عُدْنَا مِنْ مَاليزيَا ….
وجاء الوقت لرد الجميل لأعضاء ومشرفين هذا المنتدى الغالي
(( العرب المسافرون ))
وأخص بالذكر هنا إخواني في بوابة السفر لماليزيا .
فلقد كان لهم الفضل الأعظم بعد الله سبحانه وتعالى في أن تكون رحلتي جميله ومنظمه بكل المقاييس
ولقد كان يخيل لمن يراني قبل السفر بأنني خبير في الديار الماليزية لكثرة المعلومات التي كنت قد جمعتها
من تجارب ورحلات أعضاء هذه البوابة …
وكلمة حق أقولها دون مجاملة قد تكون بوابة السفر لماليزيا هي البوابة الأكثر تنظيماً
والأوفر بالمعلومات والتجارب من بقية بوابات هذا المنتدى
ولا أدرى حقيقة هل السر يكمن في أعضاء هذه البوابة
أم أن ماليزيا بلد منظم سياحياً نستطيع أن تكتب عنها بكل سهوله
أم لكثرة المسافرين لهذه البلاد
أم لأن أغلب الرحلات لماليزيا هي في الأغلب رحلات عائلية
لذا نحرص دائماً أن تكون منظمة ومنسقة بشكلٍ جيد .
عموماً أتمنى أن يضيف تقريري المتواضع ولو معلومة صغيرة يستفيد منها أعضاء وزوار
(( العرب المسافرون ))
وإن لم أستطيع ذلك فيكفيني أن تشاركوني و تستمتعوا معي بمجريات هذه الرحلة .
وحتى لا أطيل عليكم دعوني أعود لرحلتي ألتي أسميتها

التي كانت بالنسبة لي هي

عشت فيها أيام
رسمت أحلام
وغنيت الهوى أنغام
أولاً …. فكرة السفر لماليزيا …
كان منبع هذه الفكرة هو أنني كنت أريد هدية مميزة أقدمها لزوجتي الغالية في
عيد زواجنا الخامس والذي يوافق
6 /12 /1429 ه
وبعد تفكيرٍ وتمحيص وجدتُ أنه من الرائع أن تكون الهدية عبارة عن رحلة
للأراضي الماليزية لكي نقضي هذه المناسبة ( الخماسية) الغالية
ونحتفل بها على شواطئ لنكاوي الساحرة والتي يسميها البعض
(( أرضُ الخيال وجزيرة العشاق ))
فبدأت من وقتها بتخطيط لهذه الهدية ولهذه الرحلة وكان ذلك قبل عدة أشهر من السفر
وصممتُ أن تكون هذه الرحلة جميلةً رائعة كروعة من شاركتني تلك السنين الخمس
لعلي أُكافئها بهذه الرحلة ولو شيئاً يسيراً من جميلِ عشرتِها و طيب صُحبتها .
ثانياً … التخطيط لرحلة .
أول خطوة في تخطيط الرحلة هو اختيار الخطوط الناقلة وإيجاد حجز مناسب للوقت الذي نريد السفر فيه
حيث وجدت أن من الأنسب أن يكون السفر بتاريخ
7/ 11 / 2008 م
وجدتُ حجوزات على أكثر من خطوط جوية لكنني فضلت اختيار
الخطوط الجوية الماليزية
برغم من أنها كانت الأغلى سعراً عن بقية الخطوط ، لكنني اخترتها
وذلك للسمعة الجيدة للخطوط الماليزية ولأن رحلاتها مباشرة من جدة إلى كوالا .
فذهبت للمكاتب السياحية أستفسر عن سعر التذكرتين لكن وجدت أن أسعار المكاتب لا ترحم
وكان السعر لديهم يتراوح مابين 7500 و 7600 ريال للتذكرتين ...
والكل كان يخبرني بأن هذا يعتبر سعر الموسم على الخطوط الماليزية
بسبب فترة الحج .فقلت في نفسي
(( رحم الله تلك الأيام الخوالي ))
والتي كانت تباع فيها التذاكر في فترة الحج بأقل من نصف سعرها
لأن الطائرات كانت تتأتي ممتلئة وتعود خاوية .
عموماً قررت العودة إلى منزلي وفضلت أن أحجز عن طريق موقع الخطوط الماليزية مباشرة
و فعلاً هذا ما حدث فقد وجدت سعر التذكرتين مباشرة من الموقع ب 7045 ريال مع إمكانية

• اختيار مقاعد الجلوس على الطائرة لرحلتي الذهاب والإياب *

وكانت هذه الميزة بالنسبة لي مهمة جداً جداً جداً ...
فقمت بعمل الحجوزات فوراً ...

