غرناطه المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
مجد الخلافة
27-03-2022 - 12:36 pm
  1. لنتناول هذا الموضوع بإيجاز.

  2. العثمانيون والانتصار للأندلس:

  3. الوفد الأندلسي في إسطنبول :

  4. وخوفا على أبنائنا وبناتنا ** من أن يؤسروا أو يقتلوا شر قتلة

  5. على أن نكون مثل من كان قبلنا**من الدجن من أهل البلاد القديمة

  6. فأنتم بحمد الله خير ملوكنا ** وعزتكم تعلو على كل عزة

  7. وثم سلام الله قلت ورحمة ** عليكم مدى الأيام في كل ساعة

  8. العثمانيون والمماليك :

  9. مشكلة الأمير "جَمْ" :

  10. خطورة الدولة الصفوية:

  11. "بايزيد" يفعل ما يستطيع :

  12. وضيافة بالسيف مزق أهلها ** كذا فعلوا أيضا بأهل البشرة

  13. وأندرش بالنار أحرق أهلها ** بجامعهم صاروا جميعا كفحمة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المقالة رغم أنها اشتهرت كثيراً إلا أن الكثير ما يزال يجهل ما جاء فيها وهو ما يثبت أن الخلافة العثمانية التي ظلمها التاريخ .
وتم تشويه تاريخها بسبب الجماعات القومية العربية بدعم من النصارى أخزاهم الله
المقالة بقلم / أورخان محمد علي
أترككم معها .. وليشهد التاريخ أن خلفاء بني عثمان كانوا أفضل كثيراً من عرب افتقدوا لأبسط صفات العروبة وللأسف .. هم كُثر بوقتنا الحاضر !! ..
.
.
.
هناك أسئلة حائرة تجول في أذهان العديد من المثقفين في العالم العربي حول التاريخ العثماني ، ومن أهمها سؤال: "لماذا لم تقم الدولة العثمانية بمساعدة مسلمي الأندلس عندما داهمهم الخطر الإسباني الماحق؟ ! ألم يكن في وسع الدولة العثمانية - وهي في أوج قوتها- الحيلولة دون وقوع تلك المأساة المروعة لمسلمي الأندلس؟! .

لنتناول هذا الموضوع بإيجاز.

من المعلوم لدى الجميع أن تفرق المسلمين في الأندلس إلى دول طوائف أضعفهم، وأن العديد من حكام هذه الدول الصغيرة بدؤوا يستعينون بالإسبان ضد الحكام الآخرين من المسلمين، وهكذا بدأت القصة الأليمة لأفول شمس الإسلام من سماء الأندلس ، وبينما كان المسلمون غارقين في خضم الفرقة والشتات خطا الإسبان خطوة مهمة في مضمار الوحدة عندما تزوّج "فرديناند" ملك أراغون من "إيزابيلا" ملكة قشتالة، وأصبح الهم الوحيد للإسبان القضاء على آخر دولة إسلامية في الأندلس ، وهي دولة بني الأحمر في غرناطة ، والتي كان يحكمها آنذاك أبو عبد الله محمد ، وامتدت مدة حكمه عشر سنوات (1482 – 1492م).

العثمانيون والانتصار للأندلس:

والحقيقة أنه كان من المتوقع انتهاء حكم مسلمي الأندلس قبل هذا التاريخ بمئات الأعوام لولا المساعدات الخارجية التي كانت تأتيهم من الدول الإسلامية في شمالي أفريقيا ، فقد قامت دولة "المرابطين" بنجدتهم ضد "ألفونصو" السادس ملك قشتالة، ثم جاءت مساعدات دولة "الموحدين" بعد ذلك ، وبقيت أسرة الموحدين في الأندلس حتى انتصار ألفونصو الثامن عليها في معركة "نافاس دي طولوسا".
ولكن الوضع تغير في أواخر عمر دولة بني الأحمر في غرناطة، فلم تكن هناك دول إسلامية قوية في شمالي أفريقيا، بل دول ضعيفة، وفي أحيان كثيرة دول متعاونة مع الإسبان والفرنسيين ، مثل دولة بني حفص في تونس والمرينيّين في المغرب...
كما قام الإسبان بسد مضيق جبل طارق ليمنعوا وصول أي نجدة من مسلمي شمالي أفريقيا إلى الأندلس ، فلم يبق أمام مسلمي الأندلس سوى الاستنجاد بأقوى دولتين إسلاميتين آنذاك ، وهما الدولة العثمانية في آسيا الصغرى، ودولة المماليك في مصر، فأرسلوا وفدا لكل منهما طلبا لنجدتهم.

