الدول العربية المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
وائل الدغفق
09-12-2022 - 11:05 pm


التعليقات (9)
وائل الدغفق
وائل الدغفق
  1. الطيران الى دوشانبه عاصمة طاجكستان

  2. طائرة الانتينوف وهي تحمل العتاد ومرورنا حولها بكل سهولة .

  3. مطار دوشانبه الحربي والمدني

  4. خروجنا من المطار الى وسط العاصمة

  5. وصف العاصمة دوشانبة Dushanbe

  6. ايجار شقة والتسوق في أول يوم

  7. الغذاء في أشهر مطعم بدوشانبه


الطيران الى دوشانبه عاصمة طاجكستان

وأما الطيران فقد كانت لنا قصة معه، فلا يوجد في مكاتب الطيران ما يوحي معرفتهم بالعاصمة دوشانبة وكان البحث عن الطيران مضنياً وبعد جهد توصلنا إلى الطيران التركي وهو الوحيد الذي يخدم السفر إلى تلك الدولة ولكن بمبالغ عالية جداً تصل إلى ستة آلاف ريال ولكن بتوفيق الله وعبر الأخ أحمد الابراهيم تم أخذ رابط عن طريق النت للطيران الطاجيكي ولكن عبر دبي ، وكنت المسؤل بالرحلة عن تجهيز التذاكر وفوجئت بأن الموقع لا يعمل ، وبالبحث المضني وجدت بعد تعب جوال لمكتب راس الخيمة للسفر والسياحة وهو مكتب يختص بالرحلات السفاري داخل الإمارات ومنه وجدت الأخ سهيل أغا وهو المسئول عن رحلات خطوط الطاجيك بدبي ومنه تم ولله الحمد الحجز وإصدار التذاكر بمبلغ 2200 ريال للتذكرة من دبي وبعدها كانت الأمور كلها طيبة إلى أن حان وقت السفر يوم 22/7/2009 وكان تجمعنا في مطار الشارقة حيث أن أهل تمير أقلعوا من الرياض إلى دبي ونحن أهل الشرقية أقلعنا من البحرين إلى الشارقة والتقينا هناك ، وبطائرة الأربعاء التي أقلعت من مطار الشارقة الساعة الواحدة ليلا عبر الطيران الطاجيكي بطائرة 737 قديمة ولمسافة ثلاث ساعات ونصف الساعة إلى مطار العاصمة دوشانبة .
ولمسافة غير طويلة وصلنا بحمد الله الى العاصمة والتي رأيناها وقبلها من أراضي الطاجيك والتي يغلب عليها الجبال والوديان الكثيرة ومناطق زراعية قليلة بفعل تكوين الارض الوعر فكما ذكرنا أن 90% من أراضي طاجكستان جبلية .
وهنا وفي الطائرة وجدنا أنه من المناسب التقاط بعض الصور للمنطقة ولكن لعلنا نسينا أننا في بلد لم يصحو من الشيوعية وما ألقته عليه من تركة سياسية كئيبة من كبح للحريات والمنع لكل ما هو مباح ، فمجرد التقاطنا الصور فزع ألينا مضيف الطائرة بقوله ممنوع التصوير !!
عجبا لم نقاطعه فكوننا في بلد كهذا وبقايا الحكم العسكري فيه لم نرد أن نثير الأمر وأغلقنا الكاميرات مع الاحتفاظ بما استطعنا التصوير قبل المنع .
صورة أثناء مرورنا على جبال اللاي شمال العاصمة دوشانبة والتي تغطيها الثلوج طوال العام صورتين لأحد المناطق السهلة والتي استغلت للزراعة [ صور تمثل العاصمة بشوارعها الكبيرة ذات التصميم الروسي وبمبانيها الحكومية الفارهة . وها نحن ننزل الى مدرج المطار ومن خلال النوافذ رأينا مدى الحالة المزرية للبنى والمدرجات وكميات من الطائرات الحربية المهملة والجيدة بين هلكوبترات وطائرات حمل ونقل وطائرات مدنية ومن أكبر مارأينا طائرة الانتينوف الروسية وهي فاتحة خلفيتها وحولها صواريخ الله أعلم بها وبطريقة من الاهمال أو أنهم واثقين من السيطرة الكاملة على المطار فوجود مثل هذه الترسانة ونحن نرلااها بكل سهولة لاتدل من وجهة نظري الا من ناحيتين إما أن تكون الدولة غير ابهة بما تعمل وهي مسيطرة تماما على كل الامور ، وإما أن تكون الامور خارجة عن ادارة للمنطقة والامور تسير بالبركة وهذا ما أرجحه .

طائرة الانتينوف وهي تحمل العتاد ومرورنا حولها بكل سهولة .

مطار دوشانبه الحربي والمدني

وماهي الا دقائق الا وتوقفت الطائرة في المدرجات ومما رأينا شاحنة من الطراز الروسي القديم وهي تقترب من باب الشحن لطائرتنا في بداية لأستلام الحقائب بطريقة عفوية وبكل لامبالاة فالحقائب ترمى في الصندوق بشكل أكوام وثم تنطلق الى الصالة ، ومن الطائرة كان نزولنا الى الحافلة ومنها الى ممرات من الشينكو تمنع الرؤية لمناطق المطار والتي كشفناها من الطائرة !!
وثم الوصول الى مبنى من الشينكو وله بوابة من الالمنيوم وأنزلونا ولكن ليس للدخول فقد منعنا من الدخول حيث يتواجد بالصالة مسافرون وصلوا قبلنا والصالة لاتقبل حسب قوانينهم الا كل طائرة لوحدها !!
وبانتظار اشارة الدخول من قبل العساكر ذو القبعات الكبيرة الحجم ذات الطراز الروسي وبقمصانهم الزرقاء ظللنا لمدة ساعة تقريبا في الهواء الطلق وفي حول المدخل .
صورة استطعت التقاطها بكاميرا الجوال خوفا من المنع الذي لازمنا من الطائرة وحتى رجوعنا . وبعد انتظار ودخول جميع المسافرين قبلنا سمح لنا بالدخول وبطريقة عشوائية وعدم التزام بالنظام وهو الظاهرة الواضحة هنا وإجراءات عقيمة ، ومما كان لابد من وجودة ورقة الجمارك أو ورقة الدخول وهي لابد من وجودها حين الدخول ويسأل عنها وقت الخروج وهذا ماعرفناه لاحقاً وأهميتها حينما خرجنا راجعين ، ولكن لعدم وجودها فقد ابتكر الشرطي الختم على بطاقة صعود الطائرة الصغيرة التي ولله الحمد احتفظنا بها وقد سمعت من العسكري أو فهمت من إشارته أن هذه البطاقة بالختم الموجود عليها مهمة جدا، وهذا ما بلغته للإخوة ولله الحمد أنهم لم يرموها والا كانت أمورنا حيص بيص.
كانت لنا في صالة الخروج فرصة للتحدث مع أحد الطاجيكيين الذين درسوا في جامعة أم القرى وقد اظهر لنا تصورا جميلا عن البلد وكيفية العمل وتدبر الامور بالاضافة لأرشادة لكثير من الاماكن التي كانت لنا وجهة بعد خروجنا من المطار فجزاه الله خير.

خروجنا من المطار الى وسط العاصمة

خرجنا من المطار وكانت جموع غفيرة من المستقبلين لإخوانهم القادمين من دبي وبمرورنا بينهم كان الشيخ سعيد أكبر بلباسه الابيض البنجابي وطاقيته الطاجيكية التي يعتمرها مميزا بين المستقبلين وبوجهه السمح جزاه الله خيراً استقبلنا وكان يحمل بنفسه الحقائب رغم كبر سنة ولكننا منعناه بما اوتينا من قوة فبأسه كبير الله يعطيه العافية ويبارك فيه.
مبنى قاعة المغادرة بمطار دوشانية وهو مبنى حديث على خلاف مينى القدوم المتهالك كانت سيارته الفورنر الجيب متسعا لنا ومنها ركبنا الى وسط العاصمة كل مامررنا بمبنى ارشدنا بلغته الفارسية وبعض العربية الركيكة ماهي عليه فقد كان طيبا ومؤنسا لنا في تجوالنا كله .
كان الوقت صبحا ومرورنا عبر شوارع فسيحة وكبيرة وحولها المباني الضخمة وهي كما عرفنا لها الشيخ سعيد بمباني حكومية ، منها وزارات ومنها مباني الحكم وفنادق أعتقد أنها من الحقبة الشيوعية فطرازها قديم ودلالتها كمباني الدول الشيوعية التي أعرفها .
مبنى قصر الحكم ولكن ما لفت انتباهي هو عدم وجود زحام وقلة المشاه ولكن يكفي أن نعرف أن السيارات هنا غالية جدا والوقود كل لتر يعادل دولار واحد تقريبا وحالة البلد ضعيفة والمواطنين يكدحون من أجل لقمة العيش فلذا كانت هذه النظرة قلة وجود السيارات .

