- في الطريق إلى المطار كأني أنا من سيسافر إلى المغرب وليس صديقي
مضت فترة طويلة لم اكتب شيئاً حقيقة ، وقد اعترى الغُبار أناملي والصقيع خالطَ قلمي
لم يعد هنالك وقت لكتابةِ شيء أبداً ، فالعمل لا يوقف والوقتُ قَصِير .
لكن يوم الأمس كانَ رائعاً بكل ما تعنيه الكلمة من أبعاد ومن كافة النواحي
حيث اتصل بي صديق وطلب مِني إيصاله إلى المطار ، فقلتُ وبدون تردد سأوصلك فانتظرني !!
لم أسأله عن وجهته فأنا مدركٌ لوجهته ، و اعرف مسار رحلته فكل ذلك واضحٌ في ابتسامته
وصلتُ إلى منزله وأخذته ، وجدته متأنقاً يصارعُ الاشتياق فتارة يصرعه وتارة يُنهكه.
قلتُ له : هكذا يا صاحبي !!
تُقدم على السفر دون أن تخبرني ؟
على الأقل دعني اتحدثُ معك عن مغربنا الحَبيب ، أم تُراك لا تُريد أن تُشفق على من أعياه الحنين و أضناه الاشتياق ؟
في الطريق إلى المطار كأني أنا من سيسافر إلى المغرب وليس صديقي
لم يطل الحديث بيننا في المركبة ، فأنا ادرك شعور كل من يسافر إلى المغرب ، و اعلم حجم الحنين وترسبات الذكرى على قلوب العُشاق ، رحتُ في خيالي مسافراً و مواكِب دموعي تكادُ أن تخترق طُرقات عيني لولا تجلدي وصبري وإلا لكنتُ من المجانين.
وصلت المطار وركنت السيارة في المواقف السُفلية ، كل شيء يمر أمامي يداعبني وأداعبه كطفلٍ اشتاقَ إلى تلك المراجيح في الحارة ، المصعد أمامي ورائحة المطار تخالط المكان .
صعدنا إلى الصالة الدولية ، تخيلو بأني اخذتُ معي جواز سفري !
لأدخل إلى الصالة وأتناول القهوة مع صديقي وأعود أدراجي
اعرف المسافرين ومشاعرهم هنا في هذهِ الصالة ، ساعاتٍ طويلة قضيتها في هذهِ الصالة انتظرُ رحلتي إلى الدار البيضاء ، مروراً بالرياض أو جِدة ، يا الله !!
أي جنون هذا الذي يعتريني ؟
كيف لي ألا أقاوم هذهِ الأمواج وأنا كنتُ قُبيل شهور في مغربنا الحَبيب ، ما هذا الغموض الذي يعتري أسرار الحنين لمغربنا الغالي ؟!
هل من دواء ؟ هل من وصفةٍ سحرية ؟ هل من إكسير ؟
أم كلما وصفو لنا الدواء تفاقمت العِلة ؟
وما أجملها من عِلة وما ألذها من حالة ، صديقي ما بك لا تخاطبني ؟
أ تُراك سرحت في المغرب أم أنك ترى الدار البيضاء وتظنها خلف هذا الحائط مثلي ؟
أم تشعرُ بأنك ستفوت الرحلة وكل شيء ضدك ؟
عزيزي ، أنا سأعودُ إلى المنزل
قال : مهلاً ، قهوتك يا أبا أحمد
قلت : أكرمك الله ، بردت القهوة واشتعل قلبي ناراً
صباحك ...جوري
والله مالك لايم ... وما اصعب هذه اللحظات ..
ولو اني مكانك اوصلت صديقك هذا الى .. النعيريه .. بدلاً من المطار .
تحياتي لك ..