ابوحمد
25-12-2022 - 12:53 pm
الحكيم بقراط كان ينصح الناس بالسفر إلى مصر للعلاج.. والحكيم جالينوس أيضا.
والمؤرخ هيرودوت لم ينس أن صحته تحسنت عندما جاء إلى مصر وقال: إن العجائب التي في مصر قد أنعشت روحه.. والشمس قد أذابت الصلابة في عضلاته!
والفراعنة هم أول من عرف أن «الرطوبة» الموجودة في الجو هي التي تفسد أجسام الموتى. ولذلك كانوا يضعون الجثث في أماكن جافة بعيدة عن الرطوبة الموجودة في الهواء.. فأقاموا مقابرهم في الصحراء وفى جنوب مصر. والفراعنة هم أول من نصح المريض بأن يبعد عن البيت والأسرة ومكان العمل ويذهب إلى الجنوب حيث الهدوء والدفء والجفاف وصفاء السماء..
والطب الحديث يؤكد أن حكمة الفراعنة صادقة وأطباء السويد الذين جاءوا إلى مصر في رحلات للعلاج السياحي يرون أن مصر كلها.. وليس جنوب مصر فقط..هي أحسن مكان للعلاج من أمراض الشيخوخة والروماتزم واضطراب الدورة الدموية وكثير من الأمراض الجلدية..
وقد قرأت تقريرا لبعض أطباء السويد يؤكدون فيه أن عشرات من المرضى من السويد والنرويج وفنلندا والدنمارك جاءوا إلى مصر لا يقدرون على المشي وبعد أيام استمتعوا بركوب الخيل إلى جوار الهرم! وبعض المرضى كان لا يقوى على الجلوس على مقعد له عجلات، وبعد أيام كان يساعد المرضى الجدد في الجلوس على هذا المقعد ويدفعهم إلى الأمام.. كل هذا قرأته.. ولولا أنني قرأت ذلك ما صدقته.
وزارني الدكتور مورسنج أحد المشرفين على «السياحة العلاجية» وقلت له إن أسوان لم تكن تعرف الرطوبة ولا السحب ولا المطر وهى الآن أصبحت معتدلة الجو مثل الإسكندرية.. فهل هذه الرطوبة تعوق العلاج؟
وأكد لي الدكتور مورسينج بالأرقام والتقارير الطبية أن أسوان تشفى العليل.. وان هناك سرا أو سحرا إشعاعيا في جنوب مصر وشمالها.. وان هذا السر جعل مصر هي أصح بلد في العالم كله لعلاج كل الأمراض التي يشكو منها أهل السويد والنرويج وكل الدول الشمالية.
وشعرت بالارتياح وتمنيت أن أجد نفسي في أسوان بسرعة وان اعرض نفسي لهذا السحر الإشعاعي الذي عرفه المؤرخ هيرودوت ولم يعرف اسمه.. ولما سألني الدكتور مورسينج عن الأمراض التي أشكو منها وسوف تشفيها أسوان.. قلت: مرض واحد اسمه القاهرة!
منقول عن صحيفه الشرق ألأوسط
عن الكاتب وألأديب الكبير أنيس منصور