الوفد الأندلسي في إسطنبول :

وصل الوفد الأندلسي إلى "إسطنبول" عاصمة الدولة العثمانية التي كان على رأسها السلطان بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الفاتح، وقام رئيس الوفد بتسليم رسالة استغاثة مؤثرة حفظها التاريخ من مسلمي الأندلس إلى السلطان، نُورِد هنا مقدّمتها:
"الحضرة العلية ! وصل الله سعادتها، وأعلى كلمتها، ومهّد أقطارها، وأعزّ أنصارها، وأذلّ عُداتها.
حضرة مولانا وعمدة ديننا ودنيانا، السلطان الملك الناصر، ناصر الدنيا والدين، وسلطان الإسلام والمسلمين، قامع أعداء الله الكافرين، كهف الإسلام، وناصر دين نبينا محمد عليه السلام، مُحيي العدل، ومنصف المظلوم ممن ظلم، ملِك العرب والعجم، والترك والديلم، ظل الله في أرضه، القائم بسنته وفرضه، ملك البرّين، وسلطان البحرين، حامي الذِّمار، وقامع الكفار، مولانا وعمدتنا، وكَهفنا وغيثنا ..
لا زال ملكه موفور الأنصار، مقرونا بالانتصار، مخلّد المآثر والآثار، مشهور المعالي والفخار، مستأثّرا من الحسنات بما يضاعف الأجر الجزيل، في الدار الآخرة والثناء الجميل، والنصر في هذه الدار، ولا برحت عزماته العليّة مختصة بفضائل الجهاد، ومجردة على أعداء الدين من بأسها، ما يروي صدور السفح والصفاح، وألسنة السلاح بَاذلة نفائس الذخائر في المواطن التي تألف فيها الأخاير مفارقة الأرواح للأجساد، سالكة سبيل الفائزين برضا الله وطاعته يوم يقوم الأشهاد".
وكان هناك مع هذه الرسالة أبيات طويلة من شعر مؤثر للشاعر أبي البقاء صالح بن شريف يصف مأساة المسلمين في الأندلس وغدر الأعداء بهم:
سلام عليكم من عبيد تخلّفوا ** بأَندلسٍ بالغرب في أرض غربة
أحاط بهم بحرٌ من الردم زاخر ** وبحر عميق ذو ظلام ولجة
سلام عليكم من عبيد أصابهم ** مصاب عظيم يا لها من مصيبة
سلام عليكم من شيوخ تمزّقت ** شيوخهمُ بالنتف من بعد عزة
سلام عليكم من وجوهٍ تكشفت ** على جملة الأعلاج من بعد سُترة
سلام عليكم من بنات عواتِق ** يسوقهم اللبّاط قَهرا لخلوة
سلام عليكم من عجائز أُكرهت ** على أكل خنزير ولحم جيفة
وبعد هذه المقدمة المؤثرة تشرح القصيدة غدر الأعداء الإسبان ، وكيف يقومون بتنصير المسلمين قهرا وجبرا ، وكيف أن المسلمين جاهدوا ، ولكنهم قلة أمام جموع الأعداء:
غُدرنا ونُصِّرنا وبُدّل ديننا ** ظُلمنا وعوملنا بكل قبيحة
وكنا على دين النبي محمد ** نقاتل عمال الصليب بنية
ونلقى أمورًا في الجهاد عظيمة ** بقتل وأسر ثم جوع وقلة
فجاءت علينا الروم من كل جانب ** بجد وعزم من خيول وعدة
فكنا بطول الدهر نلقى جموعهم ** فنقتل فيها فرقة بعد فرقة
وفرسانها تزداد في كل ساعة ** وفرساننا في حال نقص وقلة
فلما ضعفنا خيموا في بلادنا ** ومالوا علينا بلدة بعد بلدة
وجاءوا بأنفاظ عظام كثيرة ** تهدم أسوار البلاد المنيعة
وشدوا عليها الحصار بقوة ** شهورا وأياما بجد وعزمة
فلما تفانت خيلنا ورجالنا ** ولم نر من إخواننا من إغاثة
وقلت لنا الأقوات واشتد حالنا ** أحطناهمُ بالكُره خوف الفضيحة

وخوفا على أبنائنا وبناتنا ** من أن يؤسروا أو يقتلوا شر قتلة

على أن نكون مثل من كان قبلنا**من الدجن من أهل البلاد القديمة

ثم يقول الشاعر بأنهم أصبحوا ضحية الغدر وعدم الوفاء بالوعود والبنود التي بلغت خمسة وخمسين بندا في عقود الصلح، من أنهم سيستمرون في إقامة شعائرهم الإسلامية بكل حرية، ولكنهم عندما دخلوا تحت حكمهم نسوا تلك الوعود والعهود ، وتركوا المسلمين أمام خيارين لا ثالث لهما ، فإما التنصر أو القتل.
ثم يستغيث الشاعر بسلطان الدولة العثمانية، ويعقد آماله عليه:
فها نحن يا مولاي نشكو إليكم ** فهذا الذي نلناه من شر فرقة
عسى ديننا يبقى لنا وصلاتنا ** كما عاهدونا قبل نقض العزيمة
وإلا فيجلونا جميعًا عن أرضهم ** بأموالنا للغرب دار الأحبة

