- 1-المظاهر الطبيعية للبلاد
- السياحة الطبيعية :
- السياحة الدينية:
- سياحة المدن:
- وارسو
- مدينة كراكوف:
1-المظاهر الطبيعية للبلاد
تقع بولندا في وسط القارة الأوربية وتمتد من سلسلة جبال الكربات جنوبا إلى بحر البلطيق شمالا في المنطقة البيئية ذات الحرارة المعتدلة صيفا والباردة شتاء. وتتنوع في بولندا المظاهر الطوبوغرافية ففي الجنوب نجد سلسلة جبال الكربات التي تضم جبال التترا نحو الجنوب وجبال السوديت الى الجنوب الغربي والبسكيد إلى الجنوب الشرقي على طول امتداد الحدود السياسية بين كل من بولندا وجمهوريتي التشيك وسلوفاكيا. وتغطى الثلوج قمم هذه الجبال صيفا كما إنها تدوم على سفوح تلك الجبال طوال شهور الشتاء، الأمر الذي يفسح المجال أمام هواة التزلج على الثلج للاستمتاع بتلك الرياضة. وفي المنطقة السهلية يجرى في بولندا نهران كبيران هما الفيستولا والاودرا براوفدهما المختلفة مكونين أودية عميقة وسهول بولندا الغرينية الصالحة للزراعة على مياه الأمطار والواقعة بين الجبال والبحر. والى الشمال الشرقي من بولندا توجد منطقة مازورى والتي تضم المئات من البحيرات العذبة والتي تكونت في تلك المنخفضات نتيجة انحسار العصر الجليدي الأخير تاركا وراءه منخفضات مليئة بالمياه والتي كونت سلسلة بحيرات المازورى والتي تتمتع بجمال طبيعي أخاذ. هذا بالإضافة إلى المنطقة الساحلية الممتدة على طول شواطىء بحر البلطيق من حدود جمهورية روسيا وبيلورسيا في الشرق إلى حدود ألمانيا في الغرب. ويبلغ متوسط درجة الحرارة صيفا 24 درجة وفي الشتاء 6 درجات تحت الصفر. وتتركز غابات البلوط الكثيفة على المرتفعات الجنوبية بينما تسود أشجار الحور الغابات في الشمال مكونة جزرا كبيرة وسط الأراضي الزراعية وبالقرب من شواطىء البحيرات.
السياحة الطبيعية :
تمثل منطقة الجبال في جنوب بولندا مصدرا للجذب السياحي سواء كانت سياحة شتوية أو صيفية، ففي الشتاء يقصد هواة التزلج تلك المناطق التي يدوم فيها الثلج لفترات تصل إلى أربعة شهور في السنة. وأهم مراكز التزلج هي زاكوبانا الواقعة في أحضان جبال التترا إلى الجنوب من مدينة كراكوف والتي تتمتع ببنية تحتية متكاملة لخدمة هذه الرياضة متمثلة في سلسلة الفنادق وبيوت الشباب والمنتجعات كما يوجد فيها خط للتلفريك (العربات المعلقة) يحمل السائحين بمعدات تزلقهم الى قمة جبل كاسبروفي والذي يصل ارتفاعه الى 1985 م. وبالقرب من زاكوبوانا وبين سلسلة جبلية دائرية تقع بحيرة مورسكى أوكو وترجمتها "عين البحر" وهي بحيرة عميقة تحيط بها القمم الشاهقة فيبدو المنظر رائعا للغاية وهي تعد محمية طبيعية يقصدها كل سائح يزور المنطقة. والى الشرق من زاكوبانا وعلى امتداد تلك الجبال يقع منتجع كرينيتسا في جبال البيشادا وهي جزء من جبال التترا، وبالإضافة لكونها مركزا للتزلج فهي تتميز بوجود ينابيع المياه المعدنية الشهيرة التي تستعمل في الاستشفاء، ولهذا ليس غريبا انتشار المشافي الفندقية على طول وادي كرينيتسا. أما على مرتفعات جبال السوديت الأقل ارتفاعا فلا تلقى حركة جذب كبيرة للسياح من أجل رياضة التزلج فقط بل ومن أجل جمال مناظرها الطبيعية المتنوعة أيضا وهي تجذب الكثير من السائحين الألمان لقرب بلادهم من هذه المنطقة. وتعد منطقة الجبال مقصدا للسياحة الصيفية حيث تمارس خلاله رياضة المشي وتسلق الجبال.كما توجد مراكز أخرى ولكن أقل أهمية كبولانيتسا زدروى ولونديك زدروى ودوشينكى زدروى والتي تتمتع بمياهها المعدنية ولذلك تكثر بها المشافي والمنتجعات الصحية.
