سوريا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
اللزاز
18-04-2022 - 06:13 pm
  1. الموقع الجغرافي :

  2. الموقع والمساحة

  3. التربة والنبات

  4. المناخ

  5. طرق المواصلات

  6. حالة المباني

  7. المباني العامة

  8. المياه

  9. · نشوء أرواد الأسطوري

  10. أقدمية السكن

  11. أصل التسمية

  12. أصل الأرواديين

  13. نشوء أرواد الأسطوري

  14. · الأحداث السياسية والعسكرية

  15. · استعراض تاريخي

  16. " نهيرو الذي يسمونه فرس البحر في عباب اليم " ز

  17. العصر الفارسي


الموقع الجغرافي :

الموقع والمساحة

تتميز أرواد بموقع فريد بين شواطىء القطر العربي السوري كونها الجزيرة الوحيدة الآهلة بالسكان وأكبر الكتل الصخرية أمام الساحل ( جزر الحبيس – المشار أبو علي – المخروط – النمل ) تقع على خط طول 35 شرق غرينتش وخط عرض 34 شمال خط الاستواء , تمتد بطول 740 م , تبلغ مساحتها حوالي 20 هكتار . بينما المساحة المأهولة 13.5 هكتار . وهي تشبه الكلية المحدبة من الغرب رأسها الضيق في الشمال على شكل مخروط غير منتظم أعلى ارتفاع فيها 14 م . والمنسوب العام ستة أمتار غالبية حوافها صخرية تعمل فيها عوامل الحت البحري . مما أكسبها ذلك منظر سياحي جميل , مرفأها مزدوج على الشاطئ الشمالي الشرقي , ويوجد في الشمال الغربي من الجزيرة صخرة جرداء تسمى بنت أرواد كانت فيما مضى متصلة بها وفصلت عنها بطريق الحت البحري أو الخسف يغمرها الماء أثناء ارتفاع الأمواج .

التربة والنبات

جزيرة أرواد فقيرة بالنبات كونها صخرة طافية صغيرة قليلة المساحة تؤثر فيها الرياح البحرية مكتظة بالبيوت السكنية معدومة التربة تقريباً شديدة الملوحة قليلة المياه العذبة التي لاتكفي حاجة السكان للشرب . لذلك فهي لاتعير أي اهتمام للزراعة بالرغم من وجود بعض الشجيرات المعدودة في عدد من المنازل البعيدة عن البحر وسط الجزيرة وبعض غراس الزينة التي تزرع في الأواني وهذا يدل دلالة واضحة على اٍمكان زراعة أجزاء محدودة في المستقبل كحدائق وفي ساحات الأبنية مما يضفي جمالاً للجزيرة .

المناخ

تتمتع جزيرة أرواد بمناخ الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط , فمناخها معتدل لطيف رطب بسبب البحر المحيط بها كونها تقع على خط عرض 34 شمالاً .
الأمطار فيها شتوية تنعدم في الصيف , تصل درجة الحرارة صيفاً في شهر آب 27)) درجة مئوية , بينماالحد الأدنى لأشهر الشتاء( 7) درجة مئوية وسطياً ولاتهبط الى الصفر اٍلا نادراً , والرطوبة فيها شديدة حوالي 60% وترتفع الى 80 – 85 % ينما لا تقل عن 35 % تقريباً , وتهب عليها رياح متنوعة أطلق عليها الأرواديون أسماء محلية وهي :
  • الشلوق : ريح جنوبي شرقي جاف .
  • الشرش : ريح شمالي غربي لطيف وهادىء .
  • نسيم البر والبحر : ريح معدل للبرودة والحرارة .
  • قبلي : ريح تهب من الجنوب .
  • تحتاني : ريح شمالي محلي .
  • براني : ريح بارد تهب في الشتاء .
  • اللبش : ريح جنوبي غربي موسمي يدوم حوالي 40 يوماً .
  • البوغاز : ريح جنوبي .
  • القبرصلي : ريح قوي من الغرب .

