المغرب المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
البحــر
23-07-2022 - 08:13 pm
  1. من الدار البيضاء إلى طنجة

  2. تطوان مدينة العلوم

  3. فاس.. القرويين

  4. مكناس.. جنان الزيتون


ثناء زيارة الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد، للمملكة المغربية اجتمعت مجموعة من المرافقين له منهم الامير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وبمشاركة الامير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود، ورئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، ابراهيم بن عبد الرحمن الطاسان، ووكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، وعادل باغفار، والدكتور بهاء الدين الوردي، والمقدم حمود الطريفي والمهندس عادل المنديل، وبندر قطان، حيث انطلقت هذه المجموعة في رحلة سياحية واستكشافية في ارجاء المغرب.
وتأتي هذه الرحلة الاستكشافية امتدادا لما قامت به المجموعة نفسها وزملاء آخرون داخل السعودية وسبر اغوارها التاريخية والآثارية، باسم قافلة مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض.
أفراد القافلة سجلوا في هذا التحقيق انطباعاتهم خلال تجوالهم في ارجاء المغرب من تطوان شمالا الى تخوم الصحراء في الجنوب.
لطالما راودتنا فكرة زيارة ربوع المغرب الغنية بكنوزها السياحية ومواقعها الاثرية التاريخية، تلك البلاد التي ملأت الاسماع بعظمة تاريخها، واصالة حضارتها، وروعة فنونها.. من قلاع الاسلام الحصينة، التي كثيرا ما تفتت على صخورها اطماع المعتدين، وفيالق الغزاة الطامعين، وكافح بأبطاله من مرابطين وموحدين وسعديين وعلويين، عن مبادئ العقيدة وحوزة الدين.
ولم لا؟ وزيارة مثل هذه البلاد، التي تزخر بأعلام الاسلام وحماته، من امثال: (عبد المؤمن بن علي)، و(يوسف بن تاشفين)، و(يعقوب المنصور)، (المنصور السعدي)، و(اسماعيل بن الرشيد)، و(محمد بن يوسف)... الخ، فضلا عن اعلام الفكر الاسلامي وجهابذته، من امثال: (ليون) المؤرخ، (ابن الطفيل)، (الادريسي) الجغرافي، (ابن آجرُّوم) النحوي، (ابن بطوطة) الرحالة، (ابن خلدون) الموسوعي، يستحق ان ترنو اليه العيون، وتضرب نحوه آباط الابل.
والشعب المغربي، معروف عنه حضارته وطيبته وكياسته، وتواضعه.. لا يشعر من يقيم بين ظهرانيه بأي غربة او اي كدر، وانى للانسان ان يشعر بذلك بين اناس، ترحيبهم بالضيف لا ينتهي، ويكادون يحملونه فوق رؤوسهم ترحابا، وكلمتهم التي يبدأون بها مخاطبتك.. سيدي، مولاي، شريف، حضرتكم، سيادتكم.. الى آخر هذه الكلمات الودودة والمؤدبة التي تنم عن نفس كريمة مضيافة، تلامس شغاف القلوب والافئدة وتأسرها، كونها منبعثة من القلب.
لطالما كنا نترقب زيارة هذه البلاد للتعرف عن كثب على هذه الحضارة جارة الاندلس، مع كثرة الزيارات اليها التي كانت على عجل وما ان حانت هذه الفرصة حتى وجدنا انفسنا نحزم حقائبنا دون مهل وعلى عجل ايضا، ونتجه الى بعض المدن الثرية تاريخيا