وصف العاصمة دوشانبة Dushanbe

تقع العاصمة في وادي حصار وتعني كلمة دوشانبة يوم الاثنين من أيام الاسبوع ، وللعاصمة قبل الثورة البلشفية الروسية وأحتلال المنطقة كانت العاصمة وقبل أن تكون عاصمة مكونة من ثلاث أجزاء وتسمى المواقع الثلاث ( قشلك - kishlaks) وقد يعني بالقشلك مستعمرة أو ناحية ، فالقشلك الاول (سراي اسّيجا- Sary Assija) والثانية (شاه منصور- Shahmansur) والثالثة (سوق دوشانبة –يعني سوق الاثنين- bazarDushanbe).
وقبل العاصمة وإنشائها كان يوجد قرية (شيشي خان) ويعود أهتمام الروس بها كونها المقر الصيفي لأخر أمراء بخارى وهو (سعيد علي موهان) وقد فرّ من بخارى واستقر هنا حتى عام 1920م وفي 14 /7/1922م حين هجمت جيوش البلاشفة الروس سقطت المنطقة واضطر الأمير على مغادرة المنطقة للخارج.
وخلال سبعون عاما من عام 1929م وحتى عام 1970م أزدهرت المنطقة لتنتقل من أربع بيوت خشبية وبعض عربات النقل بالخيول وقرية بها 282 نسمة وهي مايطلق عليها ( قشلك - kishlaks) الى أن كانت في أوج أزدهارها وكونها عاصمة طاجكستان الاشتراكية بعدد سكان تجاوز 600.000 نسمة وثم الان أصبحت بعد عام 1991م عاصمة طاجكستان المستقلة.
البلد عموما ليس بمصاف الدول المتحضرة والمتمدنة فهي لازال عليها قطع اشواطا من اللحاق بالتطور وأشواطا مضاعفة بالنسبة لقوانين البلد وخاصة العسكري منها ، فالرشوة قائمة والتفتيش مورد لها ، وهذا مارأيناه في كل زاوية سواء لعسكري المرور أو لشرطي الامن ووقوف السيارات شيء اعتيادي هنا وهي فرصة للعساكر في حلب جيوب من يجدونه فقد رخصته أو نسي ختم تصديق ورقة من أوراقه ولكن بمجرد وضع عشرة أو خمسة سوموني وهي عملة البلد والسوموني يعادل ريال الا قليلا ، فهي تكفي بتجاوز كل المخالفات ولكن لكل مخالفة قدرها حسب سعر الصرف العالمي.
ولعل جمال الطرق بنا تزينت به من أشجار على طرفي الطرق وبعناية في كل الطرق الرئيسية قد أعطت الطرق رونقاً وبوجود شرطة المرور وبكثافة ومنع التوقف في تلك الشوارع زادها هيبة وترتيباً ولكن......
من خلف الشوارع الرئيسية ومباني الشقق وقد مدد لها انابيب التدفئة بالماء الحار وبمجرد خروجنا من الشوارع الرئيسية ودخولنا خلف تلك الطرق باتجاه المباني السكنية... فقد تغيرت الصورة الى العكس فتبدل الجمال تشويهاً والنظافة والترتيب الى عكسه فالساحات الداخلية غير معبدة والمباني في حالة يرثى لها وقد تشابكت حولها انابيب التدفئة المركزية لجميع الشقق في كل العاصمة وفي مناطق أخرى فلعل هذه من الأمور التي كانت ايام الحكم الشيوعي فتوصيل جميع المباني السكنية بالماء الحار لتدفئة الغرف هو من الأمور المنتشرة حيث تقل درجة الحرارة في الشتاء عن الصفر بمراحل ، ولعل القانون الشرقي الذي نحن مشاركون معهم فيه لايتغير حتى هنا وأقصد بالقانون وهو تجميل الطرق العامة وترتيبها في حال زيارة مفاجئة لمسؤل أو زيارة من ضيوف خارج البلد ولكن للمواطنين فالله لهم ولامولى لهم غيره....

ايجار شقة والتسوق في أول يوم

حين وصلنا الى الشقق وتم اختيارنا شقة تحتوينا بمبلغ 50 دولار لليوم حيث تتراوح الأسعار هنا مابين 20 إلى مائة دولار لليوم حسب حالة الشقة ووجود التكييف بها من غيرها .
كان وصولنا بعد يومين من الإجهاد والتعب بين المطارات وقد استغرقنا بالنوم الى العصر وثم استيقضنا لأداء صلاتي الظهر والعصر جمع تأخير كان بعدها خروجي أنا والاخ أحمد للتسوق وشراء ما نطبخ به غدائنا حيث سوق الخضار والحبوب قريب منا فانطلقنا مشيا لنرى ما يملآ أعيننا من فضول حول سوقهم وحياتهم .
وصلنا سوق الخضار وهذا السوق أسمه (بركات مزار) وهوواحد من أسواق متناثرة في العاصمة ويسمى باللغة الطاجيكية ( Market Silonyسيلوني بازار) وهو مغطى السقف وله أبواب من الأربع جهات ويحيطه الدكاكين التي تبيع المؤن الغذائية المتنوعة وأما وسط السوق فقد خصص للخضار والحبوب التي يأتى بها من المزارع القريبة وفتحت شهيتنا لرؤية الخضروات الطازجة رغم أسعارها المرتفعة جدا فهي أعلى ما هي عليه في بلادنا رغم أنهم ليس في بحبوحة من العيش وكان الله في عون الضعفاء منهم .
الحبحب والشمام في وسط السوق الحبوب لها مكان خاص وهي الرز بانواعه الكثيرة والقمح وهنا الخبز البلدي له ركن أيضا في سوق الخضار تبضعنا ما يهمنا لأعداد الغذاء فطماطم وخيار وفلفل وبعض البهارات التي يقل وجودها هنا وبعض البصل رغم رداءة جودته وثم عرجنا الى بعض الدكاكين لشراء الحليب والخبز ومستلزمات الإفطار وبالرجوع كان منظر الحبحب (الركي) شهي في هذا الجو الحار فحجمه الكبير وإطراء البائعين له حملنا على شراءه ولكن هنا لابد من إيقاف أحدى سيارات الأجرة فالمؤن كثيرة والمشي متعب وبخمسة سوموني كانت أجرة الوصول للشقة التي لم تكن بعيدة أصلا .

الغذاء في أشهر مطعم بدوشانبه

وصلنا الشقة وافرغنا ما تم شراؤه ولوجود عزبتنا الذي أحضرها أخونا أحمد وهي قدر الضغط وخلافه كانت لنا جولات في فن الطبخ بمطبخ الشقة وخارجها بالرحلات الخلوية، ولكن كوننا اليوم متعبين أرجأنا الأمر للغد ورأينا أنه من المناسب اللجوء الى احد المطاعم القريبة والمشهورة في دوشانبه وهي (جايخانة راحتي-Chay khona Rokhat) وهي ذات تصميم فريد بأعمدتها العالية وانفتاحها بالهواء الطلق على الشارع وما احتوته من قاعات تستخدم وقت الشتاء وقاعات وقت الصيف وهي التي تناولنا غدائنا فيه .
المطعم الاشهر في دوشانبه (جايخانه راحتي -Chay khona Rokhat)) ونظرا للائحة الطعام فقد رأينا الكثير من أنواع الطعام –طبعا لم نفهم شيئا منها- وهو مارأيناه في الطاولات وقت تقديمه للزبائن ويقدم الطعام في طاسة من الصيني لكل وجبة وقد تشكل مابداخلها وأحترنا في النوع المفضل لنا من غيره.
الواجهة الخلفية لجايخانه راحتي ولحين وصول العاملات الاتي يخدمن بالمطعم وقد لبسن الزي الطاجيكي الرسمي والمحتشم كما نراه في الشارع ولكن في شكل موحد لجميع عاملات الخدمة في المطعم ، وقد لبسن الطواقي فوق رأسهن .
ومن ما رأينا كثرة رواد المطعم من الطاجيك أنفسهم ولم يوجد أي غريب سوانا وأمتلأت القاعة العلوية بالرواد وهي دلالة لنا بنظافة المكان وقبول اهل البلد لطعامه مما زاد فينا الحماس لطلب مايقدمون ولو لم نعرف ماهيته.
الطابق العلوي للمطعم صالة الاكل الشتوية المغلقة والمزخرفة بالخشب الملون كانت المشكلة في عدم وصول المترجم فهو في الطريق من قرقيزستان حيث أنه متزوج من هناك واتى خصيصا لنا حيث معرفته بأحدنا وثقتنا فيه من سواه.
وفي المطعم حيث لائحة الطعام بالطاجيكي ذو الأحرف الروسية وهو مالا نستطيع فهمه ، ولكن سرعان ما أتي لنا بلائحة بالأحرف الانكليزية ولكن تكررت المشكلة في أن المكتوب بالأحرف الانكليزية وبمعاني طاجيكية وعلى قولة المثل (كأنك يا زيد ما غزيت) وتركنا اللائحة واعتمدنا على الحظ وبطريقة الإشارات كانت لنا سفرة من المقبلات والشوربة المنوعة وبوادي من مرقة بكرات اللحم وخيوط المكرونة وما أشبه طريقتهم بالطريقة الصينية ماعدا أنهم يأكلون بالملاعق بدل أعواد الخشب الصينية .

