قرطبه المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
أبن زيدون
05-04-2022 - 01:40 am
  1. تاريخ الجامع..

  2. مميزات الجامع

  3. في سنة 139ه جدّده الأمير هشام بن عبد الرحمن.

  4. عربيُّ اللحن حجازيٌ ** روح الإسلام تخلِّده

  5. يمنيُّ العطر تهبُّ به ** أ نسام الشام وتحشده

  6. سرُّ الكونين برؤيته ** وعن الكونين تجرُّده

  7. وسراب العصر بنور الدين ** ونار الحب يبدِّده

  8. تتألق زرقة قبته ** وتُقيم الليل وتُقعِده

  9. وتنهُّدها في وحدتها ** كالطور كواه تنهُّده

  10. هنالك يرتع الساري ** هنالك تصدح الوُرْق

  11. كأن النهر تاريخٌ ** يغني فوقه الشرق

  12. انتهى كلامه حفضه الله


من منا لم يسمع بهذا الاسم وبهذا الرمز الديني الذي اخرج رجال عضماء ملئوا سماء اوروبا نورا وتكبير واخرجوها من نير الظلمات والجهل الى نور العلم والسعاده
جامع قرطبة الاعظم في قمة الشموخ تزينه قنطرة الوادي الكبير العظيمه
صور الجامع من اعلى وفي قلبه الصحن وساحه المسجد واشجار البرتغال .

تاريخ الجامع..

لقد تم بناء هذا الجامع خلال قرنين و نصف قرن تقريبا ، و يرجع تأسيس المسجد إلى سنة (92 ه) عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة لملكهم ، حيث شاطر المسلمون نصارى قرطبه كنيستهم العظمى ، فبنوا في شطرهم مسجداً و بقي الشطر الآخر للروم، و حينما ازدحمت المدينة بالمسلمين و جيوشهم اشترى عبدالرحمن الداخل (صقر قريش) شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تمّ هدمه من كنائسهم وقت الفتح ، و قد أمر بإنشائه (عبدالرحمن الداخل))785 ميلادي و قد كانت مساحته آنذاك (4875 متراً مربعاً) و كان المسجد قديماً يُسمى ب (جامع الحضرة) أي جامع الخليفة أمّا اليوم فيُسمى ب (مسجد الكاتدرائية) بعد أن حوله الأسبان كاتدرائية مسيحية. و أهم ما يعطي هذا الجامع الفريد مكانة في تاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات و التعديلات و أعمال الزينة ، كانت تسير في اتجاه واحد و على وتيرة واحدة ، بحيث يتسق مع شكله الأساسي.

مميزات الجامع

كان الشكل الأصلي لمسجد عبدالرحمن في عام 170 يتألف من حرم عرضه73.5متر، و عمقه 36.8متر ، مقسم إلى 11 رواقاً ، بواسطة 10 صفوف من الأقواس ، يضم كل منها 12 قوس ترتكز على أعمدة رخامية و تمتد عمودياً على الجدار الخلفي. و هذه الصفوف تتألف من من طبقتين من الاقواس ، الأقواس السفلية منها على شكل حدوة الفرس ، والعلوية تنقص قليلاً عن نصفدائره ، وهي تحمل سقفاً منبسطاً ، يرتفع مقدار 9.8متر عنالارضيه و فوقهم 11 سقفاً جمالونياً متوازياً ، بينها أقنية عميقة مبطنة بالرصاص. والحرم ينفتح على الصحن بواسطة 11 قوس حدوي ، ترتكز على عضائد على شكل T. والصحن عرضه 73.21مترو عمقه 60.7متر و يوجد له باب غربي و باب شمالي على المحور الشمالي الجنوبي ، كما له على الأرجح باب شرقي متوافق مع الأول. و كان للحرم باب واحد يعرف اليوم باسم (بوير تادي سان استيبان) ، وللحرم أيضاً 3 دعائم للشرق وللغرب، تبرز 1.5 متر ، و دعامتان ركنتيان و على الأرجح 10 في الجانب الجنوبي ، لتتحملضغطصفوف الأقواس. و سمك الجدران قدره 1.14 متر. والصحن لم يكن محاطاً بأروقة ، و الكتابات التى تزين واجهة المحراب يصعب فهمها ، ومما كتب الآية السادسة من سوره السجده(ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) و مما كتب أيضا : موقف الإمام المستنصر بالله عبدالله الحكم. كما كتبت الآية 23 من سوره الحشر : (هو الله لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) ، و من أعمال الحكم في جامع قرطبة مد قنوات المياه إلى السقايات. والميضآت التى أحدثها ، و قد أوصل الماء إلى المسجد عبر قناة مدها من سفح جبل العروس قرب قرطبه كما أنشا الحكم عدداً من المقاصير ، منها مقصورة "دار الصدفة" غربي الجامع ، وقد جعلها مركزاً لتوزيع الصدقات ، و مقصورة أخرى أمام الباب الغربي كان الفقراء يتخذونها مسكناً لهم

