الاردن المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
nanaabuabed
31-10-2022 - 12:00 pm
لا أحد يذكر كم تبقى من أغنية الراحلة سعاد حسني "الدنيا ربيع والجو بديع.. قفلّي على كل المواضيع"، في أزمنة اللهاث، التي اختلطت فيها فصول العمل الشاق، صيفا وشتاء، ولم يبق سوى طقس غرف المكاتب، الذي يتكرر، يوميا، بإضاءته الباهتة، وأجوائه المشحونة.
غير أن زحمة العمل ومسؤوليات المنزل، وضغوطات الحياة، لا يجوز أن تقف حائلا أمام الطبيعة البشرية التي تتطلب الترويح عن النفس، لاستعادة النشاط الذهني والجسدي.
وباختلاف عمر الشخص وعمله، تختلف حاجته للترفيه. ولأن ربيع هذا العام يحل بجو مفعم بالأمل والتفاؤل، فلا بد من التفكير مليا في استغلال هذه الأوقات، والابتعاد عن ضغوط الحياة، والسعي لاستثمار الأوقات الجميلة، بتنظيم الرحلات الترفيهية، حتى من دون السفر خارج البلد.
المهندسة فرح العالي، تسعى للحصول على إجازة تمتد سبعة أيام، لقضاء أوقات جميلة في المنزل مع أهلها وصديقاتها اللواتي لم ترهن منذ وقت طويل، مبينة أن الإجازة التي تطمح لها لن تكون مكلفة.
وتقول العالي "أعتزم قضاء أوقات جميلة، أنام فيها براحتي في الصباح، وأشرب القهوة مع والدتي، وأجمع الصديقات في منزلي، لإجراء نوع من تغيير الروتين القاتل الذي تسببه الوظيفة".
"أصبح الربيع مجرد لفظ أجوف، نقلب أيامه على الروزنامة، فضغط العمل بدأ يبعدنا عن جماله"، تقول العالي.
أما الستيني سفيان عبدالحميد، فيبين أنه عندما يثقل العمل كاهله، وينوء بحمل أعباء الحياة الملقاة على عاتقه، فإنه يستقطع جزءا من وقته ليقضيه في التنزه مع أحفاده وأولاده في الهواء الطلق، أو بجلسة مع أصدقائه، حيث يسترجعون معا ذكريات الشباب، ويتناقشون في شؤون الحياة المختلفة.
ولا تقتصر عادات سفيان على ما سبق، حين يشعر بالملل وضرورة "تغيير الجو" على حد قوله، بل هو يفضل، أيضا، العزلة لقراءة الكتب السياسية التي يعشقها "فهي تنير العقل"، وفق وصفه.
أما العشريني وسيم هاني، وهو طالب جامعي، فيقول"الدراسة هي آخر اهتماماتي، ولتغيير الأجواء، أفضل الجلوس في غرفتي، لأنني جعلت لها طقوسا مختلفة، وفيها كل ما أهوى".
ويثني أحد اصدقائه، ويدعى خليل محمود، على وصف وسيم "حين ترى غرفته للمرة الأولى يتبادر إلى ذهنك أنها استديو أو مركز لبيع الأجهزة، فهي باتت مكانا لتجمع أصدقائه المعجبين بأنغام قيثارته، والمتطلعين دوما إلى الأفلام والألعاب التي لا تخلو غرفته منها".
الثلاثيني إياد الطويل، يعتبر الترفيه بالنسبة إليه غير مقتصر على نمط واحد، إذ إنه يتنقل بين ممارسة الرياضة والقراءة وتصفح الإنترنت، ونادرا ما يجتمع بأصدقائه، إذ يشعر بالمتعة أكثر إذا كان بمفرده، مؤكدا ضرورة معرفة الأمور المحببة للنفس دوما.
ويشير إلى أنه ليس ضروريا توفر الكثير من الإمكانات المادية للترفيه عن النفس، بل يحتاج الأمر إلى إقناع النفس بأن الإمكانات الموجودة ستؤدي الغرض، إضافة إلى العمل على ابتكار طرق ترفيهية ذات تكلفة بسيطة.
ف"الترفيه شيء ضروري جدا لكل إنسان، كاحتياجه للطعام والشراب، ليزيل به الغبار المتراكم على نفسه، وهو بمثابة الفواصل في حياة كل شخص، التي تخفف عنه عبء الضغوط الواقعة عليه، وبالتالي تحقق له نوعا من التوازن الذي يزيد من نشاطه وإقباله على الحياة، بروح أكثر حيوية"، وفق الطويل.
على أن هناك أسبابا كثيرة، بحسب أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية د.حسين خزاعي، تشغل أفراد المجتمع عن جمال الطبيعة والكون، وتغيير الأجواء والأهواء، ومن أهمها قضايا الزواج، والاهتمام بالعائلة، وتربية الأولاد، فضلا عن متطلبات سوق العمل.
ولمواجهة ضغط الوقت والاستمتاع بجمال الربيع، ينصح خزاعي بأن يتعود المجتمع العربي إدارة الوقت داخل الأسر على نحو جيد، ما يجعل الأدوار الملقاة على عاتقهم غير متضاربة مع أوقاتهم الترفيهية.
غير أن أعباء الحياة، وتأمين لقمة العيش، يتطلبان من مدرسة اللغة العربية إيمان فؤاد، العمل منذ الفجر إلى ساعات الليل الأولى، ما يجعل أفضل أمنياتها الخلود إلى النوم والراحة، بدلا من التفكر بجمال الكون والربيع، كما كانت تفعل سابقا.
وثمة أسباب أخرى تحول، أيضا، دون الاستمتاع بالربيع، وعلى رأسها "الناحية الاقتصادية"، كما يشير خزاعي، ناصحا العائلات أن لا تحسب الترفيه بالمال، لأن الترفيه سيعود عليها بنفع كبير، صحيا ونفسيا.
بدوره، يؤكد اختصاصي علم النفس د.جمال الخطيب، أن الراحة وتغيير الأجواء، والاستمتاع بجمالية الربيع، تعود على الفرد بأثر نفسي جيد، لما يحمله من تفتح للأزهار المختلفة، والروائح العبقة في هوائه، مضيفا أن الربيع هو "جزء من جماليات أخرى لا نشعر بها، جراء ضغوطات الحياة التي نعيشها، كالاستمتاع بفنجان القهوة، والمشي أو الجري في شوارع المدينة".
ويشير إلى أن الراحة والترفيه أصبحا بمثابة فرصة ضئيلة يتمنى الشخص أن ينتهزها، مبينا أن الترفيه له أثر إيجابي أيضا على استقرار الأسر، وتجديد الحياة بين الزوجين والأبناء، وقتل الروتين.
وعلى الرغم من ضغط العمل والأوضاع المعيشية الصعبة، تظل الراحة والترفيه أمرين أساسيين على الشخص ان يقتنص فرصة قدوم فصل الربيع لينعم بهما، وفق الخطيب.
عن "الغد" الأردنية


التعليقات (2)
bosanac33
bosanac33
فعلا كم نحن بامس الحاجه لاخذ قسطا من الراحة وخاصة الذين يعملون في الامور المحاسبيه والحسابات بسبب ضغوط العمل شكرا اخت نانا على الموضوع وعلى النشاط المستمر

nanaabuabed
nanaabuabed
كلامك صح اخي بوسنكو
العمل يحتاج الى راحة لكي تعود اليه بنشاط وتركيز افضل
ربي يعطيك الصحة والعافية
اشكر مرورك المميز اخي


خصم يصل إلى 25%