سوريا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
mharwil
13-12-2022 - 10:22 pm
  1. الغوطة الشمالية: الصالحية ‏

  2. النواعير على نهر يزيد ‏

  3. الحواكير والنيرب ‏

  4. شغاف قلبي وحسن ظني. ‏

  5. طارمة ... قصر الفقراء ‏

  6. ذكريات الحضور ‏


نصر الدين البحرة وغوطات دمشق.. ذكريات وشعر 2011-04-20
كان لقاء ثقافياً ممتعاً، ذاك الذي جمعنا بالأديب والباحث نصر الدين البحرة في المركز الثقافي العربي في دمشق مساء الثلاثاء 12-4-2011 .
حيث روى طيلة ساعة من الزمن ذكرياته الشخصية عن غوطات دمشق، كما روى ما قاله عدد من الباحثين و المؤرخين عن دمشق وغوطاتها وأنهارها ونواعيرها. ‏
بدأ البحرة حديثه بالقول: (كان ذلك في السبعينيات، ونحن نفر من حاملي القلم: شوقي بغدادي، توفيق الأسدي، خيري الذهبي، شحود نظامي وكاتب هذه السطور، نلتقي حين يشتد الحر ويزداد لهيبه في مقهى الربوة، دلني عليه صديق كان يكتب القصة القصيرة، ثم انتقل إلى دراسة الإخراج السينمائي في باريس، فحين رجع هجر الفن السابع والكتابة ليمسي رجل أعمال، ذلك أنه وجد الأمر لايختلف كثيراً عما ذكره أبو الحسين الجزار يحيى بن عبد العظيم وكان جزاراً بالفعل يصفه الزركلي بأنه كان ظريفاً: ‏
كيف لاأشكر الجزارة ما عشت حفاظاً وأهجر الآدابا ‏
وبها صارت الكلاب ترجيني وبالشعر كنت أرجو الكلابا ‏


والمقهى متواضع يقع في صدر الربوة في سفح الجبل المقابل لقاسيون، لكنه مرتفع بين نهرين، الأول هو الديراني الذي يبلغ بلدة داريا والثاني هو المزاوي الذي يروي بساتين المزة، خطر لي مرة أن أغمر قدمي بماء الديراني، فجئت بكرسي خيزران متين، ركزته جيداً على ضفة النهر وخلعت حذائي وجواربي، ورحت أبترد وأداعب الماء بقدمي كالأولاد. ‏
مثقفة حمصية كانت ترافقنا إلى هذا المقهى وقد دعته مقهى أبي فراس، وفي المرة التالية والصبية الجميلة في المقهى مع الشلة، وأنا لم أكن موجوداً، خطر للشاعر شحود نظامي أن يفعل مثلي فحمل الكرسي، ووضعه على ضفة النهر، لكنه لم ينتبه إلى وجوب ركزه جيداً، فما إن جلس، حتى انقلب به الكرسي، وكاد تيار نهر الديراني أن يجرفه. ‏

الغوطة الشمالية: الصالحية ‏

يتابع البحرة سرده فيذكر: أنه قبل قدوم الشيخ أحمد بن قدامة إلى دمشق، هارباً من بطش الصليبيين في فلسطين هو وجماعته من أهل (جماعيل) في جبل نابلس، كانت الصالحية كلها بساتين ولم تكن معروفة بهذا الاسم، وقد حدث ذلك أيام السلطان نور الدين الشهيد، إذ أقيم أول بناء كبير قرب نهر يزيد، عرف بعدئذ باسم (دير العنابلة) ‏

النواعير على نهر يزيد ‏

يستطرد البحرة فيقول: (كان ذلك في الستينيات المتأخرة، دعيت يومذاك في شهر تموز إلى وليمة في الصالحية فكانت مفاجأتي الجميلة في ذلك البيت أن المائدة أقيمت عند مقصف لطيف على نهر يزيد، وتلتها مفاجأة ثانية أن ناعورة صغيرة أقيمت عليه، أما الثالثة فهي أن هذا الزقاق كان يدعى حارة النواعير، ذلك أن معظم الدور هناك تحتوي على مثل هذه الناعورة، وهي ليست للري بل للمتعة والفرجة، لكن بعضها يسكب الماء في سواق لري الحدائق، أما النواعير الكبيرة المقامة على نهر يزيد في حواكير – بساتين الصالحية فتدعى دواليب، ويبدو أن النواعير كانت كثيرة على بعض الأنهار القريبة من دمشق. ‏