فأنتم بحمد الله خير ملوكنا ** وعزتكم تعلو على كل عزة

وثم سلام الله قلت ورحمة ** عليكم مدى الأيام في كل ساعة

دعا السلطان بايزيد الثاني الصدر الأعظم والوزراء والقواد إلى مجلس اجتماع طارئ لبحث الموقف ، وما الذي تستطيع الدولة العثمانية تقديمه في تلك الظروف.. بحث المشاركون في المجلس الظروف التي تمر بها الدولة العثمانية آنذاك، ونوع ومدى المساعدة التي تستطيع الدولة تقديمها لمسلمي الأندلس ؛ ولسوء حظ مسلمي الأندلس فقد كانت الدولة العثمانية تمر بظروف قاسية جدًّا، كما كان بعد المسافة، وعدم وجود طريق برّي مباشر إليها يزيد من حدة المشكلة ويعقدها.
الظروف الصعبة للدولة العثمانية :
نستعرض هنا باختصار شديد الظروف الصعبة التي كانت تعيشها الدولة العثمانية آنذاك:

العثمانيون والمماليك :

كانت الدولة العثمانية آنذاك في حرب مع دولة المماليك في مصر، بسبب نزاعات بدأت من عهد السلطان محمد الفاتح (والد السلطان بايزيد الثاني) فقد عرض السلطان محمد الفاتح على أشرف سيف الدين حاكم دولة المماليك في مصر (الذي كانت مملكة الحجاز ونَجد تحت سيطرته) قيام الدولة العثمانية بتعمير وإصلاح قنوات الماء في الحجاز دون مقابل تيسيرا للحجاج، فقوبل برفض فظ من قبله ، ومما زاد من التوتر بين الدولتين قيام المماليك بفرض ضريبة على الحجاج العثمانيين.
عهد السلطان بايزيد الثاني أبدى المماليك رغبتهم في ضم منطقة "جُوقُورْ أُوَه" العثمانية إلى الأراضي السورية التي كانت تحت حكمهم ، كما حدثت مشاكل أخرى بين الدولتين لا نتطرق إليها هنا.
والخلاصة أن الوفد عندما جاء إلى السلطان كانت الجيوش العثمانية في حرب مع جيوش المماليك التي تقدمت فعلا إلى منطقة "جوقور أوه".

مشكلة الأمير "جَمْ" :

كانت الدولة العثمانية تعيش مشكلة الأمير "جَمْ" (الأخ الأصغر للسلطان بايزيد) الذي شق عصا الطاعة على أخيه السلطان مطالبا بالعرش لنفسه ، وحدثت معارك بين الأخوين انتهت بانتصار السلطان بايزيد ، وهرب الأمير جَمْ إلى مصر حيث استقبل من قبل حاكم مصر بحفاوة ، وكان هذا عاملا مضافا لزيادة التوتر بين البلدين ؛ مما أدّى إلى إشعال فتيل الحرب بينهما.
ولم تقف مشكلة الأمير جَمْ بإحداث التوتر بين هاتين الدولتين ، بل إن الأمير جم عندما أسر من قبل القراصنة ، وهو على ظهر سفينة ، وتمّ بيعه إلى البابا، أصبح ورقة تهديد في يد الدول الأوروبية والبابا ضد الدولة العثمانية، وأدى إلى توتر العلاقات بين الدول الأوروبية وبين الدولة العثمانية، وإلى تحالف صليبي جديد من البابا "جويلس الثاني" وفرنسا والمجر وجمهورية البندقية ضد الدولة العثمانية مما حدا بالدولة العثمانية إلى تركيز اهتمامها على الخطر القادم إليها من أوروبا.