التوسعة والإعمار:
مرّ العمل بتوسعة المسجد وإدخال تعديلات عليه بمراحل متعدّدة منها:

في سنة 139ه جدّده الأمير هشام بن عبد الرحمن.

وفي سنة 176، جدّد الأمير عبد الرحمن بن الحاكم بناء قبته التي بناها جدّه عبد الرحمن ابن معاوية،أما الأمير محمَّد بن عبد الرحمن فقد جدّده في سنة 207ه.
وفي سنة 340ه أمر الأمير عبد الرحمن الناصر (المستنصر باللّه) بهدم منارته القديمة وبناء منارة جديدة بديعة الصنع بدلاً منها كما أمر ببناء منبر بديع للمسجد وثلاث مقصورات هي مقصورة دار الصدقة، ومقصورة الوعاظ، ومقصورة البائسين، كما أقام رصيفاً على امتداد الجامع، ليكون متنزهاً لأهالي قرطبة أسماه الرصيف المستنصري.
وفي سنة 355ه اهتم به وجدّده الأمير هشام بن الحكم (المؤيد باللّه
ماذا حدث للجامح
تعرّض المسجد في سنة 400 هجرية للنهب ، بعد أن ترك الناس قرطبة ، نتيجة القتال الذي نشب بين المهدي و بين سليمان بن الحكم
اجتاح قساوسة قرطبة سنة 633هجريه1326 ميلادي ، ما في قرطبة من مساجد و قصور ، و تعرّضوا للمسجد و خربوه
باب القضاء المتفرع من باحه المسجد والمؤدي الى الجامع
السياح يتوافدون يوميا من كل العالم لمشاهدة هذا المعلم الخالد والعظيم
أروع ما أنشأ المسلمون من الأعمال المعمارية في الأندلس (إسبانيا)..
مئذنه الجامع ويبدو الشموخ عليها واضح رغم وضع الاجراس فيها وكانها تقول ها أنا لا زلت مسلمه وسيرجع الي المسلمون في يوم ما ليملئوا سمائي نورا وتكبيرا
حتى مئذنته الشاهقة أحيطت ببرج مربع تنتصب فوقه أجراس الكنيسة، لإخفاء طابعها الإسلامي
في قلب الجامع الكبير توجد ساحة المسجد الذي تحول إلى كاتدرائية بعد سقوط قرطبة في أيدي الأسبان عام 1236 ميلادية كانت تملأها أشجار البرتقال والرمان وكان يأكل منها الجائعون والقادمون إلى المدينة من بقاع شتى
ساحه الجامع وأشجار البرتقال (النارنج)لا زالت يانعه منذو عهد اسلافنا المسلمين الذين زرعوها بهذا المكان
أمّا القبة فتعتبر إحدى آيات الفن المعماري، وهي على هيئة نجمة مُثمّنة الزّوايا، تحتوي في أعلاها على صَدَفَة. أمّا عناصر زخرفتها فهي نباتية محوّرة عن الطّبيعة ذات ألوان ذهبية ٍفريدةً من نوعها
قبة الجامع أيه بالابداع الهندسي الخالد لدى المهندس المسلم
تزين الكتابات واجهة المحراب، ومما كُتب: (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) و(هو الله لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون).
