فيتنام المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
albinsaad
05-11-2022 - 05:52 pm
كان المسجد الأبيض الصغير يعلن عن وجود المسلمين في هذه الجزيرة، وكانت البيوت الخشبية - الأكواخ - المهيأة للطفووالرحيل عندما يجيء الفيضان - تعلن عن شدة فقر المسلمين في هذه البلاد.
والمسلمون في كمبوديا مختلف على عددهم ففيما قال لي إمام المسجد الكبير في بنوم بنه إن عددهم 700 ألف، قال أحد المراجع إنهم 250 ألفا، بينما يذهب قول ثالث إلى التوسط فيقول إنهم 500 ألف. وترجع جذور المسلمين الكمبوديين الذين يطلق عليهم "شام" أو "تشام" - ولا علاقة لهم بشامنا العربية - إلى حضارة عظيمة سادت في شرق آسيا لأكثر من ألف عام وكونت مملكة الشامبا التي كانت تعبيرا عن التأثيرات الهندية في هذه المنطقة، وظلت هذه المملكة مزدهرة حتى هزمت في فيتنام في القرن الخامس عشر بعد حروب طاحنة مع الخمير من ناحية، والصينيين من ناحية أخرى. ويقال إن الإسلام وصل إلى هذه الأصقاع عبر التجار المسلمين، وأن سبيل الهداية كان شرف هؤلاء التجار وصدق كلمتهم وأمانتهم. ولقد اعتاد المسلمون الشام على سكنى الجزر المتناثرة على امتداد حوض نهر الميكونج شرق وشمال العاصمة وفي منطقة الحدود الفيتنامية، وهم أقرب إلى الماليزيين ويرتدون مثلهم ومثل الأندونيسيين ورجال الخمير تلك الفوطة التي تلف حول الوسط وتسمى "سارجون" بينما ترتدي النساء ملابس ضافية ويحطن رؤسهن بالشيلان. ولا يكاد المسلم الكمبودي من الشام يخلع عن رأسه الطاقية البيضاء. ولقد ظلت الأعمال التقليدية للشام هي التجارة في الأغنام، والصيد، وبناء القوارب. بينما تشتهر نسوتهم بالبراعة في نسج القطن والحرير. ويتردد أن المسلمين الكمبوديين كانوا من أكثر الفئات التي اضطهدها نظام بول بوت. وإمام المسجد الكبير نفسه كان معتقلا لمدة أربع سنوات في عهد بول بوت وأجبر على ترك الإمامة والعمل الجماعي في إحدى المزارع الجماعية تحت شروط أقرب إلى الموت. وهو لا يزال يرتعد حين يتذكر هذه الفترة، وعندما حاولت أن أحصل منه على تفاصيل لذكرياته لم يتكلم برغم أنه يجيد العربية التي تعلمها في الأزهر، فقلت له: "ألا تزال خائفا يا شيخ... ؟" "فقال: نعم.. فمن يدري ماذا يحدث غدا".
المسلمون في كمبوديا أكبر الأقليات، فهم العنصرالثاني بعد الخمير، ويزيد عددهم على العناصر الأخرى التي تشكل التركيب السكاني الكمبودي، فهم أكثر عددا من الفيتناميين، ومن الصينيين ومن أبناء القبائل ساكنة التلال. وبالرغم من أن المسلمين أكثر مدنية من أبناء التلال الذين ما زالوا في حالة فطرية بدائية ومنقطعين عن العالم، فإن المسلمين ومجتمعاتهم أشد فقرا وتخلفا من الصينيين الأكثر غنى والمسيطرين على التجارة، والفيتناميين الأكثر تأهيلا مهينا. هذه الحالة من الفقر والتخلف جعلتني أبحث عن أو جه نشاط الهيئات الإسلامية العربية في كمبوديا، وقد علمت أن هناك عدة هيئات عرفت منها جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية، وهيئة الإغاثة الإسلامية السعودية، وجامعة أم القرى. وفيما تقوم جمعية إحياء التراث بدور الكفالة للأيتام والفقراء، وتسعف هيئة الإغاثة بمساعداتها العاجلة نوائب الفيضان واحتياجات الأعياد، تركز جمعية أم القرى على نشر الوعي الديني. هذا جميل كله، لكن هناك عناصر غائبة في أداء هذه الهيئات التي لا تنسيق بينها برغم شرف المهمة المشتركة التي تقوم بها. وإذا كان لي أن أقترح شيئا عليها مجتمعة، أو عليها فرادى، فإنني أقول: نعم بناء المساجد مهمة جليلة خاصة وقد دمرت الحرب الأهلية وحقد الخمير الحمر ومن لف لفهم ثلاثة آلاف مسجد كانت تعم أرجاء كمبوديا لم يعد منها غير ثلاثة عشر مسجدا. والمسجد الكبير نفسه كان الخمير الحمر قد أغلقوه وباعوه ليصير ملهى ليليا، ولم يستعده المسلمون إلا بعد تدخل عربي إسلامي ومناشدة للملك نوردوم سيهانوك استجاب لها وضغط لإعادة المسجد إلى المسلمين.
