- بسم الله الرحمن الرحيم
- من هم الأرمن
- أسباب هجرتهم
- وصولهم الى لبنان
- منطقة برج حمود
- عديدهم وانتماءاتهم
- اندماجهم في المجتمع اللبناني
- أخلاقياتهم ومواقفهم
- حرفيتهم ومهارتهم
- المطبخ الأرمني
- الأسواق الأرمنية
بسم الله الرحمن الرحيم
الأرمن طائفة كريمة هاجرت واستقرت في لبنان من عقود مضت، وحبي واعجابي الكبير بهذه الطائفة كان الدافع وراء كتابة هذا الموضوع عنهم. فمن هم الأرمن، وما تاريخهم القديم والحديث وماوضعهم في الزمن المعاصر...هذا ماسنعرفه من خلال هذا الموضوع...فدعونا نبدأ
من هم الأرمن
الأرمن شعب عريق، جذوره ضاربة في التاريخ، ينتمي الأرمن إلى العرق الآري، ويعود وجودهم في أرض أرمينيا التاريخية (الهضبة الأرمنية) الممتدة في الأجزاء الوسطى والشرقية من آسيا الصغرى إلى الألف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية والآثارية الحديثة التي تتفق مع التقليد المتوارث القديم. وتمتد أرمينيا التاريخية من غرب منابع نهر الفرات وحتى بحر قزوين وإيران، ومن سلسلة جبال القوقاز، حتى سلسلة جبال طوروس الأرمنية على حدود العراق الشمالية، ويُعد جبل آرارات الذي رست عليه سفينة نوح حسب الكتاب المقدس أهم جبال أرمينيا، علما ان معظم الارمن في لبنان ينحدرون من منطقة كيليكيا التي توجد حاليا ضمن الدولة التركية ولا تعود اصولهم الى اراضي دولة ارمينيا الحالية التي زارتها او عادت اليها قلة من ابنائهم.
أسباب هجرتهم
كانت بعض الأعمال المتطرفة عند بعض التجمعات الصغيرة من الأرمن سبباً, أو ذريعة لقيام حملة عنيفة من القمع الوحشي ضد الأرمن, اتخذت صورة الإبعاد الجماعي أو المذابح الجماعية, وكان ذلك بتغاضي السلطات أو بتحريضها وبلغت تلك الحملات غايتها في أيام الحرب العالمية الأولى سنة 1915م حيث بدأت عملية القمع المنظم للأرمن وكانت معركة الأرمن ضد الاتراك خاسرة سلفا بسبب افتقارهم للسلاح، ويمكننا القول أن أعمال التهجير تمت في نهاية عام 1915م في ظل المجازر التي تعرّض لها الأرمن من مواطني الدولة العثمانية، والتي راح ضحيتها مليون ونصف المليون أرمني وعشرات الآلاف من أبناء الطوائف الأخرى.
وصولهم الى لبنان
واثناء تلك المجازر عمد الآلاف من الارمن الى الهرب من ارمينيا الغربية الى مختلف انحاء العالم وتضاعفت هذه الهجرة عبر الساحل السوري باتجاه لبنان. سكن الارمن في بداية تهجيرهم في مخيمات انشئت في بيروت في مناطق مار مخايل وتشارتشابوك، حيث كانت الاحوال الاجتماعية والاقتصادية للاجئين سيئة للغاية.
أماكن تواجدهم
مع مرور الزمن اخذ الارمن بالتوزع والانتشار في مختلف المناطق اللبنانية، ويتواجدون بكثرة في منطقة برج حمود وعنجر وانطلياس.
منطقة برج حمود
عديدهم وانتماءاتهم
يضم لبنان اكبر جالية ارمنية في العالم العربي حيث يصل عددهم حسب مصادر ارمنية سياسية مختلفة ومراجع دينية الى 140 الفا وينتمي معظم ابناء الجالية الارمنية الى الطائفة الارثوذكسية وينتمي الاخرون الى الطائفة الكاثوليكية فيما تنتمي اقلية فقط الى الطائفة الانجيلية، علما بان الارمن على اختلاف مذاهبهم ارتبطوا على الدوام بعلاقات طبية مع كل الطوائف المسيحية والاسلامية.
