- بيروت: منال جوهر
الاربعاء 12 رمضان 1427 هجري 4 اكتوبر 2006 العدد 10172
بيروت: منال جوهر
انتهت الحرب في لبنان ورُفع الحصار فأصبح في مقدور اللبنانيين التنفس بحرية وان كان الهواء لا يزال مشبعا بأوزار الحرب ومشاكلها، ناهيك برائحة القتل والدمار.
وانعكست نهاية الحرب ايجابا على معظم القطاعات الاقتصادية في لبنان كالصناعة والزراعة والتجارة وان كانت النسبة خجولة، لكن قطاع السياحة الذي اثخنته الحرب بالجراح وكبدته خسائر فادحة بلغت ملايين الدولارات، كما اعلن مسؤولوه مرارا عبر وسائل الاعلام، فلا يزال مقيدا لارتباطه بالوضع الامني والاستقرار في البلد، ما يطرح السؤال حول تمكن لبنان من النهوض مجددا وقدرته على نفض رماد الحرب كطائر الفينيق ليعود قبلة للسياحة ودرة للشرق، ام ان ذلك مجرد اضغاث احلام وامنيات بعيدة المنال!؟
ورغم ان ممثلي القطاعات السياحية المختلفة اجمعوا على مأساوية الوضع الراهن وانعكاساته السلبية على السياحة في لبنان، فانهم اعربوا عن ثقتهم الكاملة بقدرة البلد على استعادة مكانته على خريطة السياحة العالمية، ناهيك بتعويلهم على السياحة العربية التي تشكل حالة خاصة في لبنان بسبب انخراط السائحين العرب في النسيج الاجتماعي اللبناني.
وتشير ارقام هيئة الطيران المدني في مطار بيروت الدولي الى ان عدد المسافرين القادمين الى بيروت منذ الرابع من سبتمبر (ايلول) وحتى العشرين منه وصل الى 67011 مسافرا وهو رقم لا بأس به في ظل الاوضاع الراهنة، خاصة انه لم يمر وقت طويل على انتهاء الحرب. وبالعودة الى ارقام المطار فقد بلغ عدد الطائرات التي هبطت في مطار بيروت في الفترة المذكورة 676 طائرة بينما بلغ عدد الطائرات التي اقلعت 650 طائرة ووصل عدد المغادرين 53186 مسافرا.
واكد نائب رئيس المطار المهندس محمد شهاب الدين ل«الشرق الأوسط» انه يمكن وصف الوضع في المطار بالطبيعي، مشددا على ان العمل عاد الى الوتيرة التي كان عليها قبل الحرب. لكنه رأى ان الامر يحتاج الى شهر تقريبا لعودة المطار الى ما كان عليه، وهذه المدة هي الوقت المطلوب لاصلاح المدرج البحري رقم 16 الذي سيخفف ضجيج الطائرات فوق احياء بيروت.
وعكس نقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار اشقر ثقته بقدرة البلد على النهوض مستشهدا بكل الازمات السابقة التي ضربت كيان لبنان من دون ان تتمكن من تقويض دعائمه كليا.
وذكر اشقر ان نسبة النمو السياحي في بداية العام 2006 وصلت الى 24.7% مقارنة بعام 2004 و 52% مقارنة بعام 2005 حتى وصل عدد السائحين الى 600 الف سائح خلال الاشهر الستة الاولى. ولم يخف نقمته من التدهور الذي اصاب قطاع السياحة والفنادق خصوصا بسبب الحرب التي ادت الى انحدار نسبة الاشغال في الفنادق من 92% الى رقم رفض ذكره بسبب ضآلته الشديدة.
واكد نقيب اصحاب الفنادق ان عدم الاستقرار السياسي وغياب الاستقرار الامني يشكلان اكبر حاجز في وجه خطة النهوض السياحي. لكنه اعرب عن ثقته في قدرة هذا القطاع على النهوض بسبب المقومات السياحية اللبنانية المتمثلة بتعدد السياحات (ثقافية، دينية، ترفيه، مؤتمرات ومعارض) بالاضافة الى نوعية الحياة التي تمزج بين الغرب والشرق.