وائل الدغفق
وائل الدغفق
  1. الاخ عمر سليمان المترجم بعد لقاؤنا معه في الشارع

  2. الصلاة في أكبر مسجد بالعاصمة

  3. جولة في مدينة دوشانبة وأداء صلاة الجمعة

  4. النصب التذكاري لأسماعيل سوموني المؤسس لطاجكستان قبل الف عام

  5. المسير باتجاه مسجد الجمعة

  6. صورة لأحد شوارع العاصمة

  7. التجربة الاولى مع نظام الدولة

  8. مدخل أحد الاسواق العامة وهو سوق شاه اسماعيل جولة في أسواق العاصمة


ولله الحمد كانت وجبة مشبعة وبسعر زهيد لايتعدى المائة ريال سعودي لجميعنا الخمسة أشخاص .
وحمدنا الله على النعمة وأخذنا جوله في المطعم فرأيت كم هو كبير بأجنحته وقاعاته الصيفية والشتوية وهو من الارث الشيوعي حيث الاهتمام بالشكل والحجم من المظاهر المعروفة في بنائهم.
خرجنا بعد أخذ الصور ووصلنا الشارع الفسيح (شارع رودكي) الرئيسي بالعاصمة والذي به قصر الحكم والمباني الحكومية الرئيسية وخلفه مباشرة شقتنا مشيا على الاقدام ، كان الوقت عضرا وبدأ الجو بالاعتدال وللتعرف على ما حولنا من معالم أتجهنا جنوباً نحو اتساع الطريق وما أن قطعنا مسافة قليلة إلا وصياح من خلفنا ونلتفت فإذا بنا نجد أخونا عمر المترجم قد وصل ومعالم التعب بادية عليه فقد استغرق في قطع الطريق بالسيارة من بشكيك عاصمة قرقيزيا الى دوشانبة يومين من السير المضني في طرق معبدة وغير معبدة وخاصة أن زوجته وعياله كانوا معه ، سلمنا عليه وسط الشارع وبوجهه الباسم وكأنه لم يلاقي أي تعب بدأ بالترحيب وسؤال عن أحوالنا ، ماشاء الله عليه ذاك الوجه الطيب اسعدنا برؤيته وتفائلنا خيرا بوجهه السمح ولكي نبدأ من الغد مشاورينا واعدناه بعد أن يرتاح وياتينا صباح الغد .

الاخ عمر سليمان المترجم بعد لقاؤنا معه في الشارع

الصلاة في أكبر مسجد بالعاصمة

أكملنا المسيربعد وداعنا الاخ عمر وأتجهنا لصلاة المغرب في أقرب مسجد ونحن لانعرف المنطقة ولكن لعلنا نرى أحد المساجد فالاذان هنا غير مصرح به ولمعرفة المساجد لابد من النظر،واصلنا عبر الطريق الفسيح وإذا بنا نلمح أحد المآذن الشامخة وهي دليلنا لأحد أكبر مساجد دوشانبه وهو مسجد حجي يعقوب والمدرسة الملحقة به ، وبجانبه أقيمت جامعة الامام ابو حنيفة ، دخلنا المسجد الكبير بساحته الفسيحة وثم صعدنا الدرج العالي للباحة الداخلية لنرى المسجد من الداخل وقد غلب عليه البساطة فلايوجد تكلف بالزخرفة ولكن بعض النجفات الكبيرة التي تنير المسجد وأعمدة شامخة تحمل قبة ضخمة متوسطة المسجد ، صلينا المغرب وكان من مشاهداتنا واستغرابنا كثرة رواد المسجد من الشباب بين الخامسة عشر والعشرين وهذه من مبشرت الخير في الصحوة الطيبة اسأل الله لهم الثبات والحفظ من كل العداة.
المسجد الجامع الكبير(مسجد حجي يعقوب) وبعد الصلاة أكملنا مشوار المشي لنتعرف على شيء آخر وهو كثرة المشاة من أهل العاصمة ليلا ، ولعل لحرارة الجو نهارا هو ما يمنعهم من المسير ، أما المساء فقد اكتظت ممرات المشاة منهم.
ورجعنا مرورا بأحدى محلات البقالة واشترينا حليبا وجبن وبعض الخبز لأفطار الصباح ، والمطاعم في الشارع قليلة جدا ولكنها كثيرة الرواد وأخذ منا التعب مأخذه فواصلنا المسير إلى الشقة ونوماً هانئا استعداد ليوم أخر بمشيئة الله .
أصبحنا اليوم الجمعة ونحن في نشاط وهمة وقمنا لصلاة الفجر صلينا المكتوبة وبعد إن أعد أخونا أحمد القهوة ووضع صحن من تمر الخلاص الشهي ، وجلسة طيبة في سوالف مع الاخوة في اليوم الثاني نستطرد ماكان ونتفائل بالقادم ، كان بعدها إعداد الفطور من قبلي فطبق البيض والطماطم والبصل وشيء من جبن ودلة من الحليب الحار والشاي وجبة طيبة تناولناها بفضل من الله ونعمة وبعدها أبتدأنا يومنا بعد حضور اخونا عمر الطاجيكي وجولة حول المدينة لنتعرف عليها ولكون اليوم الجمعة كان لنا وقت لأدائها في وسط المدينة للتعرف عن قرب لعاداتهم وعباداتهم .

جولة في مدينة دوشانبة وأداء صلاة الجمعة

صباح يوم جميل ومشرق ويوم مبارك من يوم الجمعة في شكل طاجيكي غير عادي ذو نكهة مميزة ونحن نتخطى الطرق مبتعدين عن شقتنا في أتجاه اخر نحو الشمال وقطعنا ميدان ازادي وقصر الحكم كان على يسارنا وعبر رصيف عريض ولمحلات متباعدة وكبيرة والحافلات التي تسير بالكهرباء بواسطة اسلاك مرفوعة وتستمد الطاقة بواسطة عمودين يلتصقان بتلك الاسلاك الممدودة على جميع الطرق العامة في العاصمة.
الجو صباحا لطيف وهو أول النهار ومازلنا في شارع رودكي وهو الشارع الرئيسي بالعاصمة حيث فيه أكثر وأهم المباني الحكومية ويتميز باتساعه والتشجير والاهتمام به ، مما يستغرب هنا قلة المطاعم فهي ليست على مستوى الشارع وأهميته في كونه وسط البلد ومزارا للكثير من السياح أن وجدوا والمواطنين.
جانب من القصر الرئاسي الجديد لرئيس الجمهورية حديقة الشاعر الطاجيكي رودكي وهي أمام القصر الرئاسي مررنا على القصر الرئاسي الذي بني وسط الحديقة الكبيرة التي سميت بأسم الشاعر رودكي وهو شاعر وطني طاجيكي والحديقة يرى في نهايتها القصر الكبير بأعمدته الطويلة وقبته الذهبية وهو على تصميم فاخر وسط الحديقة المتناسقة والجميلة بنوافيرها الكثيرة وممراتها المخططة بانتظام والانوار .
بعدها وقبلها ميدانين من ميادين العاصمة المهمة وهما ميدان الشهداء وميدان ازادي الذي فيه قصر الحكم وثم ميدان اسماعيل سوموني مؤسس الدولة الطاجيكية ورمز البلاد والذي خصص له في عهد الرئيس الحالي نصباً يخلد ذكراه وهو من المعالم الشهيرة في وسط العاصمة دوشانبه وقد بني على ارتفاع 40 مترا ويقع في وسط العاصمة .( Památník Ismoili Somoni)
بني النصب تخليدا لذكرى اسماعيل خدا سمعان ، مؤسس الاسرة الحاكمة في القرن العاشر ويقف النصب على الغرانيت مربع. وبني في عام 1999م إحياء للذكرى السنوية 1100 للدولة الطاجيكية .

النصب التذكاري لأسماعيل سوموني المؤسس لطاجكستان قبل الف عام

ومن الميدان اتخذنا حافلة صغيرة أقلتنا الى أحد المساجد الداخلية حيث صلينا الجمعة في مسجد يرمم ويوسع وقد امتلأ عن آخره بالمصلين وخاصة أنه ذو طابقين ما شاء الله من الزحام وتنوع المصلين بين الشباب والأطفال والكبار في مزيج يدخل في النفس ارتياحاًً ، ووجدنا بالكاد مكانا بعد أن تفرقنا ونحن نستمع للخطبة وهي باللغة الطاجيكية وبعد أن استغرقنا في المكوث علمنا أن هذه الخطبة التي سمعناها ليست الخطبة الركن لصلاة الجمعة إنما هي الترجمة الطاجيكية لتعاليم وقيم يدعو بها الخطيب للمصلين ومن ثم يؤذن لدخول وقت الصلاة وبعد الأذان يقومون يصلون السنة الراتبة وبعدها يؤذن للأذان الثاني ولا يفصله عن الأذان الأول إلا أربع ركعات السنة الراتبة ، وبعد الأذان الثاني يقوم الخطيب بأداء خطبة الجمعة الركن وهي باللغة العربية وفيها آيات وأحاديث ودعوات وثم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والدعاء للخلفاء الراشدين وينتهي بإقامة الصلاة وثم الانتهاء .

المسير باتجاه مسجد الجمعة

كانت تجربة جميلة عرفنا بها تمسكهم بالمبادئ الإسلامية على نهج اهل السنة والجماعة فبارك الله فيهم وثبتهم ورضاهم بما هم فيه فهم أهل الثغور وهم حماة حدود الإسلام من الشرق اسأل الله لهم القوة والنصر والتأييد .