من الدار البيضاء إلى طنجة

سرنا وجمع من الاصدقاء والاصحاب من الدار البيضاء باتجاه الشمال المغربي لزيارة طنجة، و ما تلاها من الثغور، التي ظل الاسبان والبرتغاليون يتسابقون حينا من الدهر لاحتلالها والاحتفاظ بها، لمكانتها واهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، واستعصت كل القوى عن طردهم نهائيا، لشدة تحصيناتهم وقلاعهم المشادة وقوة الاستحكامات المبنية حولها.
وعرجنا باتجاه شفشاون وفاس ومكناس، تلك المدينة الصغيرة، والجميلة على سفح جبال الريف، من خلال الطريق السريع. ولم نشأ دخول الرباط التي يوجد بها مآثر تاريخية مهمة، منها قصب الاوداية ومقابر المرينين في شلا.. وغيرها.
تركنا الدار البيضاء، ومياه المحيط الرقراقة، تداعب الاعين بصمتها وبوحها، وتعكس في الوقت نفسه روعة جمال المدينة البيضاء.. ويممنا وجوهنا شطر مدينة اصيلة الجميلة، المليحة. وصلناها عند الاصيل، والشمس تستعد للرحيل عند ذلك اليوم واصيلة قرية للصيادين بنى فيها البرتغاليون قلعة وحصنوها خوفا من هجمات اصحاب الارض، ازقة اصيلة، ضيقة وجميلة، وتمتاز جدران منازلها بالرسوم والالوان التشكيلية، ولعل ذلك ما اسهم في ان يُعمل منذ اكثر من عشرين عاما على جعلها عاصمة الثقافة العالمية في شهر اغسطس (آب) من كل عام من خلال مهرجان الاصيل.. ذلكم هو الوزير محمد بن عيسى، الفنان الاديب، يساعده الفنان التشكيلي محمد مليحي، الرجل الدؤوب، جنبا الى جنب مع النخبة المثقفة من اصيلة، حيث جعلوها مقصدا للمثقفين يطلون من خلالها على العالم أجمع.
وقد زرنا مكان السلطان المجاهد المنصور بالله، الذي يقع قبالة البحر الابيض المتوسط، والجو ملبد بالغيوم، الذي اكتسى بزخات من المطر والبرد، حيث اضفى هذا المنظر البديع سحرا آخر على هذا المكان الجميل.
وفور انتهائنا من زيارة أصيلة تابعنا السير تحت الامطار باتجاه مدينة طنجة التي وصلناها مساء. وتجمع طنجة التي تقع على المحيط الاطلسي وعلى مضيق جبل طارق على تلال ومنها يمكن رؤية بلاد الاندلس عندما يكون الجو صحوا بين حضارتي الشرق والغرب. آخر ايام السعديين، استولى عليها وعلى غيرها من الموانئ المهمة البرتغاليون، وظلوا متمسكين بها الى آخر رمق من الغارات السعدية المتوالية والمحاولات التي لم يكتب لها النجاح، حتى جاء السلطان اسماعيل بن الرشيد (1095 1141ه) فحررها جميعا الواحدة تلو الأخرى، بعد معارك ضارية وحروب متوالية.
وتعد طنجة المركز الصيفي للمغرب، وكانت منذ عصر الفينيقيين والرومان القدماء اهم مدن الشمال الافريقي لمركزها وتعد مع اختها (سبتة) من اقدم مدن المغرب تاريخيا لوجود آثار فيهما تعود الى ما قبل التاريخ.. وطنجة شأنها شأن غيرها من المدن المغربية، بها حي حضاري قديم، يشاهد فيه الزائر آثار القديم، وحضارته، وآخر عصري حديث، يجد فيه كل جمال الحديث وروعته.. فيها آثار قرطاجية ورومانية وعربية.
ولعل ابرز ما وجدنا فيها من آثار القلعة البرتغالية، من القرن الخامس عشر الميلادي، التي احتلها الانجليز في القرن السابع عشر الميلادي، وهاجمها الفرنسيون، ثم اصبحت تدار من قبل مجلس فيه جميع الجنسيات ومعظمه من الانجليز.
شهدت طنجة كثيرا من المواقع والحروب بحكم موقعها الجغرافي والاستراتيجي المهم، ويوجد فيها قصر المنزه، وهو فندق تم بناؤه في بداية القرن الماضي على بقايا قصر قديم وفيها ساحة المندوبية، حيث وقف فيها الملك محمد الخامس ونادى باسترجاع حقوق المغرب المسلوبة واستقلاله وانهاء عهد الحماية مما أثار حنق الفرنسيين عليه ونفوه سنة 1953 الى مدغشقر وظلت البلاد تموج وتروج حتى رجع سنة 1955 ومعه وثيقة الاستقلال.. وفي القرن التاسع عشر هاجمها الثائر الشريف الريسوني، ومكث بها بعض الوقت، ومنها ايضا خرج الرحالة العربي المعروف ابن بطوطة، ودفن فيها.
في اليوم التالي، تحركنا تحت وطأة الامطار الشديدة الى قرية جميلة، هي (شفشاون)، الريفية تقع وسط جبال العلا وماكو. بها مناظر طبيعية خلابة، تأسر القلوب قبل الابصار. ازقتها وحوانيتها، ترجع في طرازها ومبانيها وعماراتها الى القرون الماضية. منها خرج الشريف الريسوني، في بداية القرن الماضي، وتزخر المدينة بقصبة (قلعة) يرجع تاريخها الى السلطان مولاي اسماعيل، ويقال ان شفشاون تعني بالريفية القرون، لأن جبالها المحيطة بها تبرز كقرون الكبش