وتمثل منطقة المازورى حيث تتناثر مئات البحيرات بمساحات مختلفة وأكبرها بحيرة شناردفه. أما أهم مراكز السياحة الصيفية فيها فهي أولشتين ومرونجوفا وهي من المدن المتوسطة وميكوايك حيث تتواجد فيها وعلى شواطىء البحيرات القريبة العشرات من المنتجعات والفنادق السياحية على كافة المستويات، وتمارس رياضة القوارب الشراعية والكاياك والدراجات البحرية على شواطئها كما أنها مراكز جذب لهواة صيد السمك. وترتبط أغلب هذه البحيرات مع بعضها البعض بقنوات وأهوسة بين البحيرات ذات مستويات ارتفاع مختلفة بين بعضها البعض كما أنها أيضا مرتبطة بفروع نهر الفيستولا. ويأتى السياح الألمان خاصة الى تلك المناطق نظرا لأنها كانت تمثل منطقة بروسيا الشرقية الألمانية سابقا.
السياحة الدينية:
تكاد السياحة الدينية في بولندا مقتصرة فقط على السياحة الداخلية ومن أهم هذه المراكز كنيسة ودير تشينستاخوفا الواقعان في مدينة تحمل ذات الاسم وعلى بعد 160 كم جنوب وارسو وترجع أهمية تلك الكنيسة إلى القصة البولندية التي تعود إلى فترة غزو السويد لمملكة بولندا في سنة 1655، إذ تقول الأسطورة أن جنود الغزو اقتحموا مذبح الكنيسة وقاموا بتدمير الآثار الدينية فيها ومن ضمنها أيقونة مريم العذراء حيث قام أحد الجنود بضرب وجهها بالسيف وأحداث خدوش بالوجه الأمر الذي أدى على الفور لسيلان الدماء من وجهها ولا زالت الصورة تحمل آثار الخدوش حتى الآن ويعتقد البولنديون بصحة حدوث هذه المعجزة وإيمانهم بأن مريم العذراء هي التي قوت من عزيمة البولنديين في طرد أولئك الغزاة وفي شهر أغسطس من كل عام يتوجه البولنديون بالآلاف في طوابير حج احتفالية من كل أنحاء بولندا نحو كنيسة تشينستاخوفا مشيا على الأقدام، كل من المكان الذي أتى منه.
وإذا كنا نتحدث عن السياحة الدينية فمن الجدير هنا أن نذكر بعض الأماكن التي تهم المسلمين، فإلى الشرق من بولندا توجد بعض القرى التي يقطنها المسلمون البولنديون من التتار ومن أشهرها سوكوكا وكروشينيانى نحو الشرق من مدينة بياويستوك وبالقرب من حدود بيلورسيا والتي يوجد بها مسجدان صغيران ومقابر إسلامية تحمل الكثير من النقوش بالخط العربي بجوارهما، وعادة ما يذهب المسلمون والعرب في زيارات سياحية لتلك المناطق.
كما أن المعابد اليهودية المتناثرة في معظم المدن البولندية وخاصة في الجنوب تمثل مصدر جذب للسياحة اليهودية من جميع أنحاء العالم أما يهود اسرائيل والذين يعودون إلى أصول بولندية فغالبا ما يأتون لزيارة منطقة الجيتو اليهودى في مدينة وارسو والمقبرة اليهودية في حي فولا والنصب التذكاري لضحايا النازى الواقع في شارع زامنيهوفا بالمدينة ومعسكرات الاعتقال الجماعي في ميدانك واوشفيتز.