محراب الحكم المستنصر ايه في الفن الهندسي المعماري الذي لم يرى له مثيل
أول من حدد القبلة وخط المسجد هو التابعي حنش الصنعاني
يوجد في المسجد 1400 عمود من أقواس الدّائرة، ويتدلّى من السّقف المصنوع من خشب الأرز 4700 مصباح من الفضة، لتضيء تسعة عشر رواقاً طولياً، تتقاطع مع ثلاثة وثلاثين رواقاً عرضياً
أعمده المسجد تبدو كالنخيل ولا ريب لطالما احب الداخل الشام ونخيله فصور هذا الحب في اعمدة جامعه الأعظم
الجانب الشرقي حيث توسعة المنصور ابن ابي عامر
لم يرغب الأسبان في هدم المسجد عقب سقوط قرطبة فحولوه إلى كنيسة تملأ جدرانها النقوش القرآنية تتداخل مع التماثيل والأيقونات المسيحية وشواهد رفات القديسين ورجال الدين الذين دفنوا في المكان
الكنيسه التي زرعت في قلب الجامع (جسد مسخ) سيزول باذن الله
محراب المستنصر
من عند هذا المحراب تخرج ثله من اكابر علماء هذه الامه كأبن حزم والقرطبي وابن عبدالبر
بعض أسماء المؤذنين والخطباء والأئمة الذين عملوا بجامع قرطبة لمدة قرنين ونصف
الحائط الشرقي للمسجد حيث توسعه المنصوربن ابي عامر ومن الخارج يبدو الشموخ ظاهرا عليه رغم غربة اهله عنه اكثر من سبعه قرون
. جامع قرطبة الأكبر في أوروبا وظل لقرون أحد منائر العلم ينافس الأزهر والقيروان
وقبل ان اختم هذه مقاله طيبه لشيخنا محمد المختار الشنقيطي تناسب هذا المقام اترككم معها ..
دفعني الفضول وحب الاطلاع إلى استعارة مجموعة أشرطة فيديو من إحدى المكتبات الأمريكية العامة. تضمنت هذه الأشرطة برنامجا وثائقيا عنوانه "الحضارة واليهود"، وهو من إعداد وتقديم "أبا أيبان" وزير خارجية الدولة اليهودية في السبعينات، وأحد المثقفين الذين يفخر بهم اليهود في كل مكان. ولفتت نظري فقرة من البرنامج سجلها "أيبان" - وهو منفعل انفعالا واضحا - في ساحة "الحمراء" وبين أعمدة مسجد قرطبة في أسبانيا.
وشدد المثقف اليهودي على دور اليهود في الحضارة الإسلامية في الأندلس، مشيدا على وجه الخصوص بالفيلسوف موسى بن ميمون الذي يدعوه اليهود "موسى الثاني"، مشيرين إلى أنه لا أحد أثر في تاريخهم بعد النبي موسى - عليه السلام -، مثلما أثر ذلك الفيلسوف الأندلسي.
إن مسجد قرطبة الذي حوله الصليبيون الأسبان إلى كنيسة، لا تزال منارته وقبته شامختين حتى اليوم، ولا تزال جدرانه الداخلية مزينة بآيات القرآن الكريم، شاهدة على عمق الفجيعة، وعلى أمجاد دارسة خذلتها مطامح ملوك الطوائف، وطمستها ثقافة الاستعمار الدخيل..
