سوريا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
الميماس أبو أحمد
15-12-2022 - 09:24 pm
  1. قاعات القصر :

  2. ملحمة فارسية :

  3. القصر والحمام :

  4. قصر الحير الشرقي :

  5. جانب من قصر يزيد بن معاوية في حوارين


بسم الله الرحمن الرحيم
أحييكم جميعاً إخوتي الأكارم واحب أن أبدأ بموضوعي عن حمص العدية (هكذا تسميتها ولها حكاية خاصة سأنقلها لكم )
أقول سنتكلم اليوم عن المواقع الأثرية في مدينة حمص تفضلوا معي وشدو الأحزمة فهي رحلة جميلة لمن يحب ابن بطوطة :
قصة حمص : شهد عصر الخلافة الأموية في بلاد الشام حركة عمرانية واسعة لا مثيل لها في مختلف أرجاء الدولة الإسلامية آنذاك ، حيث أفاد الأمويون من فتوحاتهم ووحدوا كثيراً من العناصر الفنية في أجزاء دولتهم وألفوا منها طرزاً عمرانية مميزة .
و لعل أبسط هذه الطرز وأقلها تعقيداً وأرفعها ذوقاً وأبعدها عن الإفراط هي الطرز التي ازدهرت في مصر والشام ومنها القصور التي بنوها في بادية الشام أو على مقربة من نهر الفرات بعيداً عن حياة المدنية ، ومن هذه القصور قصر الحير الغربي بالقرب من تدمر الذي يعتبرمن أجمل قصور بني أمية في بادية الشام ولا تزال آثاره بادية إلى اليوم ومنها الواجهة التي تزين المتحف الوطني بدمشق وتُعد آية في الفن الإسلامي
يقع قصر الحير الغربي على بعد 40 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة تدمر الأثرية ، وتشير كتابة حجرية إلى أنه بُني في عهد أمير المؤمنين عبد الله بن هشام بن عبد الملك على يد ثابت بن ثابت في رجب من عام 109ه و" هذا القصر هو الذي دعاه مؤرخو العرب بالزيتونة وكان أولاً حصناً بيزنطياً أو رومانياً
كما يبدو مخطط القصر مربع الشكل تقريباً وأقسامه مرتكزة على سوره الخارجي ومتوزعة حول باحة داخلية ، وبناء القصر من الحجر حتى ارتفاع مترين عن سطح الأرض ثم بعد ذلك تبدأ مداميك اللبن التي تتخللها صفوف من القرميد والعوارض الخشبية ، ويبدو السور الخارجي أكثر سمكاً من جدرانه الداخلية وله زوايا (ما عدا الزاوية الشمالية الغربية) مدعمة بأبراج مستديرة وأضلاع مدعمة في أواسطها بأنصاف أبراج اسطوانية ماعدا واجهته الشرقية حيث يحيط بالمدخل الأساسي الوحيد نصفا برجين اسطوانيين ورديا اللون و" أبراج قصرالحير الغربي ليست لغاية دفاعية كالأبراج الرومانية والبيزنطية إذ هي ليست مفرغة وإنما الغاية منها زخرفة السور والرمز للمتانة والقوة " ومن المحتمل أن يكون بناء المدخل أكثر ارتفاعاً من جدران السور وأبراجه وذلك لإعطاء الإحساس بالضخامة والقوة والبناء بمعنى أن المعمار أراد أن يكون التأثير مباشراً من الخارج .