خطورة الدولة الصفوية:

كانت الدولة الصفوية تحاول نشر المذهب الشيعي في الأناضول ، وترسل المئات والآلاف من شباب التركمان الشيعة - بعد تدريبهم- إلى الأناضول لهذا الغرض ، وكانت نتيجة هذه الجهود حدوث حركات عصيان مسلّحة قادها الشيخ جُنَيد أولا ، ومن بعده ابنه حيدر، أي كانت هناك قلاقل كبيرة في الأناضول، ولم تتخلص الدولة العثمانية من هذه القلاقل ومن خطر الدولة الصفوية إلا في عهد السلطان سليم (ابن السلطان بايزيد الثاني).
إذن فالدولة العثمانية كانت في ضائقة شديدة ، وكانت في حرب فعلية مع المماليك من جهة، وفي مشاكل كبيرة مع الدول الأوروبية ، حيث نرى أنه بعد سنوات قليلة اضطرت الدولة العثمانية لإعلان الحرب على المجر وعلى بولندة.
كما اتفقت بولندة والمجر وليتوانيا ضد الدولة العثمانية ، وأعلنت عليها الحرب، كما كانت تعاني من وجود قلاقل وحركات تمرد وعصيان في الداخل.
لا نريد الخروج عن الموضوع وإيراد تفاصيل جانبية، ولكن كان من الضروري إلقاء نظرة على وضع الدولة العثمانية آنذاك.

"بايزيد" يفعل ما يستطيع :

بعد دراسة لكافة الظروف الداخلية والخارجية قرر السلطان بايزيد إرسال قوة بحرية تحت قيادة "كمال رَئِيس" على وجه السرعة ، كان ذلك في عام 892ه/ 1487م ، أي قبل سقوط غرناطة بخمس سنوات ، وكانت الدولة العثمانية بعملها هذا تعلن الحرب على عدة دول مسيحية في أوروبا؛ كانت تعلن الحرب على قسطاليا ، وعلى آراغون ، وعلى نابولي ، وعلى صقلية وعلى البندقية ..
أي أن الدولة العثمانية على الرغم من مشاكلها الكثيرة - التي ذكرنا أهمها- كانت الدولة الإسلامية الوحيدة التي مدت يد العون لمسلمي الأندلس على قدر طاقتها، ودخلت من أجلهم في حالة حرب مع دول عدة؛ بينما توقّفت عن ذلك الدول الإسلامية الموجودة في شمالي أفريقيا ، والتي كان بإمكانها من الناحية الجغرافية مساندة مسلمي الأندلس ، كالدولة الحفصية في تونس ، والدولة الوطاسية في المغرب.
قام "كمال رَئيس" بضرب سواحل جزر جاربا ومالطا وصقلية وساردونيا وكورسيكا، ثم ضرب سواحل إيطاليا ثم سواحل إسبانيا، وهدم العديد من القلاع والحصون المشرفة على البحر في هذه السواحل ، وقام أحيانا بإنزال جنوده في بعض السواحل لهدم تلك القلاع ، ولكنه لم يكن يستطيع البقاء طويلا؛ لأن الحرب البحرية لا تكفي للاستيلاء على المدن ، ولاسيما المدن الداخلية البعيدة عن البحر، فلا بد من مشاركة القوات البرية التي تستطيع التوغل في الداخل ، وتثبيت وإدامة السيطرة على المدن المفتوحة.
ولم يكن هذا ممكنا آنذاك، لبُعد الشقة بين الأندلس وبين الدولة العثمانية ، وكذلك بين مصر والأندلس، ولو صرفت الدولة العثمانية كل طاقتها وحاولت الوصول بَرّا إلى الأندلس (وهذا ما لا يتوقعه عاقل) لكان عليها محاربة العديد من الدول الأوروبية لعشرات الأعوام ، هذا علما بأن الدول الأوروبية كانت قد قطعت كل صلة لمسلمي الأندلس مع البحر الأبيض المتوسط، كما سدّوا مضيق جبل طارق ليمنعوا وصول أي نجدة إليهم من الدول الإسلامية.
وقام "كمال رئيس" بقصف بعض سواحل تونس بسبب كون الدولة الحفصية الحاكمة في تونس في حلف مع الإسبان ومع فرنسا ضد إخوانهم من مسلمي الأندلس.
وكم كان من المؤسف أن هذه القوة البحرية العثمانية اضطرت أخيرًا إلى مواجهة الدولة الحفصية في تونس لكونها تقوم بمساعدة الفرنسيين ، ولكون الدولة العثمانية في حرب مع المماليك فقد وقعت هذه القوة البحرية بين نارين ، لذا لم تؤد هجمات هذه القوة البحرية إلى نتائج ملموسة.
وفي عام 897ه/ 1492م استسلمت مدينة غرناطة ، وانتهى حكم المسلمين في الأندلس ، ولكن هذه القوة البحرية قامت بنقل ما يقارب من 300 ألف من المسلمين التاركين بيوتهم والهائمين على وجوههم من الأندلس إلى المغرب وإلى الجزائر.
أما الوفد الأندلسي الثاني المرسل إلى دولة المماليك في مصر فلم يحصل على أي نتيجة أيضا ، حيث إن مصر بعيدة عن الأندلس، ويحتاج إنقاذ هؤلاء المسلمين إلى قوة برية ، كما كانت في حرب مع الدولة العثمانية كما ذكرنا.
كان الأشرف سيف الدين قايتباي (1468- 1496م) هو الذي يحكم دولة المماليك آنذاك، فلم يجد وسيلة لنصرة مسلمي الأندلس سوى إرسال وفود إلى البابا وإلى الإسبان ليقول لهم : إن هناك العديد من المسيحيين يعيشون في مصر وفي سورية ، وأنهم يتمتعون بكامل حرياتهم الدينية ، ولا يتعرض لهم أحد، وليحذرهم بأنه سيقوم بقتل جميع المسيحيين وإجبارهم على اعتناق الإسلام إن قام الأسبان بقتل المسلمين أو إجبارهم على التنصر.
ولم يهتم الإسبان ولا البابا بهذا التحذير الذي عدوه مجرد تخويف ؛ لأنهم يعلمون أن الدين الإسلامي يمنع إكراه أحد على ترك دينه ، وقد ادعى الإسبان لوفد مصر أن المسلمين تنصروا بملء إرادتهم ، ولم يجبرهم أحد على هذا ، وجاءوا بشهود زور تم تهديدهم وتخويفهم فشهدوا بذلك.
وقد سجل أبو البقاء في شعره هذه الحادثة ، وذكر أسماء المدن التي عذب أو أحرق أهلها أو ذبحوا بالسيف قائلاً:
فسل وحرا عن أهلها كيف أصبحوا ** أسارى وقتلى تحت ذل ومِهنة
وسل بلفيقا عن قضية أمرها ** لقد مُزقوا بالسيف من بعد حسرة

