1. المطابخ الأقرب إلى معدة اللندنيين :

أهلا بك في مدينة الغلاء الفاحش، حيث أنه وبحسب دراسة قام بها دليل «زاغات» حول المطاعم اللندنية، تبين أن لندن هي رسميا صاحبة أغلى مطاعم في العالم.
في الماضي كان سؤال السائح الذي يزور لندن لأول مرة: «كيف يمكنني الوصول الى..» أما اليوم فالسؤال الاهم والاول هو: «كم هو ثمنه؟» وذلك لأن اسعار المأكولات في مطاعم لندن من دون استثناء تخطت اسعار مطاعم طوكيو ونيويورك وباريس.
فهي عاصمة يتعدى فيها سعر شقة ضيقة لا ترى الشمس 5 أضعاف راتب الموظف، وتسعيرة قطار الانفاق للمشوار الواحد الذي لا تتعدى مسافته ال35 ثانية تبلغ اربع جنيهات استرلينية أو أكثر.
بعد أن زاد سعر الأكل في المطاعم بنسبة 2.9 في المائة بالمقارنة مع العام الماضي أصبح سعر الوجبة الواحدة في واحد من مطاعم لندن 39.9 جنيه استرليني أي ما يعادل نحو 80 دولارا أميركيا، في حين ان وجبة مشابهة في باريس يبلغ سعرها حوالي 35.37 جنيه استرليني وفي نيويورك 19.30 جنيه وفي لوس انجليس يبلغ ثمن الوجبة المماثلة المؤلفة من 3 أطباق رئيسية حوالي 15.63 جنيه.
هذه الاسعار تعتبر رخيصة إذا ما تمت مقرنتها بأسعار المطاعم الراقية في لندن، ففي مطعم مثل ذلك التابع للشيف غوردون رامسي الشهير في فندق الكلاريدجس او في مطعم آيفي في منطقة كوفنت غاردن أو سكيتش في مايفير وهاكاسان في تونهام كورت رود يبلغ سعر الوجبة نحو 87.90 جنيه استرليني بزيادة نسبة 6.1 في المائة عن العام السابق.
وبورصة اسعار الطعام المتصاعدة لا تنتهي هنا، فهي قد تصل الى 107 جنيهات في المطاعم التي تملك عددا من نجوم ميشلين التي تمنح للمطاعم النخبوية حول العالم مثل مطعم Venture 68 الذي يملكه غوردون رامسي مستقلا في شارع Royal Hospital Road في منطقة تشيلسي اللندنية، وإذا أردت ان تتلذذ بمذاق 7 اطباق بدلا من 3 فحضر نفسك لدفع مبلغ يقارب ال 110 جنيهات أي ما يعادل 220 دولارا أميركيا، وهل يجوز أن تأكل في هذا المطعم الاسطوري من دون تذوق طعم الجبن، فطبق الاجبان الفرنسية المشكل يضاف سعره الى الفاتورة وتبلغ قيمته حوالي 8 جنيهات. وهنا ما زل الحديث فقط عن الطعام ولم يأتي على ذلك الشراب ولا حتى الماء. أما إذا أردت أن تطبق المثل الدارج «افعل فعلتي» وتتذوق عينات من جميع أطباق لائحة الطعام في مطعم 15 الذي يملكه الطباخ الشاب والموهوب جيمي أوليفر فستفاجأ بفاتورة تصل الى 150 جنيها استرلينيا لما يعرف ب Food Sampling.
فلا عجب أن يصبح اللندنيون «بيتوتيين» أكثر من النيويوركيين والباريسيين الذين يفضلون الاكل في المطاعم على الطبخ والنفخ في المنازل والاكل على الاريكة متسمرين امام شاشة التلفزيون.
فيخرج اللندنيون للعشاء خارج المنزل نحو مرتين في الاسبوع في حين يدلع سكان نيويورك أنفسهم ويتناولون العشاء خارجا 3 مرات أو أكثر في الاسبوع الواحد، وقد يكون السبب في ذلك هو الاسعار المرتفعة التي لا تتجانس مع الدخل الفردي لعدد من سكان لندن.