تطوان مدينة العلوم

وفي طريقنا الى هذه البلدة القروية البديعة، عرجنا على مدينة (تطوان) مدينة الريف العلمية، فبالرغم من بعدها عن الرباط، فهي غنية بالعلم والأدب، حافلة بدور النشر والمجلات العلمية والادبية والثقافية، وكثرة الندوات والمهرجانات التقليدية ولكننا لم نمكث بها وقتا طويلا، لأن الوقت قد داهمنا.
وهذه المدينة تعكس بأسواقها وعماراتها طابع الاقليم الشمالي للمغرب، المتأثر نوعا ما بالطراز الاسباني، اما اهلها فيحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم العربية والاسلامية، وتعد الثانية بعد مراكش في الحفاظ على عاداتها وتقاليدها الاصيلة وحرفها الوطنية المتعددة. وتزخر تطوان كذلك بالآثار والمعالم التاريخية المهمة التي ترجع الى القرون الغابرة. هذه المدينة مسورة ولا تزال بعض ابوابها قائمة كباب الطرنقات، وباب الرخام، وباب العيون، وباب النوادر، وباب التوت، وباب العقلة، ومن اهم الآثار فيها اطلال القصور المرينية واهمها ما يسمى بقصر الخليفي وقصر الحراسة وخلافهما.. وفيها سوق شعبي، يعرض خلاله كثير من البضائع المستوردة يسمى (جَقْلِب واقِلبْ!) ويعد اكبر سوق شعبي في المغرب يقصده الناس من جميع انحائه.

