سانت بانكراس التي صممها بالاساس المعماري وليام بارلو وانتهى العمل في تشييدها عام 1868 كانت أكبر مساحة مغلقة في العالم متباهية بمظلة للقطارات تخلب الانظار مصنوعة من الصلب والزجاج على شكل قوس يرتفع 75 مترا فوق خطوط السكك الحديدية.
والمحطة نفسها مشيدة بالطوب الأحمر على الطراز الغوطي تباهي بشكل مدهش الابراج والمباني الشاهقة التي انتهى العمل من تشييدها في عام 1876 وظلت لقرابة 60 عاما واحدة من أفخر فنادق لندن.
ومنذ عام 2001 بدأ العمل لتجديد كل من المحطة والمظلة في مشروع بلغت تكلفته 800 مليون استرليني (6.1 مليار دولار) لتحويلهما الى مزار على أحدث مستوى لا يستقبل القطارات وحسب، وانما كمجمع راق للمطاعم والتسوق والحانات. ويقول لانسلي وهو يقود مجموعة من السياح لمشاهدة المظلة، التي جرى تجديدها بشكل بديع، والتي ستفتتحها الملكة رسميا الشهر القادم، والتي سيتحرك منها أول القطارات المتجهة الى باريس: «أردنا اضفاء بعد جديد على السفر باحياء الجانب الحالم للسكك الحديدية».
واضاف: «اذا كنتم تسافرون الى باريس بالقطار فان ذلك لا بد أن يستدعي صور الروعة والخيال، وأظن أننا حققنا ذلك». والقطارات الجديدة فائقة السرعة ستنقل الركاب من المحطة الى باريس في ساعتين وربع الساعة فقط، هي ثمرة مشروع لتطوير البنية الاساسية بلغت تكلفته ستة مليارات جنيه استرليني استمر عشر سنوات.
وسيقدم مطعم فرنسي تديره شركة سيرسي، التي تدير أفخر المطاعم في لندن مكانا خياليا للاكل خلف طرقات مقوسة من الطوب الاحمر ودعائم الصلب الزرقاء كالسماء التي تدعم السقف الزجاجي.
ومن المعالم الاخرى التي تعطي احساسا عميقا بالتاريخ والخيال، الساعة الرئيسية الضخمة، وهي نسخة مقلدة من ساعة دنت الاصلية التي لحقت بها أضرار عند انتزاعها لبيعها لتاجر تحف في سبعينات القرن الماضي.
وسترتفع أسفل الساعة منحوتة ارتفاعها تسعة أمتار للفنان بول داي تصور رجلا وامرأة يتلامس رأساهما في عناق حميمي لتشكل مكان لقاء لمن يتواعدون في المحطة.
وبالنسبة للانسلي الذي كان يرتدي بزة أنيقة داكنة اللون وقميصا أبيض فان محطة سان بانكراس تمثل المستقبل للسفر بالقطارات ولتقريب بريطانيا من القارة. وقال لانسلي: «في القارة الكل مدرك لجمال السفر بالقطار، لكن في هذه البلاد وبصراحة فان هذا الامر مفقود، ونأمل في استعادة الخيال من خلال هذه المحطة»، مشيرا الى تخلي عدد كبير من البريطانيين عن ماضيهم الذي يربطهم بالسفر بواسطة القطار وتوجههم الى اختيار طريقة السفر بواسطة الطائرات الاقتصادية، مثل راينير وايزي جيت وغيرها.
- الرحلات المقررة بواسطة القطار من محطة سانت بانكراس الى القارة الاوروبية
- لندن باريس بواسطة اليوروستار في ساعتين و35 دقيقة باريس ستراسبورغ بواسطة TGV في ساعتين و20 دقيقة ستراسبورغ زيوريخ بواسطة القطار السريع في ساعتين و11 دقيقة زيوريخ ميلانو بواسطة TGV في 3 ساعات و33 دقيقة ميلانو جينوا بواسطة TGV في ساعة و32 دقيقة جينوا كان بواسطة TGV في 4 ساعات و3 دقائق كان ليون بواسطة TGV في 5 ساعات ليون باريس بواسطة TGV في 4 ساعات و14 دقيقة باريس لندن بواسطة يوروستار في ساعتين و25 دقيقة
تحياتي
المصدر
جريدة الشرق الأوسط
العدد 10554 تاريخ 21/10/2007
على النقل المميز
وأنا أرى أروع شيء هو التنقل بالقطار
بارك الله فيك وتحياتي لك ..