ولكن على الرغم من الاسعار الساخنة جدا، فاللندنيون لا يزالون يقاومون حرارة الاسعار، فتبين من خلال الاستطلاع الذي اجراه دليل «زاغات» وشارك فيه 5336 مواطنا بريطانيا زاروا 1119 مطعما وأكلوا فيما بينهم 705 آلاف وجبة، أن هناك هاجسا لدى البريطانيين وهو الاكل اللذيذ، وربما يفسر ذلك فقر المطبخ الانجليزي واتكاله على المطابخ الغربية الاخرى مثل المطبخ الايطالي في الدرجة الاولى، يليه المطبخ الفرنسي وبعده الياباني.
اما بالنسبة لاسعار الاكل في لندن فحدّث ولا حرج، لكن عند الحديث عن النوعية الجيدة التي تقدمها فيجب انصافها، حيث أن معظم المطاعم الراقية التي تقدم ألذ الاطباق وأشهاها، وهي محضرة من عناصر طبخ طازجة خالية من المواد الحافظة، وفي مقابلة نشرتها «الغارديان» اللندنية، يقول راسيل نورمان المسؤول عن العمليات في شركة «كابريس هولدينغ» التي تضم تحت لوائها اسماء مطاعم لامعة مثل Ivy و Le Caprice و J Sheekey إن غلاء الاسعار في لندن سببه أن الطباخين المشاهير في المطاعم اللندنية لا يقبلون بأي مكونات للقيام بطهي أطباقهم، فمعظمهم يرتكز في وصفاته على الاعشاب والخضار المستوردة من فرنسا وايطاليا وغيرهما، ولكل شيء سعره في الحياة، وهذه هي ضريبة الاكل الجيد والمميز وهذا ما يجعل من هؤلاء الطهاة مشاهير ونجوما في عالم الطبخ.
وأضاف نورمان أن السبب الاخر في ارتفاع اسعار المأكولات في لندن هو لندن ذاتها التي تعتبر من أغلى العواصم في العالم، من ناحية المعيشة والتنقل والعقارات والمدارس وإيجارات المحلات ورواتب الموظفين.
ومن ضمن ما جاء في دراسة «زاغات» تبين أيضا بأن 59 بالمائة من الذين شاركوا في الاستطلاع مستعدون لدفع مبلغ أكبر من المال لقاء الحصول على مأكولات صحية خالية من المواد الحافظة، ونسبة 54 في المائة منهم يدفعون مبالغ كبيرة للاكل في مطاعم متخصصة بالمأكولات الطبيعية Organic.
الحديث في لندن يزداد هذه الايام حول المأكولات الصحية، ونرى عدد المطاع م المتخصصة بالمأكولات ال Organic في تزايد مستمر نسبة للطلب الزائد عليها، فهناك كثيرون يفضلون هذا النوع من الاكل ليس فقط حفاظا على صحة أفضل إنما أيضا في سبيل المحافظة على البيئة وحماية الارض من المواد الضارة. وقد تكون لندن عاصمة الاكل في العالم نسبة لتعدد المطابخ الموجودة فيها التي تضم مطبخا لكل لغة محكية تحت الشمس، إنما المشكلة الرئيسية تكمن في الخدمة، فبحسب «زاغات» هناك 53 بالمائة من الذين شاركوا بالاستطلاع اعترفوا انهم قاموا بتقديم شكوى في مطعم أكلوا فيه بسبب الخدمة السيئة، في حين اشتكت نسبة 7 بالمائة فقط من نوعية الطعام في مطاعم محددة، وتبين في النهاية بأن الاسعار المرتفعة لم تحل دون خروج اللندنيين لتناول الاكل خارج البيت او الاستعانة بالوجبات الجاهزة.

المطابخ الأقرب إلى معدة اللندنيين :

• 24% للمأكولات الايطالية
• 18% للمأكولات الفرنسية
• 16% للمأكولات اليابانية
• 10% للمأكولات التايلاندية
• 7% للمأكولات الهندية
• 7% للمأكولات الصينية
• 7% للمأكولات البريطانية
• 11% لباقي أنواع المأكولات العالمية

تحياتي
المصدر
جريدة الشرق الأوسط
العدد 10534 تاريخ 1/10/2007