وإذا كان مثقف يهودي يبكي أطلال قرطبة، لمجرد مساهمة هامشية من بعض الوزراء أو الأطباء أو الكتاب اليهود.. فليت شعري كم يلزمنا من البكاء وذرف الدموع على تلك الأرض التي أنجبت رجالا من أمثال الشاطبي والقرطبي وابن عبد البر وابن خلدون وابن رشد وابن مالك وابن العربي وابن عاصم وابن جزي.. وسواهم من عمالقة العلم والتقوى والجهاد؟؟ !!
إن آلاف المسلمين نكلت بهم أيدي الصليبيين ومحاكم التفتيش في الأندلس، وهرب الملايين منهم إلى المغرب العربي.. وقد أطلق الأسبان على أولئك الهاربين "موريسكوس" وهي نفس الكلمة الفرنسية "مور" التي اشتق منها اسم "موريتانيا" أي بلاد "المور". وليست تسمية "المور" بالمناسبة من ابتكار الأسبان، وإنما هي ضاربة في القدم، يربطها نسب وثيق مع "وادي مور" في اليمن.
لكن ذاكرتنا التاريخية طمسها جهل القرون، ودمرها تشبثنا بقشور من ثقافة مستعمر حاقد، لا يكتفي باستعباد الشعوب، بل يريد إخراجها من جلدها.
لقد ذكرني برنامج "الحضارة واليهود" بآلاف المسلمين الذين يتوافدون على أسبانيا يوميا من المغرب العربي وشمال إفريقيا، وهم لم يسمعوا اسم "الحمراء" ولا "مسجد قرطبة"!! ولا يعرفون شيئا عن الأندلس. فيبس حلقي من المرارة، وتوقفت أنفاسي من التحسر.. ولم أجد عزاء إلا في أبيات جميلة بعنوان "مسجد قرطبة"، علقت في الذهن منذ مدة، وهي للفيلسوف والشاعر الباكستاني محمد إقبال، كتبها لما زار الأندلس مطلع القرن العشرين.
تضمنت قصيدة محمد إقبال وصفا بديعا لجمال الفسيفساء الإسلامية في المسجد، والتي برع فيها الأندلسيون أيما براعة. ولم ينس إقبال أن يربط بين الحضارة الأندلسية وامتدادها في الزمان (روح الإسلام) وفي المكان (الحجاز والشام واليمن):
قصر التاريخ ومسجدهُ ** ما أروع ما صنعتْ يده
للقوم بصدر حكايته ** صوت ما زال يردِّده
ظمأ لا رِيَّ له وبه ** طلب الظمآن ومقصده
يزداد برؤيته ولَهًا ** ويريد يقوم فيقعِده
وكأن علائق زينته ** خفقات القلب ومعقده
في الصخر فنون سرا ئرنا ** بلطائفنا نتعهده
ليَهيج رنينُ جوانبه ** بأنين الروح نُزوِّده
يا ظل الغرب ودوحته ** من ذا تاريخك يجحده؟
بك أضحت تربة أندلسٍ ** حرما في الغرب نمجِّده
لا نِدَّ له في سؤدده ** إلا الإيمان وسؤدده

