- المنتزه الوطني لايفران
وأنت في طريقك إلى أعالي الأطلس المتوسط، وعلى القمة منه تطل إفران، بحيرات وشلالات وغابات ووديان تلال وسهول، اعتدال في الصيف هدوء في الخريف ثلوج في الشتاء وزهور في الربيع.
هي أشهر منتجع سياحي لرواد السكينة والطبيعة، تسمو شامخة بأسد يحميها، مخلدا شكله الأطلسي في ذكريات زوار، لا يجد فيها الشيوخ والأطفال والنساء والشباب بدا من انتظار وقت لانتزاع صور رمزية لافران وحاميها.
يقال إن "افران" تعني الكهوف وتسميتها مستوحاة من المغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي، واسمها القديم باللهجة المحلية هو "أورتي" أي الحديقة أو البستان، وهي بالفعل كذلك، يحميها أسد وتظللها الأشجار والمغروسات الخضراء على مدار السنة، وتسكن رحابها أنواع من الطيور النادرة.
ويجمع الذين زاروا الألب والبرانس، على أن افران بلدة اقتطعت من أوروبا وزرعت وسط الأطلس المتوسط، بقرميدها الأحمر وشوارعها الشاسعة وساحاتها الفسيحة وبيئتها الفيحاء، مدينة ذات طابع خاص، لا تماثلها في هندستها ومعمارها باقي المدن المغربية
مدينة ذات خصوصيات، تجعل زوارها من السياح مغاربة وأجانب، يقبلون عليها شتاء للتزلج، وربيعا للتنزه وصيفا للاستجمام وخريفا للتمتع بالهدوء الذي لا يكسره سوى تساقط الأوراق المذهبة على جذوع الأشجار.
إن مناخ وجمالية افران ومنطقة الأطلس المتوسط بما تحتضنه من ضايات وبحيرات طبيعية وشلالات وفضاءات غابوية وتساقطات ثلجية كثيفة تسمح بوجود منتوج سياحي متنوع وعلى مدى الفصول الأربعة، ناهيك عن غنى الفلكلور والتراث المحلي للأطلس المتوسط والطابع المعماري المميز لمدينة افران وقربها من مدينتي فاس ومكناس إحدى أقطاب السياحة الداخلية التي تعرف ارتفاعا ملحوظا لدرجات الحرارة الطاردة للسياح صيفا، عوامل ومؤهلات كلها تساعد إلى حد كبير في تنشيط حركية السياحة الاستجمامية والجبلية والإيكولوجية بهذه المنطقة.
ويؤكد عبد الكريم أقوضاض المندوب الجهوي للسياحة بإقليمي إفران وازرو، أن مدينة افران والفضاءات المحيطة بها، تعرف إقبالا سياحيا مهما من قبل المغاربة عند فصل الصيف ومحطة مفضلة لدى العدائيين والرياضيين المغاربة والأجانب، مما جعلها تتحول إلى منتجع للتربصات الرياضية لأبرز العدائين العالميين، مضيفا أن البطل المغربي جواد غريب الذي حاز السنة الماضية على ذهبية العاب القوى بهلسينكي، كان أجرى تداريبه وتربصاته الإعدادية بمدينة إفران قبل تتويجه في هذا اللقاء.
قال عبد الكريم أقوضاض، إن افران أضحت ضمن الأقاليم الثلاثة المستفيدة من المخطط المرتكز على محاور تهيئة المجالات السياحية وإعداد البنيات الموازية بشكل مندمج ومتكامل بما يستجيب لمتطلبات السوق الوطنية والدولية، إذ تسعى استراتيجية المخطط في هذا الاتجاه للنهوض بالسياحة الجبلية، ووضع آليات محكمة لتسويق المنتوج السياحي للمنطقة عبر القنوات المتعارف عليها وبأثمنة تحفيزية ومدروسة.
المنتزه الوطني لايفران
يمتد المنتزه الوطني لافران على مساحة تفوق 53.000 ألف هكتار، مشكلا نموذجا أمثل للأوساط البيئية التي تحتويها جبال الأطلس المتوسط، إن كان ذلك من وجهة تركيبته الجيومرفولوجية أوالنباتية، أو المرفولوجية والمناخية، مما جعل المنتزه الطبيعي لافران يمتاز عن غيره بتنوع مناظره الطبيعية، التي تشكل تارة سفوحا مفتوحة وفسيحة وتارة مرتفعات مكسوة بغابات كثيفة، وما يزيده بهاء ما تضفيه عليه البحيرات والضايات الطبيعية والمنابع والوديان والعيون والكهوف، من مشاهد جمالية أخاذة، تكسوه غابات أرز الأطلس إحدى أكبر الغابات امتدادا بالمغرب.
شكلت فضاءات المنتزه الشاسعة، موطنا لأروع الحيوانات أهمها أسد الأطلس والنمر والعناق والقضاعة، جرى حاليا تحديد 37 صنفا من الوحيش الغابوي الذي ما زال يعيش بمحمياته، مؤلفا أساسا من الثدييات يأتي على رأسها القرد "زعطوط" من حيث الوفرة، إضافة إلى 142 صنفا من الطيور و33 صنفا من الزواحف والضفادع ويمثل الغرن النهري من بين أهم الفقريات التي تعيش في بحيرات وأنهار المنتزه الوطني لإفران.
حرارة الصيف تنعش اقتصاد عروس الأطلس ويشكل فصل الصيف حركية سياحية وانتعاشا سياحيا مكثفا وغير مسبوق لمدينة افران عروس الأطلس، بالنظر للارتفاع الذي تسجله الوحدات الفندقية بالمدينة في الفترة ذاتها حسب تقرير لمصالح وزارة السياحة، إذ سجلت الوحدات الفندقية المصنفة شهر يوليوز الماضي ما يناهز 11425 ليلة سياحية من أصل 34063 ليلة سجلت ما بين شهري يناير ويوليوز، وهو ما شكل ثلث الليالي السياحية المسجلة على امتداد سبعة أشهر بارتفاع بلغت نسبته56,08 بالمائة، وتقدر نسبة ملء الطاقة الاستيعابية للفنادق المصنفة إلى نهاية الشهر نفسه 87 %، مقابل 18,03 % كمتوسط سنوي، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه نسبة الملء 11 بالمائة شهر أبريل.
وسجل التقرير أيضا، استقطاب منطقة افران بالإضافة إلى الوافدين من المدن الداخلية وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، السياح الأجانب وبخاصة الفرنسيين والاسبان والانجليز، إذ ارتفع معدل توافدهم السنة الماضية على التوالي بنسبة 14.76في المائة و48.10 في المائة و215.79 في المائة.
عن جريدة الصحراء المغربيه
يتبع
شكرا على الصور
تحيات ام عزان