المغرب المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
a2b2c2
15-09-2022 - 05:16 pm
لا يكاد يفطن المتجول في الأزقة الضيقة القاتمة في المدن العتيقة المغربية أن الجدران السميكة المبنية من التراب قد تخفي كنوزا معمارية وفنية لا تقدر بثمن. فالدور المغربية التقليدية، كالنساء التقليديات المحجبات، تخفي محاسنها عن الأجانب والغرباء ولا تظهرها إلا أمام المحارم. فهي تعطي من الخارج منظرا نمطيا متقشفا، وتبدو جدرانها المبنية بالحجارة والتراب كأنها امتداد جيولوجي للأرض. ونادرا ما يمكن الاستدلال من شكلها الخارجي على المستوى الاجتماعي لصاحبها. وغالبا ما تكون الدور المتجاورة في المدن العتيقة المغربية من نفس العلو، حيث تلعب السطوح دورا رئيسيا في التواصل، خاصة بين النساء.
ويقول أنس القادري، مهندس معماري بمدينة فاس، إن مبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل يشكل أحد أبرز المبادئ التي يرتكز عليها المعمار التقليدي المغربي. ويضيف القادري، في حديث ل«الشرق الأوسط»، أن أبرز مثال على هذا المبدأ هو طريقة ترتيب أبواب البيوت على جانبي الأزقة. «لا يمكن أن تجد باب دار في مواجهة باب دار أخرى، فالأبواب تفتح بطريقة تناوبية على جانبي الزقاق، بحيث لا يمكن أن يجد الجار نفسه عندما يفتح باب بيته في مواجهة باب البيت المواجه له».
حتى الأبواب المصنوعة من الخشب السميك المزين بمسامير غليظة، تبدو متشابهة ومتقشفة في زينتها وزخرفها.
وعندما يفتح الباب أمام الزائر، فإنه لا يدخل مباشرة للدار، وإنما يجد نفسه في فضاء عازل قليل الإنارة. يسمى هذا الفضاء الأول «صابة» أو «سطوان». ويختلف اسمه حسب مناطق المغرب، وهو يشكل امتدادا داخل البيت للزقاق، ويستمد إضاءته من الباب، ولا يقتصر ولوجه على البشر، وإنما أيضا على بعض الحيوانات التي تستعمل كوسيلة للنقل داخل الأزقة الضيقة للمدن العتيقة كالحمير والبغال. ففي هذا الفضاء تفرغ شحنات التموين قبل نقلها إلى داخل الدار.
من هذا الفضاء الخارجي، الذي تختلف مساحته من دار إلى أخرى، يتم الولوج إلى قاع الدار عبر مدخل متعرج يتطلب الالتفاف شمالا ثم يمينا قبل أن يجد الزائر نفسه في وسط الدار.
ويعتبر الفناء الذي يتوسط الدور المغربية التقليدية المحور المركزي للمعمار المغربي التقليدي، فهو عبارة عن فضاء مفتوح على السماء. ويطلق على هذه الفتحة التي يختلف حجمها وشكلها من دار لأخرى اسم «الضواية»، نظرا لدورها الوظيفي كمصدر إضاءة بالنسبة لكل مرافق الدار. فبخلاف البنايات العصرية التي تكون غرف شققها منفتحة على الشوارع والأزقة من خلال نوافذها الواسعة وشرفاتها، فإن كل غرف ومرافق الدور التقليدية المغربية تكون منغلقة على الخارج ومنفتحة على الفناء الداخلي للبيت الذي تستمد منه الإنارة والتهوية. وتختلف الأسماء التي يطلقها المغاربة على هذا الفناء الداخلي المفتوح حسب المناطق، ففي الجنوب المغربي يطلق عليه اسم «أرحبي»، وفي الوسط يسمى «مراح» أو «قاع الدار». وغالبا ما يتضمن هذا الفناء في وسطه نافورة تؤدي بالإضافة إلى دورها في تأثيث الفناء وتزيينه، دورا وظيفيا من خلال تلطيف الهواء عبر الماء المتدفق منها.
كما يمكن للفناء أن يتضمن بعض الأشجار المثمرة، خاصة الزيتون والرمان والليمون واللوز، وذلك حسب المناطق. عند ذلك يأخذ هذا الفناء اسم الرياض.