قاعات القصر :

تتوزع قاعات وحجرات قصرالحير الغربي على شكل وحدات منفصلة كل منها يتألف من ستة بيوت مستقلة عن بعضها ويوجد منها اثنان في الجهة الشرقية واثنان مقابلها في الجهة الغربية وواحد في الجنوب يقابله واحد في الشمال ويتألف كل بيت من 8 إلى 13 قاعة وحجرة تربط بينها قاعة كبرى متشابهة في كل البيوت ولهذه القاعة سقف محمول على قنطرة مدورة تقسم سطحها إلى قسمين وتستند على دعامتين ، ويتصل بكل قاعة من قاعات القصر أربع حجرات صغيرة متقابلة اثنتان من كل طرف بحيث أن بعضها يستند على سور القصر الخارجي وبعضها على جدران الباحة الداخلية .
بدأت أعمال التنقيب عن بقايا قصر الحير الغربي اعتباراً من عام 1936م من خلال بعثة فرنسية برئاسة الدكتور (دانيال شلومبرغه) وبعد دراسة هذه الآثار تبين أنه من أجمل قصور بني أمية في بادية الشام فظهرت فكرة إعادة إنشاء جناح خاص له في متحف دمشق وبالفعل قام الأثريون والمهندسون والفنيون والعمال السوريون بإظهار هذه التحفة من جديد في دمشق عاصمة الأمويين واستمرت هذه الأعمال مدة أربعة عشر عاماً حيث تحولت بها ألوف القطع الجصية المحطمة إلى جناح كامل يحوي أهم الآثار العربية الإسلامية وتؤلف واجهة القصر بعد إعادة تشييد المدخل الأساس للمتحف الوطني وافتتاح هذا الجناح في 28- 8-1950.

ملحمة فارسية :

تعكس زخارف القصر النحتية مرحلة مهمة من مراحل تاريخ النحت في سورية وتعبر عن أفكار ذلك العصر بأساليبه ورموزه وتنوعه الإبداعي ، وهي تذكرنا بالتماثيل المنحوتة في تدمر ودورا اوربوس. وقد نُقل الكثير من هذه الزخارف إلى المتحف الوطني بدمشق لتملأ الثغرة الفاصلة بين الفن البيزنطي والفن الإسلامي وتؤلف بين العناصرالساسانية والبيزنطية والسورية وتنسقها في نظام منسجم ، وكشفت عمليات التنقيب الأثري في القصرعن مجموعة كبيرة من التماثيل الجصية والشرافات والقطع الخشبية يُعتقد أنها كانت تزين الواجهتين الخارجية والداخلية للقصر، أما المجموعة التي وجدت في الباحة فكانت عبارة عن درابزون بين أعمدة رواق الطابق الثاني ، وهناك مجموعة من الشرافات المسننة التي كانت تزين أعلى الأبراج في واجهة القصر وعند زواياه وفي منتصف أضلاعه . وفي وسط كل شرافة شق بشكل سهم طولها حوالي 160سم وهناك شرافات أصغر حجماً بارتفاع 56 سم ٍفي وسطها شق مستطيل ينتهي بنصف دائرة بعضها مزخرف بأوراق نباتية متطاولة وأخرى غير مزخرفة وجميعها كانت تزين القسم الأوسط من القصر وأعلى البناء من الجهة الشمالية والجنوبية وكانت تتوضع بالتناوب شرافة مزخرفة وأخرى غير مزخرفة . أما القطع الخشبية فتركزت في الطابق العلوي من الجهة الشرقية من القصر ويعتقد بأنها كانت أجزاء من أفاريز تزين القاعة التي يحل بها الخليفة. وتنتمي الأشكال الإنسانية التي كانت تزين الواجهة الداخلية والخارجية للقصر إلى مدارس فنية مختلفة وهي مصنوعة من مواد مختلفة فهناك لوحات جصية رسم عليها ربة الأرض (جيا) وهي من الميثولوجيا اليونانية وكذلك لوحة الصيد التي تمثل الميثولوجيا الفارسية الساسانية وتعتمد على ملحمة فارسية في الصيد باسم (بهرام جور) وكذلك وجوه عربية لنساء ورجال وعبيد وهي في منتهى الواقعية وتُعتبر من أقدم ما وصل إلينا من العصر الإسلامي للأشكال الإنسانية ، وهناك التماثيل الكبيرة مثل جذع المرأة شبه العارية التي ترتدي إزاراً معقوداً على خصرها وعلى ذراعها الأيمن سوار وتحمل بيدها ما يشبه الإبريق. وعُثر في أرض القصر أيضاً على أجزاء من تمثال شخص على رأسه عمامة شرقية وفي أذنه قرط ويرتدي ثياباً فاخرة ، ويعتقد بعض علماء الآثار بأنه تمثال هشام بن عبد الملك ، أما مكانه في القصر فهو فوق جبهة الباب الرئيسية ضمن القوس الفارغ حالياً. كما عثر في أرض القصر أيضاً على رسوم جدارية تمثل مشهداً موسيقياً وبيد العازفين مزمار مزدوج وآلة العود الذي يبدو بأربعة أوتار وهذا ينسجم مع معلوماتنا عن تطور آلة العود التي لم تحتوي على خمسة أوتار إلا في القرن التاسع كما تذكر المصادر التاريخية ، وهناك أجزاء من تماثيل صغيرة تمثل أشخاصاً في وضعيات مختلفة مثل ذلك الذي يحمل كرة أو مروحة وجميع هذه التماثيل من الجص وكذلك الرجل الملتحي الذي يرتدي ما يشبه اللباس الروماني الذي ينعقد في خصره وباقي الثوب على كتفه وهو في وضعية شبه استدارة وينظر إلى الأسفل.

