الكابتن فهد
16-07-2022 - 06:04 am
يكاد وصف زفاف رباطي أصيل يكون بمثابة إجتماعية لتقاليد الأسرة بهذه المدينة العريقة التي تعرف , ومنذ قرون, امتزاجا بين مختلف الأعراق والثقافات.
ولأن الزفاف يعتبر رباطا مقدسا تحكمه القيم المميزة لكل مجتمع فإن مدينة الرباط تبين ,عبر مختلف مظاهر الإحتفال بهذا الحدث , إلى أي حد يتم التمازج بين الأصالة والمعاصرة في هذا الحفل.
واليوم, يبدو حفل الزفاف الرباطي بكل تأكيد كلوحة رائعة تمتزج فيها الألوان والروائح والتعبيرات المتعددة عن الفرحة من خلال الحركات والأغاني.
ويظل الزفاف الرباطي شاهدا على تعاقب الثقافات التي طبعت الذاكرة الجماعية لسكان هذه المدينة بما يميزه من تقاليد عربية أندلسية تحيله الى أوقات فرح غامر.
ويتم تنظيم احتفالات الزفاف بمدينة الرباط وفق جدول زمني يبدأ بتحديد تاريخ حفل الزفاف وذلك بعد اتفاق أسرتي الزوجين على التفاصيل المرتبطة بالأساس بظروف الحياة المستقبيلة للزوجين.
وتقضي التقاليد الرباطية بأن تتم استعدادات الزفاف داخل أسرتي الزوجين كل واحدة على حدة ولا يلتقيان إلا بحلول ليلة الزفاف.
وتنطلق هذه الإحتفالات قبل خمسة عشر يوما من يوم ما يسمى ب" قش الصينية" التي تعد من بين اللحظات الجميلة التي تميز العرس الرباطي حيث يشرع في تهييء ما لذ وطاب من الحلويات ومن أبرزها (كعب غزال) و (الكحك) و(البريوات) المعدة من عجين اللوز والتي تزيد من لذتها نكهة ماء الزهر والقرفة والمسكة الحرة.
ويشكل " قش الصينية" لحظة خاصة يستعد فيها أفراد أسرة العروس لفراق بنتهم كما تتهيأ فيها أسرة العريس لاستقبال زوجةالإبن(أو عروستهم) الضامنة لاستمرار إسم العائلة.
وتتزين العروس بقفطان مطرز وتشرع في إعداد الحلويات التي تعتبر مقياسا لحرارة الاستقبال. وبمساعدة الأقارب والأصدقاء تتم هذه الاستعدادت التي تحيلها الأغاني والزغاريد والصلاة والسلام على الرسول الكريم الى لحظات لا تنسى.
وعرفانا بجميل كل من شارك في هذه الاستعدادات تستدعي أسرة العروس النساء والفتيات لمشاركتها مراسيم ذهاب العروس إلى (الحمام) التي تتم يوم الخميس الذي يسبق موعد الزفاف. وترافق هؤلاء النساء والفتيات العروس إلى الحمام العمومي الذي يتم اكتراؤه خصيصا لهذه المناسبة.
وفي قبة الحمام حيث يتم إضاءة الشموع لطرد الأرواح الشريرة وإنارة سبيل السعادة والهناء أمام العروسين تشرع النسوة والفتيات المرافقات للعروس في العناية بها واستعمال أنواع ممتازة من الصابون والغاسول والسواك والعطور.
وفي اليوم الموالي أي الجمعة تتواصل مراسيم الإحتفال بتنظيم طقس الحناء باستدعاء (النقاشة) التي يعهد إليها بتزيين يدي العروس ورجليها بنقوش جميلة تعبر عن مشاعر البهجة والسرور وتبشر بقرب مغادرة العروس لحضن والديها إلى حياة الزوجية. وعلى أمل أن يكون حظ هؤلاء الفتيات مثل حظ العروس يتم نقش سبابة وإبهام كل بنت بنفس الحناء التي استعملت لتزيين العروس .
ومن أهم فقرات هذا الحفل مراسيم عقد القران التي تضفي الشرعية على علاقة الزوجين . ويتم هذا الحدث بحضور والد العروس وصهره بالإضافة إلى العديد من أفراد العائلتين.وبعد طلب رأي العروس , كما تقضي بذلك الشريعة ,يحرر العدلان عقد الزواج.
ويحل يوم السبت ولم يبق سوى بضع ساعات على التقاء العروس بزوجها ..ومعانقتها لوضعها الجديد.
فبعد صلاة الظهر تتوافد النساء والفتيات اللواتي لبسن أجمل ما تملكنه من لباس وحلي لتشاركن العائلة فرحتها ب(المبيتة). وخلال هذا اليوم تسدل العروس غطاء من ثوب حريري شفاف على وجهها وتقوم بالتتالي بلبس مجموعة من (التكاشط) المهداة لها من قبل زوجها وأمها والتي تندرج ضمن اللائحة الطويلة لما يسمى (بالشوار).. (أي مجموعة الهدايا التي يقدمها الأبوان لبنتهما).
ولا ينتهي هذا الحفل إلا بغروب الشمس حيث يغادر المدعوون الحفل باستثناء أفراد العائلة والأصدقاء المقربين الذين يواصلون الاحتفاء بالعروس التي ترتدي (تكشيطة) بيضاء مرصعة بخيوط مذهبة ..ينتظرون قدوم عائلة العريس لاصطحابها إلى بيت الزوجية.
وبدوره يقيم العريس مساء يوم السبت حفل (التقصيص ) الذي يقتصر حضوره على الرجال ويتم إحياؤه على نغمات الموسيقى الأندلسية.
وبعد ذلك يتوجه العريس مرفوقا بأصدقائه وأقاربه لاصطحاب من اختارها شريكة حياته.
وفي صباح يوم الأحد يقوم أقارب العروس بزيارة بنتهم في بيت الزوجية حيث يقدمون للعروسين فطورا شهيا (فطور الصباح) .وبدوره يقوم الزوج بدعوة عائلة العروس لتناول وجبة الغداء في نفس اليوم تعبيرا عن سعادته بحلول عضو جديد بين ظهراني العائلة وبداية حياة جديدة..
:50055: :50055:
:smile125: