المغرب المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
مسئول
22-09-2022 - 06:24 pm
  1. مراكش

  2. من أغادير الى مراكش سلكنا جبال الأطلس الكبير.

  3. ساحة جامع الفنا


سيداتي وسادتي
لحظات وتقلع الطائرة من بيروت باتجاه كازابلانكا. نرجو ربط الأحزمة واتباع تعليمات المضيفة. ونتمنى لكم رحلة موفقة على متن الخطوط الملكية المغربية".
شكلت عبارات القبطان بداية العد العكسي بالنسبة لي ولزميلتي زينب التي شاركتني المغامرة للمرة الأولى.
شبكنا أيدينا وانتظرنا بخوف طفولي حصول الاقلاع، وما يخلفه من آلام في الرأس أو غثيان أو دوار كما يروي من عاش المغامرة سابقاً، وأصبح ركوب الطائرة عادياً بالنسبة إليه، كمن يستقل السيارة أو الباص.
لا يمكن وصف الشعور، فالتجربة خير تعريف. أما تأثير الضغط فيخف تدريجياً ما إن تصل الطائرة الى المستوى المطلوب. السواد يلف الآلة الطائرة من الخارج، أما داخلها فهو شبيه بباص يستقله أناس مختلفون، هدفهم واحد وهو الوصول الى المغرب.
خمس ساعات ونصف استغرقت الرحلة. شبه هدوء يعم المكان، البعض ينام والبعض الآخر يتابع عبر الشاشات الصغيرة، حركة الطائرة، سرعتها، ارتفاعها، المسافة والزمان المتبقيين للوصول، ودرجة الحرارة الخارجية التي وصلت الى أقل من الستين درجة مئوية تحت الصفر، فيما استغل البعض الفرصة لمراقبة خط اتجاه الطائرة فوق البحر المتوسط والتعرّف على المناطق المنتشرة يمنة ويسرة مثل أنقرة، اسطنبول، تل أبيب، القاهرة، بنغازي وغيرها، من خلال خرائط لم تفارق الشاشة معظم الوقت.
"إن القبطان يدعو الصحافيتين في جريدتي "........" و"............" الى مقصورته"
لبينا الدعوة ولحقنا بالمضيفة. فكانت المفاجأة عند رؤية منظر طبع في القلب والعين، إنها الدار البيضاء التي نزورها للمرة الأولى بدعوة من الخطوط الملكية المغربية لمناسبة افتتاح خط طيران مباشر بين لبنان والمغرب.
حطت الطائرة في مطار محمد الخامس واتجهنا مع وزير السياحة جو سركيس والوفد المرافق الى صالة الشرف حيث كان باستقبالنا وزير السياحة المغربي عادل الدويري الذي رحب بنا منوّهاً بالمبادرة التي قام بها لبنان والمغرب بإنشاء خط جوي مباشر بين البلدين بعد انقطاع دام عدة أعوام.
احتسينا رشفة من الشاي المغربي ليمدنا بالدفء قبيل مغادرة المطار في اتجاه الدار البيضاء.
الدار البيضاء
"السلام عليكم ..اسمي خديجة وأنا سأكون مرشدتكم السياحية خلال فترة إقامتكم في بلدكم الثاني المغرب "
من المطار باتجاه فندق "ميريديان رويال منصور"، طرقات واسعة نظيفة، لا زحمة ولا مشاغبات عند إشارات السير. الناس على الدراجات يمنة ويسرة وأحياناً تخال الباص سيصدم أحدهم وهو يعبر الطريق عشوائياً.
تقاطع خديجة صمتنا قائلة "تعاني المغرب من الجفاف منذ خمس سنوات خصوصاً في الجنوب، عندنا برد قارس، إنما من دون مطر".