وخترت المقعدين الذين أفضلهما دائماً وهما اللذان بجوار مخرج الطوارئ الخاص بطائرة
لأن ميزتهما أن المقاعد التي أمامهم مباشرة غير موجودة مما يتح مساحة كافية للحركة
والوقوف في الطائرة وكأنك في مقصورة الدرجة الأولى
مع فارق إمكانيات و حجم الكراسي بين الدرجتين .
ثم خطوة مهمة في السفر وهي إعداد مخطط لعدد الأيام
وختيار المدن المراد زيارتها وكذلك الفنادق الملائمة للمتتطلبات والميزانية المعدة للسفر
فأعددت مخطط يناسبني ويناسب متطلباتي ..

وفي اليوم المحدد للسفر اتجهنا للمطار
واستغرفت الرحلة تقريباً ثمانية ساعات ونصف ( إن لم تخني الذاكرة )
وكانت الخطوط الماليزية بصراحة على مستوى السمعة التي تتمتع بها
فلم نشعر بإرهاق الرحلة رغم الساعات الطويلة التي قضيناها في الطائرة
وصلنا إلى مطار كوالا لمبور الدولي ذلك المطار الجميل والهادئ ذو التصميم الرائع

وأول ماوصلنا إلى المطار أصابني ذلك الشعور الأليم الذي دائماً يصيبني عندما أصل أي مطار في
أي دولة أزورها أو أسمع عن أي مطارٍ جميلٍ لم أزره ...
وماذلكَ الألم إلى وخزةٌ في قلبي عندما أتذكر المطار الذي أقلعت منه من بلدي
مطار الملك عبدالعزير الدولي ...
والذي يحمل اسم مؤسس هذه البلاد رحمة الله عليه ...
المطار الذي يستقبل الملايين سنوياً لأداء فريضة الحج والعمرة ...
المطار الذي كان من المفروض أن يكون خارج الخدمة من أكثر من عشرين سنه ...
هناك فرق كبير بل لا وجه أصلاً للمقارنة بين مطار الملك عبدالعزير ومطار كوالا لمبور ....
بعد وخْزات الألمِ هذه ، أكملتُ طريقي بإتجاه القطار الذي سوف ينقلنا للصالة الأخرى

التي يتم فيها استلام الأمتعة وختم الجوازات

وبعد استلام الحقائب
توجهنا لكونتر ختم الجوازات و التي كانت إجراءاتها يسيرةً سريعة
كسرعة لهفتنا لرؤية العناق الأول بيننا وبين الديار الماليزية ..
وما إن هممتُ بالخروج من المطار حتى رأيت مكتب اللميوزين الخاص بالمطار مباشرةً أمامي
فتوجهت إليهم وطلبت سيارة مرسيدس لإيصالي للفندق
وكانت الأسعار ثابتة لديهم 151 ريجنت
(قد تكون سيارات الأجرة أرخص ...لكن ليموزين المطار أفضل وأأمن )
أخذت إيصال بالمبلغ وبمكان الوجهة التي أقصدها وطلبت مني الموظفة التوجة للبوابة رقم سبعة

ووجدت السائق بانتظاري

وماهي إلا دقائق أخرى وها نحن نغادر أرض المطار
وقد برقت لنا تلك الفاتنة التي طالما تغنى بحُبِها المسافرون ...
برقت لنا وهي تتغنى بقول الشاعر
أهلاً بالأحبة ِحيثُ حَلو.....
لَهُمْ في القَلبِ مُرتَحلٌ وحِلُ ....
خُيُولُ الشوقِ مُسْرَجةٌ إليهم ....
حَيثُما سَارُوْا وَحَلْو .....
برقت لنا بسمائها التي تكسوها الغيوم

وبأرضها التي تغطيها الخضرة والجمال