- العين الناقدة
- محمد علي الطّريف (أبو عزيز) دعوة إلى تغيير سلوكيات السائح
14حزيران/يونيو2009 - آخر تحديث - 8:01
مدوّنون خليجيون يبذلون جهودا طوعية للتعريف بالمزايا السياحية لسويسرا
لا يُخفي محمد علي الطريّف، المواطن السعودي الملقب بأبي عزيز، والذي يكثر التردد على سويسرا منذ كان في مقتبل العمر، إعجابه بالطبيعة الخلابة في سويسرا، وبتقاليد شعبها، وثقافته العريقة.
ويقول: "يعجبني هذا البلد في كل فصوله وأطواره، ومنذ اليوم الأول الذي أحل فيه بمطار جنيف، إلى غاية خروجي منه، يشدّني إليه رابط قويّ، وأتمنى ألا أفارقه".
وتعود علاقة هذا السائح السعودي بسويسرا إلى سنة 1982، وتعلق بها "لما رآه فيها من نظام، وترتيب، وجودة عالية"، إضافة إلى ما لقيه وبقية السياح الخليجيين من أهلها "من حسن معاملة وترحاب".
ولكن لماذا سويسرا، ومن البلدان العربية ما حباه الله بالشواطئ الجميلة، والمناظر الطبيعية الخلابة، كلبنان وتونس والمغرب ومصر وغيرها؟
يكمن سر هذه العلاقة كما يقول أبو عزيز "فيما يُبديه السويسريون من احترام لمعايير الجودة العالية في كل شيء.. في المجال التجاري، وفي قطاع النقل، وفي أنظمة الإقامة، وقطاع الخدمات".
ويأسف السائح السعودي لكون هذه المعايير غير موجودة في الدول الأوروبية المجاورة لسويسرا، ناهيك عن البلدان العربية "التي يغيب فيها النظام"، مما يضطر السائح العربي للسفر بعيدا بحثا عن الراحة والإستجمام.
العين الناقدة
اليوم، يتذكّر هذا السائح الذي يتردد على سويسرا مرات عديدة في السنة، والحاصل على درجة الباكلوريوس من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، حينما كان يأتي إلى جنيف رفقة عائلته، وهو لا يزال في مرحلة الشباب الأولى، فيضيق بالعدد الكبير للسياح الخليجيين في هذه المدينة الذين يتكدّسون في الفنادق الفاخرة، ويتجوّلون في منطقة محدودة على شاطئ البحيرة، لا تزيد مسافتها على مئات الأمتار، من دون التفكير حتى في العبور إلى الضفة المقابلة، ويصف واقعهم قائلا: "كان هؤلاء يعيشون في دوامة، كل همهم الجلوس في المقاهي، وإنفاق الأموال الطائلة في أشياء تافهة".
هذا الأمر دفعه إلى التفكير في طريقة لإخراج هذا الصنف من السياح الخليجيين من هذه الحلقة المفرغة، فبدأ هو ومجموعة من كتاب المدوّنات العرب الذين ترددوا من قبل على سويسرا بالكتابة عن رحلاتهم وتجاربهم السابقة فيها، ومناطقها المختلفة، ونشروا كل ما التقطته عدساتهم من صور جميلة لقمم جبال، وبحيرات، وسهول..
كان الهدف كما يقول السيد الطّريف "إفهام السياح الخليجيين القاصدين سويسرا أن هناك أماكن للسياحة العائلية، أفضل من مدينة جنيف كمنطقة الأوبرلاند، أو إنترلاكن، الواقعتيْن بكانتون برن"، واللتيْن يسميهما هذا السائح "قلب سويسرا النابض".
كذلك تقترح هذه المدونات السياحية التي يكتب فيها أبو عزيز وأقرانه دليلا سياحيا متكاملا للراغبين في زيارة هذا البلد، منذ وصولهم إلى مطار جنيف الدولي وحتى عودتهم إلى بلدهم، ويشمل تعريفا مفصلا بالمناطق السياحية، وتكاليف الإقامة، وساعات عمل المؤسسات وانتهاء دوامها.
« المعلومات التي لدينا نحن معشر المدونين حول السياحة في سويسرا تفوق بكثير المعلومات الموجودة لدى ممثل السياحة السويسرية في معرض دبي مثلا »
محمد علي الطّريف (أبو عزيز) دعوة إلى تغيير سلوكيات السائح
العمل الإرشادي لهؤلاء المدوّنين الذين يتواصلون في ما بينهم عبر منتدى "العرب المسافرون"، لا يقتصر على التعريف بالمناطق السياحية، بل يسعى أيضا على إحداث تغييرا في السلوك اليومي للسياح، وجعلهم مقبولين في بلد الإضافة، وينطلقون في ذلك من إحساسهم بضرورة تغيير رؤية السويسريين للسياح الخليجيين.
فمن المرجّح ان السويسريين يفتحون أبوابهم للسياح الخليجيين لما في ذلك من منافع اقتصادية، وتنشيط لدواليب المرافق السياحية، على الرغم من انهم يتضايقون جدا من سلوكيات بعض السياح، لما يلاحظون لديهم كما يقول أبو عزيز من "غطرسة وكبرياء، وما يحسون فيهم من جهل بتقاليد المجتمع السويسري في إلقاء التحية والرد عليها، وكذلك لعدم تقيدهم بالقوانين المرعية كقواعد المرور والسياقة". والسبب في هذا كما يقول أبو عزيز هو أن "الخليجيين متعودون في بلدهم على عدم احترام تلك القوانين، وهذا السلوك يغضب السويسريين بشكل كبير جدا".