يزيد عدد متوسط أيام المطر في الجزيرة عن تسعين يوماً ومتوسط كمية هطول المطر حوالي 700 مم .

طرق المواصلات

تتصل جزيرة أرواد بالعالم عن طريق البحر وترتبط بمدينة طرطوس بخط ملاحي منتظم عبارة عن قوارب تصل ميناء الجزيرة بمرفأ طرطوس القديم والمرفأ الروماني ويبعد 5 كم , وقد أنشئ مؤخراً مرفأ صغير خاص بالمراكب يبعد 3 كم بعد أن كانت سقالة صغيرة أو في أكثر الأحيان كان ينقل الراكب الى الزورق بواسطة مقعد يحمله شخصان وتستغرق الرحلة بين 30 – 25 دقيقة بواسطة الزوارق العادية ويمكن اختصار المسافة باٍنشاء رصيف للزوارق الآلية والشراعية من المنطقة السياحية الساحلية جنوب طرطوس والتي تقع مقابل الجزيرة . أما في الجزيرة فيتم الانتقال على الأقدام وستبقى الوسيلة الوحيدة للمواصلات نظراً لصغر وضيق الممرات , اٍلا أن هذا لايمنع في المستقبل من استخدام دراجات سياحية لانتقال السائحين على الكورنيش عندما يتم تنفيذه في المستقبل حول الجزيرة . كما ويمكن اٍقامة مهبط صغير يخصص للطائرات / الهليوكوبتر / .

حالة المباني

تضم أرواد عدد لابأس به من المباني القديمة والخربة مبنية بالحجر الرملي والسقف القرميدي أو العقدي وتزيد نسبتها عن 25% - 20% ويسعى أهلها نظراً لارتفاع الكثافة السكانية لترميمها واٍعادة بناء ماتهدم باستخدام البيتون لسهولة العمل وعدم توفير القرميد واليد العاملة اٍلاّ أنه يمكن توسيع بعض الممرات والمساحات وذلك عن طريق وضع مخطط تنظيمي وتنفيذ وهدم واٍزالة المباني المعترضة تدريجياً حسب الإمكانيات .

المباني العامة

تحتوي أرواد عدد من المباني العامة وتتلخص في مبنى البلدية خفر السواحل – مدرستين – مسجد – مسجد ملحق بالقلعة المركزية مسجد صغير ( زاوية ) – محطة كهربائية – خزان مياه للشرب – مستوصف حديث – مبنى خاص بالهواتف .

المياه

بما أن الماء هو أصل الحياة وقصة الحضارة وقصة الصراع الطويل والتحدي القائم بين الانسان والطبيعة , ولما كانت أرواد خالية من الينابيع وتعتمد على جمع مياه الأمطار بالصهاريج المحفورة بالصخر وهي غير كافية لحاجة السكان فلقد أبدع الأرواديون في التغلب على هذه المشكلة وأظهروا براعة فائقة عندما اكتشفوا فوارات من المياه العذبة في قاع البحر على الطريق بين الجزيرة و اليابسة بعمق 10 – 7 م فاستخدموها وأخذوا ماءها بواسطة جرس من الرصاص ( مقلوب ) ينكس على النبع ويتصل بأنبوب نحاسي أو جلدي أو فخاري يصل الى سطح الماء أو الجزيرة حيث يصب في حوض مخصص لذلك . وهذا مايسمى بالقمع المقلوب وهي أقدم طريقة لاستخراج الماء من البحر كما أن العامة يحدثون بأن الماء العذب كان يأتي الجزيرة بواسطة أنابيب فخارية آثارها مبعثرة في البحر بين أرواد وعمريت كما أنهم يلجؤون الى جلب المياه من طرطوس وقد عمدت السلطات في الخمسينات عام 1952 الى حفر بئر ارتوازي لتأمين حاجة الشرب حتى عمق 25 م , وقد نال شهرة كبيرة وصدرت مياهه لكونها معدنية وقيل في فوائدها الكثير اٍلا أنها سرعان مانضبت . حفر بئر ثان وبني خزان مرتفع وحلت المشكلة مؤقتاً في توزيع المياه الى المنازل والآن استكملت الدراسات لجلب مياه الشرب الى طرطوس وأرواد من نهر السن ونفذ المشروع عام 1993 .
الفصل الثاني
الحياة البشرية
  • أقدمية السكن