القصر والحمام :

يحيط بالقصر العديد من المرافق الخدمية التي كانت تابعة له على عادة بناء القصور أيام الخلفاء الأمويين ، ومن هذه الأوابد الحمام الذي يتألف من القسمين التقليديين في الحمامات الشرقية الحار والبارد وكان القصر يتغذى من قناة متفرعة عن القناة الرئيسية الممتدة على سد خربقة وهناك الخان الذي يبعد 10كم عن القصر وإلى جواره بركة تستسقي المياه من السد بواسطة قناة ولم يبق من أطلال هذا الخان غير بوابته المنحوتة التي أُعيد بناؤها في حديقة متحف دمشق الوطني وعليها كتابة عربية بالخط الكوفي تذكر أن هشام بن عبد الملك قد أمر ببناء هذه المنشآت عام 109ه 727م على يد ثابت بن أبي ثابت وفي وسط الخان باحة سماوية يحيط بها رواق محمول على أعمدة خشبية وهناك الخان الذي بُنيت جدرانه من الطوب على أساس من الأحجار المنحوتة بانتظام ويعتبر هذا الخان أول خان بُني في العصر الإسلامي وهناك البستان وهو ذو شكل شبه منحرف طوله 1050م وعرضه 442م وللبستان مدخلان الرئيسي في الزاوية الشرقية وفي طرفيه برجان صغيران لدعم الباب والسور

قصر الحير الشرقي :

القصر الثاني الذي شيده الأمويون في أطراف تدمر هو قصر(الحير الشرقي) الذي سُمي بذلك تمييزاً له عن قصر الحير الغربي وهو يقع في الشمال الشرقي من تدمر ويبعد عنها حوالي 105كم تقريباً ويتألف هذا القصر الذي شيده أيضاً الخليفة هشام بن عبد الملك حوالي عام 110 هجرية 729م من قسمين رئيسيين: قسم شرقي صغير ويسمى القصر الصغير وقسم غربي كبير يبعدان عن بعضهما البعض بحدود 42م وفي الجنوب الشرقي من القصرين يقع الجامع الملحق بالقصرين والقصر الصغير مربع الشكل طول ضلعه 70م والثاني طول ضلعه 170م ويشبه تصميم هذا القصر تصميم قصر الحير الغربي الذي سبق لنا الحديث عنه وللقصر الكبير في جهته الجنوبية مدخل رئيسي مدعم من كل طرفيه ببرج نصف دائري كما يحيط به سور على شكل شبه منحرف وهذا السور مبني من القرميد فوق أساس متين مكون من أربعة مداميك حجرية يبلغ ارتفاع كل منها 30سم يليها جدار القرميد الذي تعلوه هو الآخر مداميك من الحجر المنحوت لحماية القرميد في الأسفل وفي جدران السور فتحات لتصريف مياه الفيضانات ، وفي الشمال الغربي من القصر يوجد حي سكني كان يُستخدم على الأغلب كسكن لحاشية الملك وحراسه وخدمه .ولذلك يمثل هذا القصر مدينة مصغرة تضم كافة عناصر المدينة العربية الإسلامية .
وفي قرية حوارين التي سنتحدث عنها في الصفحات التالية بناء ضخم يُدعى قصر يزيد بن معاوية يُقال أنه كان منتجعاً له فيه عام 64 للهجرة 680م