وتحيط بالفناء في جوانبه الأربعة أبنية مستطيلة. وتتميز غرف الدور المغربية التقليدية بشكلها المستطيل، فعرضها محدد تقنياً بالحدود التي يفرضها استعمال الخشب في التسقيف، ويختلف طول الغرف حسب المساحة المتاحة وحسب رغبة صاحب الدار. كما تتميز الدور المغربية بالعلو الكبير لغرفها السفلية، والذي يصل إلى عدة أمتار.
ويقول القادري «يلعب علو الغرف السفلية دورا أساسيا في تكييف الهواء خلال الصيف. فالهواء الحار يصعد إلى أعلى بينما ينزل الهواء البارد إلى أسفل. لذلك تستعمل الغرف السفلية خلال فصل الصيف وعند ارتفاع حرارة الجو، في حين تستعمل الطوابق العلوية في فصل الشتاء».
وغالبا ما يطلق على الطابق الأرضي اسم «الدار» فيما يطلق على الطابق العلوي اسم «الدويرية». وتتميز الدويرية بقصر علو غرفها وصغر حجمها. وتلعب الجدران الطينية السميكة دورا أساسيا في تكييف الهواء وعزل البيت عن ضجيج الأزقة.
وفي جانب من فناء الدار، يوجد ركن متميز بأثاثه وزخرفته، بالإضافة إلى أواني الشاي، ويطلق عليه «البرطال»، وهو فضاء معد لاستقبال الضيوف من قبل صاحب الدار.
ولا تكاد دار مغربية تقليدية، مهما كان الوضع الاجتماعي لصاحبها، تخلو من اللمسات الإبداعية للصناع التقليديين. وتشكل الدور الكبيرة متاحف حقيقية، لما تختزن من قطع فنية رائعة، منقوشة على الخشب أو الجبس أو النحاس. وتتميز كل مدينة عتيقة مغربية بطابعها الخاص، ففي فاس، يغلب الطابع المعماري الاندلسي من خلال استعمال الفسيفساء والزليج الملون والنقش على الجبس. أما في مراكش فيسود استعمال فن «تادلاكت» في تغطية الجدران، والذي يعتمد على معالجة خاصة للجير والكلس، والذي يدلك بحجر أملس بعد تغطية الجدار به مما يكتسبه ملمسا ناعما وبريقا خاصا.
أما في الدار البيضاء، فتستعمل كل هذه الفنون، غير أن رطوبة الجو فرضت استعمال الزليج في تغطية الجدران. ويقول عز الدين نكموش، نقيب سابق للمهندسين المعماريين في الدار البيضاء، «يستعمل الزليج أساسا لحماية الأفرشة من الآثار السلبية لرطوبة الجدران، لذلك فالزليج غالبا ما يستعمل في حدود 20 سنتمترا فوق المستوى العلوي للوسائد. بعد ذلك، تستعمل الفنون الأخرى لتزيين الجدران، خاصة الجبس».
ويحلو للمهندس المعماري، أنس القادري، أن يشبه المدن العتيقة المغربية بالجسد الحي. ويرى أن الأزقة بمثابة العروق والدور بمثابة الخلايا والسكان بمثابة كريات الدم الحمراء التي تسري في العروق، ويقع المسجد في المدينة العتيقة موقع القلب في الجسد. ويضيف «خمس مرات في اليوم يلتقي السكان في المسجد. كما تلتقي كريات الدم في القلب لتتطهر قبل أن تقوم بدورتها العادية في الجسد عبر الشرايين والأوردة».
منقول من جريدة الشرق الأوسط لسبت 02 جمادى الاولى 1428 هجري 19 مايو 2007 العدد 10399


التعليقات (3)
بنت أغادير
بنت أغادير
السلام عليكم..
خوياa2b2c2..الله يحفظك على المقال..الصراحة ولينا ناسف على الرياضات و البناء القديم..بيع بثمن بخس و الآن..ابسط مادة تساوي الثمن..ولو قطعة من -الضس-

يالكبيدة ديالي
يالكبيدة ديالي
يعطيك العافيةa2b2c2 على المقال المنقول

a2b2c2
a2b2c2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الغاليه بنت اغادير اخويا الغالي يالكبيده ديالي الف شكر على مروركم وبارك الله فيكم ...


خصم يصل إلى 25%