- اخواني واخواتي اعضاء متدى المسافرون العرب الكرام..
- جادة الشانز إليزيه AVENUE DES CHAMPS ELYSEES:
- مبنى الفندق
اخواني واخواتي اعضاء متدى المسافرون العرب الكرام..
قبل ان ابدأ في الكتابة عن موضوع رحلتي الى باريس احب ان اشكر كل من شارك في منتدى السفر الى فرنسا حيث كان لمواضيعهم ومداخلاتهم اثر كبير في جعل رحلتي اكثر متعة وسهولة, واخص منهم اللندني, ابوريان, الاخت سفريات والقائمة تطول.. كما اشكر الاخ Hesham على تجهيزه الصور الخاصة بهذا الموضوع.
من منا لم تراوده رغبة السفر الى باريس؟ باريس او (باغي) كما يسميها اهلها التي ارتبط اسمها بكثير من الاشياء والرموز.. من منا لم يسمع ب (برج ايفل, متحف اللوفر, قوس النصر, الشانزإليزيه) باريس التي ارتبط اسمها بالعطور..بالموضة..بالماركات الراقية. باريس التي ارتبط اسمها بالاكلات اللذيذه.. المعجنات .. الكروسان.. وغيرها.
اذا كنا نعرف كل هذا هل نلوم ال75 مليون سائح الذين يفدون الى باريس سنويا؟ وهل نستغرب ان تكون باريس هي الوجهة الاولى سياحيا في العالم؟
التحضير للرحلة كان على عجل على غير العادة. ذهبت مع احد اصدقائي الى احد المكاتب السياحية لحجز تذكرة الطيران الذي قررنا ان يكون على السعودية مهما كان السعر تجنبا لوقفات الترانزيت بسبب قصر مدة الاجازة. عرض علينا المكتب تذكرة مخفضة بسعر 2800 ريال بشرط شراء التذكرة قبل 21 يوم من تاريخ السفر ولا مجال للاسترجاع. بعد ان حسبنا امورنا وافقنا على هذا العرض وشرعنا في البحث عن فندق. كنت قد قرأت في احد ردود الاعضاء انه لاينصح بفندق كونكود لافييت لانه غالي وبعيد وكان ينصح بفندق دي كاستيليجون الذي سألنا عن سعره فاخبرونا انه حوالي 1000 ريال في الليله لكن موظف المكتب اقترح علينا فندق Best Western Elysees Paris بست ويسترن اليزيه (3 نجوم) واشاد بموقعه ونظافته وسعره الذي كان في حدود 720 ريال لم نتردد كثيرا في اختيار هذا الفندق لاننا كنا نريد اكمال اوراق التقديم للفيزا التشنغن وحجزنا فيه 7 ليال.
متطلبات التقديم للفيزا التشنغن هي : خطاب من جهة العمل باللغة الانجليزية يوضح فيه الراتب ويكون الخطاب مصدق من الغرفة التجارية بالنسبة لموظفي القطاع الخاص, كشف حساب بنكي لمدة 3 شهور, تأمين طبي يغطي خارج المملكة (التكلفة في حدود 290 ريال لمدة شهر), صورتين شخصية مع تعبئة نموذج التقديم.
عندما اقترب موعد الرحلة بدأ تجهيز اغراض السفر.. ملابس قطنية خفيفة شتوية وصيفية (لاداعي للملابس الرسمية فهي رحلة سياحة واستجمام), حذاء خفيف يساعد على المشي المريح, طقم افياش كهرباء خاص بالسفر, كاميرا تصوير ديجتل (تقنية التصوير باستخدام الافلام انقرضت تقريبا بانضمام حبيبنا الاستاذ ابو سلطان الى عالم الديجتال ), جهاز تحديد المواقع GARMIN (اختياري).. بالاضافة الى شنطة ظهر صغيرة للرحلات تحتوي مبدئيا على قلم ومظلة للمطر وبلوفر واية اغراض اخرى ترى انها مهمه.
وصلنا الى مطار الرياض قبل الاقلاع بساعتين وانهينا اجراءات السفر بسرعة ثم توجهنا الى البنوك التي في المطار نسأل عن سعر صرف اليورو. طبعا كنا نعرف ان اليورو بدأ ينخفض انخفاضا حادا امام الدولار بعد رفض الفرنسيين التصويت لصالح الدستور الاوربي الجديد حيث وصل سعر اليورو قبل فترة وجيزة الى 5 ريالات لليورو الواحد لكنه انخفض في ذلك اليوم الى 4.7 لكن بنك المطار ومن باب الجشع والاستغلال يصرف اليورو ب 5.1 صرفنا مبلغا صغيرا تحسبا للطواريء وقررنا ان نصرف باقي المبلغ الذي نريد عند الوصول.
