لندن المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
sat111
17-06-2022 - 07:58 pm
ما أن ينتصف شهر شعبان حتى تعج المساجد في بريطانيا بالنشاطات الاسلامية بمختلف أشكالها، من جمع التبرعات الى طباعة أوقات الصلاة التي تحتوي على إمساكية الشهر.
ولكن ما أن يأتي اليوم الاخير من شعبان حتى لا تكاد تصدق شركات الهاتف كم المكالمات الصادرة من وإلى بريطانيا وخصوصا الرسائل الالكترونية التي تحمل مباركة المسلمين لبعضهم البعض بهذا الشهر الكريم.
شهر رمضان له خصوصيته في بريطانيا، فهو شهر لا يعرف الكسل بل تنتشر فيه قراءة القرآن وعمل الخير والعبادات. أما ليل رمضان عند اغلب ابناء الجالية المسلمة في بريطانيا فهو لا يعرف الا «الجد» أيضا من صلاة التراويح بالمساجد او المراكز الاسلامية او في المنازل مع العوائل. ولكنه يحفل أيضا بما لذ وطاب على المآدب في الشهر الكريم. وتحظى تلك الموائد بأطباق عامرة، فهو الشهر الذي يتضاعف فيه العمل والجهد من اجل الدعوة في سبيل الله.
«الشرق الاوسط» تجولت في مناطق اقامة الجالية العربية والإسلامية في لندن وحاورت أبناءها عن أجواء شهر رمضان المبارك هنا وكيف يستقبلونه، وكيف يتعاملون مع المساجد والمراكز المتوزعة في انحاء بريطانيا.
والشهر الكريم يتميز بطقوسه وعاداته وتقاليده التي تتباين من مجتمع مسلم لآخر، مع الاحتفاظ بعامل مشترك بين كل المسلمين في شتى البقاع وهو الجانب الروحي والإيماني، وصلاة الجماعة والتراويح.. لكن ماذا عن رمضان في بلاد الغربة حينما يكون المسلمون أقلية صغيرة مشتتين في أنحاء متفرقة؟ هل يشعر المسلم بروحانية رمضان؟ هل ثمة طقوس وعادات يمارسها الصائم في وسط جماعة من المسلمين فيشعر بفرحة الصوم والإفطار؟
لهذا فإن كثيرا من المسلمين في الغربة يحاولون البحث عن هذه التقاليد ليشعروا أولادهم بدفء شهر رمضان الكريم وبروعة الصوم فيه. وشهر رمضان شهر مبارك، تفتح فيه أبواب الجنان وتوصد أبواب النيران، تحلق فيه طيور الأمل في فضاءات ملكوتية، طاردة بأجنحة الرحمة غربان اليأس من روح الله.
من جهته يقول الدكتور احمد الذبيان مدير المركز الاسلامي بريجنت بارك في لندن في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان هناك مجموعة من البرامج الاسلامية اعدها المركز لاستقبال ابناء الجالية المسلمة خلال الشهر الكريم، منها تقديم وجبة افطار لما يزيد على نحو الف زائر يوميا، بالاضافة الى محاضرة يوميا بعد العصر يقدمها مجموعة من العلماء والمشايخ والائمة بلغات مختلفة منها العربية والانجليزية والاوردو والبنغالية. واوضح ان الشيخين محمود عصفور وشحات شاهين قد جاءا من مصر لتلاوة القرآن الكريم يوميا في المسجد قبل الظهر وبعد العصر ومع صلاة التراويح. واشار الى لجنة الاغاثة والتبرعات التابعة للمركز الاسلامي تعقد يوميا بحضور ممثلين عن الجالية المسلمة لدراسة تقديم اعانات للمحتاجين او الذين يمرون بظروف صعبة خلال الشهر الكريم. وتحدث عن معرض للخط الاسلامي في مكتبة المركز لعدد من الخطاطين الايرانيين سيبدأ يوم 10 رمضان، بالاضافة الى مسابقة لحفظ القرآن الكريم تعقد لاعمار سنية مختلفة، وهناك صلاة التراويح التي تختتم بختم القرآن يوم 27 من شهر رمضان، «وما أن يؤذن لصلاة العشاء حتى ترى المساجد تكتظ بالمصلين من كل جنس ولون حتى أننا بتنا نألف رؤية المسلمين البريطانيين بيننا وهذا والله ما يجعلنا نفرح بالشهر أكثر».
