- خاص- العرب المسافرون- اسبانيا
خاص- العرب المسافرون- اسبانيا
انفجار هز قلب العاصمة الأسبانية مدريد, راح ضحيته 200 شخص وأكثر من 1400 شخص من بينهم مغاربة, وقد كانت 3 من هذه القطارات قادمة من مدينة الكالا دي إينارس وهي إحدى ضواحي مدريد, يأتي بها الموظفون لمدريد, ويقطن هذه المدينة أسبان ومهاجرين من ذوي الدخل المحدود أو من الفقراء, أما القطار الرابع فقد كان قادما من مدينة وادي الحجارة مارا بالكالا دي إينارس.
وقد خرج إلى شوارع أسبانيا حوالي 12 مليون متظاهر منددين بالتفجيرات أي أنهم ما يقارب 30% من الشعب الأسباني, وقد كان عدد الذين خرجوا إلى شوارع مدريد أكثر من مليوني شخص, وهذا العدد قارب العدد الذي كان ضد الحرب على العراق.
وقد كانت حكومة أثنار قد حملت مسؤولية هذه التفجيرات لمنظمة أيتا الباسكية الانفصالية, وقد نفت منظمة أيتا مسؤوليتها عن هذه التفجيرات, ولعدم وجود شبه بين التفجيرات السابقة لمنظمة أيتا الانفصالية وبين هذه التفجيرات الأخيرة فإن بعض المحللين يشككون في أن منظمة أيتا هي المسئولة عن هذه التفجيرات, وإذا كانت منظمة أيتا هي التي قامت بهذه التفجيرات فإن هناك تطورا كبيرا في هذه المنظمة من حيث القوة والإمكانية.
وتطالب منظمة أيتا بالانفصال بإقليم الباسك عن أسبانيا وفرنسا إذا تتقاسم أسبانيا وفرنسا إقليم الباسك.
وقد تلقت صحيفة القدس العربي, والتي تتخذ من لندن مقرا لها, اعترافا أرسل بالفاكس تتبنى فيه كتائب أبي حفص المصري هذه التفجيرات, وهي إحدى كتائب تنظيم القاعدة, وتشكك الإستخبارات الأمريكية في مسؤولية كتائب أبي حفص, إذا أن هذه الكتائب أعلنت مسؤوليتها في انقطاع التيار الكهربائي في نيويورك ولم يكن حقا ماذكرته هذه الكتائب.
وقد أكدت ميا سوار الكاتبة المتخصصة في شؤون الأمن الأوروبية أن الهجمات المستمرة من جانب السلطات الفرنسية والأسبانية على قيادات تنظيم ايتا ربما أدت إلى ظهور جيل جديد من القيادات أكثر تشددا.
وقد سبق أن حاولت منظمة ايتا الانفصالية تفجير إحدى القطارات في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر الماضي, عندما وضعت شحنة 25 كيلو متفجرات في قطار كان قادما من بلاد الباسك, ولكن الشرطة تمكنت من التخلص على هذه المتفجرات, وقد كانت السلطة الأسبانية قد اعتقلت شخصين مشتبه بهم.ويعتقد الكثير من المحللين أن هناك علاقة مابين تنظيم القاعدة ومنظمة ايتا الانفصالية.
وقد خرج أكثر من 5 ألف شخص في مدريد إلى مقر الحزب الحاكم في مظاهرة تطالب بكشف الحقيقة, إذا أن الحزب الحاكم كان يقول أن منظمة ايتا الانفصالية هي المسئولة عن هذا الحدث, وفي مصلحة للانتخابات, ولكن تشير الدلائل الآن أن المسؤولية تقع على تنظيم القاعدة. وقد كانت هذه المظاهرات تطالب حكومة أثنار بكشف الحقيقة وأن أثنار لا يريد كشف الحقيقة لأن هذه التفجيرات لها صلة بتأييد الحرب ضد العراق.إذ عارض أكثر من 95% من الأسبان الحرب ضد العراق.
وإذا كانت هذه التفجيرات من قبل تنظيم القاعدة فإن الإنتخابات ستكون من صالح الحزب الإشتراكي الذي عارض الحر ب على العراق, والذي يميل أكثر إلى قضايا الشرق الأوسط, أما إذا كان التفجيرات من قبل منظمة ايتا الإنفصالية فإن الإنتخابات قد تكون من صالح حزب أثنار.
وقد أعلن وزير الداخلية الأسباني عن اعتقال 3 مغاربة و2 من الجنسية الهندية, وقد عثرت الحكومة الأسبانية على شريط فيديو لتنظيم القاعدة يعترف فيه بأنه هو المسئول عن هذه التفجيرات, بعد أن تلقى التلفزيون الأسباني تيلي مدريد اتصالا من مجهول يتحدث الأسبانية بلهجة مغربية, دلهم على مكان الشريط الذي وضع في سلة مهملات بالقرب من أحد المساجد في مدريد, وأن الشخص الذي ظهر في الشريط يدعى أبو دجانة الأفغاني, ولا تزال الحكومة الأسبانية تتحقق من مصداقية هذا الشريط.