حفريات المياه والاتصالات تدمر أعمال مشروع السياحة الثالث في جرش قبل تسليمه
تعرضت العديد من الطرق وأرصفتها في جرش والتي تم الانتهاء من تنفيذها ضمن مشروع السياحة الثالث للتخريب والتدمير من قبل كوادر جهات عديدة بسبب سوء وغياب التنسيق بين هذه الجهات وإدارة المشروع، بحسب المقاول المسؤول عن المشروع في جرش الدكتور فواز البشير.
وأشار البشير إلى قيام شركة الاتصالات ومديرية المياه والبلدية بأعمال حفر للطرق من دون تنسيق مسبق مع إدارة المشروع، ما أدى إلى تدمير هذه الطرق وأرصفتها، رغم أن اجتماعا جمع كافة الجهات المعنية في المحافظة قبل الشروع في تنفيذ المشروع لتحديد الإعمال الإنشائية التي يرغبون في تنفيذها في جرش من أجل تفادي تشويه المشروع لاحقا، إلا أن ما حدث كان عكس ذلك تماما.
وكانت مراحل المشروع المتفق عليها قد انتهت منذ 6 أشهر، إلا أنه لم يتم تسليم المشروع حتى الآن لأسباب غير واضحة.
وقال البشير إن سوء الاستخدام من قبل المواطنين أيضا أدى إلى تكسر الأرصفة الجديدة والأطاريف، بسبب استخدامها كمواقف للسيارات وهي غير مؤهلة لهذه الغاية.
ويرى البشير أن مراحل المشروع لن تكتمل إلا بعد إنشاء مواقف طبقية، والتي من شأنها توفير مواقف بديلة للسيارات والحد من اصطفاف السيارات على الأرصفة والأطاريف الجديدة، وإنشاء أسواق شعبية وحرفية للحد من استخدام أصحاب البسطات للأرصفة الجديدة بطريقة خاطئة، معتبرا أن هذه المشاريع مكملة لمشروع السياحة في جرش.
ويتوقع البشير أن المشروع تأخر في عدة مراحل، وهذا يكلف المقاول أعباء مادية ومعنوية وعمالية كبيرة، لا سيما وأنهم ما يزالون ينتظرون الدراسات والمخططات والتعليمات الجديدة والتي تحتاج إلى عدة شهور.
ويعد مشروع السياحة الثالث امتدادا لمشروع تطوير السياحة الثاني الذي ساهم بتحسين ورفع سوية الخدمات والبنى التحتية لعدد من المواقع السياحية بجرش، وتنفذه وزارة السياحة بتمويل من البنك الدولي بكلفة 11.5 مليون دينار.
ويهدف المشروع لإعادة تأهيل وتطوير شبكة الطرق والساحات والفراغات الحضرية، وتأهيل الواجهات والفرش الحضري للشوارع المهمة، إضافة إلى ترميم وإعادة تأهيل بعض المباني التراثية، بتمويل من البنك الدولي للإنشاء والتعمير وبكلفة تبلغ 11 مليونا و300 ألف دينار.
بدوره أكد رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى المهندس بلال المومني أن عدة مراحل موجودة في العقود المبرمة بين الجهات المعنية لم يتم تنفيذها في الوقت الذي انتهت فيه المدة الفعلية للمشروع نهاية شباط (فبراير) الماضي.
وأشار إلى عدم بناء مجمع طبقي وعدم تجميل واجهات المحال التجارية وتغيير نظام الإنارة داخل المدينة، كما كان متفقا، فضلا عن السلبيات الكثيرة التي لمسها المواطنون وطالبوا بتغييرها، ومن أبرزها توسعة الطرق وإزالة المطب البازلتي الذي يربط المدينة الأثرية والحضرية ويبلغ طوله 80 مترا، وصيانة مناهل الصرف الصحي.
وأوضح أنه خاطب وزارة السياحة من أجل تعديل كافة الملاحظات وإتمام مراحل المشروع التي ستضمن نجاحه، واستفادة المواطنين والسياح منه، كون البلدية ستكون الجهة المسؤولة عن المشروع في حال تم استلامه، مشيرا إلى أن ما تم إنجازه من المطالب لا يتعدى إزالة المطب البازلتي وتغيير نظام الإنارة فقط والتي لم تشغل حتى الآن.
وقال المومني إن عدم توفر مجمع طبقي للسيارات داخل المدينة يبقي على أزمة سير خانقة فيها ويحول دون تمكن السياح والمتسوقين من التجول داخل السوق، وهو ما لا يتماشى مع أهداف المشروع، كون التجار والمتسوقين يوقفون سياراتهم على الأرصفة الجديدة غير المؤهلة لاصطفاف السيارات، ما أدى إلى تكسيرها وتدميرها قبل تسليم المشروع.
ورفضت بلدية جرش الكبرى تعبيد الساحة التي كان من المقرر أن يتم إنشاء مجمع طبقي فيها، بحسب المومني الذي أكد أن البلدية قادرة على تعبيد الساحة من دون مشروع السياحة، مشيرا إلى أن البلدية تريد استكمال مشروع السياحة بتنفيذ المجمع الطبقي فيها كما كان متفقا عليه.
وأوضح المومني أن عدم الالتزام بتجميل واجهات المحال التجارية التي يقدر عددها ب2000 محل تجاري، وعدم تركيب وحدات إنارة جديدة لا يلبي توقعات المواطنين والجهات المعنية وطموحاتهم من مشروع السياحة الثالث، مضيفا أن المشروع عبارة عن عدة مراحل متكاملة، وأن الإخلال بها يفشل المشروع بكل المقاييس، على الرغم من الوفر المادي لمشروع جرش وتعاون كافة الجهات المعنية مع وزارة السياحة.
عن "الغد" الأردنية