حال الظلام وقرب المسافة بين المطار والفندق دون تمكننا من إشباع نظرنا من تلك المدينة التي تحتضن ستة ملايين نسمة وتعد العاصمة الصناعية في المغرب وأكبر مدنه.
مررنا في ساحة الأمم المتحدة، فأُعلن اقترابنا من الفندق حيث لفتنا وجود فرقة "غناوا" الموسيقية الفولوكلورية لاستقبالنا. فرقة تأسست في مراكش وتخصص لهاالصويرة مهرجاناً عالمياً سنوياً.
غناء غير مفهوم قيل لنا أنه يناجي الله والرسول لفك الأسر. آلات موسيقية ذات شكل مميز وصوت حديدي يذكّر بأصوات الأسلاك الحديدية التي كانت توضع سابقاً للعبيد. ومع ابتساماتهم الودودة ولجنا الى الداخل حيث أقيمت عدة أكشاك ، خصص كل واحدة منها لإحدى الصناعات الفولكلورية المغربية المختلفة، والتي تختصر أهم ميزات هذا البلد.
لم يثننا تعب الرحلة وحفل العشاء المخصص لنا في إحدى قاعات الفندق عن القيام بجولة بين الأكشاك والتوقف أمام امرأة جمعت أمامها حبوب الأرغان التي تشبه حبة الزيتون، والى جانبها معدات قديمة، كانت تستخدم لطحنها واستخراج الزيت المعد للأكل أو التجميل منها بعد عملية طويلة تبدأ بفصل القشرة الخارجية عما في داخلها.
ويعمد المغربيون الى أكل الزيت عبر خلطه مع قطع من الخبز الساخن والعسل وشرب كوب من الشاي الساخن معه.
أما الافادة الثانية التي تقدمها ثمار تلك الشجرة المنتشرة في جنوب غرب البلاد ما بين الصويرة وأغادير، والتي يبلغ عددها الواحد والعشرين مليوناً، فهي الافادة التجميلية إما للشعر أو الوجه أو الأظافر. وتجدر الاشارة الى أن النساء المزارعات المغربيات يلعبن دوراً مهماً في جمع حبوب الأرغان من الحقول في موسم القطاف.
وليس بعيداً من تلك السيدة أكشاك تعرض الفضة وبعض الصناعات الخشبية والثياب الفولكلورية، ومنها "البُلغة" أي الأحذية المغربية الخاصة. وعلى أنغام آلة القانون أخذنا الصور التذكارية ثم اتجهنا الى الغرف لتجميع قوانا وبدء الرحلة صباح اليوم التالي.
الهاتف يرن. وباللغة الفرنسية يصبّحنا أحدهم مبرراً اتصاله بهدف إيقاظنا. نظرة سريعة من النافذة على شارع مكتظ بالمباني العالية حيث العديد من الفنادق المدرجة ضمن برنامج الرحلة.
انضممت الى الآخرين وقمت بجولة سريعة حول المِقصَف .. بعض الأصناف الشهية زيّنت الطبق وكوباً من العصير.
فيما تابع الوفد جولته في كازابلانكا وختمها بزيارة سريعة الى جامع الحسن الثاني. من البعيد يتراءى الجامع للزائر أشبه بسفينة شراعية إلهية.
تتسع قاعة الصلاة فيه ل25 ألف مصلٍّ، أما الفناء فإلى 80 ألفاً. الهندسة المغربية التراثية ممزوجة بالتكنولوجيا المتطورة شكلت ذروة جماله.
أكثر من 3300 فنان توافدوا من أنحاء المملكة لتشييد هذا الصرح الذي تبلغ مساحته هكتارين، ولرفع أطول مئذنة في العالم (200م)، ولإقامة سقف قابل للفتح والذي يحوّل خلال 3 دقائق قاعة الصلاة الى (صحن الدار) رائع، نُحتت منه مساحة ألف متر مربع من الزليجة، و67 ألف متر مربع من الجصّ و53 ألف متر مربع من الخشب.
