متحف مكتبة الإسكندرية ينافس متاحف الآثار في مصر : ( يضم 1079 قطعة أثرية نادرة ) :
باقتنائه عددا من القطع الأثرية والمخطوطات النادرة، دخل متحف مكتبة الإسكندرية في منافسة شيقة مع حزمة المتاحف الأثرية التي تنتشر في شتى أنحاء المدن والمحافظات المصرية. لم يكن المتحف جزءاً من المخطط الأساسي لتصميم المكتبة في بداية الأمر, إلا أن الأقدار كان لها دور كبير في فكرة إقامة المتحف داخل المكتبة.
ففي أثناء حفر الأساسات في الفترة من 1993 إلى 1995 عثر المشرفون علي مجموعة من القطع الأثرية النادرة بموقع الحفر، والمتبع في مثل هذه الحالات هو نقل القطع المكتشفة إلى متحف آثار من متاحف الدولة، إلا أن الأمر اختلف بشأن تلك القطع الأثرية، وأثناء زيارة السيدة سوزان مبارك لموقع العمل وإطلاعها علي أمر هذه المكتشفات النادرة جاءت الفكرة ودعت إلى تشكيل لجنة لإعداد الدراسات اللازمة لإنشاء المتحف.
يشغل المتحف مساحة 1700 متر مربع، ويقع في المستوى الأول B1 من المكتبة، ونظراً لأن القطع المكتشفة لا تكفي من حيث العدد لإنشاء متحف آثار بالمعنى المتعارف عليه، فجاءت فكرة عمل متحف يضم العصور المختلفة للحضارة المصرية، بدءاً من الحضارة الفرعونية إلى الحضارة الإسلامية، فقام مجموعة من الأثريين من المجلس الأعلى للآثار بوزارة الثقافة المصرية بمعاونة الدكتور مصطفى العبادي أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية باختيار المعروضات المختلفة التي يضمها المتحف، وقد روعي أثناء جمع المعروضات أن تكون متنوعة من حيث الشكل والمضمون، لتعطى للزائر صورة كاملة مبسطة للعصور المصرية المتعاقبة.
وشهد المتحف منذ افتتاحه مع بداية عام 2003 إقبالاً متزايداً، حيث يأتي لمشاهدته يومياً المئات من المصريين والأجانب للتعرف على الآثار التي تعبر عن الحضارات التي عايشتها مصر على مر السنين , ويعد بمثابة نافذة حضارية تساعد جمهور المكتبة على التعرف على الحضارات الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية وأخيراً الحضارة الإسلامية، حيث يضم المتحف حوالي 1079 قطعة أثرية جمعت من مناطق ومتاحف مختلفة في أرجاء مصر مثل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف المصري والقبطي والإسلامي بالقاهرة ومن الفيوم والمنيا والأقصر، ولعل أبرز ما يميز مقتنيات المتحف هو ضمها لأبرز وأهم القطع التي عثر عليها بموقع المكتبة أثناء أعمال الحفر، كما تضم مجموعة الآثار الغارقة التي تم انتشالها من الميناء الشرقي. ولا تقتصر تلك القطع الأثرية على الإشارة للدلائل التاريخية التي مرت بها مصر فقط، بل امتدت لتشير لجميع المجالات العلمية والثقافية والفنية والدينية والاجتماعية.
وينقسم المتحف إلى الصالة الرئيسية، وقاعة المومياوات، وقاعة حفائر مكتبة الإسكندرية، والقاعة الجانبية. أما الصالة الرئيسية فهي كبرى صالات العرض الموجودة داخل المتحف، وتتميز باتباعها التخطيط العالمي المتعارف عليه من حيث التصميم الداخلي للمتاحف، وهو أن تكون نقطة البداية هي نفسها نقطة النهاية للزائر، وتضم معروضات متنوعة للمراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها الحضارة المصرية بداية من عصور مصر القديمة، فالعصر اليوناني، العصر البطلمي، العصر الروماني، مرورا بالفنون القبطية، الفنون الإسلامية، الآثار الغارقة في مصر. أما قاعة المومياوات فهي من أهم قاعات المتحف وأكثرها جذباً للزوار، وتتميز باحتوائها على مومياء من العصر الروماني وتابوتين من العصرين الفرعوني والبطلمي. وكذلك هناك قاعة حفائر مكتبة الإسكندرية والتي تعد النواة الرئيسية وحجر الأساس في متحف الآثار، وتضم مجموعة نادرة من المقتنيات ذات الأهمية الفنية والتاريخية، التي تعكس صورة واقعية عن جانب من الفن السكندري في عصر من أزهي عصوره التاريخية. أما القاعة الجانبية التي ألحقت بالمتحف حديثاً، فتضم مجموعة رائعة من الأدوات الجنائزية، والقرابين، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من التماثيل.
ومواكبة لكل ما هو حديث في عالم التكنولوجيا الرقمية، أتاح متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية لجمهوره خدمة دليل رقمي، وقد تعاقدت المكتبة مع شركة Ibm العالمية لتنفيذ المشروع، وأشرف على التنفيذ مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي Cultnat وهو أحد المراكز البحثية التابعة لمكتبة الإسكندرية. هذا ويعد متحف الآثار مكتبة الإسكندرية ثاني متحف في مصر يطبق فيه هذا المشروع بعد المتحف المصري بالقاهرة .