صورة لأحد شوارع العاصمة

التجربة الاولى مع نظام الدولة

بعد خروجنا من المسجد كانت لنا تجربة أولى مع البيروقراطية والمتمثلة في التحقيق والأسئلة الغير منطقية من قبل اثنان أحدهما يلبس زي الشرطة الرسمي والآخر مدني وسؤال وجواب ولعله يريد بعض المال وخاصة أننا من الغرباء ولكن كوننا سليمي الأوراق ولا نخاف من شيء فقد امتنعنا عن إعطاءه أي شيء وهذا مما دعاه الى جرنا الى مركز الشرطة في الحي وقد تأخرنا ساعة كاملة في التحقيق بدون سبب واضح ، ولكن عرفنا بعد ذلك أن السبب هو ما تتعرض له الدولة من معارضة إسلامية متمثلة بقوات من الإسلاميين رفعوا السلاح بعد أن نقضت الدولة الصلح وكفت أيديهم من الحكم وبدلت بعد ما اتفقت ، ولهذا قام الإسلاميين بالوقوف مرة أخرى في وجه الدولة لكي يثبتوا مقدرتهم من التحرك وإظهار شكيمتهم في ما يريدونه من الحكم بالإسلام.
وهذا ما جعل من الشرطة بالاشتباه والتحقق من اوراقنا وتطويل الامر هو المزعج ،ولكن لله الحمد بعد أن تحقق من الامر والتأكد أننا دخلنا البلاد بصفة رسمية وبأذن من السفارة تركنا وهو يتاسف ويعتذر بالاحداث الخاصلة بالبلد.

مدخل أحد الاسواق العامة وهو سوق شاه اسماعيل جولة في أسواق العاصمة

خرجنا من المركز وباتجاه السوق وقضينا يومنا مابين أسواق الأكل والملابس والأدوات المنزلية المنوعة وقد كانت تجارتهم ضعيفة الى حد ما فالكثير من الأمور من الخارج سواء من ايران أو دبي والأكثر من الصين حيث حدودهم مشتركة ولكن ما يباع هنا هو النوع الرديء نظرا للفقر الذي هم فيه وتكثر الملابس والمؤن الغذائية عن غيرها.
ويختلط الأكل مع المستلزمات المنزلية والملابس جنبا الى جنب وفيما بينهم شدنا تجمهر بعض الرجال وجلوسهم أمام قدور تملآها رؤوس الغنم وكراعينها وأجزاء من كروشها وهي مطبوخة وقد وضع غاز تحتها لتضل بحرارة ويتقدم الزبائن بأخذ مايرغبه مباشرة من القدر فلكل سعر الرأس كاملة أو نصف والأقدام بالقطعة الواحدة والكرش مقطع الى قطع متساوية .
بائعات الكراعين ورؤس الغنم المطبوخة (الباجه) وجبة على الهواء الطلق لرؤس الغنم وكوارعها (الباجه)
كم كنت راغب بتجربة مثل هذه الوجبة ولكن منعني حرصي والخوف من أن تكون غير ملائمة وقد تسبب لي مشكلة في البطن أنا في غنا عنها في سفرنا هذا .
السوق الشعبي وهو عبارة عن مجمع من الممرات الضيقة المصنوعة من الحديد والشينكو وتكدس المحال الصغيرة فيه ويتكرر في أغلب الاسواق وجود باحة في النصف ومخصصة للمواد الغذائية وهي تحت مظلة كبيرة من الحديد المشغول جيدا أو في بعضها مبني من الاسمنت المسلح كما هو هنا في (سوق شاه اسماعيل) وتكررت الانواع المباعه كالحبوب والخضار واللحوم والبهارات وسكر نبات والتمر والعسل وماسواها وأما خارج السوق المسقوف فتباع الثياب والادوات المنزلية المنوعة والتي تجلب من الصين وايران ودبي ..
ويطلق على اسم السوق وهو سوق الخضار باللغة الطاجيكية ( Market Silonyسيلوني بازار)
بيع البهارات وبطريقة شيقة ومميزة صورة من أعلى لأحدى القاعات المخصصة بالسوق لبيع الأطعمة المتنوعة بائعي الحبوب والبهارات والزيت والعسل والتمر جانب من السوق العام المسقوف وسط السوق التجاري المخصص لبيع الاطعمة
بائعة الجبن والبيض البلدي وهو ذو طعم فريد ويشبه الى حد كبير طعم الاقط- البقل وانتهينا من جولة جميلة عرفنا بها منتجاتهم واسواقهم فالسوق في سفري رحلة بحد ذاتها فمن خلالها نتعرف على طبيعة مستلزمات الشعب وطريقة تعاملهم والحالة الاجتماعية لهم وتعاملهم مع الغرباء وهي فرصة لملامسة الشعب عن قرب في كل مشاربهم وتنوعهم المادي فرحلة بلا سوق عندي تعتبر ناقصة وافقد الكثير من المعارف والمعلومات والدلالات لهذا البلد او ذاك.
وبعد قضاء وقت في السوق اخذنا حافلة صغيرة والرجوع الى شقتنا حيث قمت اليوم باستلام قدر الضغط وطبخ وجبة غذاء من اللحم والرز أجتمعنا عليها وثم ختمناها بفتح حبحب(بطيخ أحمر) وهي هنا في طاجكستان لذيذة جدا وهذا وقتها فكانت تحلية بعد الغذاء اللهم زدنا من نعيمك وابقها علينا وعلى كل مسلم في عافية جسد وعفو منك يارحمن.
الشباب وقد تحلقوا حول الحبحب اللذيذ

وائل الدغفق
وائل الدغفق
  1. اليوم الثالث وجولة خارج العاصمة باتجاه الجنوب

  2. زيارة خاصة في بيت من بيوت الطاجيك أهل الكرم

  3. التوجه نحو منطقة العيون ال44 عيناً

  4. ليلة في ضيافة القاضي حبيب رحمانوف


اليوم الثالث وجولة خارج العاصمة باتجاه الجنوب

خرجنا الى الجنوب من العاصمة دوشانبة عبر طرق مزدوجة وأحياء كثيرة فالعاصمة تعتبر من أكبر المدن ويحتشد فيها العدد الأكبر من السكان حيث يصل عدد سكانها زهاء المليون ونصف تقريباً، وتمتد وتتعدد أحيائها في سعة الوادي الكبيروتستغل المساحات السهلة للأمتداد العمراني ، ويضم الوادي نهرين يلتقيان بالعاصمة دوشانبه من الشمال نهر( ورازاب- Varzob ) ومن الشرق نهر( –kafimigan- كافيميغان) ولكل مدينة في طاجكستان بوابات كبيرة تدل على مخارجها الرئيسية كمثل البوابة الجنوبية للعاصمة ومنها خرجنا الى محافظة ختلان .
بوابة العاصمة الجنوبية الى محافظة ختلان والدولة مازالت تتعامل مع المواطنين والغرباء تعامل قديم الطراز متمثل بنقاط التفتيش الكثيرة والمتمركزة بنقاط المدن ولهم تعامل مزعج جدا متمثل بتسجيل اسماء الركاب وخاصة السياح وغيرهم في كل نقطة.
نقاط الشرطة الكثيرة والمزعجية بين كل قرية ومدينة
واصلنا مسيرنا وتقدمنا تجاه الجنوب وفي طرق مسفلتة وذات مسار فردي وبعضها منسق من ناحية الخطوط واللوحات الارشادية والكثير مهمل وسيء الصيانة...
الطريق الى محافظة ختلان وسط المزارع والمراعي الخضراء وعبرنا باتجاه الجنوب الى المحافظة الجنوبية (ختلان) الملاصقة لحدود افغانستان وجزء من اوزبكستان وعبور نهر (وخش - Vakhsh)وثم عاصمة المحافظة مدينة (كورغان تبا - Qurgonteppa)
محطة القطار بمدينة (كورغان تبا - Qurgonteppa)