· أصل التسمية
· أصل الأرواديين

· نشوء أرواد الأسطوري

أقدمية السكن

كانت الجزيرة مسكونة منذ زمن قديم لكن استمرارية هذا السكن لم يسمح باٍيجاد اٍثباتات عن هذا الماضي البعيد كونها صغيرة وأرضها صخرية وبدون طبقات مرصوفة وملحوظة فوق بعضها وصعوبة التنقيب فيها , بينما على اليابسة الاحتلال الانساني مثبت منذ العهد الحجري الحديث ( النيوليتيك ) ونرى الأدوات الحجرية في مواقع متعددة حيث نجد الكثير من التلال الأثرية الاصطناعية التي ولدت من تراكم السكان فوق بعضهم خلال آلاف السنين الطويلة . وأجريت في بعضها حفريات نظامية وقدمت أوان فخارية تدل على ازدهار هذه المنطقة بينما تركت مجموعات سكانية آثاراً حجرية ضخمة ترجع الى المنيروليتيك .

أصل التسمية

أرادوس – أرفاد – أرواد – أراد وتعني بالفينيقية الملجأ اٍلا أنه يوجد عدة أماكن في التاريخ تحمل هذه التسمية ففي كتاب Marciend Heraclee نرى أرادوس على ساحل فلسطين بين الكرمل ودوروس ونجد أرادوس أخرى على الساحل الافريقي كما يذكر الجغرافي رافيني والمؤلف Araditanus في وثائق المسيحية الأفريقية وأن بلليني يذكر أن أرادوس في جنوب كريت وأثناء وصفه الخليج العربي يقول ( وقبالة مدينة الجرهاء جزيرة تيلوس وهذه الجزيرة بعيدة بأميال عن الساحل وتشتهر باللؤلؤ وفي الجزيرة مدينة تحمل الاسم نفسه وعلى مقربة منها جزيرة أخرى باسم أرادوس ) .
ويذكر استرابون اسم جزيرة أرادوس في الخليج العربي ويقول اٍن : فيها معابد تشبه معابد الفينيقيين وكذلك بطليموس يذكرها بصفتها أرادوس – أراثوس وهي جزيرة عراد أو أراد على مايذهب اليه بعض الباحثين وعلى كل فاٍن أرادوس الساحل الفلسطيني تخص فينيقيا بينما البقية عبارة عن أماكن يتردد اليها الملاحون الفينيقيون بحكم عملهم البحري والتجاري واٍنشاء المستعمرات أما أرادوس الخليج العربي توضح وتبين أصل الأرواديين .

