تتمتع أبوظبي بتوافر العديد من الأماكن السياحية والترفيهية التي جعلت منها أحد أهم المزارات السياحية بالدولة، واهتمت حكومة أبوظبي بإنشاء مشروعات البنية التحتية السياحية على مدار السنوات الماضية مستغلة في ذلك الطبيعة الساحرة التي حبا الله بها الإمارة، والتي جعلت من قضاء الإجازة في ربوعها متعة لا تنسى، خاصة في فصل الشتاء، حيث يسودها طقس مشمس رائع يضعها في قائمة أجمل وأفضل المشاتي في العالم، وتتراوح درجة الحرارة فيها ما بين 10 و20 درجة مئوية.
وفي الواقع إن الزائر لأبوظبي يجد فيها إمكانات سياحية هائلة ومناطق طبيعية جميلة وفنادق حديثة ومساحات خضراء ممتدة وشواطئ نظيفة وجزرا عديدة ساحرة منتشرة في مياهها الإقليمية، ورمالا ذهبية ناعمة وشبكات من الطرق الحديثة ووسائل اتصال راقية وأمنا وأمانا تفتقده الآن دول كثيرة.
ومن الجزر الجميلة في أبوظبي والتي تعد من المقاصد السياحية المهمة »جزيرة دلما«، والتي تعد أكبر جزر أبوظبي. ويمكن للسائح أن يقضي وسط أشجار القرم المتشابكة فيها أمتع الأوقات ويعيش الجمال الحالم والهدوء وسط عالم بكر ينتظر أن يسبر أغواره ويكشف أسراره الدفينة.
وتعتبر دلما في مقدمة الجزر السياحية بالدولة، وتحفل بالعديد من قصص وتراث الأجداد وذكريات الغواصين
والطواشين. وفي كل ركن من أركانها تشعر بالصفاء والهدوء وجمال الطبيعة بعيدا عن ضجيج المدن وضوضائها.
وتقع بالقرب من سواحل دلما أشهر مناطق صيد اللؤلؤ، وكان الغواصون يقضون الشهور الطويلة في مغاصاتها بقيعان ريلة والمعترض وسط الرازبوت والفلان والهيارات وعوافي وأم صوصل والسناجل وأبودستور والمشبك والقفاي وأم جاس، وقد أصبحت هذه المغاصات بعد اكتشاف النفط محل حماس الشباب الذين عادوا إليها كرياضة تبعث روح المغامرة والاستمتاع باكتشاف قاع الخليج.
وهناك »جزيرة السعديات« التي تحتل موقعا فريدا بقربها من أبوظبي، وتتاح للسائح متعة حقيقية في التزلج على المياه والسباحة وسط صفاء بحرها وصيد أسماك البياج والنيسر والقابط، ويكتشف متعة الغوص ويتعرف على أسرار صيد اللؤلؤ.
وهناك جزيرة صير بني ياس الرائعة التي اتخذها الأجداد في الماضي مصيفا هادئا ومنتجعا جميلا، حيث تتميز بنسيمها العليل الطيب وخصوبة أرضها. كما أنها حديقة كبيرة فيها كل أنواع الحيوانات البرية التي كانت تعيش في الصحراء العربية كالظباء والوعول والغزلان، ومن أشهرها الوضيحي وأبو سولع وديماتي والريم وأنواع عديدة من الزراف والنعام واللاما. وتملأ الطيور أرجاءها كالصقور والبط والإوز.
وفي الجزيرة أكثر من مليون ونصف المليون من أشجار الغابات كالسدر والسلم والغاف وعشرات من أشجار الفواكه والحمضيات والنخيل، ويستطيع الزائر أن يدخل الجزيرة ويشاهد فيها الحيوانات بدون قيود أو حواجز بين الأشجار والسهول.
ويمكن للسائح الاستمتاع كذلك بمشاهدة والتنزه على كورنيش أبوظبي مع البحر الذي يكون تحفة جمالية ولوحة فنية تختلط فيها المياه الزرقاء باللون الأخضر في تناغم مثير ومدهش، وتم تسوير الكورنيش بأسلوب هندسي رائع وأنيق على طراز إسلامي نثرت على امتداده المصابيح لتضفي على جماله جمالا أخاذا، وتشكل حوله جوا يتسم بالهدوء والصفاء والرومانسية الحالمة.
وقد بني كورنيش أبوظبي في الأصل ليكون سدا يحمي المدينة من حركات مد البحر، ولكنه اليوم أصبح أحد المعالم الجمالية والحضارية للمدينة ومتنفسا لسكانها خلال الصيف والشتاء معا، حيث يقضون ساعات طويلة في حدائقه وحول نوافيره وشلاله الصناعي المصمم على شكل بركان، كما أنه المكان المفضل للرجال والنساء والفتيان والفتيات لممارسة رياضة الجري.
وتتمتع أبوظبي بانتشار رحلات السفاري حيث يمكن للسائح أن يخوض تجربة فريدة من خلال هذه الرحلات والتي تمثل متعة رائعة، حيث يقضي يوما وليلة في أحضان الصحراء يتعرف خلالها على نمط المعيشة في هذه المناطق وسط الواحات والجمال في أجواء عربية أصيلة وبديعة.
وتقوم شركة أبوظبي الوطنية للفنادق بتنظيم رحلات سياحية إلى هذه المنطقة، وتلقى رياضة التزلج على الرمال إقبالا من شركات السياحة العالمية، وستنظم مستقبلا مسابقات محلية ودولية لهذه الرياضة.