زيارة خاصة في بيت من بيوت الطاجيك أهل الكرم

وكان لنا اليوم زيارة خاصة لمنزل أخت مترجمنا أخونا عمر وفي نواحي مدينة كورغان تبا كان أخو عمر ينتظرنا ليدلنا للمنزل ببسيارته الصغيرة الحمراء وفي مسيرنا في نواحي البلدة بأسوار المزارع الطينية وأشجار الرمان والفواكه الاخرى تتدلى من الأسوار ومجاري مياه الجداول المتفرعة من الاأنهار حولهم كانت زيارة مميزة بتعرفنا على عادات الريف وأهل طاجكستان الأصيلين بكرمهم وترحيبهم بالضيوف...
وصلنا منزل نسيب الأخ عمر في بيت حديث البناء ويأسوار من الطوب الفخاري وكذلك جدران المنزل وأما أسقفه من الخشب والواح الحديد المضلع (الشينكو) وبوابة متواضعة من الحديد قد فتحت وشرعت في إنتظارنا وما أن سلمنا عليهم إلا والأذان يصدح هنا على غير ماكنا في العاصمة ووقت صلاة الظهر ..
منزل نسيب مترجمنا الأخ عمر ويرى بالباب أخوه عبدالكريم
توجهنا جميعاً للمسجد المتواضع جدا ومن مجرى جدول على بابه كان توضأنا بماء بارد أزال عنا كل تعب ، وكان بالمسجد اباريق تستعمل للوضوء ودورة مياه ولكن كان منظر جريان المياه من على ذلك الجدول شيئاً آخر..
أحد رواد المسجد وهو يكمل وضوءه المسجد المتواضع قرب منزل مضيفنا. وبعد الوضوء ودعاؤه (اشهد ان لااله الا الله واشهد أن محمد رسول اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) دخلنا بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد اللهم أفتح لنا أبواب رحمتك ...
لمسجد على أرضية اسمنتية وبأعمدة من انابيب اسمنتية أيضاً وبسقف من الخشب وبالاعلى الواح الحديد المضلع.
وقد استعمل في المحراب قطع من القماش لكي يجعل للمسجد نوع من الخصوصية ، وكان الجمع بانتظارنا حيث سمعوا بمقدمنا وما أن توافدنا حتى أقيمت الصلاة وأمنّ واحد منهم وبعد الصلاة والتسبيح قاموا الينا يصافحوننا والبعض يعانقنا عناق المحب لحبيبه بعد أن عرفو أننا من العرب ومن بلد الحرمين وبابتسامة من القلب تحكي لنا الود والمعزة التي يكنونها لأهل الحرمين والعرب خصوصاً...
اللهم ارزقهم من واسع فضلك وثبتهم على دينك والهمهم الصواب في كل أمرهم اللهم أمين...
بعد السلام والعناق توجهنا جميعاً لبيت المضيف نسيب الأخ عمر وقد أكرمونا بالدخول أولا وتوجهنا الى المجلس وقد رصت الفرش الزرقاء على أطرافه الثلاثة وفرشت في وسطه سفرة عامرة بكل الأطايب من الخبز والحلوى والفواكه الطازجة وهم يرحبون وبوجه طلق يشيرون بأيديهم الى المجلس لنجلس الى المائدة.
لحظة دخولنا الى المجلس وقد وضعت سفرة مليئة باطايب الطعام ونحن جلوس في المقدمة وأخذنا الاذن بالتصوير لنريكم ونشارككم مارأينا من كرمهم وضيافتم وفي البداية قدم لنا الشاي بنوعيه الأخضر والأحمر وقد وضع مسبقاً الخبز والحلوى وأطباق الفواكه وهم يشيرون للطعام أن نأكله وبدأنا بسم الله وثم ونحن نتحدث عبر مترجمنا عن أحوالهم وأخبارهم كانت الأطباق تتوالى بين أنواع من الخبز الجديد وأنواع من الخلوى التي تصنع في المثل هذه المناسبات وهي من الزبد والطحين والسكر وهي لذيذة جدا الله لك الحمد ، وثم أطباق من بوادي من الصين وفيها حساء تقليدي من المعكرونة يسمى 'جمان' يقدم مع المعكرونة المصنوعة في المنزل وقطع اللحم والخضار ، وتوالت الأطباق وجيء بالحبحب والبطيخ ونحن قد أتخمنا اللهم لك الحمد من طيب الطعام ومن ملقلهم الطيب بوجوههم المبتسمة وهم يرحبون ويتفحصون وجوهنا ما ان نرى شيئاً الا وقد أسرعوا بأحضار مانرى من الاطباق ..شعب مضياف وذو كرم وخصال لم تتغير رغم مامر بها من شظف العيش وتخريب بلشفي روسي على مدار سبعين عاماً ..
وبعد أن قضينا وقتاً جميلا ولا ينسى في حضرة كبار أهل القرية وصاحب المنزل وقد كانت قبل زيارتنا بيومين مناسبة البيت الجديد وقد فاتنا الحفل وطريقة احتفالهم ولكن عوضنا الله خيراً بهذه الزيارة.
خرجنا وقد قدموا لنا ابريق وصحن للغسيل وهو عادة يقدم لكل زائر بحيث يغسل يديه وهو خارج بكل عفوية وبكل أدب وثم ودعناهم وهم يلوحون بأيديهم ويضعونها على صدورهم في إشارة للأحترام والتوقير .

التوجه نحو منطقة العيون ال44 عيناً

خرجنا من القرية ونحن نحمل كل ذكرى عطرة لهذه الزيارة المميزة والتي عرفّتنا بجزء من حياتهم وتوجهنا الى الخارج باتجاه الجنوب نحو موقع آخر وهو مدينة (شارتوز) وبطريق بين المزارع والانهار وثم صعدنا بعض الهضبات وفي أرض جرداء حتى أقتربنا من حدود دولة اوزبكستان ودولة أفغانستان كانت تلك مدينة (شارتوز) ومنها توجهنا الى موقع العيون وهي تسمى ( تشالي شار شاشما ) ومعنى الكلمة "أم 44 ينبوع") ويقع على بعد 12 كم من القرية ، وشارتوز معروفة على نطاق واسع في طاجيكستان ، وكذلك في أوزبكستان لأعتقاد أهل المنطقة في قدرتها على العلاج من الأمراض .
وكما تقول الاسطورة أن الخليفة علي بن أبي طالب وبعد أن جفت الأنهار كنهرروميت وغيره ، وصل الخلفة رضي الله عنه لمنطقة( تشالي شار تشاشما) أم 44 عين وطلب من الله بعض الماء وضرب على سفح احد التلال القريبة بيده وتفجرت خلالها خمس من أنقى ينابيع الأرض تدفقت من خمسة ثقوب حيث أدلى بأصابعه.
ولاأدري صحة الأمر من عدمه ولكن الناس عادة يتشبثون بمثل هذه الأمور أعتقادا منهم ببركة الخلفاء الراشدين والصحابة والله أعلم.
صورة لمنظر النهر المكون من مجموع العيون الاربع والاربعون . مجاميع من الزوار وقد جعلو المكان متنزها وهم يمرحون ويلعبون في تلك المياه كان الجو حاراً ولو كنا أحضرنا ملابس السباحة لتبردنا قليلا في تلك المياه الباردة ولكن جلسنا قليلاً وعند أحد المقاهي شربنا الشاي وأكلنا بعض المثلجات وثم تحركنا الى مدينة (قوبديون).
وصلنا لمدينة قوبديون وفيها سكن العالم ناصر خسروي قبديوني وفي أحد مساجدها توقفنا لأداء صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم والتي ضم الى المسجد مكان الراحة للمسافرين وعابري السبيل وقد اسست في وسطه مدفأة كبيرة الحجم في منطقة الاستراحة .
المسجد ومكان الصلاة مكان الاستراحة خلف المسجد مباشرة نهر جيحون
واصلنا المسير بمحاذاة الحدود مع دولة أفغانستان وكان الفاصل نهر (أموداريا) والمعروف قديما لدى العرب باسم نهر (جيحون) ويسمى باليونانية (أوكسوس (oxus، ينبع من هضبة (بامير)، بآسيا الوسطى والواقعة حاليا في دولة طاجكستان ، ويصب في بحر (آرال (aral، وقد دعاه العرب بنهر جيحون، ثم بطل استعمال هذه التسمية في العصر المغولي فأضحى يسمى نهر (آموداريا (amoudaria وكلمة (أمو) تعني النهر فيكون اسمه نهر داريا. وهو اليوم نهر مشترك بين كل من أفغانستان وطاجكستان ويعتبر حدودا طبيعية بينهما ويمر أيضا على اوزبكستان وتركمانستان ويصب في (بحر الارال - Aral Sea )
وصولنا الى نهر( جيحون ) وفي الصورة نرى النهر في الخلف ومابعدة حدود دولة افغانستان وهي مازالت تعج بالجنود الروس نظرا للأتفاقية بين الدولتين ويعتبر هذا الشريط الحساس لحماية روسيا بحدودها الجنوبية من أفغانستان وباكستان بعد خروجها منها خاسرة في عام 1989م
منطقة الحدود والمفصولة بنهر جيحون ..

ليلة في ضيافة القاضي حبيب رحمانوف

وعند مدينة (كوليوب - Kulop) وعلى مسافة بسيطة غرباً تقع ناحية (أمين واسع- Imeni Vose) والتي قضينا فيها ليلة في ضيافة القاضي حبيب رحمانوفبعد مسيرة قضيناها من دوشانبة وحتى الجنوب ومدينة قبوديوني وشارتوز مرورا بحود افغانستان ووصلنة منزله في الليل وكان ينتظرنا جزاه الله خير وقد فرش لنا مائدة بأطايب الطعام مشكورا هو وأبنه وقد أجلسنا في منصة جميلة نصبها على ضفة نهر (سرخب) وبعدها وجهنا الى غرفة الضيوف بعد أن فرش لنا الفرش في غرفة مكيفة بارك الله فيه .
الجلسة المرتفعة والتي تطل على نهر (سرخب )
مناظر تطل من على استراحة ومنزل القاضي حبيب رحمانوف

وائل الدغفق
وائل الدغفق
ومناظر أخرى وبقرب المنزل كانت لنا جولة بعد الفجر تجولنا فيها حول المنطقة بعد صلاة الفجر تجولنا حول المنزل وحيث أن المكان بعيد عن الزحام والمساكن وفي منطقة مميزة تقع على ضفة نهر سرخب وحيث المزارعون في الصبح قد بدا نهارهم وقد سارت البقر والماشية الى مراعيها في منظر فطري جميل بصحبة ابن القاضي وهو يعرفنا على المنطقة ومعالمها في ترحيب مستمر من أهل طاجكستان جعلنا في راحة وسكينة وطمأنينة.
بعد أن رجعنا من جولتنا وصلنا المنزل وقد جهز الإفطار وكعادتهم من الكرم والضيافة اسال الله لم الرزق الوفير والثبات على الهدى وأن يوفقهم الى الخير اللهم امين.
بعد الإفطار حزمنا حقائبنا وودعنا مضيفنا ومنه الى مدينة (كوليوب - Kulop) حيث لنا فيها شأن إن شاء الله.