الخطوط السعودية متميزة جدا في الرحلات الدولية كما هو معروف خصوصا في رحلات اوربا التي وضع لها برنامج الخدمة الذهبية, لكن يعيب رحلة باريس تحديدا انها تتوقف في جدة وفي ميلانو مما يجعل وقت الرحلة يصل الى 10 ساعات.
وصلنا مطار تشارلز ديجول في باريس وهو مطار ضخم للغاية ويتكون من عدة مبان ولاحظنا ان بعض الطائرات تنزل ركابها الى باصات (كما يحدث في مطار جدة).
كان من الواضح ان مبنى الصالة التي نزلنا فيها قديم للغاية لكنه مرتب جدا, مشينا خلال سيور كهربائية حتى وصلنا الى مكان مزدحم وغير منظم تبين في مابعد انه نقطة تفتيش الجوازات. استغرق المرور خلال نقطة الجوازات اقل من نصف ساعة وللأمانة كانت نفسيات الموظفين اكثر من ممتازة. بعد انتظار قصير امام سير الامتعة انطلقنا نبحث عن تاكسي ليقلنا الى الفندق على الرغم تكلفته المرتفعة جدا لكن كان هو الخيار الافضل خصوصا انها المرة الاولى لنا في باريس.
يوجد بوابة خروج خاصة للتكاسي وهي البوابة رقم 18 اخبرت السائق بوجهتنا لكنه لم يكن يجيد الانجليزية فاعطيته ورقة فاوتشر الفندق التي مكتوب فيها اسم الفندق وعنوانه. استغرق المشوار حوالي 45 دقيقة بسبب زحمة السير ووصلنا اخيرا الى الفندق.
بدا لنا الفندق متواضعا وصغيرا من الخارج ومدخله صغير جدا وهذا شيء متوقع لفندق ذي 3 نجوم. اخبرنا موظف الفندق ان الغرفة لن تجهز قبل الثانية ظهرا اي ان امامنا اكثر من 3 ساعات لتجهز الغرفة!
لكن.. لامشكلة! فالجو جميل وجادة الشانزإليزيه على مسافة دقائق من الفندق (لاحد يسألني ليش اقول جادة وماقلت شارع بس شفت كل الناس يقولون جادة لما يتكلمون عن شوارع باريس وانا مع الخيل ياشقرا ) , تركنا اغراضنا عند الفندق واخذنا خريطة صغيرة موضح فيها الشوارع وخطوط الميترو.
انطلقنا من الفندق باتجاه قوس النصر الذي يقع على بعد خطوات من الفندق ثم انعطفنا يسارا حيث كان علينا عبور شارعين (عفوا جادتين) حتى الوصول الى الشانز الذي تعرفنا عليه بسهوله بسبب افواج السياح التي تفد عليه من كل حدب وصوب.
جادة الشانز إليزيه AVENUE DES CHAMPS ELYSEES:
لا استطيع ان اصف لكم شعوري عندما رأيت الشانزإليزيه لاول مرة! تخيل نفسك وانت تتمشى في اشهر وارقى جادة في العالم! سمعت الكثير عن هذه الجادة لكن ليس من رأى كمن سمع... صممت هذه الجادة عام 1667 وكان اسمهاGrand - Cours ثم تغيرت الى اسمها الحالي عام 1709 (وش رايكم مثقف صح عموما هذي المعلومه نقلتها من كتاب اسمه All Paris يباع في اكشاك الجرائد في باريس) يبلغ عرض الجادة اكثر من 70 مترا منها 15 متر تقريبا مسار للمشاه على كل جانب ويبلغ طولها اقل من 2 كيلومتر بقليل تبدأ من ميدان تشارلز ديجول الذي يتوسطه قوس النصر وتنتهي بميدان الكونكورد الذي تتوسطه المسلة المصرية (اللي هي مصرية بالفعل وكانت هدية من احد ملوك مصر لملك فرنسا في ذلك الوقت).
الشانز نصفه تجاري ونصفه الآخر حدائق النصف التجاري يحتوي كل شيء له علاقة بالتجارة تقريبا (فنادق, مقاهي, مطاعم, اسواق, وكالات سيارات, وكالات سياحية , دور سينما..وغيرها) والعديد من الماركات العالمية لها فروع في جادة الشانز او احد الجادات المتفرعة منه.
الحركة في هذه الجادة لا تهدأ فمن الصباح الباكر يبدأ السياح بالتوافد حتى منتصف الليل.