أصل الأرواديين

الأرواديون بلا شك فينيقيون وهنا يطرح السؤال من أين جاء الفينيقيون ؟ . يجيب على هذا السؤال أبو التاريخ هيردوث فيقول : اٍن حكماء الفرس يقولون اٍن الفينيقيين جاؤوا الى بحرنا من البحر المسمى بالأحمر وما اٍن حلّّوا في الأرض التي لايزال يستوطنون فيها اٍلا أنهم أخذوا يضربون في البحر الى مسافات بعيدة , هذا الى حين يصلهم الدكتور ف . حتّي بالبحر الميت . بينما استرابون عند حديثه عن الخليج العربي وبالتحديد عن الجرهائيين يقول :
وعندما يضربون في البحر جنوباً هناك جزر فيها تيروس وأرادوس فيها معابد تشبه معابد الفينيقيين ويقول سكان هذه الجزر اٍن صدقناهم أن جزرهم والمدن تحمل الأسماء التي أطلقها عليها الفينيقيون نفسها وهناك على خليج عمان ميناء صغير يدعى صور واسمه يشبه اسم الميناء الفينيقي ( صور ) على الساحل السوري . ويرجع استرابون الأرواديين والصوريين الى الخليج العربي أثناء شرحه ملحمة هوميروس ( الأوديسة ) أو من التعبير اللغوي بأن اللذين بنوا أروادهم من المهاجرين من صيدون وهذا مايبرر معناها ملجأ الهاربين .
وفي مؤلف Marciend Heraclee يذكر أرادوس الساحل الفلسطيني بين الكرمل ودوروس التي هي مؤسسة صور ويدعوها أرادوس الصيداني . ربما هناك خليط لدى استرابون أو مصدره بين أرادوس الكرمل وجزيرة أرادوس , غير أنّ هذا لايتعارض مع التفكير الذي يأتي بالأراواديين من الخليج العربي . والصيدانيون كانوا يدعون بأنهم الأرومة المشتركة لجميع الفينيقيين فهل في تشابه الاسمين مايدل على أصل الأرواديين , وهل أنّ التشابه بين اسم – أرادوس وبين أرواد على الساحل السوري دليل آخر . لكن التنقيبات التي جرت في مدنهم على الساحل السوري اللبناني قليلة لاتفي باٍصدار حكم قاطع على هذا الشعب واٍن شاع عند الباحثين أنهم جاؤوا من البحر الأحمر ولعل ذلك عن طريق (البحرين ) وأسسوا صيدا . وفي التوراة الاصحاح العاشر من التكوين نجد : < وكنعان ولد صيدون بكره .... والأروادي > أي صيدون أخ الأروادي فقط . وفي الاصحاح السابع والعشرين على لسان حزقيال النبي مخاطباً " أهل صيدون وأرواد ملاحيك ... بنوا أرواد مع جيشك على الأسوار من حولك هم تمموا جمالك " , وعلى لسان أرميا < خزيت حماة وأرفاد قد ذابوا لأنهم سمعوا خبراً رديئاً في البحر اضطراب لايستطيع الهدوء > .
خلال آلاف السنين عرفت المنطقة تحركات كثيرة لشعوب مختلفة ويرى رينان في أخلاف شام الشعوب البدائية للمنطقة أقارب للمصريين التي غمرتها فيما بعد غزوات الساميين بينما دوسو يرى أنه ليسى من المجدي التفتيش عن السكن البدائي للفينيقيين في الخليج العربي , فالفينيقيون يمثلون شعوباً سامية أتت من شبه الجزيرة العربية من الحركة المستمرة التي تدفع قبائل الجنوب نحو الشمال ولكن الاكتشافات عن تاريخ الانسان الحديثة تقول : أن سكان البحر المتوسط من النموذج ذوي الجمجمة المتساوية الطول والعرض الآتين من الشمال .
تقابل هؤولاء بسكان عرب ذوي جمجمة طولها أكبر من عرضها وذوي قامة طويلة في سورية الداخلية , بينما السيد دونان يتساءل عما اذا كان التقليد عادة موروثة يأتي بالفينيقيين من الخليج العربي لايعود بالحقيقة الى هجرة الآموريين في أواخر الألف الثالث وبداية الألف الثاني , استولوا على سورية وفينيقيا وفلسطين وبدلوا حضارتهم وقد وجد العالمان الفرنسيان فيرولور – ودوسو في الملاحم الفينيقية التي اكتشفت في أوغاريت أن الفينيقيين أنفسهم يذكرون بأن أجدادهم قد هاجروا من منطقة النقب الى الساحل السوري وهذا يؤيد الرأي القائل بأن الجزيرة العربية ليست اٍلا مهداً للساميين وأنّ منطقة النقب ماهي اٍلا امتداد شبه جزيرة العرب وقد كانت محطة من محطات انتقال القبائل البدوية من حياة البداوة الى الحياة الحضرية .