عربيُّ اللحن حجازيٌ ** روح الإسلام تخلِّده

يمنيُّ العطر تهبُّ به ** أ نسام الشام وتحشده

ولم ينس إقبال أن يقارن بين جمال الفسيفساء في المسجد وجمال النفوس المؤمنة التي أبدعت تلك الفسيفساء، فما ذاك إلا انعكاس لهذا. وفي المقارنة تظهر الشفافية الروحية لدى إقبال، وقدرته على وصف الأرواح المؤمنة، وتصوير التكامل في الشخصية الإسلامية في أبيات قليلة، بشكل لم يستطعه كثيرون في مجلدات:
يحكيك جمالا وجلالا ** رجلٌ لله تعبُّده
وحماسُ ضحاه ووجدُ مساه ** وما يخفيه له غَده
ومسرَّته ومحبَّته ** وتواضعه وتودُّده
عذب الكلمات خفيف الروح ** رقيق القلب مسهَّده
أبديُّ الحب نقيُّ الحرب ** مَصون العرض مهنَّده
وعلى يده لله يدٌ ** بلطيف القدرة تعضُده
العالم قصر خلافته ** وسماء العالم معبَده

سرُّ الكونين برؤيته ** وعن الكونين تجرُّده

وسراب العصر بنور الدين ** ونار الحب يبدِّده

ومن الصور البديعة المشحونة بالدلالات التاريخية ما ورد في القصيدة من تشبيه أعمدة المسجد بأعمدة النخيل في أرض الشام. لكن الصورة التي ألهبت خيالي، وتركت في نفسي أثرا لا يمَّحي هي الربط بين قبة المسجد وقمة جبل الطور، في لمسة شاعرية، ونفحة إلهية، أوتي منها إقبال ما لم يؤت غيره من الشعراء:
كنخيل الشام وأعمدها ** شمختْ في المسجد أعمده

تتألق زرقة قبته ** وتُقيم الليل وتُقعِده

وتنهُّدها في وحدتها ** كالطور كواه تنهُّده

على أن قصيدة "مسجد قرطبة" ليست هي كل ما كتبه إقبال في ذلك البيت المعمور المهجور، وفي تلك الأرض السليبة الضائعة. بل كتب إقبال قصائد غيرها، وأبياتا متناثرة أخرى، وإن لم تصل إلى مستوى التألق الروحي والشاعرية المجنحة التي نجدها في القصيدة السابقة. ومن ذلك تلك الأبيات التي كتبها على لسان طارق بن زياد وهو يستعد لاقتحام البحر إلى الأندلس، يناجي فيها الخالق العزيز، ويتحدث عن جنوده المجاهدين المتجردين، السائرين على خطى الأنبياء، همهم نيل الشهادة، لا سبي الغواني أو سلب الخزائن..
هذي الكماة عبادك الأخيارُ ** حملوا عناء العالمين وساروا
أصحاب سرِّك والسيادة طبعهم ** والنور في نظراتهم والنار
فعلتْ كموسى في البحار مَطِيُّهم ** وتراجعتْ لخطاهم الأنهار
البحر حبة خردل في كفهم ** والعشق في أرواحهم إعصار
عزفوا عن الدارين إلا أنهم ** علَمٌ على الدارين لا ينهار
نيل الشهادة للموحِّد مطمحٌ ** وإذا تقحَّم فالجراح غبار
لا سبي غانية وسلب خزانة ** ومطامح الهمم الكبار كبار
ومن ذلك قوله واصفا الطبيعة الخلابة في قرطبة، ومثيرا الذاكرة التاريخية في نفوس المسلمين:
تميل سحابة الوادي ** فتحكي فيه غطُّاسا
رمتها الشمس بالياق ** وت أكداسا فأكداسا
وأغنية ابنة الفلَّاح ** تطرب رغم ركَّتها
برقتها إذا غنَّت ** وآهتها وأنَّتها
كأن غناءها فيضٌ ** يُقِلُّ سفينة القلبِ
تغازل نهر قرطبة ** الذي يذخر بالحبِّ

