بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين رازق الطيور في وكناتها والغافر للذنوب بسيئتها ، وبعد :
هذا الموضوع عبارة عن مقالات متفرقة ستكتب لكم لما فيها من الفائدة
العظيمة بعد أن طفنا في أرجاء بلاد الكريمة ، وخالطنا أشكالا كثيرة من
العباد الطيبة واللئيمة، مضت السنون وتعلمنا أشكال من الفنون ، سننقلها
لكم لتعم الفائدة ، و تكون البوابة في المنتدى هي الرائدة ، وليكون
لقرائها انس وخبره زائده .
سنكتبها لكم على دفعات ، فلا تكثروا علينا من الهات ، ولا تزيدوا من القيل
والقال ولا كثره الإلحاح والسؤال .
وصلى الله وسلم على اشرف أنبيائه .
كتبه الفقير الى ربه
ولد الدرب
(1)
عشق المغرب
اعلم أخي الكريم أن للمغرب في قلوب محبيه عشق عضيم
ويحصل له في عشقه وهيامه بلاء يكون منه سقيم ، فلا تلمه
في ذلك ، فإذا كنت في ذلك مجرباً فتحس بما أحس به
وإذا كنت غير مجرب ، فأنت لعمرك مضيع ومخرب
فلا تحرج أخيك ، فيشفيه ربك ويبتليك . فكم من تذكرة
مزقت وكم من أجازة مددت ، وكم من دموع أذرفت .
واعلم كذلك أيها الجاهل أن لعشق المغرب في قلوب
رواده درجات وفئات ، ولكل درجه ميزات ، وصفات
تراها متميزة ، وواضحة جليه ، عن العين الخبيرة غير خفية
فمنهم من في حبها هائم وعن الكلام صائم ، لا يعرف علته
ألا أصحابه وشلته ، فهذا موزون ثقيل ، قلبه معطوب وعليل
ولا يظهر ألا القليل ، فصادقه ، فهو كتوم و لا يزعج ولا يلوم .
ومنهم من يتكلم في كل مجلس ويرى في فضائحه مأنس
تلهبه نار الشوق فيخرج آهاته من فوق ، فهذا تجنبه
ففي بعده راحة ، لا تخالطه تكن النفس مرتاحة .
ومنهم من يرى نفسه فهيم ، وهو لا يعلم من أموره
أي طريق سليم ، يقول أنا فعلت وعملت وتجبرت وظلمت
وهذا ظاهره ، أما في باطنه فهو مفتوخ وهو لا يعلم كيف
يشتري الدلاح أوالخوخ ، يكبر الصغائر و دراهمه في الملمات
دائما ظاهر ، فلا تسافر معه فهو بمشاكله يبتليك وبقلة خبرته يؤذيك .
واعلم أخي الكريم ان عشق المغرب نار لهوب ليست بسبب فتاه
لعوب أو جو طروب أو كرم دءوب ، بل هو خليط لا يعرف سببه
ولا يداوى عطبه ، فإذا أتاك فان الله ابتلاك ، فكن لبلواك صابر
وعلى الملمات قادر فكم من شخص صبر وفي النهاية ظفر
فكن بأذن الله من الظافرين ....
وبهذا ننهي المقالة الأولى