نشوء أرواد الأسطوري

على الساحل السوري حيث الأمواج تتلاطم على الصخور التي خلدت حضارات وأجيالاً لاتزال تنطق بعظمتها وفنها تشد المرء جزيرة تشم فيها أريج الماضي , تستحم في البحر تحت أشعة الشمس تداعبها أمواج البحر وتعانقها نسماته العليلة برذاذ أمواجها المتكسرة عازفة أجمل الأنغام ففي أمسياتها الرطيبة ولياليها المقمرة حيث ينعكس ضوء القمر على سطح البحر كحبيبات لؤلؤية يلوح في الأفق أنوار صيادي الأسماك فتزيد المنظر روعة وجمالاً ويحلو السهر وتسطع الشمس من جديد لتكشف بأشعتها تاريخ درة عريقة في القدم , وتغوص تحت الماء لتنير معالم حضارة نمت وازدهرت , وتعيد الى المخيلة تلك العصور السالفة التي تركت شاهداّ في صفحات التاريخ وتجليه بوضوح جزيرة أرواد وتحدثنا عن نشوئها أسطورتان :
أولاهما أن شاباً ركب البحر في طلب الرزق ومرت الأيام فلم يرجع فقلقت عليه خطيبته الحسناء وطفقت تسأل عنه في لهفة كل عائد ورائح حتى التقت برفيق له فأنبأها أنه ذهب ضحية جنيات البحر فقد أحطن ذات يوم بمركبه وأخذن يتجاذبنه حتى غرق ولكن الفتاة المسكينة لم تصدق وأخذت تبتهل للآلهة أن تعيد اليها حبيبها , ومضت الأيام وهي تندب حظها وتنشد أغاني الحنين وتنتظر الغائب الذي لايعود , وكان الصياد الشاب أسيراً لدى عرائس البحر الماجنات فسمعت ملكتهم بحزن الخطيبة المسكينة ولهفتها فرثت لحالها وبعثت لها مع طير الماء رسالة تقول لها أن غائبها سيعود اليها قريباً ثم طلبت الملكة الى اٍله البحر أن يصنع للخطيبين مكاناً يلجآن اليه في أمن من حادث الزمن , فصنع لهما الإله الرحيم جزيرة ليس في غير بلاد الأحلام منها ومن موقعها . وهكذا وجدت أرواد على مقربة من الشاطىء السوري الجميل .
أما الأسطورة الفينيقية تحدثنا بأن أرواد كانت ابنة شرعية لبعل اٍله البر وكان هنالك يم اٍله البحر والصراع قائم بين الإلهين , وأعجبت أرواد ب ( يم ) فهربت اليه وارتمت في أحضانه مؤثرة البقاء عنده ومازال أبوها يناديها اليه حتى النهاية ولن تجيب .

· الأحداث السياسية والعسكرية

اٍن الوثائق الدالة على مكانة أرواد السياسية والعسكرية قليلة , وتبقى نصوص المؤرخين المصدر الرئيسي , ويؤكد سيرج على أهمية المسكوكات في ذلك . ونظراً لما تتميز به أرواد من موقع واسطول قوي وغني كانت محط أنظار القوى التي تنازعت للسيطرة على الحوض الشرقي للبحر المتوسط فترى كلاً من الآشوريين والفرس والمصريين والإغريق السلوقيين والبطالسة بومبي أو القيصر انطونيوس أو أوكتافيوس بيزنطة والإسلام ثم العثمانيين وأخيراً فرنسا عام 1915 م يريدون أن يدفعوا بالأرواديين الى المساهمة بحروبهم والانضمام الى جانبهم , اٍلا أن أرواد استفادت من وضعها واستغلت موقعها الذي أعطاها نوعاً من الاستقلالية اٍزاء القوى المسيطرة على اليابسة .

