تقول الأساطير أنه كان في المغرب و تحديدا وسط المدينة الحمراء حديقة غناء تطل عليها جبال الأطلس بثلوجها الدائمة، بستان زاهٍ لا ينقطع عنه تغريد الطيور وواحة خضراء أقرب إلى لوحة فنية ناطقة تأخذ عطرها وعبقها وملامحها وألوانها من الطبيعة. أعجب السلطان محمد بن عبد الله بجمال هذه الحديقة (في القرن الثامن عشر الميلادي) فأهداها لابنه الامير المأمون بمناسبة زفافه وكان من عادات السلطان ان يهدي بيتا وحديقة لكل واحد من ابنائه عند زواجه ليطلق عليها الأمير المامون اسمه والذي ما زالت تحمله الى يومنا هذا...
ولطالما عرفت هذه الحدائق بجمالها وشهدت سهرات وليالي ملاحا كان يقيمها الامير مأمون (وتتعدى مساحة هذه الحدائق اليوم سبعة هكتارات) و في عام 1922 صمم المهندسان Henri Prost و Antoine Marchisio فندق المامونية الملحق بحدائق المامونية. واهم ميزة لهذا الصرح انه جمع ما بين الهندسة المغربية التقليدية وآخر مبتكرات طراز ال Art deco. ففي عام 1922 لم تكن غرف الفندق تتعدى المائة لتشهد اضافات ما بين الاعوام 1946 و1953 لتصل قرابة 200 غرفة وفي عام 1986 تولى Andre Paccard عملية التحديث والتغيير في الاثاث وهو المهندس الخاص بالملك الحسن الثاني في حين تولى عملية التحديث الاخيرة (التي شهدها الفندق ما بين العام 2000 و2002) المهندس الفرنسي العريق ذو الاصول المغربية ألبير بينتو (الذي تولى تأثيت غرف قصر الاليزيه). واستحدث ثلاثة اجنحة تسمى ب Les Suites de La Mamounia 1930 وهي مستوحاة من الطراز الهندسي لحقبة الثلاثينات ومزدانة بخزفيات من السيراميك مصنوعة في مراكش
يتراءى للداخل الى فندق المامونية انه يدلف الى قصر من قصور سلاطين الاساطير المغربية ففي مدخل الفندق تستقبلك واحة من النخيل والخضرة والنوافير والبوابة الرئيسية بارتفاعها الشاهق وقناطرها مزدانة بالرسوم الزيتية والفسيفساء التي تجسّد فن العمارة المغربية بأبهى حلة. يزاوج المامونية ما بين الطراز الهندسي المغربي والاسلوب الهندسي Art deco الذي عرف ببساطته وخطوطه العريضة ويجمع الخشب مع القماش في ما يتعلق بالاثاث، أما السقوف في ردهة الاستقبال فهي من الخشب ومزدانة بالرسوم. وتجمع ردهة الاستقبال ما بين الهندسة المغربية التقليدية واسلوب الهندسة والاثاث المغربي العصري مما يضفي عليها الدفء والفخامة
ألف شكر على المشاركة الرائعة.
تحياتي.