يؤسفني إني رجعت من بيروت وأنا أحمل في قلبي الذكريات الحلوه وإلى جانبها إحساس بخيبة الأمل لأني إضطررت إن أقطع إجازتي وأرجع إلى بلدي.:sad1: كانت هذه أول زيارة لي لبيروت وكنت أعد الأيام أتطلع إلى هذه الرحلة التي كنت أحلم بها منذ زمن...ولكن لا أقول غير آه عليك يا بيروت
يعصرني الألم إني تركت هذه البلد وأنا حزينه عليها وعلى شعبها...كان بودي ما أتركها وهي في هذا الوضع وكأني أعتبرها طفل لي لا أريد أن أتركه وخاصه أنني قضيت فيها يومين من أحلى ما يكون ولكن للأسف...
ظهرت هذه الجماعه:5: ...وغيرت كل شي...بعد ما كنا نرى الجبال الخضراء ونتمتع بمشاهدة الغروب عند صخرة الروشه لم نعد نرى غير الدبابات والجيوش المنتشره في كل جانب من بيروت...
أول يوم حاولنا ان نتظاهر بأنه لا يوجد شي وخاصه أن المعارك تدور بالشمال وكانت الحياة طبيعيه بالنسبه للمواطنين لكن بمجرد حدوث الإنفجار بدأت الجيوش تتكاثف في العاصمه...والمشهد لم يكن مقبولا أو طبيعيا بالنسبه لنا...
ما يجعلني أستغرب أنه بالرغم من الوضع إلا أن أهل البلد لم يعودوا يبالوا بمثل هذه الأمور أصبح الوضع بالنسبه لهم عاديا لا يختلف عن أي وضع آخر...حاول صاحب التاكسي الذي ظل معنا طول الوقت أن يثنيا عن قرار الرحيل وذكر بأن الوضع طبيعي ...كلامه صحيح لكنه طبيعي بالنسبه لهم وليس لنا نحن...أحسست أن بيروت هي نفسها تحاول أن تثنينا عن الرحيل وكأنها تقول أنا لست بلد حرب لا تخافوا مني...لكن للأسف
كل ما أود قوله أن بيروت أصبحت في قلبي وأنني تركتها وأنا حزينه أشد الحزن على وضعها الذي أصبحت فيه...وأسأل الله أن يفرج عنها وعن شعبها الذي مارأيت منه غير الشهامه والشجاعه والبطوله ووعدت نفسي إن شاء الله أن أزورها مرة أخرى في أوضاع أحسن من هذه...