جانب من قصر يزيد بن معاوية في حوارين

ويذكر المؤرخ المسعودي " أن يزيد بن معاوية كان له قصر في حوارين يعيش فيه مع أمه ميسون المحبة لحياة البادية ، وأغلب الظن أن هذا البناء كان قصراً رومانياً قديماً لأحد قواد الروم غلب عليه العرب في فتوحاتهم واستقر فيه يزيد بن معاوية لما كان ولياً للعهد فملكاً بعد أن أصلحه وتعهده وأخذ على نفسه أن يلتمس الراحة فيه بعد أن استولى خليفة على الإمبراطوريات العربية محاولاً أن ينعم بهذه الطمأنينة العذبة التي لم يكن يجدها في قصر(الحضرة) في دمشق فيقضي في هذا القصر بين فترة وأخرى أياماً في صيد وعبث وتسلية "
المصدر
  • تاريخ سورية ولبنان وفلسطين ، تأليف د . فيليب حتي ترجمة د . جورج حداد – عبد الكريم رافق ، الناشر دار الثقافة بيروت ط 1 دون تاريخ

العمارة في العصور الوسطى العمارة الإسلامية والأوربية ، عبد المعطي الخضر، منشورات جامعة حلب 2001
خالد عواد الاحمد
عن موقع قصة مدينة حمص http://www.homsstory.com/news.php?readmore=75


التعليقات (9)
иман
иман
أخي الكريم الميماس أبو أحمد

ماشاء الله عليك بداية موفقة
نرحب أجمل ترحيب بكَ وبإنضمامك للمنتدى
زدتنا إبتسامة
لتكن إبتسامتكَ عدوى لنقل السعادة إلى الآخرين
أخط بخطواتك نحو درب التمييز وتقديم مشاعرك عبر نبض قلمك
ننتظر منكَ روعة المشاركة
والإفادة والإستفادة
متمنين لكَ طيب الإقامة بيننا
ودمتَ بسعادة

لكَ فائق تقديري واحترامي
إيمان من بلغاريا

الميماس أبو أحمد
الميماس أبو أحمد
أشكرك أختي الكريمة لهذه الكلمات الطيبة وأرجو الله أن يوفقني لأستمر في هذا المنتدى الجميل

الذيب الشمالي
الذيب الشمالي
(( صباحكم ياسمين دمشقي ))
مشكور على هالنقل الحلو

الميماس أبو أحمد
الميماس أبو أحمد
أهلاً اخي الذيب وشكراً لك أيها الطيب

nanaabuabed
nanaabuabed
شكرا لك اخي ابو احمد للشرح الوافي عن حمص وتاريخها العريق
بانتظار مميزك القادم

النورس العربي
النورس العربي
يعطيك العافية أخوي ابو أحمد ...
كفيت ووفيت بشرحك الرائع عن حمص وتاريخها العريق ...
تحياتي ..

الميماس أبو أحمد
الميماس أبو أحمد
nanaabuabed
أشكرك الشكر الجزيل لمرورك تحيتي لك

الميماس أبو أحمد
الميماس أبو أحمد
النورس العربي
كفيت ووفيت بشرحك الرائع عن حمص وتاريخها العريق ...
تحياتي ..
أهلا صديق النورس بك وشكراً لك

شارلوك هولمز
شارلوك هولمز
مشكور على هالتوضيح الجميل والسرد المترابط وهاي المعلومات المفيدة


خصم يصل إلى 25%