اسطنبول المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
البحــر
12-12-2022 - 02:13 am
نتجه نحو إقليم آخر.. نحو شمالي غربي تركيا.. آخذكم إلى جامع السليمية الذي يمثل القمة في العمارة العثمانية، والذي أقامه المعماري سنان، أعظم معماري عرفه التاريخ العثماني، على أعلى ربوة بمدينة أدرنه كتاج على رأسها. وقد شهدت هذه المدينة مولد السلطان محمد الفاتح الذي غير مجرى التاريخ بفتح اسطنبول عام 1453. وقال عنها الشاعر العثماني نفعي إنها إحدى جنان السماء الوردية.
وإن كانت أدرنة اليوم خالية من معظم حدائقها الخضراء، إلا أنها ما زالت منذ العصور تحافظ على هويتها كمتحف مكشوف يعرض للزائرين آثارا خالدة من الحضارات الحية. ومما لا الشك فيه أن أهم أثر فيها هو الذي يحمل ختم المعماري سنان.. ألا وهو "جامع السليمية"، إذ يحتل أبرز نقطة في هذه المدينة. تذكر الروايات أن السطان سليم الثاني رأى في حلمه الرسول عليه الصلاة والسلام يقول له "ابنِ جامعا في أدرنه".. فأمر ببناء السليمية على الفور. وفي عام 1575 وصلت بشارة انتهاء الجامع إلى السطان، لكنه لم يحظ بافتتاحه ولا بالصلاة فيه حيث توفي بعد فترة وجيزة.
يا له من منظر باهر... جامع السليمية يشرف على المنطة كلها... يروى أن سنان العظيم ظل يفحص المدينة مدة عامين على ظهر حصانه حتى اختار هذا المكان المرتفع والمهيمن على كافة المدينة. ترى الجامع مباشرة عندما تتجه نحو أدرنه وكأنه المكلف الوحيد باستقبال الضيوف والمرحب بهم. يقف الإنسان مشدوها أمام روعة المشهد ولا يكاد يصدق أنه من صنع بشر.
للجامع أربع مآذن، ولكل مئذنة ثلاث شرفات. تبدو المآذن الأربع من بعض الجهات كأنهن اثنان فقط. وثمة أسرار أخرى.. أربعة مآذن وتدل على التكبيرات الأربعة في الآذان.. اثنى عشرة شرفة وترمز إلى ترتيب السلطان سليم الثاني بين سلاطين آل عثمان.. داخل كل مئذنة ثلاثة سلالم وكل منها ينتهي إلى شرفة مختلفة عن الأخرى. وما عليك إذا أرقك التعب إلا أن تستند باطمئنان إلى إحدى العواميد في باحة الجامع المحاطة بالأروقة وتجيل النظر في معالمه، لاسيما النافورة الرخامية المرصعة باهتمام بالغ.
جامع السليمية لا يبهر الإنسان بمنظره الخارجي فحسب بل بزخارفه الداخلية أيضا. ومن يدخل الجامع بفضول ورغبة يدور تحت القبة بتعجب ولا يعرف من أي نقطة يبدأ النظر. القبة مركبة على ثمانية أقدام فيلة، إلا أن الأقدام لا تخل بأناقة الجامع ويمكن أن ترى كل زاوياه بمجرد نظرة واحدة. ورغم الاحتلال الروسي لأدرنة عام 1878 وقيامه بسلب بعض قطع الخزف العائدة للجامع ظل الأنموذج المثالي بعمالة الرخام وفن الخط وصناعة الخزف. وتجد نفسك فجأة في عالم لا تريد الخروج منه أبدا.
حينما تنتهي من زيارة جامع السليمية عليك أن تتجه نحو السوق المجاورة له، سوق أدرنة، لتتجول وتشتري بعضا من الهدايا الخاصة بالمدينة. مدينة أدرنه تشتمل على أهم نماذج العمارة العثمانية التي تمثل عهد الازدهار. فسكان أدرنه يتباهون بهذه الآثار الخالدة، باب الشرفات الثلاث، وكتابة الجامع العتيق، والسليمية. لقد تم تشييد الجامع العتيق من قبل السلطان محمد الأول، وهو أقدم أثر عثماني في أدرنه. فالآيات القرآنية المنقوشة على الجدران الداخلية تزيد المسجد بهاء وروعة. جامع الشرفات الثلاث مشهور ببابه الفريد وقبته الواسعة،ومآذنه المتعرجة. فهو آية من آيات الجمال والفن الإسلامي. واسم الجامع مأخوذ من مئذنته ذات الشرفات الثلاث حيث يصعد لكل منها من سلم مختلف. الأمر الذي نراه في جامع السليمية أيضا.
تقع أدرنة على ممر طرق تجارية مهمة. لذا تم إنشاء خانات وأسواق مسقوفة، بالإضافة إلى الجوامع والأوقاف والمدارس العلمية والدينية. يقع السوق المسقوف الشهير والذي يعتبر الشريان الاقتصادي للمدينة إلى جانب الجامع العتيق. ومن آثار المعماري سنان أيضا سوق علي باشا المؤلف من 133 حانوتا حيث تعجز الكلمات في التعبير عن الدهاء المعماري الفذ.
قبل مغادرة أدرنة لا بد أن نزور كلية بيازيد ولا سيما دار الشفاء التي كانت الأمراض العقلية تعالج فيها بالموسيقى وخرير الماء وروائح الأزهار حتى أواخر العهد العثماني. وأن نزور كذلك جامع مرادية، الأنموزج المثالي لفن الزخرفة العثمانية للقرن الخامس عشر، ونهري المريج وطونجه وما عليهما من جسور عثمانية. إذا صدف أن وقع طريقك إلى تركيا فتعال إلى أدرنه.. مدينة التراث العثماني.. مدينة السليمية. فأنا متأكد أنك لن تستطيع مغادرتها بسهولة. وعندما تلتفت إلى الوراء من نافذة السيارة سترى جامع السليمية يودعك بالابتسامة التي قابلك بها... وتبتعد عن هذه المدينة بذكريات لطيفة ولحظات ممتعة لن تنساها طوال حياتك.
مقاله لاحد الرحاله
وتحياتي


التعليقات (3)
همسة أمل
همسة أمل
اخوي بو عبدالرحمن مواضيعك تزيد شوقي لزيارة تركيا ,, اشتقت لاحتضان طبيعتها ,, وانا قمت بزيارة مدينة ادرنة وشاهدت جامع السليمية عن قرب ,, فعلا يذهل ناظرية مما يحتوية من فن معماري ,, وقد استمر بنيان المسجد 5 سنوات متتالية من 1569 الى 1574,,
وفعلا لمست ان مسجد السليمية الرمز الحي لمدينة ادرنة،,

عندي صور لمدينة ادرنة لكن للاسف لا استطيع ارفاقها
مشكور اخوي ms915 على موضوعك الرائع ,,

البحــر
البحــر
حياك الله
مشرفتنا الرائعه
عندي صور لمدينة ادرنة لكن للاسف لا استطيع ارفاقها
لماذا ؟؟؟؟؟
وتحياتي

الباب العالي
الباب العالي
مشكور أخوى البحر على السرد الجميل لمدينةوجامع ادرنه السليميه ووعساك على القوه والموضوع مشوقوخفيف وجميل


خصم يصل إلى 25%