وائل الدغفق
وائل الدغفق
  1. قلعة حلبك الاثرية


جزء سوق الحبحب في موسمة بمدينة كوليوب النصب التذكاري لمدينة كوليوب ظريح الفيلسوف والشاعر سيد علي الحمداني والمتوفي عام 786ه 1386م
تجولنا بالمدينة وتوقفنا عند مقبرة الفيلسوف والشاعر سيد علي الحمداني والمتوفي عام 786ه 1386م وكانت من المواقع التي بنيت لمدافن الأئمة والصالحين إعتقاد منهم بالزيارة التي تجلب البركة وهي من البدع التي وجدناها في نواحي طاجكستان نظراً لضعف التوجيه والارشاد وتولي الصوفية زمام الكثير من تلك الأمور.
كانت وجهتنا لهذه المدينة لزيارة البناء الذي تبرع به أحد التجار في طاجكستان ليكون مدرسة للقرأن ولتعليم الطلاب أمور دينهم بالأضافة للتعليم العام وجزاه الله خيرا في عمله فالبناء كان على تصميم مدرسة بعدد كثير من الفصول وساحة كبيرة تصلح مستقبلا في بناء مسجد ومنافع أخرى تتبع المدرسة .
صورة للموقع المتبرع به كمدرسة. من الداخل والفصول الدراسية المقترحة من دورين .
والمدرسة كانت بحاجة الى دعم بحيث تستكمل أمورها من تجهيز وتمويل للأعداد كفصول تحفيظ القران وقد دعينا الى هنا للوقوف على الاحتياجات لعرضها الى أهل الخير في بلادنا لعل أحدا من أهل الخير من يتكفل بذلك وقد أقترحنا الإكمال بالصورة التالية:
نقوم بعرض الموقع إما لجمعيات خيرية وهي تقوم بتجهيز الموقع وذلك بجعل الفصول حلقات تحفيظ القرآن ويكون لها معلم وبعدد عشرون طالباً وبهذا يكون الطلب كفالة حلقة تحفيظ وتقدر بحسب كلفة المعلم كراتب لمدة عام وشراء المستلزمات للطلاب العشرون وبعض المكافات لهم وتكون مقطوعة بحيث يكون مثلا خمسة الاف ريال لكل حلقة لمدة عام تستوعب عشرين طالباً ..
هذا مثال ولمن له رغبة فالعنوان لدي ولاهل الخير ومايستطيعون ولعلي أقدمها لأحدى الجمعيات التي ترتب الوسائل الرسمية لكي نعمل حسب النظام والله من وراء القصد.
مزرعة المدرسة وفيها مالذ وطاب من الفواكه جولة في مزرعة المبنى
وعادتهم المضيافة فقد أصر القائمون على المبنى في تقديم واجب الضيافة وسفرة مليئة بكل الأطعمة الطيبة زادهم الله من نعيمة وبارك لهم وفي محاولة لم تتم كانت لنا زيارة لاحد مشائخ المنطقة وهو من أهل الصلاح وعلى النهج القويم بارك الله فيه ولكن نظراً لأنشغاله لم يتأنى لنا زيارته وهذا مسجده بالصورة .
لعبة التحدي( بوسكاشي) بالخيول
ال(بوسكاشي -buskashi )هي 'لعبة فروسية وقد سمعت عنها كثيرا وكم وددت رؤيتها لكن لم يسمح لنا الوقت في استكشافها وقد عرفتها عن طريق التلفاز وهي لعبة تشتهر بها هذه المنطقة.
واللعبة من على ظهور الخيل مع أكثر من مائة من الفرسان وتبدا بعد أن يذبحون أحدى الماعز ويقطعون رأسها ثم اللعب باستلامها ويتنافس المتباريون فيما بينهم في نزعها وبالقوة من بعضهم البعض.
والهدف من اللعبة هو أن يفوز أحدهم بالماعز وقد يتشارك أثنان في تبادل الحمل للماعز في شراكة مثيرة ورجولية بحتة.
صورة من النت لأحدى مباريات البوسكاشي ويسبق البوسكاشي سباقات الخيل وكل سباق بمعدل 2كلم ، حيث تعدو الخيل مرتين حول المسار وثم بعد السباق تبدأ ال(بوسكاشي -buskashi ) والتي ما أن تبدا وتستمر بعشراتالفرسان حتى يصل عددهم الى المائة حيث تتوالى الخيول بفرسانها والتي دخلت الساحة، والماعز مقطوع الرأس ينتقل من متسابق الى أخر والمتسابق يشد من حمله الثقيل الذي يزن خمسون كيلوغرم الى العكس من جهة حمل الماعز ويميل بشدة لتحقيق التوازن.
وتكمن ميزة البوسكاشي في بداية اللعبة في التقاط الماعز من الأرض والثبات في حمله وهوالتحدي الأكبر، وسيتعين على المتسابقين الاخرين الانقضاض على الفارس الحامل للماعز ومحاولات لسلبه عنه.
انها حقا تجربة آسيا الوسطى ، وعرض رائع للفروسية. كما أنه كان من المشجع لو سنحت لنا الفرصة أن نرى مثل هذه المسابقات ولكن لعله في زيارة أخرى .

قلعة حلبك الاثرية

وعند مدينة (كوليوب - Kulop) وعلى مسافة بسيطة غرباً تقع قرية (بنجان -Pingan) بعد ناحية (أمين واسع- Imeni Vose) والتي قضينا فيها ليلة في ضيافة القاضي حبيب رحمانوفوعلى بعد 7 كيلومتروفي قرية(بنجان -Pingan) يوجد قلعة (حلبك - HULBUK)وهي في ملتقى نهري (سرخب ويخش-Surkhob and Yakhsu ) في محافظة ختلان ، والقلعة عبارة عن قصر الحكم لمدينة كبيرة وتدل الحفريات على تاريخ المدينة في القرن التاسع الميلادي وقد بني على أنقاض مبنى أخر ولذا يمكن القول أنها قبل الفتح الاسلامي ، ولكن ماتم العثور عليه من رسومات اسلامية ونقوش تعود الى القرون المزدهرة ابان الحكم الاسلامي للمنطقة وقد روعي في القصر وتصميمه الهندسة الرائعة المتمثلة بنوعية الحجارة (طابوق الاجر الفخاري) والذي تزينت به ارضيات القصر وجدرانه بنقوش اسلامية رائعة، وكذلك الاسقف الجصية المزخرفة والعثور على اباريق خزفية ذات بريق معدني مدهش وهي مشهورة من مدينة ري الايرانية ذلك الوقت.
وللقصر نظامين للمياه أحدهما للتدفئة والاخر للصرف الصحي وهما في جدران القصر على شكل انابيب من الخزف الاحمر بطول 50 سم وقطر بين 10 و15 سم وتوجد مراكز للتدفئة التي تدفع الماء الحار لمناطق القصر وهو أعجوبة في ذلك الزمن .
.
موقع قلعة حلبك بالدائرة الحمراء اسفل الخريطة صورة للقلعة من الخارج وصورة للقلعة من الخارج البوابة الرئيسية للقلعة بعد إعادة بنائها من داخل القلعة وبقايا من اثار الحفريات للقلعة القديمة
وقرب القلعة توجهنا لمسجد قريب لأداء صلاة الظهر ويرى بالصورة انبوب التدفئة في المسجد

