محمية عجلون الطبيعية: تنوع حيوي وفرص عمل غيرت حياة الكثيرين
"قطعة من أوروبا" ذلك ما قالته حنان محمد منذ الوهلة الأولى التي وطأت قدماها محمية غابات عجلون الطبيعية.
وتضيف محمد "المحمية بقعة لا يمكن ان تجد لها شبيها إلا في دول أوروبية، ولم أشاهد ما يشبه جمالها في الأردن".
وتقول حنان إن تعلقها بهذه المحمية لم يقف عند جمالها الطبيعي الفريد الذي نقلها إلى عالم آخر من السكينة والهدوء بل في ادراكها للدور الذي تلعبه المحمية وانشطتها المختلفة في تحسين حياة المجتمع المحلي للعديد من ابناء المنطقة لدرجة انها بدلت حياة الكثير من الناس المتعطلين عن العمل لافراد فاعلين ومنتجين في محيطهم وعونا لاسرهم".
أنوار شويات (25 عاما)، وكغيرها من المستفيدات من المشاريع التي تضمها المحمية، تبين أن "عملها في هذا المجال ساعدها على تكوين مصدر دخل يعينها على متطلبات الحياة ودعم بيتها كونها متزوجة واما لطفلتين".
وتقول شويات "إن الراتب الذي تتقاضاه، وان كان محدودا مقارنة بالوظائف الاخرى إلا أنه يعد جيدا بالنسبة لمستوى دخول ابناء المنطقة وطبيعة الحياه فيها، وان الاهم من الراتب الذي لايتجاوز ال 200 دينار المميزات الاخرى كالتأمين الصحي والضمان الاجتماعي".
ولاتخفي شويات القول أن "العمل صقل شخصيتها وعزز قدرتها على التخاطب والتواصل مع المجتمع والسياح الذين يقصدون المحمية".
وعن المحمية يقول مدير المحمية ناصر عباسي إن المحمية فريدة من نوعها في الأردن وتتربع على مساحة 12 كيلو مترا وتتميز بغناها الحيوي وتضم أكثر من 400 نوع من النباتات والازهار البرية ونحو 84 نوعا من الحيوانات والطيور.
وبين عباسي ان المحمية انشئت العام 1989 بهدف صون غابات السنديان دائمة الخضرة واستدامة التجديد الذاتي من خلال زيادة المنافع الاجتماعية والاقتصادية كنموذج ريادي في المنطقة.
غبر ان عباسي يشير إلى ان المنطقة تعاني من قلة المشاريع الاقتصادية الاجتماعية في وقت تعد فيه منطقة عجلون من أكثر المناطق في الأردن اهتماما بالزراعة ومن أكثر المناطق انتاجا للعديد من الاصناف التي تباع في المملكة كالعنب والتين وغيرها من الزراعات، كما تمتاز بانتاج العديد من المنتجات الزراعية التقليدية كمنتجات الالبان.
ويضيف إنه على الرغم من توفر هذه الميزات في المنطقة، إضافة إلى أهمية المنطقة سياحيا إلا انها تعتبر من أكثر المناطق فقرا وارتفاعا في مستوى البطالة، كما تعاني من غياب للقيادات المحلية التي تشجع عملية التنمية بشكل تطوعي من اجل الاستفادة من الفرص المتاحة. ويبين ان الاهتمام بالتنمية الاجتماعية بدأ متأخرا، خصوصا من قبل الجمعيات التعاونية والخيرية في المنطقة.
وأشار إلى أن اعداد الجمعيات يزداد بشكل ملحوظ بعد ان نجحت العديد من الجمعيات في الحصول على دعم للكثير من مشاريعها التي تساهم في تحسين مستوى دخل الاكثر فقرا وتوفير فرص عمل لهم.
وأضاف عباسي أن اجمالي استفادة المجتمع المحلي من المحمية والمشاريع التي تضمها ومنها صناعة الصابون والحلويات وكتابة الخط العربي بلغ العام الماضي 178.3 ألف دينار موزعة على العديد من قرى المحافظة.
ويبين ان هذه الفائدة تتأتى من ان كافة المستلزمات والمواد الاولية لصناعات هذه المشاريع يتم شراؤها من المجتمع المحلي للمنطقة.
ومن اهم المشاريع التي اسست في المنطقة على مدار الاعوام السابقة بيوت الصابون والخط العربي والحلويات؛ حيث وفرت هذه المشاريع فرص عمل لنحو 20 موظفة منهم 15 موظفة من سكان القرى المستهدفة بالمشروع والتي تسكن حول المحمية.
ولايقف دور المحمية على دعم ابناء المنطقة على هذه المشاريع بل توفر لهم كذلك فرصة عمل كأدلاء سياحيين للمنطقة في المسارات التي تضمها المنطقة التي تساهم بدورها في الترويج للمنتجاتها المحلية.
وتوفر المحمية، وفق عباسي، فرصة سياحية فريدة من نوعها فهي وبتمتعها بمناظر طبيعية خلاية اصبحت محطة جذب للسائحين والمتنزهين خصوصا في فصلي الربيع والصيف، فهي تضم مشروعا تأسس العام 2006 بدعم من الحكومة اليابانية ومؤسسة هانز زايدل الالمانية وبالتعاون مع مؤسسة نهرالأردن بهدف استدامة القيم الاقتصادية للمجتمع المحلي.
وقال عباسي ان المشروع السياحي الذي افتتح في العام 2004 برعاية ملكية يوفر عددا من الخدمات منها خدمات المبيت التي تنقسم إلى مخيم صيفي وآخر شتوي ونزل ريفي إضافة إلى عدة ممرات سياحية بلغ مجموع زوارها العام الماضي 1092 زائرا باجمالي ايرادات بلغ ما يقارب 11 الف دينار.
وتقع المحمية في المرتفعات الشمالية وتبعد 75 كيلو مترا عن عمان و25 كيلومترا عن اربد وجرش والاغوار الشمالية.
وتشرف المحمية من جهتها الجنوبية على قلعة عجلون الاثرية وتلة مارلياس التي تعد من أحد عشر موقعا مهما للحج المسيحي في الأردن.
تقرير عن "الغد" الأردنية