الحواكير والنيرب ‏

يروي البحرة: (ليست الغوطة الغربية هي الربوة والشادروان ودمر الهامة وجمرايا فحسب فهناك النيرب والنيربان والحواكير والجبهة وقطية ووادي عراد، وقد سمعت الكاتبة الدمشقية ألفة الأدلبي، أكثر من مرة وهي تتحدث عن النزهات في الحواكير، وعد عبد الله البدري الحواكير من محاسن الشام، وهي كالحدائق في سفح جبل قاسيون، فإن الفاصل بينها وبين جبل الربوة، عقبة قرية دمر، وأذكر أنني رأيت بعض هذه الحواكير في أيام الطفولة، ورغم أن المنطقة عمرت بالأبنية فلايزال الاسم لاصقاً بها أما النيربان فقد ذكرها الشاعر خير الدين الزركلي في قصيدة تحمل عنوان (عصفورة النيربين) وفيها يقول: ‏
عصفورة النيربين غني ‏
واروي حديث الأنين عني ‏
أنا المعنى والمعني ‏
غير حنين أذاب مني ‏

شغاف قلبي وحسن ظني. ‏

طارمة ... قصر الفقراء ‏

ويسرد البحرة: (طارمة أو قصر نور الدين الشهيد في الربوة، وقد وصفه أكثر من مؤرخ بينهم أبو البقاء عبد الله البدري الذي يقول في (طارمة) – هي كلمة معربة تعني بيتا من خشب كالقبة – قاعة متختة بألواح من خشب، سقفها نهر يزيد، وأساسها من تحتها نهر ثورى، ومنظرها من الغايات التي لاتدرك. ‏
واستقصاءاتي دلتني على أن (طارمة) في الأصل مسجد عرف باسم: الديلمي، ويقول مؤرخ دمشق الأستاذ دهمان إنه لايعلم من هو هذا الرجل الذي نسب إليه المسجد، ويبدو أن السلطان نور الدين، قد طور هذا المسجد، حتى جعله ضمن قصر منيف، وتجمع الروايات على أن هذا القصر بات متنزهاً للفقراء، إذاً فإن موقع (طارمة) كان بين نهري يزيد وثورى، في المكان الذي تحتله الآن بعض المطاعم في الربوة. ‏
وتحدث أيضاً المحاضر عن العراد والهامة وعن الشرفان والخلخال ، وعن علاقة البحتري الشعرية بالغوطة الجنوبية، كما أفرد قسماً من بحثه للحديث عن بيت أبي خليل القباني الشاعر والملحن والمسرحي المشهور الذي يقع بيته شمال مشفى المواساة، و كانت تشرين قد نشرت منذ أكثر من عام تغطية صحفية لكاتب هذه السطورعن نشاط لجمعية العاديات في دمشق بالتعاون مع جمعية أخرى مهتمة بالآثار يخص بيت القباني وأذكر يومها أن مديرية آثار دمشق قد أخبرتنا أن هذا البيت سيرمم قريباً من قبل إحدى الشركات، ولانعلم الآن ماذا حل بهذا البيت التاريخي الذي ضم يوماً شخصية مهمة هي أبي خليل القباني؟. ‏

ذكريات الحضور ‏

الجميل أن معظم الحضور كان من الرجال والنساء الذين تجاوزوا الستين والسبعين من العمر ومنهم من أراد المشاركة في الحوار عن طريق تذكر ما يعرفه عن غوطات دمشق ولسان حال الجميع: أين دمشق الماضي من دمشق الحاضر الآن؟ وماذا فعل الاسمنت بدمشق؟ ومن الأسماء التي شاركت في الحوار: (توفيق شاهين، أحمد بوبس، موفق البيك، مدير ثقافة دمشق، إلهام سليمان، بشير البلح، حيدر اليازجي) وكانت قد قدمت المحاضر المرشدة الثقافية مها ناجي. ‏
وبعد: من يعيد لدمشق بعضاً من غوطاتها؟ ومن يعيد لدمشق بعضاً من أنهارها التي جفت؟ أسئلة تشبه الأمنيات ليس أكثر، ربما لم يبق لنا نحن الذين تركنا مناطقنا لتحتضنا دمشق سوى أن نحتمي بالحبر وبعض الحب الذي يميز دمشق وأهل دمشق. ‏
نوبلز نيوز -تشرين
تحياتي


التعليقات (1)
nanaabuabed
nanaabuabed
تقرير مشوق ورائع
شكرا اخي مهرول


خصم يصل إلى 25%