فاس.. القرويين

في اليوم التالي، توجهنا نحو مدينة (فاس) العريقة، عاصمة المغرب عبر القرون والعاصمة الثقافية اليوم واحدى ابرز اربع عواصم للمغرب على مدار التاريخ (فاس، مكناس، مراكش، الرباط).
وفاس تعد العاصمة العلمية ذات التاريخ الحافل بالتراث والاحداث، حيث لا يزال كل شيء مصبوغا بلونه الاصلي وشكله القديم، فالمساجد والاسواق والاحياء والحمامات كلها تشي عن قدم طرزها فقد اسسها ادريس الثاني، وجدد بناءها يعقوب المريني، ووسعها المنصور ابو عنان.. فما ان يتعدى زائرها ما يسمى بشارع الرصيف او ميدان البطحاء، دالفا المدينة، حتى يأسره المشهد الشهرزادي من حيث الدروب المرتفعة تارة والمنحدرة تارة أخرى، والدروب الضيقة المرصوفة بالحجر الاسود الذي اكسبه التاريخ صقلا ولمعانا، والبوابات المزخرفة والمزركشة.
في اسواقها يزدحم المارة من مدنيين وقرويين وعرب واجانب. وعبر وسائل النقل التقليدية، يحمل التجار والحمّالون البضائع الى السوق عبر حمر محملة وبغال مثقلة بعضها طالع والبعض الآخر هابط، وعلى الجانبين تقف المحال التجارية مكتظة بالمنتجات من تحف وملابس موشاة، وجلود مزخرفة وحلي ذهبية وفضية وعطور ولحوم ومأكولات ومطاعم وبقالات.
في قلب هذه المدينة المكتظة بالبيوت والمحال التجارية ومحال الصنائعيين والحرفيين من عطارين وخرازين ونجارين وبزازين ونحاتين، يقع جامع القرويين، مأوى العباقرة والفلاسفة امثال: ابن خلدون، وابن حزم، وابن الطفيل، وابن باجة، وابن الخطيب.. وغيرهم ممن انجبتهم فاس او جذبتهم اليها كثر.
وفي فاس مآثر اسلامية مهمة، اهمها السور الكبير حول المدينة الذي تتخلله عدة ابواب ضخمة اهمها: (باب الفتوح)، و(باب ابو الجنود)، وباب (عجيبة)، و(باب الخوفة).
زرنا خلال رحلتنا الى فاس مساجدها ومدارسها وزواياها، خاصة مسجد الامام ادريس وجامع القرويين ومسجد الاندلس ومدرسة ابي عنان المريني بساعتها الشمسية ومصاريعها النحاسية ومدرسة العطارين ومدرسة الصباحية، كما زرنا (فندق) النجارين وسبيله. اما مكان المولى ادريس الثاني، مؤسس هذه المدينة، فهو من العجائب وابوابه منحوتة من خشب الصاج، وفيها ايضا حرم، وآثار لجميع السلالات حتى القرن التاسع عشر الميلادي، واهمها قصر الجامعي الذي سكناه لأنه اصبح فندقا.
وفاس، كما يذكر اهل المغرب لا يكفيك يوم او يومان او ثلاثة، بل اسابيع لاكتشافها وسبر اغوارها، ومعرفة اسرارها الكامنة وجمالها، وعلمها ومكتباتها واشهرها مكتبة القرويين التي تحتوي على آلاف المخطوطات والتعرف على علمائها وادبائها وفنانيها.. وموسيقاها التي اشتهرت بالموسيقى الاندلسية، والطرب الغرناطي على وجه الخصوص.
ومن اهم قصور فاس التاريخية، قصر البطحاء، وهو الآن بمثابة متحف تعرض فيه نماذج من التحف الوطنية، والمعدات الحربية، من بنادق وسيوف وخناجر وعلى بُعد كيلومتر من المدينة الى الجهة الجنوبية يوجد نبع مولاي ويعقوب وعلى بعد 16 كيلومترا في جهة أخرى يوجد نبع سيدي حرازم، يقصدهما المصطافون والناقهون من انحاء بعيدة.