أما كل ما استعمل لتشييده، فهو من المغرب أصلاً، ما عدا المصابيح. وتجدر الاشارة الى أن ثلثي الجامع بني فوق الماء.
أغادير
عند السادسة إلا ربعاً وطأت أقدامنا أرض مطار المسيرة في أغادير،
ولطف وجوهنا المتجهمة هواؤها النقي المنعش.
إستقلينا الباص باتجاه فندق أماديل بيتش ، ثلاثون دقيقة من المشاهدات والمعلومات كانت خديجة تزودنا بها عند كل محطة.
صيف أغادير طويل، تحت سماء صافية الزرقة وشمس ساطعة طيلة ثلاثمئة يوم في السنة.
تنتشر غابات ال "أوكاليبتوس" اليانعة الخضرة المعطرة بأريجها، وأشجار الصنوبر الباسقة، وشاطئ أطلسي رائع برماله الذهبية الناعمة، يمتد على مسافة عشرة كيلومترات، يمثل منتجع عشاق السباحة.
في طريقنا الى الفندق ظهرت لنا من بعيد عبارة "الله الوطن الملك" وكأنها كتبت على مبنى عال، فما كان لخديجة إلا أن شرحت أن هذا هو شعار المملكة المغربية وبأنه مكتوب على "القصبة" وهي المكان الوحيد الذي صمد في منطقة أغادير سنة 1960 حين ضربها زلزال قوي شبهته بالتسونامي.
تقهقرت أغادير حين دمرها الزلزال لكن الملك محمد الخامس قال آنذاك: "إذا كان القدر قد حتّم تحطيم مدينة أغادير، فإن إعادة بنائها يتوقف على حسن نيتنا وعزيمتنا".
وها هي أغادير اليوم بعدما أعيد بناؤها بمبان مقاومة للزلازل، عاصمة الترفيه والاستجمام.
بالورود الحمراء، والشاي المغربي كما بالحلوى المغربية "كعب الغزال"، استقبلنا في الفندق. وبعد يوم عصيب كانت الراحة ضرورية، ساعد على إيجادها هدير أمواج البحر الذي يطل عليه الفندق، حيث أمضينا ليلة حتى الصباح ساعة أيقظتنا أصوات النوارس على شاطئ أغادير الخلاب.
ولأن النشاطات كانت مكثفة والوقت ضيّق، قمنا بزيارة سريعة الى القصبة التي أسست في القرن السادس عشر على يد البرتغاليين. من أمام السور المرمم الذي يخفي خلفه أنقاض إحدى القلاع تستطيع رؤية مدينة أغادير بشاطئها ومينائها البحري، أول ميناء لصيد السردين في العالم، وأكبرها لتصدير السمك الأبيض، و مبانيها ومنتجعاتها التي تعمل الحكومة على إنشاء مناطق سياحية أخرى الى جانبها لتستوعب عشرة ملايين سائح في العام 2010.
من القصبة المغطاة بالكاكتوس البري والأعشاب اليابسة، اتجهنا الى كارتييه سويس مررنا بمجموعة أشخاص يخضعون لامتحان القيادة على سيارات بيجو الفرنسية الصنع والتي كثر وجودها في المغرب، فالأحياء السكنية ووزارة العدل، معهد جان جاك روسو، فالمركز الاداري لأغادير ومسجد محمد الخامس أكبر مساجد المدينة، وصولاً الى الفندق حيث قدم لنا طعام الغداء في الحديقة المطلة على البحر. وبعد الاستمتاع بالشمس والأطعمة البحرية المنوعة واللذيذة حانت ساعة الانطلاق براً عبر جبال الأطلس الكبير باتجاه مراكش.

