عبدالعزيزالماجد
11-04-2022 - 04:16 am
للتاريخ وقفات ووقفات عند من يزور تركيا
خصوصا عند من
يتولى بنفسه استجواب المباني وسؤال القلاع عن تاريخها
عن السلطان العظيم الذي حكم نصف العالم منها
او المنحط الذي اذل دينه وقومه..
او حتى عن البين بين الذي تساوت في ترجمة تاريخه سيئاته وحسناته
كان منهم من لايعرف الراحة ..بالذات أوائلهم..كان أحدهم
على إسمه الغازي ..غازي...يفتح باسم الله دار الكفر لتصبح دار اسلامً وايمان..
وكان منهم من لاتجده الا تابعا لأضعف اعداءه واعداء دينه مقلّدا لهم ..
تئن من تدبيره دولة اباءه التي بنوها بنواياهم الصادقه و رووها بدماءهم..
دخلتها ملتحفاً كُتبي ..أسأل اوراقي عن كل قصرٍ دخلته وكل منظر مررت به
فوجدتني غارقا في تأملاتي كأنني اعيش معهم عصرهم السالف..
ارى في عيون كبار السن من اهلها من بقايا العزة المفعمه بحب الدين الكثير الكثير..
فأسأل الطرقات عن اورخان باني بورصه وممهد الطريق لابناءه لينطلقوا منها..
وحين صليت في مسجد بورصه العتيق تكونت علاقه مع بابه الذي نُقِشت عليه سنة تأسيسه1399م
فتذكرت مراد فاتح اوربا الأول وهازم الصرب وناقل العاصمه الى ادرنه..
في الطرف الاوربي ...رغبته أن عاصمته تجاور اعداءه ..لتزداد فتوحاته باتجاهها ..ياللعجب!!
وقلت لسائق التاكسي اريد الذهاب الى قراند بازار لأتسوق..فقال لي في حي بايزيت؟!!
سبحان الله..
بايزيد اصبح بايزيت
بايزيد الأول الملقب بالصاعقه..ابن مراد الأول...
الذي جاءته اخبار الصليبيين وحلفهم..جاء الحلف ضخماً يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات ' ألمانيا وفرنسا وانجلترا وإسكتلندا وسويسرا وإيطاليا ويقود الحلف 'سيجسموند' ملك المجر.
فأذاقهم بفضل الله في نيكوبولي ذل الهزيمه
وحين زرت آيا صوفيا تذكرت والذكرى مؤرقه...مجدا تليداًً ..بأيدينا أضعناه..
تذكرت محمدا الفاتح الذي حكم قرابة الثلاثين عاما..
فتح القسطنطينيه..أضاف لها البوسنه...وأيضا مملكة طرابزون المسيحية..وغيرها..
ثم لم يهدأ له بال حتى نظم دستور الدوله وبدأ في الاصلاحات المدنيه...
تذكرت بناءه للبازارات والمشافي والجوامع..
وتذكرت المجاهد عبدالله بن سعود وشنقه في ساحتها
طمعا في إسكات صوت التوحيد الذي
أقلقت توسعاته مضجع الخليفة الضعيف في ذاك الوقت باسطنبول..
ولاانكر ان من المؤرخين من قال أنه تم اعدامه
لتقوية جاب الدوله التي ضعف مركزها في نظر جماهيرها بسبب أخذ مكه والمدينه منها زمن الدوله السعوديه الأولى ...
وتذكرت بعدها
حامي الحرمين ومقاتل الصفويين ومالئهم رعبا ..سليم ياوز..وياوز..تعني الحاد..والقاطع..
و
تذكرت ابنه سليمان القانوني ونحن نمر بمسجده الجامع ..المسمى باسمه..جامع السليمانيه..
سليمان الذي تولى الحكم ودولة اباءه 7 مليون كلم وتوفي وهي قرابة ال13مليون كلم...
مالذي بقي لأقول
بقي الكثير الكثير ليُقال ..لكن هل من وقت ..
أم هل من متباكي لأبكي على أطلالهم _ أقصد أطلالنا _ معه؟!!
أخيرا..
عجباً للموت وتقلبات الأيام ..دهبت بعقول الألباب ومزقت ألسنة الخطباء وكسّرت أقلام الأدباء.
كل شيء يذهب الى التراب إلا العمل الصالح،
(مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ )
وإنما المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسناً لمن وعى....
وقد قيل
سلاطينهم سلِ الطين عنهم
والرؤوس العظام صارت عظاما
والرؤوس العظام صارت عظاما