وينتشر في أبوظبي اللون الأخضر الذي يكسو كل مكان فيها، ويتعانق الجمال الأخضر مع الأصالة فيستمتع الناس من مواطنين ومقيمين وزوار بالمشاهد الأخاذة والمناظر المبهرة، ويبلغ عدد الحدائق في أبوظبي نحو 18 حديقة ومتنزها تصل مساحتها الإجمالية إلى مليون و286 ألف متر مربع.
وهناك حديقتان مخصصتان للنساء والأطفال وهما المشرف والخالدية، وتبلغ مساحتاهما نحو 200 ألف متر مربع، أما بقية الحدائق فهي عامة للجمهور، إضافة إلى الحدائق المفتوحة مثل حدائق شارع الميناء وشارع الشيخ سعيد بن طحنون وشارع المرور.
وتوجد في المنطقة الغربية أربع حدائق في كل من المرفأ وغياثي ودلما ومدينة زايد، وخارج المدينة هناك حديقة بني ياس بمساحة 310 آلاف متر مربع والختم بمساحة 45 ألف متر مربع والشهامة التي تبلغ مساحتها 24 ألف متر مربع.
وتتميز أبوظبي بتنظيم العديد من المعارض التي تعد نقطة جذب سياحي مهمة وأصبح لها اسمها على خارطة
المعارض الكبرى التي تقام على مدار السنة على مستوى العالم، حيث احتلت المعارض المتخصصة والعامة مكانة مرموقة بالنسبة لرجال الأعمال والتجار العالميين.
ونجحت المعارض في تنشيط الحركة التجارية والسياحية وفي إقامة روابط وعلاقات واسعة بين التجار ورجال الأعمال بالإمارة مع نظرائهم في جميع أنحاء العالم، وأصبحت أبوظبي نقطة جذب للمؤسسات والشركات العالمية التي تسعى إليها لإقامة مراكز انطلاق لها نحو الأسواق المجاورة.
وتصاحب هذه المعارض حركة سياحية نشطة، وأصبح أكثر من 50% من رجال الأعمال الذين يأتون للإمارة
يقضون أياما للراحة والاستجمام والسياحة والترفيه مع عائلاتهم، وارتبطت أنشطة بعض الفنادق العالمية بالإمارة بهذه المعارض.
ولا تقتصر المعالم السياحية بالإمارة عند هذا الحد، بل تفخر أبوظبي بأسواقها الزاخرة التي تعج بالسلع والمنتجات الاستهلاكية من جميع أنحاء العالم والتي تتيح للمستهلك أكبر قدر من الخيارات والمرونة في الشراء وتجعل عملية التسوق نزهة ممتعة وسط المجمعات ومراكز التسوق، ونجد فيها باستمرار آخر ما أنتجته المصانع والمؤسسات والشركات العالمية من الإليكترونيات والسيارات والساعات والمجوهرات والألبسة والمفروشات وبأسعار أقل بنسب واضحة عن تلك التي تعرض في الأسواق الأوروبية والآسيوية وفي الأسواق العربية أيضا، وذلك بسبب عدم وجود ضرائب على السلع والمنتجات المستوردة.
ومن أبرز الأسواق والمجمعات التجارية في مدينة أبوظبي السوق المركزي القديم والجديد، حيث تتوفر جميع أنواع الأجهزة الإليكترونية والساعات والمشغولات الذهبية والألبسة والهدايا.
وهناك مركز حمدان التجاري، ومركز حامد والفلاح التجاري، ومركز مدينة زايد التجاري، ومجمعات الأهلية
بروزنيك، والدانة بلازا، ومركز الخالدية التجاري، وقريبا ستشهد أبوظبي افتتاح أكبر مركزين وهما مركز أبوظبي التجاري »أبوظبي مول«، ومركز »مارينا مول«، إلى جانب عدد من الجمعيات التعاونية والمحال الكبرى.
وتنتشر في أبوظبي الفنادق من مختلف الفئات، والتي تتميز بجمالها وفخامتها وتضم أكثر من 3500 غرفة وجناح مجهزة بكل التسهيلات التي يحتاجها أو يطلبها رجال الأعمال أو السياح. كما تتميز بقدرتها على تنظيم جميع أنواع المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية وتوفر مجالات واسعة وخيارات كثيرة لطالبي الاستجمام والراحة من برامج ترويجية وترفيهية بخدمات فندقية راقية وبأسعار مناسبة إضافة إلى وجود عدد من الاستراحات الرائعة التي تتسم بالأجواء العائلية وتتيح للزائر والسائح قضاء أمتع الأوقات بأسعار في متناول الجميع وتوفر جميع أنواع المأكولات ووسائل اللهو والترفيه.
وتقدم المطاعم المنتشرة في ربوع الإمارة تشكيلة كبيرة من الأطعمة الشهية واللذيذة، ويمكن لأي شخص تناول ما يحلو له من الأطعمة المحلية والعربية والأوروبية والآسيوية، وكذلك تذوق أسماك الخليج الطازجة.
وتتنوع المطاعم بين الياباني والإيراني والتركي والصيني والهندي والباكستاني والأطباق التايلاندية والفلبينية والمكسيكية والإيطالية، إضافة إلى انتشار مطاعم الوجبات السريعة المشهورة عالميا في أرجاء الإمارة.
منقول