قال تعالى
" قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"
" الاخدود "
قبل بعثة رسول الله بقليل
وفي وسط منطقة نجران
كان هناك مدينة تسمى " رقمات"
آمن فيها احد الغلمان على يدي راهب
وكان بها ملك جائر مشرك بالله
فاراد الملك قتل الغلام
ولكنه لم يستطع
فقد انعم الله عليه بكرمه
ووهبه من كراماته
ارد الملك رميه من فوق جبل
" فنجا "
اراد ان يغرقه
" فنجا "
فقال الغلام للملك
ان اردت ان تقتلني فاجمع الناس
واصلبني على جذع شجرة
وصوب إلي سهما وقل
" باسم الله رب الغلام"
واطلقه
وعندها فقط ساموت
ففعل الملك ذلك
ومات الغلام
فآمن الناس بالله رب الغلام
وتركوا دين الملك وشركه
فجاش غيظ الملك وحفر الحفر واشعل بها النار
وخيّر الناس إما أن يرجعوا لدينه
او ان يقذفوا انفسهم بالأخاديد الملتهبة
اخاديد لا تزال آثار نارها ظاهرة
في كافة ارجاء المدينة
فقفز من قفز بهذه النار ايماناً وتوحيدا
باعوا الدنيا وزينتها بالآخرة
واعتنقوا التوحيد دين لهم
" لا إله إلا الله "
وفضلوا نار الدنيا على جحيم الاخرة
انها عظام ناس من اهل الجنة
ومن بين المؤمنين ام تحمل رضيعها
رحمته وتقهقرت عن قذف نفسها
فنطق الرضيع في مهده قائلاً
" يا اماه إصبري فإنك على الحق"
فقذفت نفسها لوجهه سبحانه
فهذه عظامها الطاهرة
وعظام رضيعها وباقي المؤمنين مخلوطة بالرماد
آثار النار المختلطة بعظامهم حاضرة في كافة ارجاء المدينة
فأي جدار
إذا حفرت في جوفه
فإنك حتما ستصطدم بالعظام المختلطة بالفحم
رحلوا عن الدنيا بطوعهم
رحلوا رغم عيشهم فيها في رغد
فبجوارهم وادي نجران
وهو وادٍ خصب تنتشر المزراع على جانبيه
وادٍ كبير دفع الدولة الى انشاء ثاني اكبر السدود بالمملكة لتنظيم جريانه
سد عظيم ترى صاحباي وقد رفعوا ايديهم
وهم يبدون كالنمل في وسطه
ومنطقتهم تشتهر بتنوع تضاريسها
من سهول وجبال وصحاري ووديان
فسبحان الله
لقد وهب اصحاب الاخدود انفسهم
لخالقهم
وباعوا الدنيا ورغد العيش
بنعيم الاخرة
واصطلوا بنار الدنيا
ثمنا زهيدا للجنة
فتقبل الله منهم وغفر لهم
فعسى الله ان يتقبل منا طاعتنا ودعائنا
وان يعفو عنا ويغفر لنا ويلحقنا بهم وباقي المؤمنين
آمين