1. ألوان الربيع نثرت الفرح في ربوع الأردن

ألوان الربيع نثرت الفرح في ربوع الأردن

مع حلول فصل الربيع يشاهد الزائر إلى محافظات المملكة بساطا أخضر مطرزا بألوان الورود المختلفة ، لوحة ربانية ولا أجمل حيث انتشرت المطرزات الطبيعية فوق الجبال والسهول والهضاب بألوانها الزاهية تحكي قصة المحافظة الطبيعية التي منحها الباري عز وجل هبة وجمالا خلابا يستمتع فيه الزائرون .
ففي عجلون حيث جمال الطبيعة التي تزدان بألوان الزهور والورود التي انتشرت كسجادة مزركشة جمعت ألوانا زاهية تريح النفس تشعرنا أن هذا الجمال الأخاذ يحتاج منا أن نحافظ عليه.
وبحسب ما يراه مدير محمية عجلون المهندس ناصر عباسي الذي يرى أن كثيرا من النباتات والأزهار التي تنبت في فصل الربيع بحاجة إلى الرعاية والاهتمام دون المساس بأصولها التي هي أمهات البيئة والطبيعة وأن أي إخلال أو اعتداء على هذه الطبيعة الجميلة والأزهار المتفتحة بالاجتثاث يشكل هدرا للموارد والإمكانات واعتداء على التنوع الحيوي الذي تمتاز به المحافظة.
ويشاطره الرأي مدير السياحة هاني شويات بأن السياحة الربيعية في عجلون يجب أن تكون رفيقة بالبيئة والطبيعة ، فهذه الأزهار التي تزين السهول والجبال وجوانب الطرق وبين الغابات فيها من الفوائد الطبية الكثير الكثير داعيا الزوار والمتنزهين الذين يرتادون المحافظة أن يكونوا أكثر حرصا على إدامة هذا الجمال الرباني والتمتع به دون إتلاف أو ضرر.
إن طبيعة عجلون وما تمتاز به من ميزات نسبية في مختلف مناطقها هي أيضا بيئة خصبة لمربي النحل بحسب رأي النحال علي الزغل الذي يرى أن الطبيعة الجميلة ورحيق الأزهار والنباتات المختلفة تشكل عاملا أساسيا في اكتساب رائحة وطعم العسل الذي يعد شفاء.
وزاد الزغل أن مواقع كثيرة من المحافظة تنتشر فيها خلايا النحل حيث ينتقل بها أصحابها مع بداية فصل الربيع إلى جبال عجلون الغنية بالنباتات والأزهار البرية التي تشكل لوحة جميلة وواجبنا جميعا الحفاظ عليها.
ويرى زوار ومتنزهون التقتهم "الدستور" خلال جولة في مناطق مختلفة وهم معن الصمادي ، ربا الخرابشة ، محمد السيوف ، يحيى المومني بصحبة أسرهم وعائلاتهم أن هذه الطبيعة التي تمتلئ بألوان الأزهار الطبيعية البرية والتي يتضوع شذاها في الأرجاء يجب أن تكون محط الاهتمام وعدم جمع هذه الأزهار والاعتداء عليها لتبقى نضرة جميلة ورائعة يستمتع بها الجميع حيث تشكل أمهات أساسية لنباتات يجب ألا تنقرض. هذه طبيعة عجلون الجميلة سجادة تزينها ألوان بديعة من الأزهار البرية الجميلة.
ومع الاعتدال الربيعي شهدت مناطق التنزه والاصطياف والاودية وشلالات المياه في اشتفينا وراجب وزقيق وعرجان والصفصافة حركة تنزه واسعة وكبيرة امس من قبل المواطنين من مختلف المحافظات للتمتع بجمال الطبيعة وازهارها البرية مختلفة الالوان وانتشرت روائح الشواء بين الغابات بصورة لافتة حيث تواجدت الالاف الاسر والعائلات على جوانب الطرق وبين الغابات بصورة جميلة ورائعة .
وفي جرش جاء امس الجمعة والايام القليلة الدافئة التي سبقته بمثابة دعوة للاردنيين والزوار العرب لقضاء يوم دافئ وممتع في ارجاء المحافظة ومرتفعاتها التي غصت بهم
مئات المركبات التي قلت مواطنين الى هذه المواقع حيث رسمت ريشة الربيع في جرش لوحات في غاية الجمال والبهجة قوامها اوراق غضة طرية وازهار يصعب حصر الوانها البهية الزاهية لوحة تلهم الشعراء وتفتح الخيال الخصب للرواة والقاصين والمبدعين ليدلوا بدلائهم في وصف هذا الابداع الالهي الذي يذيب الهم عن النفس ويشرح الصدر ويترك الامل بان على هذه الارض ما يستحق الحياة .