ولم يغفل اشقر ميزة انخراط السائح وخاصة العربي بالمجتمع اللبناني وامتلاكه الكثير من العقارات والاستثمارات «وهذه ميزة لا تتوافر في جميع دول الاصطياف». وناشد رجال السياسة والمسؤولين عن السياسة في البلد ان يهتموا بقطاع السياحة والاقتصاد، لاسيما ان قطاع السياحة قاطرة رئيسية للقطاعات الاخرى. وبانتظار ساعة الصفر المتمثلة في عودة الحوار اكد اشقر ان الخطة الموضوعة امام النقابات هي البقاء «ومن اجل ذلك طلبنا تأجيل المستحقات علينا لدى الدولة من خدمات وضرائب مباشرة او غير مباشرة، بالاضافة الى وقف جميع رسوم المخالفات في الفترة المنظورة وغير المنظورة». واضاف: «كما طالبنا بايجاد صندوق لدعم الفوائد واعادة تمويل المؤسسات المستحق عليها الدفع عن سنوات 2005 و2006 و2007 لان خسارتها ستؤدي الى فقدان الكثير من الوظائف».
وقال اشقر: «ما ان تحل ساعة الصفر نطالب باعطاء موازنة لوزارة السياحة لاحياء المجلس الوطني للسياحة كممثل للقطاع الخاص واعطائه المبادرة للعمل التسويقي والاعلاني في الخارج كونه يمتلك مرونة بشرية اكبر». واكد ان اسعار الفنادق لم تعد تمثل مشكلة، لاسيما ان الاسعار منخفضة قياسا بنوعية الحياة والخدمات المقدمة. واستشهد على ذلك بان نسبة الاشغال قبل 13 يوليو (تموز) كانت 92%.
وقال: «في غضون ستة اشهر الى سنة سنستطيع جذب العدد نفسه الذي كان مفترضا وصوله الى لبنان لولا الحرب، لاسيما ان هناك عطفا كبيرا على البلد».
وضمن هذا التوجه اكدت رئيسة قسم المبيعات والتسويق في فندق «الماريوت» ندى علم الدين ان الشغل الشاغل للفندق يكمن في اعادة الثقة الى السياحة في لبنان «ولذلك تنصب جهودنا على تسويق لبنان كبلد وكمقصد سياحي اولا وتسويق فندقنا ثانيا».
وكشفت علم الدين ان الفندق قدم عروضا مغرية لشهر رمضان تتضمن افطارات وسحورا بالاضافة الى اسعار مخفضة للغرف من اجل العائلات، وهذه يتم ارسالها والاعلان عنها في دول الخليج والمشرق العربي.
ولم تنف ندى ان هناك تحسنا تدريجيا في حركة الاشغال في الفندق لكنها لم تصل الى النسبة التي كانت عليها قبل الحرب. واعربت عن ثقتها بالسائح الخليجي الذي لا يحتاج الى تشجيع كبير للعودة الى لبنان كونه يحبه ودخل في نسيجه الاجتماعي، مؤكدة ان الفندق سيستمر بالسياسة السابقة ولكن بضعفي المجهود.
ووافق على ذلك مدير العمليات في فندق «ميريديان كومودور» طارق عماش الذي قال ان الفندق عاد ليبدأ من الصفر مجددا كما يحصل لدى كل ازمة تصيب البلد. لكنه عول على السائحين القادمين من الاردن وسورية الذين تعودوا تمضية عيد الفطر في لبنان.
وقد حضّر الفندق، كما قال عماش، عروضاُ واسعاراً خاصة لرمضان وأعياد الفطر والاضحى ورأس السنة. وكشف ان تسعيرة الافطار اليومي لن تتعدى 18 دولاراً للشخص الواحد. لكنه نفى اطلاق حملات اعلانية ضخمة، مؤكداً اعتماد الفندق على وكالات السفر، بالاضافة الى مجهود الشركة المالكة Star Wood التي تتولى التسويق على صعيد العالم العربي على الانترنت.