وضيافة بالسيف مزق أهلها ** كذا فعلوا أيضا بأهل البشرة

وأندرش بالنار أحرق أهلها ** بجامعهم صاروا جميعا كفحمة

وهكذا بقي مسلمو الأندلس وحدهم في الميدان ، وتجرعوا الآلام ، وبادت دولتهم الزاهرة جزاء تفرقهم إلى طوائف عديدة ، فجرّوا على أهاليهم وبلدهم تلك النهاية المروعة التي ستبقى من أكثر المآسي المروعة في التاريخ الإنساني.
.
.
أنتهت المقالة
أقول رغم أن المقالة جاءت ككقراءة للأحداث إلا أن بها ما يستحق أن نقف عليه ونأتي على ذكره بتفصيل أكثر .
اتركها بين ايديكم .. مع التحية


التعليقات (8)
اورااد
اورااد
دمعت عيوني وانا اقرأ الابيات المؤثرة
جزاك الله خير

الرندي
الرندي
شكراً أخي مجد الخلافة على هذا النقل الموفق. لا أحد ينكر دور الخلافة العثمانية العظيم في نشر الإسلام ونصرة المسلمين في كل مكان والوقوف في وجه المد النصراني على دول الإسلام. ولولا الظروف الداخلية والخارجية التي ذكرت بالمقال وتعاون الدولة الصفوية في ايران مع مسيحي أوروبا ضد العثمانيين لكان لها شأن آخر في الأندلس.

مجد الخلافة
مجد الخلافة
تدمع الأعين كل يوم ..
فمسلموا الأندلس على الأقل وجدوا من يرسلون له الرسائل
ولكن مسلموا الفلبين وكشمير والبوسة والهرسك .. لمن يرسلون ؟
وا خلافتاه .. ذهب فذهب عز المسلمين ..
اورااد ..
أشكر لك تواصلك ..
أخي الرندي ..
إن من المؤلم جداً ان نقرأ لأقلام عربية ومسلمة قد كالت بالتهم للخلافة العثمانية وأنها سبب في ضياع مجد وعز المسلمين .. في حين أنها قد سطرت إنجازات أخرى لتاريخ وحضارة المسلمين
وما إرسالهم للجيوش للأندلس إلا دليلاً على ذلك وأنهم أهتموا حقيقة لأمر المسلمين بكل أقطار العالم ..
دمت يا أخي بخير ..

lonley travller
lonley travller
يعطيك العافية على النقل, و لاشك أن الخلافة العثمانية كانت عظيمة رغم تعصب المتعصبين و حقد الحاقدين...