مرتفعات جرش وغاباتها وهي ترتدي حلتها من اعلى قمة فيها بجبل المنارة في سوف وحتى اخفض منطقة عند بحيرة سد الملك طلال غدت كعروس في ليلة زفافها وليلة قمرية اكتمل بدرها فالماء والخضراء والاطلالة البهية وخرير الماء المتدفق من الينابيع ينساب بالجداول بين الحقول والزهر يتراقص مع هبات النسيم القامة مع سفوح الجبال منظومة رائعة كقصيدة شعر امتلك فيها الشاعر ناصية القول وسعة الافق والخيال
وامتد الزهر بكل الوانه على مساحات شاسعة بين الحقول لتحكي قصة الربيع و هذا العشق الابدي مع الارض لتتناغم مع الالوان الطبيعية اصوات الطيور وما يحفل به المكان من تنوع حيوي بهيج.
وهذا المشهد الرائع كان بمثابة بطاقة دعوة لكل المتنزهين من كافة ارجاء الوطن لقضاء يوم في احضان الطبيعة في جو معطر بروائح الزهر وطيف الوانه حيث تركزت زيارات المصطافين والمتنزهين خلال الايام القلية الماضية في مناطق دبين والسبطة ومرتفعات سوف الغربية حيث الغابات الشجرية بأنواعها والتي تفترش ارضياتها بساطاً أخضر ملون بكافة الوان الطيف.
ان موسم الربيع والازهار في مناطق جرش يمتد لعدة شهور حيث المرتفعات الجبلية التي تسهم ظلال الاشجار في ديمومة الخضرة والازهار لفترة طويلة مما يمكن الزائرين من الاستمتاع بهذه المشاهد لفترات اطول ومما يضفي جمالاً آخر على الربيع في هذه الايام تفتح ازهار الاشجار لا سيما اللوزيات التي تشكل هذه لوحة فنية اخرى في غاية الجمال اضافة الى اشجار المشمش وغيرها من الاشجار التي تعيش موسمها في هذه الفترة.
ونذكر هنا بدور الزائرين الوطني تجاه هذه الازهار والحفاظ عليها والاكتفاء بالاستمتاع بمناظرها كي يراها الآخرون في اوقات أخرى ولكي يكتمل نموها لتتكاثر في المواسم المقبلة ونامل ان تتلاشى بعض العادات السلبية التي يتم مشاهدتها والتي تتمثل بعمل الاطواق من الازاهير وتزيين صدور الاطفال بها وكذلك المركبات بعد الانتهاء من الرحلة فهذه الثروة الوطنية لا تقل اهمية عن اي ثروة وطنية أخرى وتستحق منا جميعاً التعاون للحفاظ عليها.
وعلى ذات الصعيد فان الجبال بدت منذ ان يدخل الزائر الى المحافظة في بلدة المصطبة جنوباً عبارة عن شجرة خضراء يافعة تزينها كافة اشكال الاضاءة الملونة من خلال كم هائل من الاعشاب والازاهير حيث تمتد الجلسات للمواطنين من هذا المدخل وصولاً الى كافة المناطق سواء المنخفضة كمنطقة سد الملك طلال ام تلك التي تفجرت فيها الينابيع كما هو الحال في وادي سوف وفي القرى والمرتفعات التي اصبحت عبارة عن متنزه مفتوح امام المواطنين.
الزوار ابدوا اعجابهم بجماليات هذه المناطق وقال محمد ابراهيم ابو زيد الذي جاء باسرته الى مرتفعات سوف لا يمل الزائر من سحر هذه المشاهد وازهار الربيع الذي ابدعه الله متمنيا على البلديات ووزارة السياحة ان تؤهل هذه المناطق لاستقطاب الزوار سيما وانها المتنفس الذي يرحل اليه كافة ابناء المدن سحابة اشهر الصيف .
والعديد من مناطق المملكة في اربد حيث ام قيس والحمة الاردنية كذلك السلط ومنطقة وادي شعيب وغيرها شهدت حركة نشطة للمتنزهين على جنبات الطرق وفي المرتفعات للاستمتاع بجمال الطبيعة .