وائل الدغفق
وائل الدغفق
السد الاكبر في اسيا (سد نوريك -Nurek)
ووصلنا الى السد الاكبر في اسيا وهو سد (نوريك -Nurek) والذي يعد الأحدث بعد السد القديم والذي يمد الدولة بالطاقة عبر طاقة المياه الهيدروليكية في مدينة (خوجاند - Khujand) الشمالية وهو بني عام 1968م .
وأما هذا السد الحديث سد (نوريك -Nurek) فهو الأكبر في المنطقة كلها وقد تم أفتتاحة حديثا الشهر الماضي في شهر 7/2009م ويبغ أرتفاعة 300متر عن مستوى النهر.
جانب من البحيرة خلف السد وقد ضمت جبالا في محيطها ونحن نصورها من جبل شرشر والمحطة الكهرومائية المقامة في منطقة نوريك والتي تقع جنوب العاصمة الطاجكية دوشنبه والتي تعد أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية فى آسيا الوسطى وتمثل من أهم المنجزات الكبيرة في طاجكستان وتقدر طاقة السد المائي في توليد الكهرباء بطاقة قدرها 3600 ميجاوات. . عناقيد العنب تتدلى من أحد المقاهي المطلة على بحيرة نوريك
صور من داخل المقهى المطل على بحيرة نوريك من جبل شرشر ووجبة غذاء في جلسة مميزة فيها إطلالة على منظر رائع لبحيرة نوريك ونهر وخش قطع من اللهم المشوي وخبز وفواكه وطبعا الحبحب والبطيخ اللذيذ وجانب آخر من بحيرة السد ونهر وخش المحطة التي تبعد عن عاصمة طاجكستان دوشانبه مسافة 160 كيلومترا والتي ستحول الجمهورية إلى منتج رئيسي للطاقة في المنطقة. وتعود 75 بالمئة من أسهم المؤسسة إلى الشركات الروسية. ويقدر إجمالي التوظيفات في بنائها ب 720 مليون دولار.
وقد تم أفتتاحها رسميا في نهاية شهر 7 من العام الحالي 2009م في حضور الرئيسان الطاجيكي والروسي.
من جبل شرشر نصورمدينة نوريك اسفل الوادي ويجري فيها نهر وخش وخلفها جبال الجوز
ورأينا بعض أشجار الفستق الجبلي في سفوح جبال شرشر وفي المقاهي حول نهر وخش عرض علينا أسماك النهر بالإضافة الى هذا الحجل الجسر الذي يقطع نهر وخش ويعبر المنطقة من جبال شرشر الى جبال الجوز بعض القرى على سفوح جبال الجوز وبينها أشجار الفستق

وائل الدغفق
وائل الدغفق
  1. جولة وتنزه في وادي اورزاب


جولة وتنزه في وادي اورزاب

اليوم كان لنا كشتة في أتجه نهر اورزاب شمال العاصمة واتاجرنا حافلة صغيرة للذهاب هناك والمسافة تقريباً 30كيلومتر وهروبا من حرارة المدينة وبصعود مجرى النهر الذي يصب وبقوة من سيلان الجليد من قمم جبال (الاي) وقد أتخذ السكان هنا في أطرافه بعض المطاعم والاستراحات وهو متنزه اساسي للعاصمة بعد منطقة (روميت) غرب العاصمة وهي أكبر وأفضل من اورزاب .
بحيرة في نهاية نهر اورزاب وقبل العاصمة وهي متنزة جميل واجهنا بحيرة عند مدخل النهر وقد أمتلآت بالزوار يسبحون ويستظلون بمظلاتها التي أنشات حولها أتقاء الشمس وتعتبر هذه البحيرة من ضمن سلسة من البحيرات حول العاصمة يتخذها السكان لقربها فرصة للخروج والراحة من حرارة المدينة صيفاً.
وعندما فرغ الوقود من السيارة توقفنا عند أحد المحطات وتوالت الصورة في كل محطة الا اليسير منها وهنا تركت المضخات الكهربائية وأستبدل عوضا عنها الدلو والقمع في صب الوقود ذي 92 اوكتين وبسعر 3 ريالات تقريباً لكل لتر.
ورغم المضخات العتيقة المتواجدة ولكن التعبئة بواسطة الدلو والقمع للوقود قد يكون إنقطاع الكهرباء أو عدم تصديقهم للعداد في المضخة الكهربائية...
صور من الطريق المحاذي لنهر اورزاب والمقاهي حوله وأكملنا الطريق الملتوي وبمجاراة النهر الهادر وتوالت صور المقاهي والمطاعم والاستراحات ومنها استراحة للرئيس واستراحات لهيئات حكومية وأهلية متنوعة التصاميم في مقابل النهر والتمتع بمنظره .
ويستمر النهر بالتدفق بشدة في اتجاه لمدينة دوشانبة توقفنا عند احد تلك المطاعم لتكون لنا راحة وطعام في فترة الظهيرة وتصميمها على شكل قاعات كالمطاعم العادية وشاليهات خاصة للعوائل والمجموعات الخاصة مثلنا وتكون مطلة على النهر مباشرة وقد فصلت عن البقية بستائر من القماش للخصوصية فكان فيها أكلنا وأخذ قسطا من النوم الخفيف وجو جميل وما يتخلله من هواء عليل مه زخات قليلة من مياه النهر الهادرة ...
اتخذنا هذا المطعم المطل مباشرة على نهر اورزاب لنأخذ غذائنا ونستريح به وأتت الوجبات مع المقبلات والمشاوي اللذيذة

وائل الدغفق
وائل الدغفق
  1. زيارة متنزهات داخل العاصمة حديقة الحيوان والبحيرة


زيارة متنزهات داخل العاصمة حديقة الحيوان والبحيرة

في وسط العاصمة وفي الشارع الرئيسي طريق سوموني (سوموني افنيو) توجد مساحة كبيرة اتخذت للتسلية وللتنزه لسكان العاصمة فكان فيها بحيرة كبيرة ومدينة العاب ملحقة بها وقربها حديقة للحيوان واستاد رياضي صادف أثناء زيارتنا للمكان وجود مباراة مهمة على الصعيد المحلي وهي بين منتخب روسيا وأحد المنتخبات لم أعلم عنه ولكن أظنها ضمن تصفيات كأس العالم ...
وتجولنا في حديقة الحيوان المهملة جداً رغم مافيها من حيوانات نادرة كالاسود والنمور والفهود والدببة والذئاب والطيور الجارحة وغيرها الكثير ولكنها في أقفاص صغيرة وبشبك عادي مع بعض القضبان الحديدية ، وهنا نرى الخروف الطاجيكي وهو بستة قرون !!
الخروف العجيب بستة قرون!! الوشق (القط البري) واستغلينا ركوب الدولاب لأخذ بعض الصور من اعلى للمتنزه ومشاركة بابتسامات مع بعض الشباب المستغربين رؤيتنا في الدولاب.. جانب من منظر البحيرة الجميلة وسط العاصمة
سباحة وتنزه في مكان لطيف وجميل ووسط المدينة ... قصر الرئاسة يطل على البحيرة وبينه وبينها حديقة الشاعر رودكي اتخذنا في أحد أماكن البحيرة موقعاً شربنا الشاي وبعض المرطبات جانب من البحيرة والأماكن الترفيهية
من فوق الدولاب المتحرك وصورة لملعب بامير(Pamir Stadium) ويرى أعداد كبيرة من الجماهير نظرا لوجود المنتخب الروسي
قضينا وقتاً ممتعاً في البحيرة وحديقة الحيوان حتى المساء وثم درجنا الى الخارج وبواسطة النقل العام (الترام الكهربائي) وبربع ريال للشخص من طريق سوموني(سوموني افنيو) باتجاه الشرق حتى وصلنا الى شارع (رودكي) وعند محطة (جاي خانة راختي) نزلنا ومنها الى الشقة لنصلي المغرب ونجهز وجبة من العشاء ..

وائل الدغفق
وائل الدغفق
  1. جولة الى بذرة الفتح الاسلامي لوادي فرغانة (بستان الحسن - حصارHissar)

  2. الحصن المحتوي لمباني الحكم والعسكر داخل مدينة (الحسن- حصار)

  3. يرى في هذه الصورة الفصول داخل مبنى المدرسة

  4. مبنى المدرسة وهو يشرف على المدرسة الأولى وفناء الحصن

  5. المسجد الأول لقتيبة بن مسلم بوادي فرغانة


جولة الى بذرة الفتح الاسلامي لوادي فرغانة (بستان الحسن - حصارHissar)