مراكش

من أغادير الى مراكش سلكنا جبال الأطلس الكبير.

شجرة الأرغان رافقت دربنا لفترة طويلة. أشكال مبعثرة ومتباعدة عن بعضها البعض أعادت الى ذاكرتي مشهداً رأيته من الطائرة حيث بدت لي كرات شبه خضراء متباعدة، أدركت عن قرب بأنها شجرات الأرغان التي تعاني من العطش على الرغم من أن الملك حسن الثاني أمر خلال عهده بتشييد عدد كبير من خزانات المياه لريها من دون الاعتماد على مياه المطر.
قليلة هي القرى التي صادفناها، غير أن في كل واحدة مدرسة وجامعاً. حتى إنه بين كل 20 أو 30 كلم يوجد مستوصف وسوق أسبوعي.
ونحن في طريقنا الى مراكش حظينا برؤية طبيعة جبال الأطلس الحمراء الغنية بالحديد والتي صبغت اسم مراكش حتى عرفت ب"مراكش الحمراء". ولم توفر خديجة الفرصة للتكلم عن جبال الأطلس لدرجة أننا رحنا نفكر في أسلوب لبق لطلب استراحة صغيرة بعد أربع ساعات ازدحمت بالحديث عن هذه الجبال، وهي الفترة التي استغرقتها رحلتنا من أغادير الى مراكش.
تمتاز جبال الأطلس بقممها العالية وهي مقسَّمة الى الأطلس الكبير والمتوسط والصغير.
وتعبر هذه الجبال المغرب والجزائر لتصل الى تونس وهذه إحدى خصوصيات المغرب العربي الذي تجمعه عدة نقاط جغرافية متشابهة.
أما سكان الجبال فمختلفون. في الأطلس المتوسط نجد "زيان" وأصلهم من غرب آسيا. والعديد من العائلات تسمى عائلات زيانية أما لغتهم فتختلف عن اللغة البربرية في الريف. وفي الأطلس الكبير يسكن "شلوح" ومعنى الكلمة "البريري الأمّي"، وهم يتكلمون ال"تشلحيت".
أما سبب وجود البربر في الجبال فهو أنهم لطالما اضطهدوا، حتى إنهم مع مجيء العرب خافوا أن تُعاد الكرّة فاتخذوا من الجبال مسكناً، إلا أنه مؤخراً وبسبب الهجرة الريفية لم يعد بالامكان تصنيف أغادير على سبيل المثال على أنها عربية أم بربرية مئة بالمئة. وبالاضافة الى العرب والبربر، يوجد الطوارق البربر في جنوب شرق المغرب، كما أن اليهود كانوا كثراً قبل أن يغادروا بعد الحرب العربية الاسرائيلية سنة 1967 الى فلسطين المحتلة. أما المسيحيون فقد ندر وجودهم أصلاً، ويدل على ذلك قلة الكنائس التي تحصى على سبيل المثال بثلاثة في "كازا" واثنتين في مراكش، علماً أن كنائس كثيرة تحوّلت الى مساجد في العهد البرتغالي.
يقاطع أحدهم خديجة ليسأل عن "الصخرة الضفدع"، بغية تحديد المسافة المتبقية للوصول الى مراكش، ذلك أن هذه الصخرة تعتمد كمؤشر لوقوعها في منتصف الطريق بين الأخيرة وأغادير.
تتابع المرشدة لتتكلم عن شعب المغرب الفتي بحيث إن 65 بالمئة منه هم من الشباب، وأن معدل عدد أفراد العائلة هو 5.5 بالمئة، كما أن هناك فرقاً شاسعاً بين العائلات العصرية التي تنجب ولدين أو ثلاثة كما وتعمل الأم نظراً لغلاء المعيشة، وبين أولئك الذين يعيشون في القرى ولا يفصحون عن عدد أولادهم حتى لا تجبرهم الحكومة على تحديد النسل، الأمر الذي يرفضه القروي بشدة. لم نكن نحن مَنْ قاطع خديجة هذه المرة إنما بعض القرويين الذين احتلوا جانب الطريق محاولين بيع قارورات قالت انهم يضعون بداخلها زيت "لوسيور". كان التعب قد أضنانا حين أعلمنا ببلوغنا مراكش.