ويضرب هذا الأخير مثالا حيا على هذا السلوك المستفز لبعض السياح، فيقول: "يترك السائح السعودي محرك سيارته مشغّلا لوقت طويل، ويترك أطفاله داخل السيارة وهي متوقفة، وهذا الأمر بالنسبة للمواطن السويسري غير مقبول، لأنه يلوّث البيئة، ويعرض الأطفال للخطر".
الطريف في الأمر أن هؤلاء المدونين يبذلون هذا الجهد "بشكل طوعي ومن دون أي أغراض تجارية أو ربحية، بل يتحملون بمفردهم تكاليف توزيع مطويات وبرامج مطبوعة، وتوفير الإحداثيات، وعناوين الاتصال، لمن أراد الحجز أو التأكد من أي معلومة".
ومن خلال تصفح محتويات منتدى "العرب المسافرون"، يتبين أن الرسالة التي يهدف إليها هؤلاء المدونون قد وصلت فعلا إلى السياح المعنيين، وأن هذه الجهود الطوعية بدأت تؤتي أكلها، حيث بدأ بعض السياح يعرضون على أعضاء المنتدى خطة سفرهم مسبقا، وينصتون إلى نصائح وآراء الآخرين، بما في ذلك اختيار الفنادق وأماكن الزيارة،...
ليس هذا فحسب، فهذه الجهود كما يشدد الطّريف: "أدت إلى حفظ أموال السائح من خلال توجيهه إلى مرافق سياحية توفر نفس المستوى من الخدمات ولكن بأقل تكلفة كاستئجار شقق في البلدان المجاورة بدلا من شقق الفنادق الباهظة الثمن، واستخدام النقل العمومي الذي هو متطوّر جدا في سويسرا بدل إستئجار سيارات خاصة، وما إلى ذلك من نفقات غير ضرورية".
محمد علي الطريّف، الملقب بأبي عزيز خلال زيارة له إلى نوشاتيل "كل سائح يتمنى العودة إليها"
في مقابل الخدمات التي يقدمها منتدى "المسافرون العرب"، يقوم السياح بعد عودتهم من رحلاتهم بكتابة تقارير حول تجاربهم، ويضمنونها انطباعاتهم عن الأماكن التي زاروها ومستوى الخدمات التي حصلوا عليها.
ويلاحظ المتأمل في تلك التقارير انبهار هؤلاء السياح بسويسرا التي يصورونها على أنها "البلد الغني بالمناطق الخضراء، خاصة في الفترة الفاصلة بين شهري يونيو واكتوبر"، بالإضافة إلى رضاهم عن تكاليف الرحلة التي يجدونها في العادة مقبولة، ليصلوا في نهاية التقرير إلى أن "هذا البلد يمكن الرجوع إليه لاحقا".
ويتقاسم هذا التقييم خاصة أولئك الذين يسافرون رفقة أسرهم، وهم في الغالب من متوسطي العمر، في المقابل لا يبدو الشباب في الغالب راضين عن حصيلة رحلتهم إلى سويسرا.
ولتفسير هذا الإختلاف في التقييم، يلاحظ أبو عزيز أن سويسرا "تُعدّ مقصدا سياحيا نموذجيا بالنسبة للعائلات، لكن ليست كذلك بالنسبة للباحثين عن الترفيه والنوادي الليلية والسهرات المختلطة". ولا يجانب هذا القول الحقيقة، فالشعب السويسري معروف بتقديسه العمل، والنوم مبكرا، ولا يسمح بأي إزعاج بعد العاشرة مساءً".
ويستبعد العارفون بالمجال السياحي، ومنهم أبو عزيز أن تؤثر الأزمة المالية العالمية، والكساد الإقتصادي الحالي سلبيا على إقبال الخليجيين على سويسرا، لكنهم يُلفتون النظر إلى أن بعض الأمور الأخرى قد تكون مُحدّدة في هذا الإطار، ومن ذلك انضمام سويسرا مؤخرا إلى اتفاقية شنغن، وما قد ينجم عنها من زيادة في التعقيدات المرتبطة بمنح التأشيرة، وإجراءات السفر.
وفي هذا السياق، أشار بعض المتدخلين في منتديات ألكترونية متخصصة إلى أن بعض السياح الخليجيين وعائلاتهم قد اضطروا لتغيير وجهتهم إلى بلدان أخرى مثل ماليزيا وتايلندا ولبنان بسبب هذه التعقيدات.
عبد الحفيظ العبدلي - swissinfoأرجو أن تقبلها مني بصدر رحب أخي الكريم أبو عزيز ..!
تحياتي لأبوعزيز خاصة والجميع وهذا رابط الموضوع من سويس انفو دوت كوم : http://www.swissinfo.ch/ara/front.html?siteSect=106&sid=10726884&cKey=1245006381000&ty=st
ليست العربيه فقط بل والعالميه ولافخر
واتشرف بصدافتك يابوعزيز
ولك فضل على بعد الله في تطوير ثقافتي السياحيه
لا يشكر الله من لايشكر الناس
والشكر موصل للاخ نوبه سياحيه