اندماجهم في المجتمع اللبناني
الارمنيون الذين هاجروا للبنان في مطلع القرن هربا من القمع العثماني باتوا اكثر الفئات اندماجا بفضل مهارتهم واتقانهم للعربية، ويمتاز الارمن عن غيرهم من القوميات بانهم رغم تحسسهم بارمنيتهم كقومية انبثقوا منها الا انهم لم يتخذوا من تجزرهم العرقي سببا للتنكر للارض التي احتضنتهم والشعب الذي اخاهم ولقد تفاعل الارمن مع محيطهم الاجتماعي الذي وجدوا فيه وتجانسوا مع المجموعات الاخرى التي عاشوا معها وتفاعلوا وكونوا مشاركين حضارة وسطروا تاريخا، وقد اندمج ابناء الجالية الارمنية في لبنان الذي استقبلهم بالترحاب منذ نحو قرن من الزمن رغم ضيق مساحته وقلة عدد سكانه, وحصلوا على الجنسية اللبنانية وانخرط رجالات الارمن في الحياة البرلمانية والسياسية ولهم في البرلمان اللبناني العديد من النواب و ثلاثة احزاب رئيسية، علما بان والدة رئيس الجمهورية اللبناني وعقيلته هما من اصول ارمنية. كما قاموا بتأسيس المدارس والجمعيات الثقافية والرياضية والخيرية والصحف والكنائس. ولكن مع هذا يحافظ الأرمن على قوميتهم وهم يحاولون عبر التمسك بلغتهم وحضارتهم أينما حلوا أن يتمسكوا بهويتهم قدر المستطاع من خلال تنمية الهوية الأرمنية ضمن العائلة واضافة الى ذلك تساهم مؤسسات نشطة سياسية وثقافية ورياضية اضافة الى نحو 70 مدرسة في تغذية هذا الانتماء.
أخلاقياتهم ومواقفهم
لعب الارمن في لبنان دورا مهما في الحياة الاجتماعية وشكلوا ثقلا في الحياة السياسية وبقوا على مسافة واحدة من جميع الطوائف المكونة للشعب اللبناني فلم يستفزوا مشاعر احد ولم يشاركوا في الاحداث الداخلية خلال سنوات الحرب بل وتمسكوا بموقف حيادي من دون ان ينضموا الى فريق ضد اخر ودفعوا ثمنا باهظا بسبب موقفهم هذا، الا انهم لم يتراجعوا عن هذه الاخلاقيات وقد احبهم الجميع واحترموا من قبل الجميع. واتسم الارمن بالأمانة والصدق في تعاملهم وحسن ادائهم. صدقوا في المعاملة وصدقوا في الحياة السياسية فأحبهم الجميع.
حرفيتهم ومهارتهم
لدى وصولهم الى لبنان، عاش الارمن تحت الخيم في مناطق نائية لكنهم ما لبثوا ان انتزعوا اعجاب المجموعات الاخرى في لبنان بسبب المهارات التي كانوا يمتلكونها وبسبب مثابرتهم مما ادى بهم حاليا الى تبوء مناصب سياسية واقتصادية بارزة. وبرع الارمن في لبنان في مجالات الصناعة (الذهب والميكانيك والالمنيوم) والتجارة والمحاماة والهندسة والطب، حيث تجد اهم صناع المجوهرات في لبنان من الارمن وكذلك ابرز الصناعيين والعديد من الاطباء الناجحين ومقدمي البرامج التلفزيونية والفنانين المشهورين اضافة الى نصف اعضاء الفرقة السمفونية اللبنانية على الاقل. حتى اصبحوا يضرب المثل فيهم دلالة على جودة واتقان العمل.
لغتهم وتخاطبهم
فيما يتكلم معظم اللبنانيين ثلاث لغات هي العربية والفرنسية والانكليزية، يتكلم الارمن اربع لغات. ومازال الأرمن يتحدثون لبعضهم البعض بلغتهم الأم في دلالة على محافظتهم على ارتباطهم العاطفي بأنتماءهم
المطبخ الأرمني
تحظى الاطباق الارمنية الساخنة بشعبية كبيرة في لبنان رغم ان لبنان زاخر بالمآكل الوطنية والعالمية، واشتهر الأرمن بالسجق والبسطرمة والأكل كثير التوابل، وبزيارة لمنطقة برج حمود ستجد الكثير من المطاعم الشعبية والتي تقوم بأعداد الأكل الأرمني على أصولة هذا بخلاف انتشار المطاعم الأرمنية في مختلف ارجاء لبنان.
الأسواق الأرمنية
يعد السوق الواقع بمنطقة برج حمود هو اكبر الأسواق الأرمنية في لبنان واشتهر بمحلات صاغة الذهب وكذلك محلات البضائع المقلدة كما ا شتهر بأسعارة المنخفضة.
وفي نهاية هذا التقرير المتواضع اوجة تحية اجلال واكرام الى هذه الطائفة الكريمة التي عاشرتها عن قرب ولم ارى منها الا كل تقدير واحترام وكرم اخلاق اعجز عن وصفه هنا، تحية الى الطائفة التي ارتكبت المجازر في حقها جيلاً بعد جيل، وشرد أبناؤها في أصقاع العالم، وصمدت و استحقت لقب الشعب الشاهد والشهيد.
حلو الواحد يتعرف على طوائف الدوله الي يعشقها