· استعراض تاريخي

كانت في البداية خاضعة لصور وربما دعيت ب ( قصر صور الملكي ) أو مدينة صور الملكية , اٍلاّ أنها استقلت عنها وأخذت تنمو وتزدهر وتمتد وتؤسس مستعمرات وتنشىء مدناً على الشاطىء لضرورات معاشية ودينية ودفاعية عرفت ببنات أرواد مثل مارتوس ( عمريت – بالانية بانياس – غابالا ( جبلة ) بالتوس عرب الملك كارنة ( القرنين ) اٍيندرا ( تل الغمقة ) لم يبقى منها شيء اٍلا أطلال شاهدة بحاجة الى تنقيبات أثرية علمية لكشفها , كما توغلوا في الداخل وكانت تاباسك وبنزربيس تفخران بأصلها الفينيقي على أنهما لم تكونا في الحقيقة اٍلا مستودعين أرواديين . وكان حصن سليمان محرابها المقدس كما أن سيجون ( صهيون ) ومريامين كانت مؤسستين أرواديتين لقوافل أرواد التجارية قبل أن تكونا دعامتين للبيزنطيين والصليبيين , وقد امتد نفوذ التجار الأروداديين بواسطة هاتين المؤسستين الى سواحل نهر العاصي وحتى الفرات وقد أسهموا نسبياً في تأسيس مدينة قرطاجنة على الساحل الافريقي مسطرين بذلك حياة كلها همة ونشاط في نشر الحضارة ونقل البضائع وأشهر هذه العينات كما يقول ديون كيزوستروم ( أنترادوس ) أي القائمة تجاه أرادوس التي هي حالياً طرطوس والتي كشفت كل هذه المدن . هذا وقد زعم ( رينان ) أن مملكة أرواد لم تشمل اٍلا بعض المدن الساحلية وبعض الثغور علماً بأن سلطانها امتد الى الداخل وخضعت لها حماه في السابق حتى أخذوا يترددون الى الموانئ المصرية كما ورد في نقوش تل العمارنة , وذكرت أيضاً في حوليات ملوك آشور وفي جميع التواريخ الخاصة بالفينيقيين .
تبعت الدولة الأكادية عندما قام سرجون الأول 2300 – 2350 م ق . م مؤسس الدولة الأكادية موحداً البلاد ثم خضعت الى فرعون مصر تحوتمس الثالث في القرن الخامس عشر ق . م عندما قام بحملته الخامسة وأحكم فيها قبضته على الساحل الفينيقي وجاء في بيانه الحربي الذي أعلن فيه سقوط الجزيرة مايلي ( انظر أن جلالته قهر مدينة أرواد مافيها من قمح وقطع أشجارها الجميلة .... ) ويذكر بعد ذلك الجزية التي احتوت على الصبية والخيل والمواشي وصحون الفضة التي احتوت على البخور والزيت والعسل والخمر الى أن يقول : اٍن جيش جلالته كان يسكر ويمسح بالزيت كل يوم كما لو كان في عيد في مصر ) .
قام الحثيون في آسيا الصغرى وأخذوا بالتوسيع نحو الجنوب لذا نرى أرواد مراعية لمصالحها , فأيدت الحثيين وحاربت تحت لوائهم ضد المصريين في معركة قادش عام 1293 ق . م ( تل النبي مند حالياً ) وكان يقود الجانب المصري رمسيس الثاني بينما الجانب الحثي مواتللي وقد توجت هذه المعركة بمعاهدة دامت المفاوضات من أجلها مدة طويلة الى أن تمت عام عام 1281 ق . م وألحقت أرواد بموجب هذه المعاهدة بسورية الشمالية تتبع لسيطرة الحثيين اٍلا أن هذا العهد لم يدوم طويلاً ففي سنة 1180 ق . م أغارت شعوب البحر وخربت ودمرت أوغاريت وكثيراً من المدن الفينيقية الأخرى وكانت أرواد أوفر حظاً من غيرها وأصبحت من أبرز المدن على الساحل وشكلت حلفاً ضم بناتها ( كارنة – أنيدرا – بالانيا ) .
اشتهر الفينيقيون في التاريخ كشعب بحري مؤسس لحضارة راقية , ينقلون الحركة والنشاط أينما حلوا ومنحوا الانسانية أول أبجدية ( أبجدية أوغاريت – بيبلوس ) ولم يؤسسوا ممالكهم على الجماجم وأسنة الحراب وأعمال القرصنة فاتجهوا الى محالفة الآشوريين الذين اشتدت وطأتهم على الساحل فتارة يكسبون ودهم بالهدايا والمودة وتارة يكرهون قسراً على الخضوع لشدة ملوكهم , فلما قام الملك تيجلات بلازر الأول ( 1074 – 1112 ) ق . م موسعاً حدود امبراطوريته وصل البحر المتوسط وقبل أن يبدأ هجومه على الجزيرة أعلن ملكها الخضوع له , ووجه له دعوة للقيام بنزهة بحرية فقبلها وجبى الجزية من أرواد وجبيل وصيدا وقد جاء في بيانه الحربي :
" أرواد استلمت , عبرت بسفن أرواد "" من أرواد القائمة عند شاطىء البحر الى "" حيث سيميرا في بلاد عمورو . قتلت "