على بساط الريح انتقلنا مع السلطان وسميرته الى عالم من السحر والعظمة والخيال والاستعراض. راقصات، وموسيقيون من الفرق التراثية المغربية كافة من زيان، ورزازات وأوريكا وغيرها رحبوا بقدومنا على طول الطريق الممتد حتى الخيم حيث العشاء المغربي.
عشاء استعراضي يتخلله رقصات مختلفة للفرق ودعوات منهم للحضور وللرقص معهم والتعرّف على تراثهم الحاضر أيضاً في باحة الاستعراض حيث استُقبلنا في منصة الشرف وشاهدنا استعراض الخيّالة، وزفة العروس المغربية التراثية تخللتها وصلة من الرقص الشرقي، تلاها استعراض بهلواني على أحصنة انحنت ختاماً للتصفيق الحار الذي علا أكثر فأكثر بعد استعراض الألعاب النارية التي كتبت عبارة يعيش لبنان عربون حسن ضيافة ومحبة من قبل الشعب المغربي للبنان.
أشرقت الشمس على مراكش، شرائح مختلفة من الناس اكتسحت الأزقة الملتوية للمدينة العتيقة التي أعارت اسمها للمغرب لفترة من فترات التاريخ. مراكش التي التقى بها الرحل وسكان الجبال، توافرت فيها كل السلع وازدهرت فيها الصناعة التقليدية وشيدت فيها فنادق فخمة ومطاعم وملاعب الغولف وكازينوات، كانت بحق عاصمة الجنوب المغربي.
وللاستمتاع ببعض هذه الثروات المتراكمة منذ ما يزيد على ألف سنة بدأنا الجولة وتبعنا نبرات صوت آذان المؤذن من علو 70 متراً بصومعة الكتبية، المنارة الروحية لمراكش منذ 800 سنة.
أسست الدولة الموحدية جامع الكتبية المصنوع من الطين والتبن الذي كان قبل ذلك قصر المرابطية. وهو الأكبر بعد مسجد الحسن الثاني، ويمتاز الجامع بالحديقة الكبيرة "حديقة الكتبية" المزروعة بأنواع الورد التي تزهو بألوانها الفرحة وتشكل إحدى ميزات البلد وأهم صادراته.
وأنت منهمك باتخاذ صورة تذكارية أمام الجامع، تلفتك مجموعة سقّائين بزي مميز وقبعة مزركشة، تسرع لأخذ صورة معهم قبل الالتحاق بمن سبقوك الى الباص، فتدهش حين يلحقون بك مطالبين بالمال، لأن الصورة معهم ليست مجانية، إذاً "تصوّر، إدفع، ثم غادر".
وفي طريقنا الى قصر الباهية، اسم الزوجة المفضلة للملك أحمد بن موسى، مررنا بحي الملاح الذي قطنه اليهود قبل العام 1948 حين هرب معظمهم الى فلسطين، وقد دبر ذلك الاستعمار الفرنسي والانكليزي. واليهود الذين عرفوا بتجارة الملح والذهب سكنوا منازل من طبقتين خصصت العلوية للسكن والسفلية للتجارة، وقد تمركزت بيوتهم حول قصر أحمد المنصور الذهبي لتأمين الحماية.
احترنا في قصر باهية بين اتخاذ الصور والتمتع بجمال الزركشات المغربية الموزعة في سقف الغرف وعلى الأبواب، وبين الاستماع الى خديجة. زيارة واحدة للقصر غير كافية لكثرة ما يتمتع به من جمال وما يحضن من تراث قديم. هذا القصر الذي يعود الى سنة 1884 سكنه الملك أحمد بن موسى مع زوجاته ال28، تبرر خديجة تعددها لأسباب سياسية، إذ "كان له دور كبير في تسيير البلاد".
بعد التعرف الى الأبواب الثلاثة التي تمثل الحضارة الأندلسية والعربية والبربرية، انتقلنا الى جناح الخليلات حيث تم تصوير الكثير من الأفلام العالمية (مثل شهرزاد) ، وأقيمت المهرجانات الموسيقية والمعارض. ثم انتقلنا الى الحديقة التي كانت مخصصة لكل النساء، فالمدرسة القرآنية صاحبة أجمل سقف في القصر، وختاماً الى الجناح الخاص .

