أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
مولدوفا واحدة من الدول التي واجهت الكثير من المصاعب في تاريخها، سياسيا واقتصاديا وطبيعيا، وبالرغم من ذلك فقد حافظت على تماسكها الجغرافي والاجتماعي، فهي تتمتع بالمناظر الخلابة المتمثلة في المرتفعات الخضراء، وقراها المكتسية باللون الأبيض، وبحيراتها الهادئة التي تتوسط حقول زهرة الشمس في مشهد بديع. يمتزج فيها سحر الطبيعة بالحياة الريفية الموغلة في البساطة. "شيزيناو" والتقدم العمراني الحديث الجانب التاريخي من مدينة "كابريانا" غابة "كردو" باستثناء أرمينيا تعتبر مولدوفا من أصغر جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق إلا أنها إحدى أكثر الجمهوريات ازدحاما بالسكان، وبشكلها المثلث تقريبا تقع مولدوفا إلى الشرق من رومانيا وتكاد أوكرانيا أن تحيط بها من ناحية الشمال، وتشكل حدودها الجنوبية والشرقية نهاية حدود جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق حيث يقع البحر الأسود في آخر نقطة على الحدود الجنوبية، ويمثل منظر نهري بروت ودنيستر أجمل المناظر الجغرافية في البلاد على الإطلاق، وليس لكونهما يرسمان الحدود بين مولدوفا ورومانيا وحسب بل يمثلان أغنى المصادر الطبيعية المولدوفية من حيث الخصوبة وجودة نوعية التربة. فمعظم الأراضي منبسطة تقريباً إضافة إلى بعض المرتفعات منخفضة الارتفاع والغابات المتفرقة البسيطة التي تعيش بها أنواع عديدة من الحيوانات البرية. مراحل التكوين في الأصل كانت مولدوفا من أكبر أجزاء إقليم ملدوفيا إلا أنها خلال تاريخها الطويل شهدت كثيرا من التنقل بين يدي دول أخرى، كانت دائما بين مطرقة روسيا وسندان رومانيا كونها نقطة النزاع الحدودية المتواصل بين الدولتين والتي مورست عليها كثير من سياسات التوسع، فهي أكثر دول العالم التي تعرضت لكثيرمن الفعاليات مثل الاجتياحات والتقسيمات واعادة الضم والاستعمارات والإضافات والاسترجاعات واعادة التسميات والتداول بين الدول الأخرى، وقد كانت هناك رحلة دموية طويلة بين أمارة مولدوفيا وجمهورية مولدوفا الحالية. ينحدر المولدوف من قبائل الداشيانز التي اجتيحت من قبل الرومان حوالي 100عام قبل الميلاد، أعقبت ذلك فترة 1000 عام من عدم الاستقرار نتيجة للاجتياح والاستعمار من قبل الدول المجاورة مثل المجر وسلافونيا وبلغاريا، وكانت أيضا قبلة لتجارة البيزنطيين والإيطاليين والإغريق. وازدهرت أمارة مولدوفا في القرن الرابع عشر خلال عهد الزعيم "استيفان الكبير". فما أن استلم ابنه العرش حتى تعرضت الإمارة للاجتياح من قبل الأتراك لتنضم إلى الإمبراطورية العثمانية حتى القرن الثامن عشر، وفي عام 1774م تمكنت النمسا من ضم شمال مولدوفا وغيرت اسمها إلى بوكوفينا، ثم أعادها العثمانيون مرة أخرى، وفي عام 1812م انتقلت إلى روسيا بمقتضى معاهدة بوخاريست، وفي عام 1918م آخذتها رومانيا دون اعتراف روسيا التي أقامت الجمهورية المولدوفية السوفيتية الاشتراكية ذات السيادة الذاتية عام 1924م، وفي الحرب العالمية الأولى تحالفت رومانيا مع ألمانيا وانتزعت مولدوفا من روسيا إلا أنهم استردوها وضموها إلى جمهوريات الاتحاد السوفيتي عام 1944م. ومنذ عام 1989م بدأت الحركة الانفصالية تنشط في البلاد ومرت بمراحل كثيرة