مجد الخلافة
مجد الخلافة
لا مجال للشك بهذا الشأن
وعظمتها كانت في قوة إيمانها .. بإختلاف بعض الفترات التي دب فيها الضعف والانقسام
خلاف ذلك اجتماع القوى الصهيونية والنصرانية للإطاحة بها ..
اشكر لك تواصلك اخي lonley travller
وكل عام وانت بخير

ابوسعد11
ابوسعد11
كل شئ حدث في الأندلس بإردة رب العالمين سبحانه،،،والحمد لله على كل حال
مشكور يا مجد الخلافة على الموضوع

البرواز
البرواز
أترككم معها .. وليشهد التاريخ أن خلفاء بني عثمان كانوا أفضل كثيراً من عرب افتقدوا لأبسط صفات العروبة وللأسف .. هم كُثر بوقتنا الحاضر !! ..
إن مسألة كون الخلفاء العثمانيين معذورين في عدم مساعدة الأندلس ، قد يكون أمراً مقبولاً لأسباب عديدة أوضحها بعد المسافة ..
لكن الادعاء بأفضليتهم على كثير من العرب حينها ، ادعاء يفتقد لكثير من المصداقية والواقعية .. لأن ما فعله العثمانيون لم يزد على أن يكون من أعمال القرصنة التي استهدفت جزر البحر المتوسط ، ولم تصل إلى الأندلس .. ولو كان هدفها إنقاذ الأندلس لما تأخرت لأجل السلب والنهب الذي لا يجدي ..
كذلك فإن موقف المصريين لم يكن متخاذلاً ، حيث تركز في شكل بعثات دبلوماسية إلى البابا وإلى إيزابيل وفرديناند ، ووصلت إلى التهديد بهدم الأماكن المقدسة المسيحية في القدس في حال عدم تراجعهم .. ولولا الحملات العسكرية التي كان يقوم بها بايزيد الثاني على حدود المماليك ، لاستطاع المصريون أن ينجدوا الأندلس .. لكن العثمانيين فضلوا أن يغزوا بلاد المسلمين في الجنوب على أن ينجدوا أهل الأندلس ، والادعاء بأنهم كانوا مشغولين بالصفويين والأوروبيين والمماليك ، فيه ذكر لنصف الحقيقة .. إذ إنهم هم من كانوا يهددون المماليك بحملاتهم العسكرية العنيفة ولم يكن المماليك يشكلون تهديداً لهم .. وفي الوقت الذي كان المسلمون مضطهدين في الأندلس بعد سقوط غرناطة وواقعين تحت نير محاكم التفتيش كان سليم الأول مشغولاً باحتلال الشام ومصر .. فأين الانشغال الذي نتحدث عنه وهم يشكلون قوة عسكرية تهدد جيرانها ، ولا يهددونها .. ويذكر التاريخ أن المورسكيين كانوا يستنجدون طيلة مائة عام بعد سقوط غرناطة حتى تم تهجيرهم بالكامل ، ولا من مجيب ولا من منجد ، وليس للعثمانيين أي فضل لا على العرب ولا على غيرهم .. ومحاولة إيجاد العذر لبايزيد على الرغم من ضعفه لا يمكن أن يستمر طيلة مائة عام لاحقة خاصة وأننا نعرف أن المائة عام هذه كانت العصر الذهبي للخلافة العثمانية ففيها كان سليم الأول الذي وسع رقعة الخلافة حتى وصلت إلى الجزائر .. ومن بعده سليمان القانوني .. وعلى الرغم من أن الخلافة العثمانية قد أصبحت قريبة المسافة من الأندلس بتبعية الجزائر إليها ، ولم تعد معذروة ببعد المسافة ، إلا أنها لم تزد عن تنظيم حملات قرصنة بقيادة عروج وخير الدين ، مع أنها كان يمكنها أن تقوم بما هو أكبر من ذلك بكثير ..
ثم لنكن واقعيين أكثر .. فمشكلة الأندلس لم تبتدئ ببايزيد الثاني ، بل كان الأندلسيون يعانون قبل ذلك بعقود .. وفي الوقت الذي كانت فيه حروب الاسترداد مستمرة على أشدّها ، كان محمد الفاتح الذي هو والد بايزيد مشغولاً بحروب توسعية عسكرية في أوروبا ، مع أنه كان من الأولى أن ينجد من هم في أشد الحاجة للنجدة حينها ، ولكن يبدو أن الأندلسيين لم يكونوا من ضمن اهتمامات محمد الفاتح بقدر ما كان يهمه احتلال أكبر قدر ممكن من شرق أوروبا ..
وبالنسبة لبني مرين فإنهم لم يكونون متخاذلين ، بل كان تاريخهم مشرفاً في نصرة إخوانهم في الأندلس، ولم يترددوا في عبور المضيق إلى الأندلس والجهاد إلى جانب إخوانهم الأندلسيين طيلة فترة حكمهم .. مع العلم أنه وقت سقوط غرناطة كانت قد انتهت دولة بني مرين قبل ذلك بقرابة ثلاثة عقود .. ولم يكن من جاء بعدهم من القوة بأن يستطيعوا أن يعبروا المضيق لمقاتلة المملكتين المتحدتين أراغون وقشتالة ..
والخلاصة من كلامي ، هو أني أريد أن أقول أن العثمانيين لم يكونوا أحسن من غيرهم .. وهذه المقالة كانت تحاول أن توجد لهم العذر ليس إلا .. وفيها إغفال لجزء كبير من الحقيقة ،و الزعم بأن العثمانيين كانوا أفضل من العرب هو ادعاء وزعم غير صحيح .. لأنهم ببساطة لم يقوموا بشئ من النصرة حتى ينسب إليهم أي فضل ..
تحياتي للجميع ولصاحب الموضوع