ساحة جامع الفنا

عربات مملوءة بالبرتقال، والبذور المحمصة، نساء قدمن من الأطلس الكبير لبيع سلالهن، قصاصون، موسيقيون، راقصون، كتاب عموميون تحت مظلات سوداء، عرّافون، بائعو الأدوية والأعشاب، معالجون، عطارون، جميعهم يقدمون مشاهد مذهلة تبقى على توالي الأيام.
يغادر "المهرجون" أماكنهم ليحل محلهم الطباخون، إنها ساحة جامع الفنا التي يمكن للمرء أن يمضي يوماً كاملاً فيها، فلا يفوته أي مشهد الى حين يقوم القمر بمهمته الحقيقية، وينشر ضوءه على الساحة، فيصبح الفانوس واحد بعد الألف فانوس التي تنير الساحة.
في أسواق مراكش من السهل أن تتوه، والوقت القصير نسبياً الذي أتيح لنا فيه شراء بعض التذكارات أو الهدايا المغربية لم يسمح لنا بالتمتع بمختلف الأسواق التي تحتل مساحات شاسعة وتشعرك بأنك خارج إطار الزمان.
فمن سوق النحاس، حيث يطرق الصفارون المعدن بمراس، الى سوق "الغزل" الخاص بالصوف، و "بسوق البطانة" الخاص بجلود الغنم فسوق الزريبة حيث تباع الزريبة والقفطان بالمزاد العلني.الى سوق آخر، حيث روائح الزعفران والكمون والفلفل الأسود والزنجبيل وروث الحمام والقرنفل وزهور البرتقال تداعب حاسة الشم وحيث تتراكم أكياس اللوز والفول السوداني والحمص وسلات التمور وبراميل الزيتون وتصطف على رفوف حوانيت العطارين أواني الحناء والغاسول وقوارير مستخلصات الورود والياسمين والنعناع والكحول وقطع العنبر والمسك...
من ساحة الفنا التي صنفتها اليونكسو تراثاً شفوياً للانسانية، الى عربة الخيل، في نزهة رومانسية يتمتع خلالها المتجول بفنادق ومباني مراكش الجميلة وصولاً الى فندق "المامونية": الأسطورة الحية، حيث حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال وروعة المنظر المطل على جبال الأطلس. استقبل هذا الفندق مشاهير العالم مثل "تشرشل" الذي أطلق اسمه على أحد الأجنحة الثلاثة فيه. قرب المسبح وبين الأشجار والورود المتنوعة كان طعام الغداء الذي لم يقل فخامة عما سبقه ولم تغب عنه الأطباق المغربية المميزة التي لم نفوّت علينا تذوقها.
من الدار البيضاء الى المحيط الأطلسي فجبال الأطلس الكبير وصولاً الى مراكش، رحلة من العمر تطبع الذاكرة وتبعث في القلب رغبة عارمة بالعودة في زيارة تشمل "ورزازات" وهي المنطقة التي يتم فيها تصوير أهم الأفلام العالمية، أو "الصويرة" والمشاركة بمهرجانها الموسيقي و"فاس" المتعددة المظاهر والشهيرة بأزقتها المتشابكة حيث تصطف حوانيت تباع فيها على الدوام حلي فضة وأوانٍ خزفية مطبوعة بالأزرق وجلاليب مختلفة الألوان. من دون أن ننسى المرور بالرباط المدينة الرائدة التي مر التاريخ عبرها ولم يغادرها.
2كانون الأول 2005
الصحفية : زينه يوسف


التعليقات (9)
traveller00
traveller00
اتشرف بان اكون اول المعجبين, وتسلم على الطرح:x1:

Shaheen77
Shaheen77
مشكور على النقل الاخ مسؤول و ان شاء الله عقبالنا ما يستقبلونا عن قريب مطار محمد الخامس....

بوينج
بوينج
مشكور يا مسئول على هالنقل الموفق
الموضوع جدا مشوق ومكتوب بطريقه حلوه

saudi_cool
saudi_cool
ميرسي ع النقل يسلموو

البزناس
البزناس
نقل موفق تسلم يالغالي ...

Marokkia
Marokkia
very nice
Thanks much
وبٍس

بوسلمان
بوسلمان
تسلم اخي مسئول على هذا النقل الرائع
صراحه خوش موضوع
Marokkia
اهلان مروكيه
مبروك سمعنا ان الباسبورت خلاص باقي عليه ايام
تستاهلي الجنسية وعقبالنا

الفيصل
الفيصل
رائع اخوي مسؤل نقل موفق ورائع
اشوى احسب ان مسؤل راح والا حس ولاخبر
الف شكر
وبس

ولـد الـدرب
ولـد الـدرب
أخي الغالي مسئول
رائع بكل ماتعنيه الكلمة ..
هذا التقرير من افضل التقارير التي قرأت واستمتعت به
اشكرك على النقل المفيد والممتع ..
واشكرك على ماتبذله في البوابه من مجهود واضح


خصم يصل إلى 25%