سياحة المدن:
وارسو
بما أن وارسو هي عاصمة البلاد ومركزها التجاري وتقع في وسط البلاد تماما فأن السائح ينبغي أن يزورها سواء شاء ذلك أم أبى. والحقيقة أن المدينة قد أعيد أعمارها بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن دمر 80% من مبانيها. ومن أهم المعالم السياحية فيها المدينة القديمة والتي كانت تعود بالأصل إلى القرن الثامن عشر والتي كانت مدمرة تماما وأعيد بنائها في الخمسينيات من القرن الماضي. وفي ساحتها تنتشر المقاهي والمطاعم وعلى جانبيها الشوارع والأزقة القديمة كما يدور حولها سور المدينة القديم وبوابتها المعروفة باسم "باربكان" ويعتقد أن التسمية عربية الأصل وتعود إلى "باب الركن " ووصلت إلى بولندا عن طريق اللغة التركية. ويتوسط وارسو مبنى كبير يعرف باسم قصر الثقافة وهو في الأصل قصر الصداقة السوفيتية البولندية بناه السوفيت بارتفاع 30 طابقا وقدموه هدية للشعب البولندي في الخمسينيات ولكنه لا يمثل لدى البولنديين مصدرا للفخر بل للذكرى الأليمة للسيطرة السوفيتية على البلاد وهو يضم العديد من المسارح ودور السينما والمسابح والمقاهي والقاعات لمختلف الأغراض. وبالقرب من نهر الفيستولا يقع المتحف القومي البولندي يضم تاريخ بولندا وبالإضافة إلى ذلك يحتوى على قاعة للآثار الفرعونية وقاعة للآثار الإسلامية أيضا ومتحف حربى. وبالقرب من المتحف تقع حديقة واجينكى " الحمامات" حيث تضم قصر ستانيسواف اوجست بونياتوفسكى آخر ملوك بولندا والمعروف باسم قصر فوق الماء إذ تحيط به المياه من كافة أنحائه، وعلى بعد عشرات الأمتار يوجد تمثال للموسيقى البولندي فردريك شوبان. ويقع على بعد 10 كيلومترات من وسط المدينة قصر فيلانوف الذي كان مقرا للملك سوبيسكى في القرن السابع عشر وقد بنى كنموذج مصغر لقصر فرساى الفرنسى وحوله حدائق على نفس النمط وبه متحف يعود لهذه الفترة من التاريخ البولندي.
مدينة كراكوف:
المدينة الدائرية ولؤلؤة بولندا السياحية والتي ظلت عاصمة للبلاد طوال ثلاث قرون وما زالت تعد حتى الآن عاصمة الفنون والثقافة البولندية. وما زالت المدينة تحتفظ حتى الآن بمبانيها الأثرية العتيقة والتي يعود بعضها إلى القرن الثالث عشر وعهد الملك كاجيميج الكبير، ويختلط بها طراز الرينيزانس " عصر النهضة" مع الطراز القوطى كما في قصر فافل وكنيسة ماريتسكا المبنية على الطراز القوطى كما أن كثير من مباني المدينة تعود إلى عصر الباروك والركوكو، وقد ساهم في بناء المدينة الفنانون الإيطاليون ويشاهد هذا بوضوح في ساحة المدينة المتأثرة بشكل كبير ببناء المدن الإيطالية القديمة. ويحيط بالمدينة سورها القديم المستدير والذي حمى المدينة من الغزو المغولى في القرن الثالث عشر ويتخلله عدة أبواب وتقع جامعة ياجيلونسكى أول جامعة في بولندا وواحدة من أقدم الجامعات الأوربية في وسط المدينة القديمة وهي تعود إلى القرن الرابع عشر وقد بنيت على الطراز القوطى.
وتأتى مدينة جدانسك الساحلية على بحر البلطيق ومدينة بوزنان عاصمة اقليم فيلكوبولسكا في الدرجة التالية من الأهمية السياحية وتقريبا كل مدينة بولندية تحتوى على مدينة قديمة تعود إلى العصور الوسطى وقد نمت حولها فيما بعد المدينة الحديثة على مر القرون.
وأهم الشركات العاملة في مجال السياحة في بولندا شركة اوربيس والتي لديها فروع في كل مدينة بولندية تقريبا. كما توجد العديد من الشركات الأخرى الإقليمية الخاصة العاملة في هذا المجال.