- مهرجان شاندور:
- اعلى ملعب بولو بالعالم
مهرجان شاندور:
اعلى ملعب بولو بالعالم
في مرة كل عام يستعد ممر شاندور في شمال باكستان لاستقبال لاعبي البولو – لعبة الملوك – وللحفل الذي يقام وفق طقوس لم تتغير منذ 800 عام خلت وذلك في اعلى ملعب للبولو بالعالم. في الماضي القريب كان الكولونيل البريطاني ايفلن هيي كوبب الذي يعشق لعبة البولو اول من فكر بان تعقد منافسة لعبة البولو ومهرجانها في ممر شاندور الذي يرتفع قرابة 000ر11 قدم فوق مستوى سطح البحر. فقد شعر بان هناك سبب قوي لذلك وهو ان القمر يبدو قريبا جدا من سطح الارض في ليالي صيف شهر يوليو وهو ما يمكن ان يحقق احلامه بلعب لعبة البولو على ضوء القمر الكامل. ولهذا فانه قد اطلق تسمية خاصة على المكان وهي "موني بولو جراوند".
ويعتبر ملعب البولو في ممر شاندور اصغر في عرضه وعمقه من الملعب التقليدي للبولو الذي عرضه 60 يارده وطوله 220 يارده. وطبقا للسجلات التاريخية فان لعبة البولو قد دخلت الهند ومنطقة الهملايا من بلاد فارس وقيل انها كانت تُلعب وقتها برؤوس الماعز والاغنام او غيرها من الحيوانات. وكانت تسمى في الايام القديمة باسم "جوغان".
سلاطين امبراطورية المغول في الهند مثل السلطان قطب الدين ايبيك واكبر اعظم وظهير الدين بابر كانوا يبدون اهتماما كبيرا بلعبة البولو. الامبراطور بابر الذي كان مغرما ومولعا الى درجة كبيرة بلعبة البولو قام بجلب سلالات خاصة من الخيول لاستخدامها بشكل مخصوص في هذه اللعبة. ويقال ان الامبراطور اكبر اعظم كان يلعب البولو على اضواء المشاعل.
حاكم منطقة بالتيستان في عام 1836م؛ علي شير خان آنشين، بذل جهودا مضنية لنشر هذه اللعبة ومنحها الشعبية التي تليق بها من وجهة نظره في منطقة جترال الجبلية الوعرة وكان ان لعب اول لعبة بولو بالمنطقة في فترة حكمه. واخذت اللعبة تكتسب شهرة بعد ذلك بكل انحاء المنطقة.
اول منافسة حقيقية بلعبة البولو عقدت في جلجت المحاذية لمنطقة جترال التي بها ممر شاندور كانت في عام 1990م. قبل ذلك عقدت ثمان مباريات في الفترة من 1936م الى 1989م. ولكن الرياضة التي توصف بانها رياضة الملوك قد بدات تتطور تدريجيا لحين ان اصبحت مهرجانا سنويا في ممر شاندور بجترال والتي تقطنها اقلية وثنية باكستانية يقال لها الكالاش والتي تشير كتب التاريخ الى ان اصولها تعود الى الاسكندر المقدوني وانهم جنوده الذين تخلفوا بهذه المنطقة. المهرجان يتصاعد في حماسه مع مشاركة واسعة من انحاء باكستان بل ان كثيرين يحضرون من الخارج للمشاركة مما يكسب المنطقة انتعاشا تجاريا كذلك مع اقامة الاجنحة المختلفة التي تضم العديد مم المعروضات الخاصة جدا والتي لا يمكن العثور على مثيل لها باماكن اخرى من العالم ويحرص زوار المنطقة على عدم العودة بدونها الى ديارهم. الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف شاء في هذا العام ان لا يفوته حضور مهرجان ممر شاندور للعبة البولو وشهد المباريات التي عقدت فيه.
وقد عقد مهرجان شاندور هذا العام في الاسبوع الثاني م شهر يوليو وحضرته الى جانب زوجها سيدة باكستان الاولى صحبه مشرف ومعها نيلوفر بختيار وزيرة تطوير السياحة بباكستان والمفوض السامي البريطاني لدى باكستان وشخصيات من سويسرا واسبانيا وفرنسا والارجنتين وسكوتلاند وغيرها من الدول بالاضافة الى الالاف من السياح. وبالاضافة الى البولو فان هناك رياضة البوزكاشي الشهيرة بافغانستان وخصوصا بشمالها وهناك ايضا الموسيقى الفولكلورية والرقصات الشعبية والغناء. ولا تقتصر المنافسة فيها على الرجال بل ان النساء يشاركن ايضا. فريق جترال فاز بلعبة البولو النهائية ضد فريق منطقة جلجت. شاندور ممر تحيط به جبال شاهقة ويمتلئ بإرتفاع عشرة اقدام من الثلوج في فصل الشتاء. وفيه بحيرة شاندور الملكية هي الاخرى والتي طولها 3 كيلومترات وعرضها يتراوح ما بين 200 الى 600 متر وهي تجتذب الطيور من سيبيريا. الرحلة من اسلام اباد الى شاندور تستغرق سبعة ساعات بالجيب على الرغم من قصر المسافة بسبب وعورة الطريق ولكن يخفف من صعوبتها متعة مشاهدة لعبة بولو ملكية في مكان مرتفع ولكن السياح سيجدون صعوبة في العثور على مطعم مناسب للاكل لان السياحة بباكستان لم تتطور الى الحد المطلوب ويرى كثيرون ان خمسة عقود قادمة قد لا تكفي كمدة زمنية لاجراء مثل هذا التطوير.