" نهيرو الذي يسمونه فرس البحر في عباب اليم " ز

كذلك يفتخر آشور ناصر بعل الثاني ( 859 – 883 ) ق . م عام 876 م الذي كانت جيوشه تلقي العرب أينما حلت وتترك وراءها الدمار وأنقاض المدن , يفتخر بأن ملك أرواد قبل قدميه وقدم له جزية من الذهب والفضة والرصاص والبرونز والعاج والدلافين , غير أن هذه اٍهانة لم تقض على معنوياتهم لذلك لانرى الأرواديين يتحدون مع ملك حماه ودمشق الآراميين عام ( 854 ) ق . م ضد جيش سلمان نصر الثالث ( 824 – 858 ) وتقدم 200 جندي من الأرواديين يقودهم ماتينوبعل وتتجمع الجيوش في مكان يدعى ( قرقر ) ولم يحرز الجيش الآشوري أي انتصار رغم ماذكره سلمان نصر في كتاباته عن المعركة اٍلا أنه تمكن فيما بعد من أخذ الهدايا وفرض الضرائب على أرواد وصيدا وجبيل وصور وفي أيام تجلات بيلازر الثالث 727 – 745 ق . م كانت أرواد في وضع خاص تدين بالولاء وتحتفظ باستقلال جزئي وتدفع الجزية ويحكمها ملكها ( متان – بعلي ) وفي عام 722 – 727 ق . م استعان سلمان نصر الخامس بأسطول أرواد اٍلا أنه تحطم أمام صور . وفي فترة حكم سنحريب 681 – 705 ق . م وعندما قام بحملته الثالثة وفرض الجزية على المدن الفينيقية نعمت هذه المدن بهدوء نسبي وحكمها ملوك تابعين للملك الآشوري وكان منهم ( عبدي – بعلي ) ملك أرواد . كذلك استمرت أرواد أيام الامبراطور أسر حدون ( 668 – 681 ) ق . م في دفع الجزية وكان ملكها ( متان بعل ) وتحتفظ باستقلال ذاتي مع بعض دويلات المدن المتفرقة مثل جبيل وجزيرة وصور .
وعندما قام " آشور – باني – بعل " 626 – 668 موسعاً حدوده وأخضع تمرد مملكة صور , اشتدت وطأته على أرواد التي كانت في الوقت ذاته تعرقل التجارة الآشورية , لذلك كان لابد ( لياكين لو ) ملك أرواد من الخضوع سنة 650 ق . م وتقديم الجزية , وتذكر النقوش اخضاع جزيرة أرواد ( ياكين لو ملك أرواد الذي يسكن وسط البحر , أبى الخضوع للملوك آبائي فوضعت النير في عنق ابنته جاء بها الى نينوى ومعها بائنة ضخمة لكي تخدمنى كاٍحدى محظياتي وقبل قدمي ) .
ويذكر نقش آخر ( فرضت عليه جزية سنوية ذهباً , وصوفاً أحمر عميقاً وصوفاً أسود وسمكاً وطيراً ) . وبعد وفاة ياكينلو ملك أرواد يذهب أبناؤه ومعهم هدايا ثمينة ليقدموا ولائهم الى ( آشور – باني - بعل ) الذي اختار ( عازي – بعل ) خلفاً لأبيه على العرش ومنح الأبناء الآخرين هبات وهدايا . وربما هذا يدل على أن الملك الآشوري يقوم في تعيين من يخلف الملك المتوفي من أبنائه أو أن هذا الملك لم يسمَّ خليفة فآثر أبناؤه الاعتماد على نصيحة آشور باني بعل , بعد ذلك سقطت الامبراطورية الآشورية ووضعت أرواد تحت نفوذ المصريين لمدة قصيرة وما أن أطل عام 604 ق . م حتى دخلت تحت نفوذ ( نبو – كوردى – نصر ( نبو خذ نصر ) الكلداني .