بدأنا جولتنا الاستكشافية في الشانز وبعد ان مشينا مسافة قصيرة قررنا التوقف في احد المقاهي بعد ان جذبنا شكل الكراوسون المعروض لديهم.. طلبت كابوتشينو وكروسان بالجبنة لكن عامل المطعم اخبرني ان التقاليد الباريسية تقضي باكل الكروسون (السادة) في الصباح وفي المساء يكون الكراوسون بالجبنة او غيرها. رضخنا للتقاليد الباريسية العريقة وجلسنا في المقاعد الخارجية على الشانز مباشرة وكان الكراوسون لذيذا جدا (تكلفة كوب قهوة مع كراوسون 4 يورو). بعد ذلك اكملنا سيرنا حتى وصلنا الى آخر الشانز عند ساحة الكونكورد ثم رجعنا مرة اخرى مع الجهة المقابة حتى وصلنا الى قوس النصر. خلال هذه الاحداث كانت الساعات الثلاث قد مرت وقررنا العودة الى الفندق لاستلام الغرفة. سلمنا الموظف كرت الغرفة وعندما سألناه في اي طابق توجد الغرفة قال بلغة عربية فصيحة (الطابق الخامس). كان هذا (خالد) الموظف الجزائري الخلوق والطيب والذي قدم لنا العديد من الخدمات التي سأتحدث عنها لاحقا. صعدنا من خلال المصعد الوحيد والصغير الذي بالكاد اتسع لشخصين وحقيبتين الى الطابق الخامس.
كانت المرة الاولى التي اجرب فيها احد فنادق مجموعة Best Western العالمية ذات الثلاث والاربع نجوم وتفاجأت عندما علمت ان لهم اكثر من 230 فرعا في فرنسا واكثر من 4000 اربعة آلاف فرع حول العالم!
فندقنا اسمه Best Western Elysees Paris وهو واحد من 68 فرعا في باريس ويصنف 3 نجوم. ومبنى الفندق صغير ومكون من 5 طوابق يحتوي على 30 غرفة ويقع في مكان استراتيجي للغاية فهو يقع على جادة Avenue De Wagram التي تصب في ميدان تشارلز ديجول مباشرة وهو على بعد مئة متر تقريبا عن الميدان وقوس النصر ويقع بالقرب منه العديد من المقاهي والمطاعم (ماكدونالدز – كويك) كما تقع على بعد خطوات منه محطة الميترو Charles de Gaulle التي تعتبر محطة استراتيجية تمر بها اهم خطوط الميترو رقم 1 و 2 و 6 وخط RER
لقطة للفندق من جادة De wagram
مدخل الفندق
مبنى الفندق
الجادة الصغيرة الاخرى التي يطل عليها الفندق ويظهر وجود العديد من فنادق ال 3 نجوم فيها
الغرفة كانت نظيفة جدا لكن ضيقة جدا بل انني امدحها اذا قلت ضيقة! واعتقد انهم استعانوا بكل علوم الهندسة لاستغلال كل شبر في هذه المساحة الصغيرة التي ربما لاتتجاوز 10 امتار مربعة! وعلى الرغم من صغر المساحة فان الغرفة لاينقصها شيء حيث هناك استغلال جيد للمساحة فعلى سبيل المثال تم وضع تلفزيون بشاشة (بلازما) لعدم وجود مساحة كافية للتلفزيون العادي.
لاحظ صغر مساحة الغرفة!
لاحظ التلفزيون بشاشة بلازما لعدم وجود مساحة للشاشات العادية!
دورة المياة اعزكم الله (اصغر من كذا ايه؟؟)
بالكاد وجدنا مكانا يكفي لاداء الصلاة بعد ازاحة السرير وتمت الاستعانة بطيب الذكر (خالد) لتحديد اتجاه القبلة, بعد اداء الصلاة قررنا اخذ غفوة قصيرة لنكمل جولتنا في المساء.
أخوتي أعضاء العرب المسافرون
إن من حسن حظكم أن تقع أعيونكم على رقعة من رقاع الكاتب المتميز أومس
وليست هذه الكلمات هي حديث مجاملة أو ضرب بالغيب
بل هي كلمات معرفة بهذا الكاتب
و فراسة أحملها لهذا الفارس
الذي حتماً سيسرق عقولكم و قلوبكم معاً
بحسن سرده ...
وسلاسة طرحه....
و غزارة معلوماته....
و تميزة في كل جانب
و روعته في كافة الجوانب
إن أردتم أن تستمتعوا بباريس و أنتم بين أهلكم و ذويكم
فتابعوا هذا القطعة الجميلة
و إن كنتم تريدون أن ترحلوا في الجادات الباريسية و المعالم الأثرية
فترقبوا حديث هذا الرحالة
و إن أبيتم أو غفلتم فسوف تعضون أصابع الندم عندما يصلكم خبرها و لو بعد حين
إنها حكاية و قصة و رحلة و معلومة .....تختلف و تجتمع أنها كتبت بقلم الرائع / أومس
ملاحظة /
و أنا أكتب هذه الكلمات أصابعي تتقافز بسرعة على لوحة المفاتيح....وكلي أمل بأن أكون أول من يكتب رد على هذا الموضوع
أخوكم / نسيم نجد