بناء المساجد مهم، لكن الإسلام الذي انتشر في جنوب شرق آسيا عن طريق حسن معاملة التجار المسلمين لأبناء هذه البلاد وصدق كلمتهم وطيب أخلاقهم، مما جعلهم يثقون في دين هؤلاء التجار ويبحثون عنه ويعتنقونه، هذه المعاملة الدنيوية الحسنة التي أدت إلى نصرة الدين إيمانا واعتقادا، تجعلني وقد رأيت بؤس حال المسلمين في كمبوديا أقترح شيئا دنيويا طيبا، ملموسا، يأخذ بعون المسلمين هناك، بل يقدم عونه إلى غير المسلمين أيضا (أليس للمسلم في كل كبد رطبة أجر؟).. تحديدا أقترح أن يكون العون في مجال الخدمات الصحية، مستشفى مسلم، بأطباء مسلمين أكفاء، يغيث البشر حيثما تألموا وأينما جرحوا، والألم كبير والجرح أكبر. فعلى سبيل المثال تشكل حوادث الألغام صعقات قاتلة للبشر، خاصة الفقراء منهم، والقرويون على وجه التحديد. فانفجار لغم في رب أسرة يحيل أسرته إلى أدقع الفقر في دقائق عندما تنتهي الحادثة بموته أو إعتاقه.
وثمة 300 حالة وفاة من انفجار الألغام كل شهر. وتقول الإحصاءات إن واحدا من كل 250 إنسانا هو من مبتوري الأطراف. وثمة وكالات إغاثة وهيئات تبشيرية وغير تبشيرية غربية تركز على هذا الجانب، والإعلام يلهج بذكر محاسن هؤلاء الذين يقدمون مصانع الأطراف الصناعية - برغم بدائيتها - ويقدمون مع الأطراف دروس التأهيل المهني وإعادة التأهيل النفسي، ويحمدون ويشكرون، بل لا أستبعد أن يتجه نحوكنائسهم ومعابدهم المتعبون. فهل على طريقتها الآبدة المؤبدة ستظل تفكر الهيئات الخيرية الإسلامية ؟
وإلى من يريد أن يعرف مدى أهمية عون صحي يقدم للمسلمين، وغير المسلمين إن أمكن، في هذه البلاد، أذكر هذه الأرقام: متوسط عمر الفرد الكمبودي 49.7 عاما، ومعدل موت الرضع 120 من كل ألف، ويعيش طفل واحد من كل خمسة حتى يبلغ سنة من العمر، و25 من كل 1000 أم يمتن في أثناء الولادة.
لقد زرت مؤسسة كفالة الأيتام المسلمين التي أنشأتها جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية ودعيت لإلقاء كلمة فحدثت الصغار الشام عن "الدين المعاملة"، وحدثتهم عن أن لهم إخوة وآباء وأمهات وأعماما وأخوالا وأقارب مسلمين في هذا العالم الواسع، ووعدتهم بأن أحمل نداءهم إلى من أستطيع من الأهل (وهأنذا أفعل عبر هذه السطور) وختمت كلمتي بتحية السلام عليكم، ففوجئت بهدير ثلاثمائة صوت معا:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته". ثم كان علي أن أشق طريقي بصعوبة وسط حشد المسلمين الصغار الذين كانوا ينهالون علي محاولين السلام يدا بيد. كأنهم يريدون أن يتيقنوا باللمس أن هناك - حقيقة - مسلمين آخرين في هذا العالم.
منقول *********


التعليقات (2)
Hesham
Hesham
سلمت أناملك أخوي ...
وأن شاءالله عندي بعض من الصور لهذا البلد راح أنزلهم عما قريب ..
تحياتي للجميع
أخوكم
ya-mas

عاشق اندونيسيا
عاشق اندونيسيا
يعطيك العافيه اخوى وتسلم على هل موضوع الرائع
تقبل احترامي


خصم يصل إلى 25%