تهيأنا اليوم لزيارة الموقع الاقدم في طاجكستان وهو عاصمة بخارى الشرقية وأسم الموقع قديماً (شامان- Shumon) ويعني بالعربية (جبهة الارض)قبل الفتح الاسلامي ب1500 سنة ويسكنها الزرادشت المجوس والبوذيين وتسمى أنذاك (شامان-Shumon) وفي القرن الحادي عشر الميلادي جاء الفتح عبر الفاتح الكبير (قتيبة بن مسلم الباهلي)وغير اسمها الى (بستان الحسن وبلغة اطاجيك حصار) وهي في وسط منطقة وادي فرغانه تحدها من الجنوب جبال (غازي ملك) ومن جهة الجنوب الغربي جبال (باباتاج ) وهي المنطقة التي وصل اليها القائد المسلم (قتيبة بن مسلم) وأسس بها العاصمة الاولى لمجد المنطقة وبداية لتكوين الدولة الاسلامية في نهاية القرن الاول الهجري عام 96ه حين وصلت جحافل جيش الفتح وبسطت دين الله وتوحيدة على المنطقة فكان هنا هذه المدينة والحصن الذي أقيم ليكون نقطة إنطلاق للفتح من جهة الغرب الى منطقة كاشغر والويغور وتكون بذلك قد أتم المجاهد الكبير قتيبة بن مسلم الفتح الى حدود الصين وأخذ الجزية من المدن الصينية التي تصالح مع أهلها وبهذا تكون مدينة كاشغر النقطة النهاية لأخر فتح إسلامي من جهة الصين ولم يأتي بعده أحد فكان الغازي الأخيرفي تلك الحقبة وحتى اليوم ، ونحن نعيش فيها اليوم ونستشعر عظمة الفاتحين الذي جابو الارض شرقاً وغرباً في سبيل الله على ظهور خيلهم وعلى ارجلهم لينشروا الدين ويقيموا القسط والعدل بين الناس فكانت لهم الارض مطواعة والناس لهم مستسلمين متلهفين بما سمعوا من أحياء ونهضة بقدومهم وليس كما نسمع اليوم بخراب الأستعمار وتدمير الارض وأحراقها بأسم الديمقراطية!
كان في طريقنا الى هذه المدينة عبر بساتين ومزارع غناء تبعد عن العاصمة 15 كيلومتر تقريباً غرباً وفي حينها لم تكن العاصمة الحالية سوى قرية صغيرة على ضفة نهر ورزاب ، وبطريقنا توقفنا لتعبئة السيارة بالوقود وبشكل غريب فعلا !
توقف السائق أمام صهريج صغير لشاحنة وأمامها شخصين وبمجرد توقفنا ذهبو لأفراغ الوقود من الصهريج مباشرة الى دلو وبواسطة قمع صبوه بالسيارة وهي طريقة عجيبة وقد تكررت تلك الصورة في أماكن متنوعة ولربما هذا شأنهم في تعبئة الوقود.
الصهريج الحامل للوقود وتعبئة السيارات عن طريق الدلو والقمع. ها نحن بعد تعبئة الوقود وصلنا الى ماتبقى من منطقة بستان الحسن أو حصار وهو مكان بوابة الحصن العسكري فقط وماسواها من بقايا القلعة الحصن اندثر وتدمر بفعل الزمن وتوجد حولها بعض الابنية التي حافظت على شكلها لإنتفاع الناس بها كالمدارس وبعض المباني الاثرية ..
بوابة الحصن القديم داخل مدينة حصار والذي لم يتبقى من الحصن سوى هذه البوابة اليتيمة
ولتقديم شرح عن تاريخ المنطقة ارفق لقارئي العزيز هذه الخريطة لمنطقة (بستان الحسن – حصارHissar) كما يطلق عليها وهي محددة بحدودها القديمة ومافيها من مناطق مهمة كالقلعة والحصن الذي يتحصن به الجند والحاميات الاسلامية ومباني المدارس الاسلامية انذاك ومبنى الخان الذي يسكن فيه المسافرون وطلبة العلم وغيرهم والمسجد الاول الذي بناه قتيبة بن مسلم رضي الله عنه.
حدود مدينة حصار القديمة والمباني الاشهر فيها
وصف مدينة (الحسن - حصار)
ويحيط بالمدينة سور كبير يصل مداه الى نحو عشرة كيلومترات وهو كما هو ظاهر بالمجسم أعلاه، وأرتفاع السور يصل الى عشرة أمتار وأما السمك فبين خمسة أمتار إلى سبعة أمتار ، وللسور أربع بوابات كبيرة .
البوابة الأولى الشرقية اسمها(جانك اب) ومعناها(الماء الطيني) فكلمة جانك تعني الموحل وأب تعني الماء والبوابة تفتح على نهر موحل بالطين بسبب جريانه بمناطق موحلة ،
والبوابة الثانية الجنوبية إسمها (شكرية) ويعني (السكّر) وهذا راجع كونها تطل على قرية تصنع السكّر،
البوابة الثالثةجنوب غرب وأسمها(تبي خوكي صافّي) ويعني (تلة التراب الابيض) وهي تطل على تلك التلة البيضاء ،
البوابة الرابعة الغربية بأسم (جشماي ماهيا) والجشما هي عين أو نظارة والماهيا هي السمك الصغير وتعني (عين السمك) وسبب التسمية لأنها تطل على عين بها سمك .
وتوجد بوابة أخرى جيدة كان تريد الحكومة تحت الحكم الروسي فتحها كبوابة سياحية لمعالم المنطقة ولكن لم يتم فتحها بسبب تبدل الحكومات وتغير النظام والاولويات.

الحصن المحتوي لمباني الحكم والعسكر داخل مدينة (الحسن- حصار)

المتبقى من الحصن هو البوابة التي أشرنا اليها في أول الوصف والتي يعود بناءها في القرن السادس عشر الميلادي قبل نحو خمس مائة سنة وأعيد تجديدها وترميمها قبل خمسة وثلاثون سنة على الصورة التي أنشئت عليه ، وأما الحصن الذي يقع في جنوب المدينة وبوابته اليتيمة الحالية والذي لم يتبقى سواها وهي كما وصفتها في إطار منطقة حصاروهي منطقة الحكم والحامية العسكرية للمدينة فقد قسمت إلى ثلاثة أقسام المنطقة الغربية وكانت للحكم ومباني الرئاسة والقسم الشرقي كانت مخصصة لأسطبلات الخيل والأبل وخدماتها ، وأما القسم الجنوبي من الحصن فقد كان مخصص للحاميات العسكرية والجند وشؤنهم من ثكنات ومخازن وغيرها.
كما أن للحصن سور خاص غير سور المدينة الذي تم وصفه وهو يحيط بالحصن فقط ومباني السيطرة والحكم والعسكر ويقدر إرتفاعه بسبعة أمتار وسمكه بخمسة أمتار.
المدرسة الأولى القديمة والتي بقيت تستعمل حتى قبل الغزو الروسي عام 1920م
وصف للمدرسة وما يطلق عليه اسم(جلاخانة) مكان العزل للطلاب لأربعين يوما
وهنا صور للمدرسة الأقدم والتي بنيت في القرن السادس عشر الميلادي والتي أسست على شكل المدارس الاسلامية لأسيا الوسطى وأمامها البنيان المسطح لموقع ومكان الوضوء للمدارس التي حوله ،وتحتوي على 27 غرفة لسكن الطلاب والمعلمين وتحتوي أيضا على أربع فصول دراسية ومسجد داخلي بمأذنتين واضحة على ركني المدرسة ومكتبة تحت القبة على يمين البوابة وتستوعب المدرسة عدد 150 طالباً بقيت تعمل في طريقة الكتاتيب حتى مجيء الغزو الروسي الذي شتتها ودمرها وبقيت أطلالا تروي قصة المجد التليد وعلامة لنهضة وبداية تجديد رغم ما مر بها من هجران وقمع....
ومن محتوى المدرسة غرف داخلية تسمى (جلاخانة) وهي معزل صغير للطالب يدخله ولايخرج منه لمدة أربعين يوماً يحفظ كتاب الله ويتعلم أصول الدين في عزلة تامة وبعدها يخرج مجتازاً للعلم الشرعي ومبادئة التي تخوله لأكمال علمة ، طريقة غريبة وعجيبة ولكن لعلها كانت ذا نفع في تلكم الايام ...

يرى في هذه الصورة الفصول داخل مبنى المدرسة

من داخل مبنى المدرسة والفناء الداخلي والبئر التي لم تعد تستخدم والقبة المحتوية للمكتبة.. إحدى منارتين للمسجد التابع للمدرسة ويرى بالخلف مبنى المدرسة الأخرى وبينهما مبنى الوضوء وبالاسفل صورة للمدرسة التي بنيت بعد المدرسة الأولى بخمسون عاماً ويعود بناءها لأحد القوقان في بخارى ويقول مرشدنا أن إمراة ثرية أو تعمل بالتجارة تدعى (خانم شبز) من بخارى أعجبت بالمدينة وطرق التدريس أرادت بناء توسعة للمدارس فأمرت ببناء هذه المدرسة الثانية على نفقتها وهو ماحصل اللهم أجزل لها الأجر والثواب

مبنى المدرسة وهو يشرف على المدرسة الأولى وفناء الحصن

من داخل المدرسة الثانية ويرى مساكن وفصول الدراسة أنذاك وصورة أخرى للمدرسة الثانية من على الشرفة العلوية وخلفة بساتين الفواكه . صورة من إحدى غرف المدرسة الثانية ومن خلاله نرى بوابة المدرسة القديمة كان في ذاك الزمان أربع فنادق تخدم المدينة والمدارس وبقي اساسات واحد منها وهو ملاصق للمدرسة الاولى من جهة الغرب وأما الباقي من الفنادق فقد أندثرت وانتهت .
ويوجد في المدينة مقبرة للمسلمين بنيت بين القرنين العاشر الى السادس عشر الميلادي وتسمى (مخدوم أعظم) نسبة الى أحد المشهورين على نطاق واسع في المنطقة ويأتي اليه الجهال للزيارة والدعاء عنده، ولكن توجد ولله الحمد صحوة طيبة بفضل الله وثم بفضل الدعاة الذين استقوا العلم الشرعي من جامعات الحرمين الشريفين سواء من جامعة أم القرى أو الجامعة الإسلامية ولهم شأن في تغيير نلك البدع فجزاهم الله خيرا.
في مقبرة قريبة من المباني الاثرية يوجد بعض الجهال ممن يدعون الله تقربا عند قبور الصالحين..

المسجد الأول لقتيبة بن مسلم بوادي فرغانة

يأتي تأسيس هذا المسجد وصورته أسفل لبدايات الفتح الاسلامي للمنطقة بقيادة التابعيي قتيبة بن مسلم الباهلي رضي الله عنه ونحن هنا لابد من التحدث عن المجاهد الكبير وصاحب الفضل بعد الله الذي فتح هذه الديار بعزك وقوة وإرادة لاتعرف الملل وهو القائد الكبير التابعي قتيبة بن مسلم فمن هو...


خصم يصل إلى 25%