وقال عماش إن نسبة الاشغال في الفندق كانت مرتفعة (خلال الحرب) بين شهري يوليو (تموز) واغسطس (آب) بسبب كون الفندق مركز التقاء الصحافيين في تلك الفترة، اما اليوم فتبلغ نسبة الاشغال 40% من النسبة المعتادة، ومن المتوقع انخفاض هذه النسبة الى اكثر من 25% في رمضان المقبل لأن الاقبال غالباً ما يكون قليلا في هذا الوقت. وأعرب عن امله في عودة الوضع الى طبيعته في يوليو (تموز) 2007. اما نقيب اصحاب المطاعم بول العريس فاعتبر ان اعادة ثقة السائح بلبنان لا ترتبط بنقابات القطاع السياحي بل بالدولة اللبنانية، وتحديدا وزارة السياحة التي تعمل على خطة اعادة ترويج السياحة اللبنانية بالاشتراك مع منظمة السياحة العربية والدولية. واستدرك قائلاً: «اما على صعيد النقابة فنحن بصدد اطلاق موقع الكتروني سيتوجه الى اللبنانيين المغتربين في كل دول العالم والاخوان العرب المعتادين على الحضور سنوياً، ويعرض عليهم شراء 4 تذاكر لمطاعم لبنانية بقيمة 100 دولار، يمكنهم استعمالها في الفترة ما بين ابريل (نيسان) وسبتمبر (ايلول) 2007».
وأوضح العريس ان «هذه الاموال ستستخدم لدعم مؤسسات المطاعم لتأمين تدفق نقدي ليساعدها على الاستمرار وعدم الاقفال، لاسيما ان قطاع السياحة مني بخسائر فادحة لا نعلم متى سننهض منها».
لكنه اكد عدم قدرة المطاعم على تخفيض اسعارها كثيراً، خاصة ان العام 2005 كان صعبا جداً ليأتي العام 2006 ويستنزف قطاع المطاعم كلياً. وقال ان «الدولة لم تعوض على اصحاب المطاعم ولم تقرر بعد حسم الضرائب كما ان البنوك قررت اعادة جدولة القروض، فاذا طلبنا من المطاعم تقديم حسومات فان ذلك من رابع المستحيلات».
واضاف: «صحيح ان المطاعم في بعض المناطق البيروتية مثل الجميزة والاشرفية والوسط التجاري استعادت نشاطها بنسبة 50%، لكن هناك مناطق اخرى مثل فردان والروشة لا يزال وضعها سيئاً. اما في خارج بيروت فالوضع مأساوي وحدث ولا حرج».
اما شركات السياحة والسفر فاجمعت على ان الوضع سيئ بالاجمال. ووفقاً لنقيب وكالات السياحة والسفر جان عبود، فان نسبة الانتاج تصل الى 15% من طاقة الوكالات المعتادة. واوضح: «في السابق كنا نبيع او نصدر تذاكر بقيمة 40 مليون دولار شهرياً، اما في الوقت الحالي فلا تتعدى النسبة 7 ملايين الى 10 ملايين دولار فقط».
وأسف عبود لعدم وجود طلب كبير في السوق يشجع الوكالات على استئجار فنادق او سيارات سياحية. لكنه اكد استعداد النقابة للمشاركة في مؤتمر world Travel market في لندن اول الشهر المقبل من اجل اقناع منظمي الرحلات العالميين باعادة وضع لبنان على خارطتهم السياحية كي لا تظل السياحة خجولة.
وقال: «نحن بصراحة نستهدف عودة السياحة الاجنبية الى ما كانت عليه قبل حرب ال 1975، وقد تمكنا من رفع نسبة السائحين الاجانب في الاشهر الستة الاولى من العام 2006 الى اكثر من 25% مقارنة بالعام 2004. لكن الآن يتطلب الامر مجهوداً مضاعفاً لكنه كغيره من القطاعات السياحية اكد الثقة بالسائح العربي وعودته خاصة في شهر رمضان».
اما في ما يتعلق بالعروض الخاصة، فأوضح عبود ان «الوكالات مرتبطة بالممولين في السوق ولا تستطيع تقديم اسعار مخفضة ما لم تحصل عليها من الفنادق وشركات التأجير والطيران، لاسيما ان نسبة ربحنا منذ العام 1993 حتى اليوم لا تتعدى ال 10%».