هنالك يرتع الساري ** هنالك تصدح الوُرْق

كأن النهر تاريخٌ ** يغني فوقه الشرق

ويتحسر إقبال على ضياع ذلك الصرح الإسلامي أيما تحسر: فهل يعقل أن لا يرتفع الأذان على تلك المنارة المهيبة التي احتضنت في ظلالها يوما قوما وحدوا الخالق؟ وهل يعقل أن ترتفع الصلبان عليها وهي لا تزال مزينة بآيات القرآن؟ يا لها من فجيعة!!! يقول إقبال مخاطبا المسجد:
إن أرضا أنت فيها ** لسماء للعيونْ
كيف لم يسمعْ أذانًا ** أهلُها منذ قرونْ؟
ولا تعجبْ من ذلك، فصوت الأذان عند إقبال ليس يضاهيه لحن آخر، وهو القائل:
ليس في ضوضاء هذي الأممِ ** نغمة إلا أذان المسلمِ
ويورد إقبال ترجمة لأبيات عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، الذي أمضَّتْه الغربة عن بلاده، وأرهقه البين عن الأهل والأحبة، ثم أثارت نخلة غريبة كوامن نفسه فقال:
تبدَّت لنا وسْط الرصافة نخلةٌ ** تناءت بأرض الغرب عن بلد النخلِ
فقلتُ شبيهي في التغرُّب والنَّوَى ** وطول افتراقي عن بنيَّ وعن أهلي …الخ
ثم يكتب إقبال تكملة للأبيات، فيضفي عليها نفَسا إسلاميا، وعمقا فكريا، ويضمِّنها إشارات إلى نهاية الدولة الإسلامية في الأندلس، التي شهد عبد الرحمن الداخل بدايتها. يقول إقبال في تكملته للأبيات:
وما ضرَّنا ملك تركناه خلفنا ** فكل بلاد الله ملك ذوي العدلِ
سنبني كما كنا بنينا لغيرنا ** وحاشا لأهل الجود تُوصَم بالبخلِ
إذا نضبتْ أجسادنا من دمائنا ** فمنزلنا ريَّانُ من غدَق البذلِ
ستذكرنا الدنيا وتندبنا الورى ** وتطلب في آثارنا كعبة الفضلِ
يقال هنا صلَّتْ وضجَّتْ قلوبهم ** هنا انتبذت أرواحَها رسُلُ النخلِ
ولا ينسى إقبال أن يكتب قصيدة وهو يودع مسجد قرطبة، فيبث فيها خلاصة أحزانه وحسرته على الماضي الضائع والحاضر البائس:
صوت المنائر في نسيمك يرقدُ ** وصداه في أرواحنا يتردد
يا توأم الحرم الشريف تطوَّفت ** بك ركَّع من عاكفين وسجَّد
سيماك من أثر السجود على الثرى ** طرب يفوح ونضرة تتجدد
خمدت حقيقتنا وزال بريقنا ** وبريق قرطبة الشريد مخلَّد
ووقفتُ لا نومي حمدتُ ولا السُّرى ** أتكبد الجرح الذي أتكبد
تلكم زفرات قلب مفجوع على تاريخ أمة غافلة، بلغ بها التفريط فيه أن أصبح اليهود يفخرون به ويسرقونه، كما يخططون الآن لسرقة المسجد الأقصى بأساطير تاريخية هزيلة..فهل نظل ندرِّس أبناءنا أمجاد نابليون،
وننسى مسجد قرطبة؟؟!!

انتهى كلامه حفضه الله

وفي الختام أود أن أن اضيف وعند زيارتي للأندلس أرض الاجداد و بعد وقوفي أمام هذه الأطلال فإن الشعور الذي إنتابني كان شعور بالفخر والمجد تاره وبالحزن والأسى تاره بين ماض مجيد وحاضر مؤلم بين أحلام وأمال والام و لكن بعد ذلك كان هناك الحزن و البكاء على تاريخ ومجد وحضاره أشرقت على الأنسانيه وانارت ظلمتها 800 عام.
اسئل الله ان يرجع جامع قرطبه لحوزة الاسلام وان يرجع ارض الاجداد الأندلس لحوزت الاسلام وان يقر اعيننا بفتحها ويشهدنا ذلك واني اراه قريب نعم قريب بأذن الله.
وجميع بلاد المسلمين .أمين أمين
أخوكم :ابو الورد الأندلسي
عاشق قرطبة


التعليقات (2)
ALGARG_
ALGARG_
ماشاء الله اسلوب راقي شكر أخي ابن زيدون علي الموضوع الوواعر بزاف والي الامام ننتظر جديدك يا كبيده

الرندي
الرندي
آه يأبن زيدون أوجعت القلب المفجوع.
وما أجمل وأعمق الكلمات الأخيرة بالموضوع(زفرات قلب مفجوع على تاريخ أمة غافلة)
بارك الله فيك وفي قلمك المبدع وحسن أختيارك.


خصم يصل إلى 25%