المساجد في لندن وفي مثل هذا اليوم تكون قد امتلأت بكل أصناف الحلويات ترحيبا بضيوف مساجد الرحمن.
وما أن تقضى الصلاة حتى ترى جميع المصلين مستبشرين يبارك بعضهم لبعض بقدوم هذا الزائر الذي انتظره الجميع منذ فترة طويلة. وقبل صلاة الفجر تنظم العديد من المساجد جلسات سحور وبما تيسر من طعام لمرتادي بيت الله وخاصة من الطلاب أو المحتاجين.
وترى المصلين في صلاة الفجر كل منهم فرح بما اتاه الله من فضله مستبشرين بعام جديد يكون خيرا لهذه الأمة. وهكذا يمضى النهار حتى يأتي وقت الإفطار فترى المساجد قد فرشت بالموائد لكل قادم لها مرحبة بزوار بيوت الرحمن.
يجلس الجميع إخوة في هذا الدين يتبادلون الحديث بينما يأكلون بعد صلاة المغرب، ثم يشترك الجميع في تنظيف المسجد وتجهيزه لصلاة التراويح.
عادة في صلاة التراويح تقوم كثير من المساجد بختم القرآن الكريم، وهكذا إذا قضيت الصلاة ذهب الجميع لبيوتهم فمن قام قام ومن نام نام منتظرين يوما جديدا من أيام الشهر الكريم. من جهته يقول الحاج اشرف السعد صاحب شركات توظيف الاموال الاسلامية ل«الشرق الأوسط» ها هو رمضان يدعوني في الغربة للاستعداد له ولإحيائه فرمضان هو رمضان في الشرق أو في الغرب يشحذ الهمم، ويفتح القلوب للعبادة والقرآن.
ويقول انه موجود في لندن منذ 13 عاما وتعود اليوم على رمضان اللندني وهو يشعر بالامن والامان في لندن اكثر من أي مكان اخر في العالم. ويوضح كم يختلف مذاق الشرق عن الغرب، يختلف مذاق رمضان في بريطانيا، لكنه مذاق متميِّز على أية حال، فالأيام في رمضان لا يفارقها هدوؤها المعتاد، وليس ثمة مظاهر تغيير في الشوارع والأسواق، اللهم إلا في محلات بيع الطعام الحلال التي تعرض الأطعمة التي تلقى إقبالاً في رمضان من أبناء الجاليات الإسلامية المختلفة، وفي الليل صحوة من ترتيل القرآن والتراويح وصلاة القيام.
ويقول اشرف السعد عموما رمضان في الغربة لا نشعر بهيبته وجماله كما في بلادنا فقد كنا مشغولين طوال النهار وطوال الليل، ومع ذلك كنا حريصين على التجمع معاً على مائدة واحدة سواء عند اقارب او اصدقاء، والغريب أن معظم الدعوات كانت على السحور وليس على الإفطار لانشغالنا جميعاً وقت الإفطار فى العمل.
من جهته يتحدث اسامة شريف صاحب مكتب عقاري في شارع ادجوار رود (قرية لندن العربية)، والذي مضى على وجوده في بريطانيا قرابة 28 عاما، فيقول «شهر رمضان هنا يختلف اختلافاً كبيراً عنه في القاهرة حيث الأجواء هناك رمضانية بحق». ويضيف «أتذكر ان الناس كانوا وقت الافطار يغلقون جميعاً دكاكينهم ومتاجرهم ويتوجهون للصلاة والافطار في بيوتهم أو في المساجد، والحياة تتوقف لساعة او ساعتين في شوارع القاهرة ثم يعودون ثانية لمزاولة اعمالهم وتبقى الاسواق مفتوحة إلى وقت السحور تقريباً. ومن الناس من يمكث طوال اليوم في المساجد لقراءة القرآن والادعية.