مجد الخلافة
مجد الخلافة
  1. ولم أكذب .. فمالذي أسقط بغداد بزعمك ؟ ..

  2. ولعل ضعف دولتهم حينها كان له سبب مباشر بهذا ..

  3. بل كان رد الأسبان على المماليك صريحاً ومباشراً .. حيث ردوا بالآتي :

  4. حتى أن التاريخ لا يسجل أبداً أن المماليك نفذوا تهديدهم نهائياً !!


أحترم وجهة نظرك أخي البرواز .. ولكن بهدوء وبروية ..
حتى لا نطلق الاتهامات جزافاً لا على العرب ولا على العثمانيين .. ولننظر في التاريخ ..
فلن أفضل أحداً على أحد .. ولكنني ذكرت بأن فضل العثمانيين الأولين على العرب اللاحقين شاسع ..

ولم أكذب .. فمالذي أسقط بغداد بزعمك ؟ ..

موقف بني مرين وإن كانوا قد هبوا لنجدة المسلمين بالأندلس إلى أننا نكتفي بما ذكره المؤرخ الأندلسي المجهول الذي عاصر مأساة غرناطة .. حيث ذكر نصاً ( إن إخواننا المسلمين من أهل عدوة المغرب بعثنا إليهم ، فلم يأتنا أحد منهم ، ولا عرج على نصرتنا وإغاثتنا ، وعدونا قد بنى علينا وسكن ، وهو يزداد قوة ، ونحن نزداد ضعفا، والمدد يأتيه من بلاده ، ونحن لا مدد لنا ) ..

ولعل ضعف دولتهم حينها كان له سبب مباشر بهذا ..

أما موقف ملوك الدولة الزيانية فلم يفعلوا شيئاً غير أن بعثوا إلى أهل الأندلس الطعام والذهب والفضة والخيل مما مكنهم من مد عمر المقاومة فقط .. وهذا الحال يشبه إلى حد كبير ما يحدث بالقدس وبغداد .. فهم لا يريدون المال بقدر ما يريدون الحرية !!
وكانت الدولة الزيانية أيضاً لا تقل ضعفاً عن المرينيين ..
أما المماليك فلم تكن بعثتهم إلا ( دبلوماسية ) وأنت ذكرتها بنفسك .. ولعلنا نعي ما تعنيه دبلوماسية
حيث لم يزد كتابهم عن تهديد سخيف لن يهتم له النصارى حينها .. حيث أن حربهم كانت مقدسة
وهي ما سميت بحرب الاسترداد وباركها البابا النصراني .. فهل ستجد أذان صاغية ؟!

بل كان رد الأسبان على المماليك صريحاً ومباشراً .. حيث ردوا بالآتي :

أنهما لا يفرقان في المعاملة بين رعاياهما المسلمين ، والنصارى . ولكنهما لا يستطيعان صبرا على ترك أرض الآباء و الأجداد في يد الأجانب . وأن المسلمين إذا شاءوا الحياة في ظل حكمهما راضين مخلصين ، فإنهم سوف يلقون منهما نفس ما يلقاه الرعايا الآخرون من الرعاية .

حتى أن التاريخ لا يسجل أبداً أن المماليك نفذوا تهديدهم نهائياً !!