مكناس.. جنان الزيتون

وفي اليوم ذاته، اتجهنا نحو (مكناس)، التي تعرف لدى المؤرخين ب(مكناسة الزيتون) لكثرة ما بها من اشجار الزيتون المثمرة، كما تعرف ب (العاصمة الاسماعيلية)، نسبة الى بانيها السلطان اسماعيل بن الرشيد (نهاية القرن الحادي عشر الهجري). وتعرف لغة، تعني (كنس)، و(مكنس) اي المكان الذي تأوي له الغزلان، ويرجع تاريخها الى الزمن القديم. واسم القبائل البربرية الزناتية (مكناسس) التي هاجرت من الشرق في القرن العاشر، وبنى فيها المرابطون والموحدون مآثر ما زالت شواهدها باقية الى اليوم.
وقد ظلت طيلة سني حكمه (حوالي نصف قرن من الزمان) عاصمة للمغرب، كما ظل اسماعيل حتى وفاته يخصها باهتمامه الكبير، ويولي قصبتها المسورة تحسينا واسعا، حتى اصبحت مدينة فريدة في ضخامة عمرانها ومبانيها.
من اهم مبانيها منشآت القصبة والسور العظيم (طوله يبلغ 40 كم2) له ثلاث حيطان، بأبوابه وابراجه، كباب المنصور العلج، وباب الخميس، وباب البردعيين، وكلها وخصوصا باب المنصور العلج آية فنية وتحفة رائعة، ذات زخارف بديعة والوان زاهية، وفي داخل هذا السور الذي احتل مساحة واسعة من المدينة عدة منشآت أخرى، هي من دور وقصور وصهاريج ماء ومخازن حبوب واصطبلات خيل... الخ.
وعلى مسافة قليلة من مكناس شمالا، توجد آثار، مدينة وليلى التاريخية، وكذا ازرو وافران، وهي اماكن سياحية، ذات مناظر طبيعية آسرة وخلابة تضاهي أجمل مناظر العالم بالاضافة الى مناخ معتدل وجو عليل وشمس ساطعة يغشاها آلاف السياح.
وتعد (مكناس) من اغنى بلاد المغرب آثارا ما زالت قائمة، واغناها بجوامعها ومدارسها وابوابها، اما ريفها فحدث ولا حرج، فهو غني جدا وهي بلاد مشهورة بانتاج الزيتون وزيته، وعنبها من الذ الفواكه واطيبها في جميع انحاء المغرب.
بعد هذه الزيارة الى الشمال الغربي من المغرب، عدنا الى مدينة الدار البيضاء، مقر اقامتنا للاستراحة لعدة ايام ثم بعد ذلك شرعنا في سفرتنا الى جنوب البلاد، حيث كانت رحلتنا الى (مراكش)، و(ورزازات) فتلك قصة أخرى.
خرجنا قاصدين (مراكش الحمراء) "وسميت بالحمراء، لأن ديارها تصبغ باللون الاحمر، وتربتها حمراء". هذه المدينة يعود بناؤها الى القرن الخامس الهجري، ويقال ان الامير المرابطي، يوسف بن تاشفين، كان اول من اختطها وجعلها مقرا لملكه، وقد توسعت في عصره وازدهرت حتى صارت تزاحم مدينة فاس، فقد باتت مراكش عاصمة المغرب والاندلس معا، ولهذا وفد الى بلاط ابن تاشفين عالم غفير من المهاجرين الاندلسيين من علماء وادباء وفنانين، اسهموا كثيرا في توسيع المدينة وتعميرها.
تسمى (مراكش) عاصمة الجنوب، او جوهرة الجنوب لما تمتاز به من الحفاظ على الثقافة الفولكلورية والفنون الاصيلة كفن التوشية والتطريز، والنحت والنسيج وزخرفة المعادن، والاخشاب وصناعة القلنسوات المزركشة، والجلابات الموشاة وما تحويه من اماكن اثرية وقصور تاريخية كقصر البديع، وقصر الباهية، وهما آية في العمران وفن البناء، وقد بنى الاول، المنصور السعدي، في القرن العاشر الهجري، والثاني السلطان عبد العزيز بن الحسن، أوائل القرن الرابع عشر الهجري. توجد في مراكش آثار عديدة من مرابطية وموحدية وسعدية وعلوية، اهمها جامع الكتيبة، بمنارته الشامخة، والسور الكبير، ويتخلله عدد من الابراج والابواب المجاورة، وجبال الاطلس، في ازيائهم التقليدية.
وتعد مراكش المدينة المغربية الثانية بعد الدار البيضاء من ناحية الاتساع وعدد السكان، وتحف بها واحة عظيمة من اشجار النخيل البالغة الطول والتي تقدر بحوالي مائة الف نخلة. ويكاد يرى الزائر في نهاية سهل مراكش الفسيح جبال الاطلس الخضراء، المغطاة قممها بالثلوج وفي ثناياها تقع مدن الاطلس وحواضر الجنوب: رفود، والقصبات، وورازازات، وتنغير، ومكونة وسكورة ووادي زير، واغادير، وتارودنت، وتزينيت، وسوس وتافردات.
في اليوم التالي اتجهنا نحو مدينة (ورازازات) باب الصحراء التي تبعد عن مراكش شرقا مسافة مائتين وخمسين كيلومترا عبر (تيزن تشقا) من اعلى جبال الاطلس الكبير، ووصلنا بعد ثلاث ساعات اليها وزرنا بها القصر القصبة (تاوريرت) وتفلفوت، ذات الفن المعماري البربري الاصيل، والتي كانت للباشا الكلاوي، باشا مراكش، الذي كان يسمى من قبل المستعمرين الفرنسيين بسلطان الجنوب.
ومن ورازازات واصلنا السفر الى قلعة (مكونة) عاصمة الورود، واحدى قرى الاطلس الاعلى الفائقة الخضرة والهواء المنعش، وفيها تكثر اشجار الفواكه من عنب ورمان وجوز ولوز. ثم رجعنا الى مراكش، ومن هناك توجهنا في اليوم التالي الى (الصويرة)، وهي مدينة قامت على ساحل المحيط الاطلسي، حول قلعة برتغالية، كانت صورتها امام السلطان، فكان يدعو وزيره، ويقول له: ماذا عن تلك الصويرة (تصغير صورة) وفيها نجارون، يصنعون من خشب العرعر ما يعجب وفيها مدافع من زمن البرتغاليين، وفيها ايضا عمل (أورس ويلز) فله الشكسبيري (عطيل) وفيها ألهم في القرن التاسع عشر الموسيقار الروسي (ومسكي كورساكوف) قطعته الشهيرة (شهرزاد) والى الآن يقام في (الصويرة) مهرجان الجاز العالمي وموسيقى (الكناوا).
ثم توجهنا الى مدينة الجديدة، وفي الطريق مررنا بغابات (الأركان) وهو شجر يشبه شجرة الزيتون، وفعل زيتها مقو وصالح للتجميل والطبخ، والجديدة كانت تسمى البريجة، اي البرج الصغير، كما زرنا القلعة البرتغالية والسجن البرتغالي البحري، ومنها خرج البرتغاليون الى البرازيل، وبنوا فيها مدينة اسمها MAZAGAN، واذكر ان اسمها كان قبل ذلك MOGADOR.
وقد لاحظنا خلال رحلتنا في ربوع المغرب الشمالية الغربية والجنوبية ان مناخها معتدل، فضلا عن ثروتها الطبيعية والمناظر الخلابة والجذابة المتنوعة، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، كما لاحظنا تمسك المغاربة بدينهم وعاداتهم الاسلامية السمحة، وهذا ما اثلج صدورنا، كما لاحظنا الصناعات التقليدية وكثرتها وتنوعها والآثار المتنوعة.
وهذه الرحلة كانت سفرة مفيدة جدا، لاننا التقينا بتاريخ المغرب وجمعنا المفيد والممتع معا السفر وقراءة التاريخ
وتحياتي
م
ن
ق
و
ل


