اليمن المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bualaa
19-10-2022 - 03:57 am
  1. أحد أبرز معالم صنعاء القديمة..

  2. الحمامات الشعبية في اليمن تحتفظ بجاذبيتها رغم منافسة «الساونا»


أحد أبرز معالم صنعاء القديمة..

الحمامات الشعبية في اليمن تحتفظ بجاذبيتها رغم منافسة «الساونا»

تعتبر الحمامات الشعبية البخارية أحد أبرز معالم مدينة صنعاء القديمة، وجزءا من طابعها التاريخي والاجتماعي، حيث ظلت وعلى مدى اكثر من مائتى عام تؤدي دورها الوظيفي من دون ان تفقد اهم خصائصها وتقاليدها التاريخية المتوارثة كفضاء صحي ومكان للاسترخاء وتجديد النشاط والحيوية، وذلك على الرغم من المنافسة الشرسة من حمامات البخار (الساونا) الفنلندية، التي أخذت تنتشر أخيراً فى الأندية الرياضية والفنادق ولدى بعض الأفراد.
وتعرف الحمامات التقليدية فى صنعاء القديمة بالحمامات التركية، لأن معظمها بني خلال الوجود العثماني الاول فى اليمن وتعتبر ارثا تركيا بالرغم من أن عددا من الاكتشافات الاثرية، اثبتت وجود مبان لحمامات تعود الى الدولة السبئية فى اليمن (الألف الأول قبل الميلاد)، ما يشير الى ان اليمن عرف الحمامات البخارية، قبل وصول الاتراك بوقت طويل.
ويشير كتاب «تاريخ صنعاء» للرازي إلى وجود 12 حماما شعبيا في صنعاء القديمة ارتفع عددها لاحقا الى 15 حماما اشهرها حمام الحميري وحمام الأبهر وحمام الجلاء وحمام القزالي وحمام القوعة وحمام سبأ وحمام ياسر يهنعم (نسبة الى احد ملوك الدولة الحميرية) وبالرغم من بناء عدد كبير من الحمامات البخارية الجديدة وانتشار حمامات «الساونا»، الا ان الحمامات القديمة ما زالت محتفظة بجاذبيتها وشعبيتها.
ويتكون مبنى الحمام الشعبي من ثلاث غرف متلاصقة تبنى تحت الارض والاجزاء على السطح عبارة عن قباب تشكل سطح الغرف وتؤمن دخول الضوء عبر نوافذ زجاجية والغرفة الاولى ساخنة والثانية دافئة والثالثة باردة مزودة باحواض الماء البارد والساخن وعادة ما يجلس المستحم في الغرفة الساخنة حتى يتعرق جسمه، فيغطس في الماء ثم يتولى مختصون عملية تنظيف جسمه، مستخدمين اليافاً طبيعية وصابونا قبل ان يعود مرة اخرى الى الغرفة الساخنة، ثم يعود ليغتسل بالماء البارد ويبقى في حال استرخاء لبعض الوقت ليقوم الحمامي بتدليك جسمه.
ومع ان الحمامات الشعبية حافظت على تقاليدها وقيمها المتوارثة، الا ان ثمة تغييرات طرأت على طبيعة ادائها. فقديما كانت تستخدم المخلفات الحيوانية الجافة في تسخين مياه وغرف الحمامات، الا انها استبدلت حاليا بالديزل والغاز كمصدر طاقة اقل تكلفة وايسر استخداما. كما ان المستحمين يعتمدون على انفسهم في تنظيف اجسامهم في اغلب الاحيان، بعدما تراجع عدد العاملين الذين كانوا يتولون هذه المهمة. ومع ذلك تبقى الحمامات الشعبية مكانا لا غنى عن زيارته خاصة فى الاعياد والمناسبات الاجتماعية الاخرى بالنسبة الى الشرائح العريضة، التي لا تستطيع توفير اجرة حمامات «الساونا». فالحمامات الشعبية تتقاضى اجرا زهيدا وفي متناول الجميع، كما ان الشعبية تخصص اياما معروفة للنساء، وبقية الايام للرجال.
لكن في المقابل اثبتت حمامات «الساونا» انها اقل تكلفة واسهل اعدادا ما جعلها تنتشر على هذا النحو السريع، الا ان الحمامات التقليدية ما زالت تحتفظ بمميزات خاصة يفضلها العامة من الناس ممن لم يألفوا اجهزة الساونا الحديثة، فكل من الحمام التقليدي و«الساونا» التأثير ذاته على الجسم، الا ان الاطباء يؤكدون ان الحمام التقليدي يظل اقل خطرا من الساونا بحرارتها العالية والجافةي، التي يمكن ان تؤثر سلبا على من يعانون مشكلات في التنفس، كما أن الانتقال السريع والمفاجئ في حرارة الجسم يشكل خطرا على الجهاز العصبي عند الغطس في الماء البارد. يضاف الى ذلك ان البخار الرطب في الحمام الشعبي لا يترك آثارا سلبية على البشرة والشعر كما هو الحال في الساونا، لذا يضطر مستخدمو الساونا لاستخدام بعض المستحضرات لتفادي الآثار السلبية على الجسم والشعر.
ويبدو ان الحمامات الشعبية في صنعاء ستستمر في أداء دورها كفضاء صحي لوقت طويل، ليس من زاوية اتساع قاعدة مستخدميها وشعبيتها، بل باعتبارها ارثا تاريخيا تبذل جهود محلية ودولية للحفاظ عليه كجزء من الجهود المبذولة للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة منذ ادراجها من قبل منظمة اليونسكو، ضمن قائمة التراث العالمي عام 1986، خصوصاً وان عدد الحمامات الشعبية تراجع، وربما اندثر في الكثير من الدول التي اشتهرت بها.




خصم يصل إلى 25%