إلى أن تم مرادها في 6 مارس من عام 1994م. ونالت استقلالها التام. الخضرة المدهشة "شيزيناو"، هي العاصمة وأهم مدن البلاد، وتمتاز بخضرتها المدهشة حيث تقع على ضفاف نهر باك مع العديد من البحيرات والحدائق الخلابة. أدت كثافة القنابل التي ألقيت على المدينة إبان الحرب العالمية الثانية إلى تدمير ثلثي الإرث الحضاري العريق الذي كانت تتمتع به المدينة وخاصة الطراز المعماري الروماني القديم، وبالرغم من ذلك مازالت تحتفظ بالكثير من اوجه التراث والحضارة. وقد صممت المدينة لتناسب التغيرات العديدة التي مرت بها البلاد، وساهمت هذه التغيرات في تميز المدينة التي ظلت عاصمة لفترة طويلة شهدت ثقافات متعددة. وتزدان المدينة بالشوارع التي تزينها الأشجار من جميع الجوانب. وفي الجزء الشمالي الشرقي وبين القرى الريفية المنعزلة تقع بلدة "كابريانا" بطبيعتها الريفية الهادئة، وهي من أكثر مناطق الاستجمام وخاصة على ضفاف بحيراتها ذات المياه الصافية. وهي من المناطق العريقة التي احتفظت بشكلها الحالي منذ القرن الرابع عشر بالرغم من الأعمال العسكرية العنيفة التي شهدتها البلدة، وتنقسم البلدة إلى ثلاثة أقسام كل بني في حقبة تختلف عن الأخرى. مدن تاريخية ومن أهم المدن الأخرى في مولدوفا نجد "اورهيويل فيشي" وتعرف عادة باسم "اورهي" القديمة، وتحتفظ هذه المدينة بكل ما تبقى من الحضارات القديمة، وبقايا العصورالوسطى، من قلاع وحصون بنيت بواسطة مشاهير فرسان العصور الوسطى، إضافة إلى مساجد وأضرحة وقصور بنيت في العصر المغولي وخاصة عام 1499م الذي شهد غزو التتار للمنطقة. إضافة إلى هذه المدن نجد مدن "غاغوزيا" ذات الأغلبية المسلمة التي ينحدر معظم أهلها من أصل تركي. ولموقعها المتميز في اقليم القوقاز الجنوبي الممطر اكتسبت خصوصية طبيعية. وهناك أيضا مدينة "ترانسدنيستر" التي كان لها قصب السبق في الحركة الانفصالية عن الجمهوريات السوفيتية السابقة. السكان والحضارة يبلغ التعداد السكاني لشعب مولدوفا حسب آخر إحصاء اجري عام 2001م أربعة ملايين ونصف تقريبا، ويتركز الثقل السكاني في المنطقة الوسطى والشمالية. وينحدر معظم أهالي مولدوفا من أصل روماني حيث يمثلون ثلثي الشعب. إلا أنهم يتمركزون في المناطق الريفية. أما الروس والأوكرانيون فيعتبرون حديثي القدوم إلى مولدوفا حيث جاء معظمهم بعد الحرب العالمية الثانية واستقروا تماما بالمدن الكبرى. أما بقية الشعب فهم يتشكلون من القوقازيين وهم في الأصل أتراك جاء معظمهم إبان التوسع العثماني الذي شمل تلك المنطقة وجاءت البقية بعد الحرب التركية الروسية، هذا بالإضافة إلى البلغار ويتركزون في الجزء الشمالي حيث هاجروا إلى تلك المنطقة في مطلع القرن الثامن عشر. الرباط التاريخي الوثيق بين صربيا ورومانيا والعلاقة العرقية القوية التي تربط رومانيا ومولدوفا أثرت كثيرا على الثقافة المولدوفية، إلا أن الأثرالثقافي الذي تلا الحرب العالمية الثانية والمتمثل في الثقافة السوفيتية ترك آثاره العميقة في ثقافة مولدوفيا الحديثة والتي نجدها في الأدب والمسرح والفن التشكيلي. وللثقافة التركية أثر كبير أيضا على مولدوفا يتلمس طريقه بين التأثير السوفيتي الذي طغى على كل شيء. وتمثل الحرب الأهلية والانفصالية أهم معوقات التقدم الاقتصادي للبلاد.