التعليقات (7)
المسافر
المسافر
مشكور أبو عبدالرحمن على الموضوع الرائع
المسافر

البحــر
البحــر
حياك الله
اخوي المسافر
وتشكر على الطله الحلوه والرد
وتحياتي

غريب الدار
غريب الدار
تسلم على تفاصيل الرحله الشيقه
وليت منهو كان معهم

البحــر
البحــر
هلا
اخوي /// غريب الدار
ومشكور على الرد
وياليت مليون مره
وتحياتي

أبوسعود11
أبوسعود11
مشكور على نقل هذا الموضوع ...وأعتقد أنني قرأت هذا الموضوع في جريدة الشرق الأوسط في صفحة " سفر وسياحه " وتستطيع الرجوع إلى موقع الجريده، وتعمل بحث سفر وسياحه وتجد الموضوع ... ولكن كنت أتمنى أن تضيف إلى الموضوع صور مناسبه من عندك وهذا مفيد أكثر .. وشكراً مرةً أخرى ،،،

TADART
TADART
انا اذا كتبر ربي زرت اصيله هذا الصيف كماود زيارة العرائش والسعيديه

الدهمشي
الدهمشي
شكراً مشرفنا الغالي البحر على هالمشاركة القيمة.
تحياتي لك.


خصم يصل إلى 25%