ويوضح «أما هنا في لندن فالوضع مختلف كلياً فإننا نسعى على مستوى عوائلنا جاهدين إلى استغلال فرصة الصوم لتعليم أبنائنا عاداتنا وتقاليدنا، التي كنا نعيشها في شهر رمضان حينما كنا في وطننا ومن تلك العادات إننا كنا نسبق شهر رمضان بالصيام لفترة اسبوع من أجل الاستعداد لصيام الشهر الكريم. كذلك نسعى لتعليمهم إعداد وتناول الأطعمة الرمضانية». والصوم هذا العام قد يكون متعبا قليلا لان الإفطار بعد السابعة، لكننا لا نشعر بلذة الصوم لأن نظام الحياة هنا يختلف عما هو عليه في بلدنا الأم».
وبشكل عام الجالية المسلمة في بريطانيا مشغولة ومهتمة كثيراً بالشهر المبارك، يقول الشريف «نعرف ذلك من خلال كثرة ترددهم على المحل للتسوق، كذلك نعرف من خلال صلاة الجماعة بخاصة في المساء وكذلك صلاة الجمعة حيث نجتمع في المساجد وكذلك نقوم بتبادل الزيارات بين العوائل. أما ابناء الجالية فيميلون لتقليص ساعات عملهم من اجل التفرغ للشهر الكريم. ونحاول ان نتواجد في الأماكن العربية والإسلامية حتى نعيش أجواء الشهر الكريم من خلال الافطار الجماعي وأداء الصلوات جماعة وكذلك الاحتفال في المناسبات الإسلامية في هذا الشهر».
وشهر رمضان ليس حكراً على المسلمين فقط بل أجواؤه يعيشها العرب من غير المسلمين ويقول احد المصريين الاقباط إننا ننتظر قدوم شهر رمضان بشوق كبير لأن جميع أصدقائنا من المسلمين وأكثرهم يصومون في هذا الشهر ذي الأجواء الجميلة. وكتقليد دأبنا عليه منذ الصغر نتجمع مع جيراننا المسلمين وقت الأفطار ولا نشعر ان هنالك أي فرق بيننا وبينهم والأمر نفسه نفعله هنا في لندن مع أصدقائنا المسلمين حيث ندعوهم للافطار في بيتنا وكذلك نحتفل معهم بعيد الفطر المبارك، وتولم الكنيسة القبطية في منتصف الشهر لابناء الجالية المسلمة في افطار حافل من اطايب المأكولات». وفي قرية لندن العربية بشارع ادجوار رود الشهير وسط لندن حيث يوجد عدد كبير من حيث المطاعم والمقاهي العربية التي تزدحم بالزبائن بعد صلاة التراويح وحتي الفجر.
وفي ما يتعلق بالأطعمة والوجبات التي تقدمها المطاعم فهناك حرص على تقديم أكلات خاصة لكل يوم من أيام الشهر المبارك بخاصة الأكلات الشرقية العربية المعروفة مثل (القوزي والشوربة والباجه والدولمة) بالإضافة إلى صحن اليوم والحلويات من الكنافة والقطايف والبقلاوة والارز باللبن. أما في عيد الفطر المبارك فهناك حفلات خاصة حيث يتوافد على المطاعم الكثير من أبناء الجالية للاحتفال بالعيد ولتهنئة بعضهم البعض.
تحياتي
المصدر
جريدة الشرق الأوسط
العدد 10541 تاريخ 8/10/2007


التعليقات (2)
ميسون محمد
ميسون محمد
يعطيك العافية أخوي سات
على الاخبار التي تسعد القلب
والله يكون في عون الجميع في بريطانيا وفي جميع الدول
و تقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا

ملبورن
ملبورن
الله يجزيك خير أخوي sat111 ويجزائهم خير على ما يقدموه
والله يحفظ الأمة الأسلامية في كل مكان
والله يتقبل منا ومن الجميع صالح أعمالهم
مع خالص حبي


خصم يصل إلى 25%