أيضاً الدفاع عن المماليك كونهم كانوا مشغولين بقتال العثمانيين فيه شيء من عدم الصحة ..
حيث تذكر الكثير من المصادر أن بايزيد الثاني اتصل بمصر وعقد هدنة مؤقتة تنهي الحروب بين الدولتين المسلمتين ووضعا خطة مشتركة لإرسال أسطول لغزو صقلية التي كانت من أملاك أسبانيا .. وتقوم القوات المصرية بهجوم على النصارى عبر مضيق جبل طارق .. ولكن للأسف هذه الخطة لم تطبق ..
وللأسف أن هذا الإثم تحملته الخلافة العثمانية لوحدها .. فهل ينجوا المملوكي من هذه الخطيئة ؟!
فعلى الأقل نعلم أن العثمانيين نفذوا ما عليهم من هذه الخطة .. ولكن مالذي فعله المماليك ؟!
حتى وإن كانت القوة التي ذهبت يسيرة .. وبهذا نجد العذر للعثمانيين ولكن ما عذر المماليك في حال وجود الهدنة ؟!
كل ذلك حدث بعهد السلطان قايتباي .. وتلى ذلك أن ارسل الأندلسيين إلى الأشرف قانصو الغوري سلطان مماليك مصر والشام طالبين منه أن يتوسط لدى الملكين الكاثوليكيين ( فرديناندو و إيزابيلا ) لاحترام معاهدة الاستسلام .. فأرسل إليهم نفس التهديد وأخبرهم أنه سيجبر النصارى على إعتناق الإسلام ..
فأرسل إليه الملكان سفيرا أقنعه بأن المسلمين يعاملون معاملة حسنة .. وأن لهم نفس الحقوق التي يتمتع بها الإسبان !!
فلم يحدث بعدها أي شيء يذكر ..
فقد كان موقف المماليك مخجلاً جداً .. حيث لم يزد على أنه مجرد رسالة ولن أسميها تهديداً .. حيث لم يفعلوا شيئاً إطلاقاً غير إرسال الرسائل !!
والمخجل أنهم صدقوا النصارى وكذبوا إخوانهم .. هذا إن لم يكونوا على علم وتجاهلوا كل ذلك !!
بينما حينما أتى الكتاب إلى الخليفة العثماني .. لم يرسل خطاباً إلى النصارى بل أرسل جنوداً !!
بل إن الخطاب الوحيد الذي أرسلوه وكان تهديداً للبابا .. قد نفذوه فعلاً ..
وفي هذا فرق شاسع .. وموقف بطولي حتى وإن لم يستطع أن يسترد شيئاً من أملاك المسلمين بالأندلس ..
ولعل موقف محمد الفاتح حينما أتته رسالة الإستغاثة من الأندلسيين فيه موقف مغاير لم حدث بعد ذلك ..
حيث وصلت رسالتهم إليه قبل سقوط غرناطة ب 14 عاماً ..
فقد كان مشغولاً بتحالف صليبي ضم البابا سكست الرابع وجنوة ونابولي والمجر وترانسلفانيا وفرسان القديس يوحنا في جزيرة رودس وعددا من الزعماء الألبان !! ..
وبهذا لن يلام الفاتح لتجاهله الرسالة فقد كان مشغولاً بهذا التحالف الصليبي
بل إنه كان قد عقد العزم على فتح روما .. ولو كان قد فعل .. لكانت أوروبا مسلمة بأكملها !!
أما موقف بايزيد الثاني فأنا أستطيع أن أسميه مشرفاً ..
ففضلاً على ما فعله من محاولة عقد هدنة مع المصريين .. فقد كان فعلاً يواجه حرباً مع ترانسلفانيا والمجر والبندقية. هذا بخلاف التحالف الصليبي قاده يوليوس الثاني وجمهورية البندقية والمجر وفرنسا ..
مما نتج عن هذا التحالف من حرب أدت إلى تنازل العثمانيين عن بعض ممتلكاتهم !!
ورغم ذلك لم يهمل بايزيد استغاثة الأندلسيين بل أرسل أسطولاً بقيادة كمال رئيس إلى الشواطئ الإسبانية سنة 1486. وقام فعلاً بإحراق السواحل الإسبانية والإيطالية ومالطا ..
ولن أسمي تلك البعثة بالقرصنة .. حيث سجل التاريخ أن السفن العثمانية شاركت بالحروب مع إخوانهم المسلمين ضد النصارى .. ثم أصبحت بعثتهم إغاثية حيث نقلوا الأندلسيين إلى الجزائر ..
أما صراع العثمانيين في مصر والشام .. فأنا لا أسميه أحتلالاً بقدر ما اسميه توحيداً ..
وأكبر دليل على ذلك .. مالذي جناه الشاميون حينما حاربوا العثمانيين وطردوهم إبان الثورة العربية ؟!
لا شيء .. غير أن دخلت فرنسا الشام واحتل اليهود القدس !!
إن كراهية الأتراك قد تغلغلت في نفوس العرب .. وأصبحت بعض المصادر العربية بكل أسف تشوه تاريخ هذه الخلافة التي بشر بها الرسول الكريم عن أحد قادتها حيث يفتتح القسطنطينية ..
بل إنها الخلافة الوحيدة التي سطعت بنور الإسلام في قلب أوروبا ..
.
.
أخي البرواز ..
أسعدتني مداخلتك كثيراً ..
فإن أصبت فمن الله .. وإن أخطأت بفمن نفسي والشيطان
وألتمس لي العذر دائماً ..
أخاك الصغير / محمد ..


خصم يصل إلى 25%