وفي ما خص الرحلات الى خارج لبنان قال انها «لا تزال خجولة والوكالات لا تستطيع استئجار طائرات للرحلات كون السوق غير واعد، على عكس الذي كان حاصلاً في العام الماضي عندما كنا نبيع رحلات رمضان ورأس السنة قبل شهرين الى 3 اشهر من الموعد المقرر».
كما كشف عن خطة لاتحاد النقابات السياحية للقيام بحملة ترويجية بالتعاون مع وزارة السياحة ستبث وتنشر عبر جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، مستدركاً ان نجاحها يعتمد على استقرار البلد.
ولم تنف مديرة قسم السياحة في «شركة قربان» للسياحة والسفر ميرنا عبود ان الفنادق قدمت اسعارا مخفضة جداً لكن امكانية التحرك بحرية غير متوفرة بسبب ضياع الموسم بأكمله وغياب الموازنة الكبيرة لتعويض الخسائر.
وذكرت عبود ان هناك تحسنا متزايدا اسبوعيا،ً لكنه لا يزال بعيداً عن الارقام التي كانت متوقعة قبل الحرب محددة نسبة الاشغال بأقل من 15% مقارنة بالسنة الماضية.
وان كانت لم تعول كثيراً على شهر رمضان الا انها اعربت عن املها بحلول عيد الفطر الذي وان كان لن يشهد اقبالاً عربياً كبيراً، سيشهد عودة للبنانيين الذين لم يتمكنوا من قضاء فصل الصيف في لبنان.
اما بخصوص عيدي الاضحى ورأس السنة فأكدت ان الحجوزات لن تبدأ الا قبل شهر من موعدهما، خاصة ان الناس لن تستعجل الحجز لتيقنها من غياب الازدحام او ربما حذراً وخوفاً مما قد يحصل في المستقبل.
بدوره مدير شركة «اناستازيا» للسفر والسياحة جورج اناستازيادس اسف لعدم عودة السياحة الى ما كانت عليه مؤكداً ان النسبة الحالية للسياحة لا تتعدى 15% مقارنة بالسنة الماضية. لكنه امل بارتفاع الرقم في عيد الفطر وان يكن يتوقع ان تكون هذه الارقام اقل مما كانت عليه العام الماضي.
وقال ان الفنادق وشركات تأجير السيارات قدمت عروضاً رمضانية مغرية تتمثل في دفع تكاليف يومين والحصول على تكلفة اليوم الثالث مجاناً، كما ابقت معظم الفنادق على اسعارها المنخفضة ولم ترفعها للاستفادة من فترة الذروة كما حصل العام الماضي.
لكنه اعرب عن امله كغيره من مسؤولي القطاعات السياحية عن عودة السياحة الى ما كانت عليه بعد سنة تقريباً.
وبانتظار هذه السنة ستظل القطاعات السياحية اللبنانية تراوح مكانها وتعمل ضمن الامكانات القليلة المتوفرة بانتظار العودة والنهوض كما كانت تفعل خلال الازمات ليعود لبنان الى ما كان عليه.
فكره جدا حلو ومنطقية وتشجيعية لبنانين يعرفون من وين تؤكل الكتف
وقال ان الفنادق وشركات تأجير السيارات قدمت عروضاً رمضانية مغرية تتمثل في دفع تكاليف يومين والحصول على تكلفة اليوم الثالث مجاناً، كما ابقت معظم الفنادق على اسعارها المنخفضة ولم ترفعها للاستفادة من فترة الذروة كما حصل العام الماضي.
حلو
وقد حضّر الفندق، كما قال عماش، عروضاُ واسعاراً خاصة لرمضان وأعياد الفطر والاضحى ورأس السنة. وكشف ان تسعيرة الافطار اليومي لن تتعدى 18 دولاراً للشخص الواحد. لكنه نفى اطلاق حملات اعلانية ضخمة، مؤكداً اعتماد الفندق على وكالات السفر، بالاضافة الى مجهود الشركة المالكة Star Wood التي تتولى التسويق على صعيد العالم العربي على الانترنت.
كلام مش حلو التحفيز يبدا من التخفيض..