العصر الفارسي

أخذ الفرس يؤسسون امبراطورية واسعة النطاق مترامية الأطراف ودك كورش أسوار بابل وأصبحت أرواد في عام 539 ق . م من الامبراطورية الفارسية الولاية الخامسة التي سميت مرزبانة وأصبح الأسطول الفينيقي عماد البحرية الفارسية ونمت أثناءها أرواد وازدهرت وضربت نقوداً فضية باسمها وسمح لها بممارسة الحكم الذاتي ويروي أريان أن أرواد كانت مملكة تابعة للفرس كذك ( شاريتون ) أن ملك الفرس كان يمتلك قصراً فخماً على الجزيرة كما هي الحال في جميع مدن امبراطوريته . شارك الأسطول الأروادي بقيادة مربعل ابن أجيال مع أساطيل صيدا وصور الى جانب الفرس في حملة كزركس ضد الملك اليوناني تيموستكيل عام / 480 / ق . م في المعركة البحرية سلامينى .
وأكدت رواية ديودروس عن أحداث سنة 350 – 351 أن الفينيقيين نظموا حملة ضد ( أرتجشتا الثالث – أوخس ) تضم المدن الفينيقية التي كانت تعقد مجلسها العسكري في طرابلس ( المدن الثالث ) لتتخذ القرارات الهامة وكما ورد في كتاب ( اسقيلاكس )


التعليقات (5)
الباسل200
الباسل200
الله يعطيك العافية أخي اللزاز....
بس أخوي ما ترى انهم غير مهتمين بها......
تحياتي ....

ابوالشهيدين
ابوالشهيدين
الغالي اللزاز حفظه الله
الف شكر لك علي المعلومات الطيبه

السائح الهروي
السائح الهروي
الأخ الحبيب اللزاز حفظه الله
روعة يا أخي الكريم و ما شاء الله عليك
و أنا بصراحة بودي أن أخوض ثلاث تجارب في الساحل السوري و لكن العين بصيرة و الإجازات قصيرة
الأولى : أن أزور هذه الجزيرة الجميلة
الثانية : أن أزور قبرص عبر البحر منطلقا من سوريا و بالتحديد من طرطوس أو اللاذقية
الثالثة : أن أزور الاسكندرية منطلقا من سوريا و بالتحديد من طرطوس أو اللاذقية
هذا مع العلم بأني لا أحب ركوب البحر و لكني أرغب بخوض هذه التجارب أو على الأقل أحدها
و الله المعين

ابو عزيز 2
ابو عزيز 2
اللزاز كفيت ووفيت عيني
واليكم هذه الصور عن ارواد

وهذه القلعة وهي متحف الان

اللزاز
اللزاز
الغالى الباسل 200
حياك الله ........... وفعلا كلامك صحيح الاخوان فى سوريا لم يهتموا فى هذه الجزيره ........ ولو حصل العكس
لرايت الجزيره بشكل اخر
الحبيب السائح الهروى
مشكور على كلماتك الجميله ........... وان شاء الله نكون سوى فى خوض تجربتك بزياره هذه الاماكن
بس بدون ذهاب بالمركب ( لان اخوك ما يتحمل دوار البحر فى دقيقتين اروح فيها )
الغالى ابو عزيز2
حياك الله ومشكور على اضافتك الصور الجميله للجزيره
وبس ناقص هديتك وينهى ما شفتها
وحياكم


خصم يصل إلى 25%