جئتكم اليوم غضبانَ أسِفاً، لا منكم ولا عليكم أيها القوم الأوفياء في "العرب المسافرون" فأنتم بمثابة الروح حلّت جسدي المعمور بحسن تلقيكم لي وإجابتكم عن فيض أسئلتي الملحاحة؛ لكن من أكذوبة الطيران الاقتصادي الماليزي!
دلفت إلى كل مواقع الطيران الماليزي الاقتصادي منها وغير الاقتصادي تسبقني لهفة العجِل وسعادة الطفل البريء من كيد الدنيا ومكرها، لأحجز لي رحلة بين كوالا لمبور ولنكاوي ذهاباً وإيابا، ونحن عصبة من خمسة أشخاص: زوجان وثلاثة من الأبناء، فإذا التذاكر تبلغ ما يوازي 3600 ريال سعودي!
وأرخص ما وجدته كان قريباً من 2000 ريال في طائرة ذات محركات مروحية تجعل شطر روحك في السماء والشطر الآخر تدور في عينك من تلعّبها في الجو وتمحّلها في الحركة، ولكنه لا يسمح إلا ب 10 كيلوغرامات من الوزن، وهذا يعني أن نركب الطائرة حفاة عراة من أغراضنا الأثيرة التي جلبناها كأرواحنا الغضّة من المملكة.
ألا تبّاً لأكذوبة الطيران الاقتصادي الذي جعل تكلفة الطيران في الجو لمدة 40 دقيقة داخلية توازي ثلث قيمة التذاكر التي جئنا بها من المملكة في رحلة دولية ونحن نسبح في جوّ السماء مدة 10 ساعات.
علماً أن رحلتي بعد 20 يوما من الآن، لكنهم ما رعوا الذمام ولا أحسنوا الوفادة؛ إنما أجهزوا علينا بنحر جيوبنا لتصب الأموال في خزائنهم صباً، وأما ذو العوز وموتور المال فإن بينه وبين سياحة ماليزيا خرط القتاد وسفّ الرماد.
وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون يا مُلاك الطيران الاقتصادي